منظمات حقوقية تقاضي إدارة ترمب بشأن احتجاز مهاجرين في «غوانتانامو»

خيام تم تشييدها حديثاً لإيواء المهاجرين في خليج غوانتانامو بكوبا (نيويورك تايمز)
خيام تم تشييدها حديثاً لإيواء المهاجرين في خليج غوانتانامو بكوبا (نيويورك تايمز)
TT

منظمات حقوقية تقاضي إدارة ترمب بشأن احتجاز مهاجرين في «غوانتانامو»

خيام تم تشييدها حديثاً لإيواء المهاجرين في خليج غوانتانامو بكوبا (نيويورك تايمز)
خيام تم تشييدها حديثاً لإيواء المهاجرين في خليج غوانتانامو بكوبا (نيويورك تايمز)

أقامت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان واللاجئين دعوى قضائية على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تطالبها بالسماح بزيارة المهاجرين المحتجزين في قاعدة خليج غوانتانامو في كوبا، وفق بيان أصدرته الأربعاء.

وأعلن ترمب الذي أطلق حملة واسعة النطاق ضد الهجرة منذ الساعات الأولى من عودته إلى السلطة، الأسبوع الماضي، مشروعه لبناء مركز احتجاز ضخم يتسع لـ30 ألف مهاجر في خليج غوانتانامو المعروف بسجنه العسكري الذي افتتح بعد هجمات 11سبتمبر (أيلول) 2001.

معتقل غوانتانامو حيث يُحتجز أسرى «القاعدة» (نيويورك تايمز)

وأقام «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية»، و«مركز الحقوق الدستورية»، و«المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين» الدعوى القضائية، نيابة عن الكثير من الأشخاص، من بينهم أفراد عائلات مهاجرين معتقلين في غوانتانامو، وأربع منظمات للخدمات القانونية.

ونقل بيان للمنظمات عن لي غيليرنت، من «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» قوله: «من خلال إرسال المهاجرين إلى جزيرة معزولة عن المحامين وعائلاتهم وبقية العالم، تظهر إدارة ترمب أن دولة القانون لا تعني شيئاً بالنسبة إليها».

ونددت المنظمات بحقيقة أن إدارة ترمب لم تقدم معلومات عن مدة احتجاز المهاجرين في غوانتانامو، وظروف هذا الاحتجاز، وما إذا كانوا سيتمكنون من التواصل مع عائلاتهم ومحاميهم.

وتعهّد الرئيس الجمهوري بإرسال «المجرمين» إلى غوانتانامو، وهو تصنيف يشمل في استعمالات إدارته، المجرمين المدانين وكذلك المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة دون تأشيرة أو تصريح.

تُظهر صورة حصلت عليها صحيفة «نيويورك تايمز» خياماً للجيش جرى تركيبها مؤخراً بالقرب من مركز عمليات المهاجرين على الجانب المطل على خليج غوانتانامو

وقال خافيير هيدالغو المدير القانوني لمنظمة «رايسز» في البيان، إن «احتجاز مهاجرين في غوانتانامو يهدد بإنشاء سابقة خطيرة يمكن الحكومة الأميركية بموجبها نقل طالبي اللجوء بشكل منهجي إلى مرافق خارج البلاد».

ويأتي ذلك فيما أعلن «البنتاغون»، الأربعاء، أن عشرة مهاجرين «يشكلون تهديداً كبيراً» وصلوا إلى غوانتانامو، وهم محتجزون في المعسكر الأميركي السيئ السمعة في كوبا، وأشار البيت الأبيض لاحقاً إلى أنهم أعضاء في عصابة نافذة.

وقال الرئيس الأميركي سابقاً، إنه سيرسل «المجرمين ذوي السوابق المتكررة»، ومن بينهم مواطنون أميركيون، لتمضية عقوبتهم في دول أخرى مثل السلفادور التي عرضت استقبالهم. ومن المحتمل أن تبطل المحاكم هذا الإجراء في حال تنفيذه.


