تهديدات ترمب تجبر كولومبيا على استقبال المرحلين

البيت الأبيض يتفاخر بأن أميركا تحظى بالاحترام

صورة مدمجة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الكولومبي جوستافو بيترو (أ.ف.ب)
صورة مدمجة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الكولومبي جوستافو بيترو (أ.ف.ب)
TT
20

تهديدات ترمب تجبر كولومبيا على استقبال المرحلين

صورة مدمجة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الكولومبي جوستافو بيترو (أ.ف.ب)
صورة مدمجة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الكولومبي جوستافو بيترو (أ.ف.ب)

رضخ الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، لتهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، معلناً قبوله اللاجئين غير الشرعيين الذين تم ترحيلهم وإرسالهم في طائرات عسكرية أميركية.

وكان الرئيس الكولومبي دخل في اشتباك مع الرئيس الأميركي، يوم الأحد، اعتراضاً على استقبال المواطنين الكولومبيين المرحلين من الولايات المتحدة، وإساءة معاملتهم، وذهب إلى حد إعادة طائرتين عسكريتين أميركيتين كانتا تحملان الكولومبيين العائدين، مطالباً إدارة ترمب بوضع بروتوكول يعاملهم بكرامة.

ورد ترمب بغضب وهدد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة، وزيادتها إلى 50 في المائة ضد كولومبيا، التي تعدّ رابع أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، وإلغاء تأشيرات المسؤولين الحكوميين وفرض عقوبات مالية ومصرفية.

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو رضخ لتهديدات ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو رضخ لتهديدات ترمب (أ.ف.ب)

وقال ترمب عبر منصة «تروث سوشيال»: «لقد أبلغوني للتو بأنه لم يسمح لرحلتين أميركيتين على متنهما عدد كبير من المجرمين غير الشرعيين بالهبوط في كولومبيا، وأصدر الأمر الرئيس الكولومبي الاشتراكي غوستافو بيترو الذي لا يحظى بشعبية بين شعبه». وأضاف: «لقد أدى رفض بيترو لهذه الرحلات إلى تعريض الأمن القومي الأميركي للخطر، لذا وجهت إدارتي لاتخاذ تدابير انتقامية عاجلة».

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، فرض قيود على منح تأشيرات للمسؤولين الحكوميين الكولومبيين، وتعليق إصدار تأشيرات في القسم القنصلي بالسفارة الأميركية في بوغوتا، ولوح بفرض عقوبات على المسؤولين عن التدخل في عمليات إعادة الرحلات، وطالب كولومبيا بالوفاء بالتزاماتها بقبول عودة مواطنيها.

ورد الرئيس الكولومبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإعلان فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات الأميركية إلى كولومبيا. وفي تغريدة أخرى، قال إن التعريفات ستصل إلى 50 في المائة، وتساءل عما إذا كان الرئيس الأميركي يحاول الإطاحة به، أم لا، وقال إنه لا يصافح المستعبدين البيض.

لكن تراجع الرئيس الكولومبي في نهاية الأمر، وأعلن وزير الخارجية الكولومبي، لويس جيلبرتو، في مؤتمر صحافي، أن بلاده تغلبت على المأزق وستستقبل المواطنين العائدين.

كولومبيون خارج السفارة الأميركية في بوغوتا الاثنين (رويترز)
كولومبيون خارج السفارة الأميركية في بوغوتا الاثنين (رويترز)

* الانتصار والتحذير

وأعلنت كارولين ليفات، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في بيان، الانتصار في هذه المواجهة مع كولومبيا، وقالت في بيان صدر في وقت متأخر مساء الأحد، إن كولومبيا وافقت على قبول جميع المهاجرين غير الشرعيين العائدين من الولايات المتحدة على متن الطائرات العسكرية الأميركية من دون قيود أو تأخير، وبالتالي سيتم الاحتفاظ بالتعريفات والعقوبات التي تمت صياغتها، ولن يتم توقيعها إلا إذا فشلت كولومبيا في احترام هذا الاتفاق، بينما تستمر عقوبات التأشيرات الصادرة من وزارة الخارجية الأميركية وعمليات التفتيش من قبل الجمارك وحماية الحدود.

