مصر تسترد عشرات القطع الأثرية «المسروقة» خلال أسبوع

من فرنسا وتركيا

جانب من الآثار المصرية المضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)
جانب من الآثار المصرية المضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مصر تسترد عشرات القطع الأثرية «المسروقة» خلال أسبوع

جانب من الآثار المصرية المضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)
جانب من الآثار المصرية المضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)

نجحت مصر خلال أسبوع في استرداد عشرات القطع الأثرية المسروقة والمهربة إلى الخارج، بعد جهود دبلوماسية بين القاهرة وأنقرة وباريس، وزيارة متتالية لوزيري السياحة والآثار والخارجية المصريين إلى تركيا وفرنسا.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، الخميس، عن تسلُّم مصر قطعاً أثرية من فرنسا، نجحت السفارة المصرية في باريس في استردادها بالتنسيق مع وزارة الداخلية الفرنسية، وشارك وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في مراسم تسلُّم القطع الأثرية، معرباً عن تقدير مصر للجانب الفرنسي لتعاونه في استرداد القطع الأثرية، مشيداً بجهود السلطات الفرنسية في استعادة الآثار المصرية المهرَّبة بوصفها إرثاً تاريخياً وثقافياً، وأكد الوزير على أهمية تكثيف الجهود لملاحقة شبكات تهريب الآثار المصرية. كما وجَّه بسرعة إنهاء الإجراءات اللازمة لشحن القطع الأثرية إلى مصر بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية.

مصر تتسلم قطعاً أثرية مهرَّبة مضبوطة في فرنسا (وزارة الخارجية المصرية)

وكان وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، قد تسلَّم قبل أيام 152 قطعة أثرية من تركيا، خرجت من مصر بطرق غير مشروعة وتم ضبطها، وذلك أثناء زيارته الأخيرة لأنقرة خلال مشاركته في الدورة الـ28 لمعرض شرق البحر المتوسط الدولي للسياحة والسفر 2025 EMITT، وقام بتوقيع مذكرة تفاهم بين مصر وتركيا لتعزيز التعاون في مجال السياحة.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «استعادة مصر عشرات القطع الأثرية من فرنسا وتركيا خلال أسبوع إنجازاً جديداً في مسيرة الجهود المصرية لحماية تراثها الحضاري»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ سنوات، تخوض مصر معركة قانونية ودبلوماسية مع المتاحف العالمية وتجار الآثار غير الشرعيين لاستعادة ما نُهِبَ من كنوزها التاريخية».

وكانت مصر أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن استرداد 67 قطعة أثرية مسروقة تم ضبطها في ألمانيا، وتنتمي هذه القطع إلى عصور عدة في التاريخ المصري القديم، وأبرزها قدم وساق لمومياء محنَّطة، بالإضافة إلى قناعين وجداريتين تم انتزاعهما من مقبرة الوزير «باك آن رن إف» بمنطقة سقارة، ومجموعة من التماثيل الصغيرة المعروفة بـ«الأوشابتي»، التي كانت عادة توضع في المقابر لإنجاز أعمال المتوفى نيابة عنه في الحياة الأخرى، وفق العقيدة المصرية القديمة.

وأوضح عبد البصير أن «مصر وقَّعت اتفاقيات ثنائية مع عدة دول لاسترداد الآثار المسروقة مثل فرنسا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، وألمانيا، كما تتعقب القطع المسروقة عبر المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) ومنظمة اليونيسكو، ورغم النجاحات التي حققتها مصر في هذا الصدد فإنها ما زالت تواجه تحديات، منها استمرار المزادات العالمية في عرض قطع أثرية مسروقة، وضعف القوانين في بعض الدول ضد الاتجار بالآثار».

وبيَّن عالم الآثار أنه «بعد استعادة القطع المسروقة، يتم إخضاعها لفحص دقيق لترميمها وتوثيقها علمياً، ثم عرضها في المتاحف المصرية لتكون متاحة للجمهور، وهو ما يسهم في تعزيز الوعي الثقافي وتعريف الأجيال الجديدة بتراثهم».

واستردت مصر في الفترة من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024 نحو 30 ألف قطعة أثرية كانت مهربة إلى الخارج بطرق غير مشروعة، وفق تصريحات للمسؤول عن إدارة الآثار المستردة، من بينها نحو 5 آلاف قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية في عام 2021، بالإضافة إلى استرداد نحو 114 قطعة من فرنسا عام 2022 وكذلك استعادت مصر من إسبانيا 36 قطعة.


مقالات ذات صلة

انتقادات لمؤثرة سورية تعيد الجدل حول شخصية «فرعون موسى»

يوميات الشرق المتحف الكبير في مرحلة الافتتاح التجريبي (الشرق الأوسط)

انتقادات لمؤثرة سورية تعيد الجدل حول شخصية «فرعون موسى»

أعادت انتقادات وجهها متابعون سوشياليون لمؤثرة سورية الجدل حول شخصية «فرعون موسى»، بعدما نشرت مقطع فيديو للملك رمسيس الثاني من داخل المتحف المصري الكبير.