مقالات ذات صلة

غوانتانامو: قاضٍ عسكري يُسقط اعترافات في قضية 11 سبتمبر بوصفها «انتُزعت تحت التعذيب»

الولايات المتحدة​ عمار البلوشي في صورة سابقة قدمها محاموه (نيويورك تايمز )

غوانتانامو: قاضٍ عسكري يُسقط اعترافات في قضية 11 سبتمبر بوصفها «انتُزعت تحت التعذيب»

أسقط قاضٍ عسكري، الجمعة، اعترافاً أدلى به متهم بالتآمر في هجمات 11 سبتمبر أمام عملاء فيدراليين عام 2007 في غوانتانامو، مؤكداً أن هذه الاعترافات كانت تحت التعذيب

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ جندي سلفادوري يقف حارساً خلال جولة إعلامية في سجن مركز احتجاز الإرهابيين (CECOT) في تيكولوكا - السلفادور - 4 أبريل 2025 (رويترز)

ترمب لا يمانع نقل أميركيين إلى سجن للإرهابيين في السلفادور

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه لا يمانع في نقل سجناء من مواطنيه إلى السلفادور، بينما أخفقت إدارته في تنفيذ حكم قضائي بإعادة مهاجر سلفادوري.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أرسلت الإدارة الأميركية نحو 400 رجل نصفهم على الأقل من الفنزويليين إلى غوانتانامو منذ فبراير كجزء من حملة الرئيس ترمب على الهجرة غير الشرعية (نيويورك تايمز)

واشنطن تنفق 40 مليون دولار لسجن نحو 400 مهاجر في غوانتانامو

وجه 5 أعضاء في مجلس الشيوخ، زاروا قاعدة خليج غوانتانامو بكوبا، انتقادات إلى المهمة المتعلقة بالمهاجرين، واصفين إياها بإهدار للموارد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
آسيا الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)

«طالبان» تعلن مقايضة سجينين أميركيَّين مقابل «مساعد بن لادن الخاص»

اعترفت «طالبان» باحتجازها سجينين أميركيَّين، مشددة على أنها لن تمنحهما حريتهما دون إطلاق سراح مواطن أفغاني (المساعد الخاص لأسامة بن لادن)، محتجز في غوانتامو.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل)
الولايات المتحدة​ مركز احتجاز تابع لـ«إدارة الهجرة والجمارك الأميركية» في لويزيانا (رويترز)

إدارة ترمب تعيد المهاجرين من غوانتانامو إلى الأراضي الأميركية

أعادت السلطات الأميركية، فجأة، إلى الولايات المتحدة مجموعة من المهاجرين الذين كانت نقلتهم للقاعدة العسكرية الأميركية بخليج غوانتانامو في كوبا؛ لأسباب لم تعلن.

علي بردى (واشنطن)

تقرير: حضور ترمب جنازة البابا فرنسيس يسلط الضوء على خلافاتهما

الرئيس دونالد ترمب يلتقي البابا فرنسيس في الفاتيكان برفقة زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يلتقي البابا فرنسيس في الفاتيكان برفقة زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا (أ.ب)
TT

تقرير: حضور ترمب جنازة البابا فرنسيس يسلط الضوء على خلافاتهما

الرئيس دونالد ترمب يلتقي البابا فرنسيس في الفاتيكان برفقة زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يلتقي البابا فرنسيس في الفاتيكان برفقة زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا (أ.ب)

تباينت مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبابا الفاتيكان الراحل البابا فرنسيس في قضايا عدة، كان من بينها الهجرة، والبيئة، والفقر.

وقالت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء إن حضور ترمب جنازة البابا فرنسيس، التي ستُقام صباح السبت في ساحة القديس بطرس، يُسلط الضوء بشكل أكبر على خلافاتهما على مرِّ السنين.

ولفتت إلى أن البابا فرنسيس في اليوم السابق لوفاته، وفي خطابه العام الأخير، وجَّه رسالةً بمناسبة عيد الفصح تدعو إلى الوحدة، وخاطب المهمشين والمهاجرين بقوله: «جميعنا أبناء الله».

وفي رسالةٍ مختلفةٍ تماماً، نشر ترمب منشوراً مليئاً بالشتائم، متمنياً عيد فصحٍ سعيداً لخصومه، بمَن فيهم «متطرفو اليسار»، و«القضاة ومسؤولو إنفاذ القانون الضعفاء وغير الفعالين»، والرئيس السابق جو بايدن الذي وصفه بـ«أسوأ رئيسٍ لدينا، وأكثرهم عجزاً».

البابا فرنسيس يلتقي الرئيس دونالد ترمب بالفاتيكان في 24 مايو 2017 (أ.ب)

وعلق ديفيد جيبسون، مدير «مركز الدين والثقافة» بجامعة فوردهام في نيويورك، على التناقض بين مواقف ترمب والبابا الراحل بقوله: «من الواضح أنها كانت علاقةً متوترةً».