وتفاخر البيت الأبيض بأن هذه الأحداث توضح للعالم أن أميركا تحظى بالاحترام مرة أخرى، وشدد على أن ترمب سيواصل حماية السياحة الأميركية بشراسة، وعدّ هذه المواجهة بمثابة تحذير للدول الأخرى التي قد تسعى لعرقلة خطط الرئيس ترمب.

وعلق ويل فريمان، الباحث في دراسات أميركا اللاتينية بمجلس العلاقات الخارجية لصحيفة «نيويورك تايمز»، بالقول إن التصعيد من كلا الجانبين كان جريئاً للغاية، مشيراً إلى الاعتماد الاقتصادي لكولومبيا على الولايات المتحدة، حيث تعد الأخيرة أكبر شريك تجاري لكولومبيا، وقال: «التعريفات الجمركية التي هدد بها ترمب من شأنها توجيه ضربة كبيرة للاقتصاد الكولومبي».


مقالات ذات صلة

ترمب: أريد إغلاق وزارة التعليم فوراً

الولايات المتحدة​ أشخاص يسيرون أمام مبنى وزارة التعليم في واشنطن (رويترز)

ترمب: أريد إغلاق وزارة التعليم فوراً

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الأربعاء)، إنه يريد إغلاق وزارة التعليم الاتحادية على الفور.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافة بعد توقيع أمر تنفيذي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض - واشنطن 10 فبراير 2025 (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: أجريت محادثات رائعة مع روسيا وأوكرانيا... واحتمال كبير لإنهاء الحرب الدموية

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، إنه عقد محادثات رائعة أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

لتعليق حسابه عام 2021... «إكس» تقدم تعويضاً لترمب بـ10 ملايين دولار

توصَّلت شبكة التواصل الاجتماعي «إكس»، التي يملكها إيلون ماسك، إلى اتفاق مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعوِّضه بموجبه بـ10 ملايين دولار على تعليق حسابه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدوبامين هو ناقل عصبي أساسي يشارك في نظام المكافأة بدماغنا ويلعب دوراً مركزياً في التحفيز (رويترز)

كيف تحصل على «جرعة» دوبامين لحياة أسعد وأكثر نشاطًا؟

إذا كنتَ مثل كثير من الناس؛ فقد تشعر باستنزاف طاقتك وتحتاج إلى بعض التحفيز للانطلاق، خصوصاً في البلدان ذات المناخات الباردة والأجواء الضبابية المظلمة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب وتولسي غابرد وزوجها أبراهام ويليامز يقفون إلى جانب الورقة الرسمية التي وقَّعها ترمب التي تُعيِّن غابرد رسمياً مديرةً للاستخبارات الوطنية في المكتب البيضاوي (أ.ف.ب)

عسكرية سابقة من أصول هندوسية... مَن هي تولسي غابرد مديرة الاستخبارات الأميركية؟

صادَقَ مجلس الشيوخ الأميركي، أمس (الأربعاء)، على تعيين تولسي غابرد مديرةً للاستخبارات الوطنية في إدارة الرئيس دونالد ترمب، بعدما وافق على ترشيحها الجمهوريون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

منظمات حقوقية تقاضي إدارة ترمب بشأن احتجاز مهاجرين في «غوانتانامو»

خيام تم تشييدها حديثاً لإيواء المهاجرين في خليج غوانتانامو بكوبا (نيويورك تايمز)
خيام تم تشييدها حديثاً لإيواء المهاجرين في خليج غوانتانامو بكوبا (نيويورك تايمز)
TT
20