عصام فضل (القاهرة )
ثقافة وفنون صورة جوية لبئر الماء المكتشفة والدَّرَج المؤدي إلى القاع (كونا)

اكتشاف بئر ماء أثرية في «فيلكا» الكويتية تعود إلى ما قبل 1400 عام

أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، الأحد، اكتشاف بئر ماء أثرية في جزيرة فيلكا تعود لفترة ما قبل الإسلام وبداية العهد الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
يوميات الشرق الأطفال أكثر الدفنات الموجودة بجبانة كانت ورشة للفخار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني في سوهاج

البعثة الأثرية المصرية - الأميركية من جامعة بنسلفانيا عثرت على المقبرة الملكية بجبانة «جبل أنوبيس» بأبيدوس في سوهاج.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق تعابيرها الحيّة مخيفة (مطبعة جامعة كمبردج)

دمى «مُخيفة وتكاد تتحرّك» من 2400 عام في السلفادور

اكتشف علماء آثار في أميركا الوسطى دمى طينية غريبة يعود تاريخها إلى 2400 عام، خلال عمليات تنقيب في موقع غير متوقَّع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

أكد علماء آثار اليوم (الأربعاء) أنهم عثروا على أحفورة وجه جزئي لأحد أسلاف الإنسان هي الأقدم في أوروبا الغربية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

«قلبي ومفتاحه» يُحقّق طموحات أشرف عبد الباقي

أشرف عبد الباقي بشخصية المحامي في «قلبي ومفتاحه» (الشركة المنتجة)
أشرف عبد الباقي بشخصية المحامي في «قلبي ومفتاحه» (الشركة المنتجة)
TT

«قلبي ومفتاحه» يُحقّق طموحات أشرف عبد الباقي

أشرف عبد الباقي بشخصية المحامي في «قلبي ومفتاحه» (الشركة المنتجة)
أشرف عبد الباقي بشخصية المحامي في «قلبي ومفتاحه» (الشركة المنتجة)

لا يقيس الفنان المصري أشرف عبد الباقي أدواره بمساحة ظهوره على الشاشة، بل ينشغل أكثر بكل جديد يقدمه في كل دور، كاشفاً في حواره لـ«الشرق الأوسط» أنه حينما قرأ سيناريو مسلسل «قلبي ومفتاحه» قال في نفسه، يكفيني لو قدمت مشهداً واحداً في هذا العمل الذي توفرت له كل عناصر التَّميز من إنتاج وقصة وفريق عمل رائع.

وأشار عبد الباقي إلى أن شخصية المحامي «شادي الشناوي» التي قدَّمها في المسلسل تشبه الكثير من المحامين الذين يدبِّرون حياتهم بصعوبة.

وأشاد نُقادٌ وجمهورٌ عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعبد الباقي الذي رحّب في المشاركة بالمسلسل بدور لا يُعدَّ بطولة، كما أشادوا بنجاحه في تقديم شخصية جادة بعيدة عن الكوميديا.

ويُعدِّد أشرف عبد الباقي أسباب تمسُّكه بالعمل في المسلسل منذ اللحظة الأولى قائلاً: «إن الجهة الإنتاجية (ميديا هب) تُنتج أعمالاً قوية، وهي المرة الأولى التي أتعامل معها وكذلك المخرج تامر محسن الذي ألتقيه لأول مرة أيضاً في عملٍ، وأدرك تماماً قدره مخرجاً متميزاً من مشاهداتي لأعماله السابقة. بالإضافة إلى موضوع المسلسل، فحين قرأت السيناريو قلت لو أنني سأظهر في مشهد واحد سأكون سعيداً للغاية».

أشرف عبد الباقي وآسر ياسين في أحد المشاهد (الشركة المنتجة)

ويحدِّد عبد الباقي ما يحسم اختياراته قائلاً: «لا أقيس أدواري بمساحة وجودي على الشاشة لأن الأهم عندي هو الجديد الذي سأقدمه، فمنذ مسلسل (جولة أخيرة) مع الفنان أحمد السقا، لم أشارك في أي عمل درامي رغم أنه عُرضت علي أعمال عدة، وما يعنيني أن تكون شخصية جديدة علي، أُمثِّلها وأنا مستمتع والناس تشاهدني بشكل مختلف وهو ما أبحث عنه دائماً».

وعن شخصية شادي الشناوي يضيف: «يتساءل هل هناك محامي حاله هكذا؟ أقول نعم هناك آلاف المحامين يعانون لتدبير نفقات بيوتهم وهو واحد منهم، بعيداً عن المحامين الكبار الذين يتقاضون أتعاباً خيالية، وفي أحد المشاهد يكتشف الشناوي توقُّف بطاقة التموين؛ الأمر الذي يمثِّل له أزمة كبيرة، وفي أول حلقة من المسلسل تشتري ابنته (شامبو وبلسم) من الصيدلية فيطالبها باختيار شيء واحد منهما، وهو بوصفه شخصاً متواضعاً في ملابسه ومظهره لأنه لا يُنفق على نفسه، بل يوجه كل دخله لبناته الثلاث ويُشبه كثيرين مثله، فقد كان ينتمي للطبقة فوق المتوسطة وهبطت أحوالهم».