ولم تكن الأمور على ما يرام بين ترمب، خلال فترة ولايته الأولى، والبابا، من عام 2017 إلى عام 2021 لكن، كما يقول جيبسون: «كانت ولاية ترمب الثانية أسوأ مع الفاتيكان؛ بسبب عدائيته المتزايدة على جميع المستويات، ضد المهاجرين، وضد المساعدات الدولية».

ودخل البابا الأرجنتيني والرئيس الأميركي في جدال مبكر حول الهجرة، ففي عام 2016، صرَّح البابا فرنسيس، في إشارة إلى المرشح آنذاك ترمب، بأن أي شخص يبني جداراً لمنع دخول المهاجرين «ليس مسيحياً»، بينما وصف ترمب هذا التعليق بأنه «مخزٍ».

وعلى الرغم من اختلاف آراء ترمب على مرِّ السنين مع البابا فرنسيس، المعروف بأسلوبه المتواضع، فإن دعم ترمب قد ارتفع تدريجياً بين الكاثوليك الأميركيين، فقد استمالهم في حملته الرئاسية الأخيرة، ومن بين مؤيديه كثير من الأساقفة المؤثرين.

ولطالما عدّ ترمب، الذي يُعرّف نفسه بأنه «مسيحي غير طائفي»، المسيحيين، خصوصاً المسيحيين الإنجيليين، من بين أهم كتل دعمه. وقد عزّزت سياساته بشأن الإجهاض، بما في ذلك دوره في تعيين 3 من أصل 5 قضاة في المحكمة العليا الذين ألغوا حقوق الإجهاض، قاعدة دعمه بين المسيحيين، بمَن فيهم كثير من الكاثوليك المحافظين.

كما تتوافق سياساته بشكل وثيق مع كثير من الأساقفة الكاثوليك الأميركيين المحافظين، الذين كانوا في كثير من الأحيان على خلاف مع نهج البابا فرنسيس الأكثر تقدمية في قيادة الكنيسة.

وناشد الرئيس الجمهوري، الكاثوليك العام الماضي التصويت له، وفي أكتوبر (تشرين الأول)، عندما ألقى كلمةً في حفل عشاء آل سميث الخيري في نيويورك، الذي يجمع ملايين الدولارات للجمعيات الخيرية الكاثوليكية، قال ترمب: «عليكم أن تخرجوا للتصويت. وعلى الكاثوليك، عليكم أن تصوتوا لي»، وفعل كثيراً من الكاثوليك ذلك.

وفي انتخابات عام 2024، فاز ترمب بأصوات الكاثوليك، وفقاً للوكالة؛ نتيجة استطلاع رأي شمل أكثر من 120 ألف ناخب.

وفي عام 2020، انقسمت أصوات الكاثوليك بالتساوي بين جو بايدن وترمب، ولكن في عام 2024، أيَّد 54 في المائة من الناخبين الكاثوليك ترمب و44 في المائة دعموا كامالا هاريس.

ولكن، بينما قد يكون ترمب قد فاز بأصوات الكاثوليك، فإنه لم يكسب دعم البابا فرنسيس أبداً.

البابا فرنسيس يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسيدة الأولى ميلانيا في الفاتيكان (أ.ب)

وكان نائب ترمب، جي دي فانس، وهو كاثوليكي التقى فرنسيس لفترة وجيزة في اليوم السابق لوفاته، رفض خلافات البابا مع إدارة ترمب، وصرَّح للصحافيين، هذا الأسبوع، بأن البابا «شخصية أوسع بكثير من السياسة الأميركية»، فهو رجل قاد كنيسة تضم 1.4 مليار عضو حول العالم.

وقال فانس: «أدرك أنه كانت لديه بعض الخلافات مع بعض سياسات إدارتنا، وكان لديه أيضاً كثير من التوافقات مع بعض سياسات إدارتنا. لن أُشوّه إرث الرجل بالحديث عن السياسة».

والتقى ترمب أيضاً فرنسيس مرةً واحدةً، في اجتماع ودي إلى حد كبير في الفاتيكان عام 2017، لكن خلافاتهما استمرَّت.

وفي فبراير (شباط) من هذا العام، أرسل فرنسيس رسالةً إلى أساقفة الولايات المتحدة، اتسمت بنبرة مشابهة لتعليقاته حول الهجرة قبل عقد تقريباً.

وندَّد بشروع إدارة ترمب في خطط الترحيل الجماعي، وأشار إلى أن المسيح وعائلته كانوا لاجئين في مصر، هاربين من خطر يهدد حياتهم.