منظمات حقوقية تقاضي إدارة ترمب بشأن احتجاز مهاجرين في «غوانتانامو»

خيام تم تشييدها حديثاً لإيواء المهاجرين في خليج غوانتانامو بكوبا (نيويورك تايمز)
خيام تم تشييدها حديثاً لإيواء المهاجرين في خليج غوانتانامو بكوبا (نيويورك تايمز)

أقامت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان واللاجئين دعوى قضائية على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تطالبها بالسماح بزيارة المهاجرين المحتجزين في قاعدة خليج غوانتانامو في كوبا، وفق بيان أصدرته الأربعاء.

وأعلن ترمب الذي أطلق حملة واسعة النطاق ضد الهجرة منذ الساعات الأولى من عودته إلى السلطة، الأسبوع الماضي، مشروعه لبناء مركز احتجاز ضخم يتسع لـ30 ألف مهاجر في خليج غوانتانامو المعروف بسجنه العسكري الذي افتتح بعد هجمات 11سبتمبر (أيلول) 2001.

معتقل غوانتانامو حيث يُحتجز أسرى «القاعدة» (نيويورك تايمز)
معتقل غوانتانامو حيث يُحتجز أسرى «القاعدة» (نيويورك تايمز)

وأقام «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية»، و«مركز الحقوق الدستورية»، و«المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين» الدعوى القضائية، نيابة عن الكثير من الأشخاص، من بينهم أفراد عائلات مهاجرين معتقلين في غوانتانامو، وأربع منظمات للخدمات القانونية.

ونقل بيان للمنظمات عن لي غيليرنت، من «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» قوله: «من خلال إرسال المهاجرين إلى جزيرة معزولة عن المحامين وعائلاتهم وبقية العالم، تظهر إدارة ترمب أن دولة القانون لا تعني شيئاً بالنسبة إليها».

ونددت المنظمات بحقيقة أن إدارة ترمب لم تقدم معلومات عن مدة احتجاز المهاجرين في غوانتانامو، وظروف هذا الاحتجاز، وما إذا كانوا سيتمكنون من التواصل مع عائلاتهم ومحاميهم.

وتعهّد الرئيس الجمهوري بإرسال «المجرمين» إلى غوانتانامو، وهو تصنيف يشمل في استعمالات إدارته، المجرمين المدانين وكذلك المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة دون تأشيرة أو تصريح.

تُظهر صورة حصلت عليها صحيفة «نيويورك تايمز» خياماً للجيش جرى تركيبها مؤخراً بالقرب من مركز عمليات المهاجرين على الجانب المطل على خليج غوانتانامو
تُظهر صورة حصلت عليها صحيفة «نيويورك تايمز» خياماً للجيش جرى تركيبها مؤخراً بالقرب من مركز عمليات المهاجرين على الجانب المطل على خليج غوانتانامو

وقال خافيير هيدالغو المدير القانوني لمنظمة «رايسز» في البيان، إن «احتجاز مهاجرين في غوانتانامو يهدد بإنشاء سابقة خطيرة يمكن الحكومة الأميركية بموجبها نقل طالبي اللجوء بشكل منهجي إلى مرافق خارج البلاد».

ويأتي ذلك فيما أعلن «البنتاغون»، الأربعاء، أن عشرة مهاجرين «يشكلون تهديداً كبيراً» وصلوا إلى غوانتانامو، وهم محتجزون في المعسكر الأميركي السيئ السمعة في كوبا، وأشار البيت الأبيض لاحقاً إلى أنهم أعضاء في عصابة نافذة.

وقال الرئيس الأميركي سابقاً، إنه سيرسل «المجرمين ذوي السوابق المتكررة»، ومن بينهم مواطنون أميركيون، لتمضية عقوبتهم في دول أخرى مثل السلفادور التي عرضت استقبالهم. ومن المحتمل أن تبطل المحاكم هذا الإجراء في حال تنفيذه.