وعن تقديمه لشخصية جادة بعيدة عن الكوميديا يقول: «أنا ممثل يؤدي كل الأدوار، الكوميدية والتراجيدية، وممثل مسرح وسينما وإذاعة وتلفزيون، وعلى مدى 40 عاماً منذ بدايتي، قدَّمت أعمالاً خارج إطار الكوميديا من بينها، (حضرة المحترم)، و(صياد اليمام)».

وعن تورط «الشناوي» في العمل مع تاجر العملة «أسعد»، يقول عبد الباقي إن أحواله مع عمله الجديد تغيّرت، واستطاع أن يشتري لبناته ما يتطلَّعون إليه. وهو يدرك أن «أسعد» يتاجر في العملة، وأن ليس لكلِّ الناس القدرة على الرفض، فهذه هي طبيعة شخصيته وهي جزئية تدين «الشناوي»، بيد أنها تتوافق مع تركيبته الإنسانية، لا سيما ونحن نرى في حياتنا أن القاعدة تتحوَّل إلى استثناءٍ في كثير من المواقف، فحين يعثر شخص على حقيبة فيها أموال ويسلمها للشرطة يحتفي به الجميع ويثنون على أمانته مع أن هذه هي القاعدة.

ويتحدّث عن تعاونه لأول مرة مع المخرج تامر محسن يقول: «إنه يصنع لكل مشهد تفاصيل صغيرة يُعيد ترتيبها مثل (البازل)، لأنه يكتب أيضاً أعماله، كما يتميَّز بقدرته على ضبط إيقاع المسلسل، ويعمل كثيراً مع الممثلين، كلٌ على حدة».

ويتوقف الفنان عند الصورة البصرية للمسلسل، واختيار المخرج حي «اللبيني» بفيصل الذي يعبِّر عن الطبقة المتوسطة، مؤكداً أن مدير التصوير هيثم حسني حقق صورة جميلة، وكذلك مهندس الديكور أحمد فايز الذي بنى ديكورات الشارع بحرفية عالية، ويشير إلى أن اختيار الأغنيات كان موفقاً ووُظِّفت بالأحداث، كما أن الموسيقى كانت مؤثرة للغاية؛ وفق قوله.

يتورط في الزواج لحماية صديقه (الشركة المنتجة)

ويعترف أشرف عبد الباقي بأنه استمتع بالعمل مرتين، الأولى خلال التصوير، والثانية وهو يشاهد حلقات المسلسل، منوهاً بأن العمل تميز بـ«شياكةٍ ورقيٍّ كبيرين». ضارباً المثل بـ«مشاهد اللقاء بين آسر ياسين ومي عز الدين، لم نرَ فيها أي تجاوز، وخرجت الكاميرا من الفندق إلى وسط البلد لنشاهد جمال المكان وأهم ملامحه».

ويشيد بزملائه الممثلين، ويقول: «دياب كان يخيفني وأنا أشاهده في بعض اللقطات، فهو لديه كل شيء، الوازع الديني، والانحلال الأخلاقي، شخصية حقيقية وليست مرسومة لعمل فني، ونحن نقابل أشخاصاً في حياتنا لديهم هذه الازدواجية، كما أن آسر ياسين ممثل شاطر، لكن هذه أول مرة يملك أدواته كاملة، كما أن شخصية (ميار) التي أدتها بنجاح مي عز الدين، مثال للفتاة التي يضغط عليها أهلها لتتزوج بشخص كي ينفق عليهم، و(نصر) الرجل الذي عاش يحلم بامرأة طوال عمره من دون أن يخبرها، دور مهم يمثل عودة قوية لمحمود عزب».

ويلفت إلى أن المسلسل لا يعرِض فقط لأزمة زواج بطليه، بيد أنه يتناول قضايا اجتماعية أخرى، من بينها زواج كبار السِّن الذي يراه بعضهم أهم من زواج الشباب لأن الشاب لو فشل زواجه سيتزوج مرة أخرى لكن الكبار يتزوجون بحثاً عمَّن يؤنس وحدتهم بعد أن يستقل أولادهم بحياتهم».

وأبدى عبد الباقي إعجابه في مسلسل «ولاد الشمس»، وأبطاله طه دسوقي، وأحمد مالك، ومينا أبو الدهب، الذين وصفهم بأنهم «ممثلون رائعون»، في حين وصف محمود حميدة بـ«الممثل الجبار»، كما أشاد عبد الباقي بمسلسل «أشغال شقة جداً»، ولفت إلى الفرصة التي أعطاها هشام ماجد لمصطفى غريب بجواره، مؤكداً أن هذا يُثبت أنه ممثل كبير ولديه ثقة في نفسه.