يزيد الراجحي: الراليات مثل إدارة الأعمال... وأعشق شغف ساينز

قال لصحيفة «ماركا» الإسبانية إنه يطمح للمنافسة 20 عاماً مقبلة

الراجحي خلد اسمه في التاريخ بتحقيق «داكار» (الشرق الأوسط)
الراجحي خلد اسمه في التاريخ بتحقيق «داكار» (الشرق الأوسط)
TT

يزيد الراجحي: الراليات مثل إدارة الأعمال... وأعشق شغف ساينز

الراجحي خلد اسمه في التاريخ بتحقيق «داكار» (الشرق الأوسط)
الراجحي خلد اسمه في التاريخ بتحقيق «داكار» (الشرق الأوسط)

حقّق يزيد الراجحي، الجمعة، لقب «رالي داكار 2025»، ليصبح أول سائق سعودي يفوز بهذا السباق الأسطوري.

وهذا الإنجاز التاريخي يعكس تطور مسيرته الرياضية، ويضعه في مصّاف أبرز أبطال رياضة المحركات على مستوى العالم.

وتمكّن الراجحي من التفوق على منافسه الجنوب أفريقي هينك لاتيغان، الذي حلّ في المركز الثاني.

واستطاع الراجحي أن يحقق فارقاً قدره 7 دقائق و9 ثوانٍ عن لاتيغان، ما عزّز من مكانته بصفته أحد أبرز السائقين في تاريخ «رالي داكار».

فرحة عارمة بفوز البطل السعودي يزيد الراجحي (الشرق الأوسط)

وعلى الرغم من أنه شارك في 10 نسخ سابقة من «رالي داكار»، وهذه النسخة هي الرقم 11 له، ورغم نجاحه في الصعود إلى منصة التتويج في عام 2022، فإن يزيد الراجحي أصبح معروفاً بين عشاق الرياضة الإسبان العام الماضي.

وحدث ذلك عندما قرر بعد انسحابه في المرحلة السادسة أن يمنح شاحنته الفاخرة، المزودة بمقصورة داخلية تليق بفندق فاخر، لصديقه كارلوس ساينز.

ولم يسبق أن حدث شيء مماثل في تاريخ «داكار»، ولكن هذا ما يُميز الراجحي، فهو شخصية استثنائية بحق.

وفي حوار مع صحيفة «ماركا» الإسبانية التي وصفته بأنه ينتمي إلى أغنى العائلات في السعودية، يُعبر الراجحي عن إعجابه الشديد بساينز، قائلاً: «أريد أن أكون مثله، أن أستمر في السباق حتى سن الستين». وهو يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة «الراجحي إنفست»، التي تضم 25 ألف موظف تحت إدارته.

السائق السعودي، الذي تُوِّج، الجمعة بـ«رالي داكار» للمرة الأولى في تاريخه، كشف عن تفاصيل مثيرة حول شخصيته لصحيفة «ماركا».

وخلف ابتسامته الدائمة وأسلوبه الودود الذي يُميز عدداً من أبناء وطنه، يقف قائد من أغنى العائلات في المملكة.

تمكن الراجحي من بداية صناعة المجد بـ«داكار» بعد تحقيق اللقب (إ.ب.أ)

ويقول الراجحي: «أنا الرئيس التنفيذي لشركة توظف 25 ألف شخص، (الراجحي إنفست)، وعائلتي تمتلك أحد أكبر البنوك في السعودية (مصرف الراجحي). لدينا أيضاً استثمارات في الفنادق، نحن شركاء مع علامات تجارية مثل (موفنبيك)، ومياهنا (بيرين) هي أحد رعاة (رالي داكار)، ولدينا علامات تجارية للقهوة، وسلاسل مطاعم برغر، ومصنع يزود السوق السعودية بـ80 في المائة من احتياجاتها من الحديد الصلب. خلال (رالي داكار)، أجري اجتماعات عبر منصة (زوم) لإدارة كل هذا».

لماذا المخاطرة بالمحركات؟

يجيب الراجحي: «لأنني أحب رياضة السيارات؛ إنها مثل إدارة الأعمال: تبدأ موظفاً عادياً، ويمكنك أن تصبح الرئيس التنفيذي، وعندما تصل إلى هذا المنصب، لا تقول: سأتقاعد، لا، بل تستمر لعشرين عاماً أخرى. رياضة السيارات مشابهة: لقد وصلت إلى هذا المستوى الذي مكنني من الفوز بـ(رالي داكار)، ولن أتركه الآن».

يجد الراجحي شغفه برياضة السيارات كما يفعل في إدارة الأعمال (أ.ف.ب)

من هذه التأملات تنبع العلاقة الخاصة التي تجمع بين يزيد الراجحي وكارلوس ساينز. تلمع عينا الراجحي عند ذكر اسم «الماتادور»، فيبدأ بالقول: «إنه بطلي».

وأضاف: «لقد زرت منزله وزار منزلي. نتحدث كثيراً عبر الـ(واتساب)، ويقدم لي دعماً كبيراً؛ إنه السائق الوحيد الذي لن أنزعج إذا هزمني. أحب شغفه وحماسه، العام المقبل سيبلغ من العمر 63 عاماً، ومع ذلك فهو أكثر حماساً مني. لديه طموح شاب بعمر 19 عاماً، يهاجم دائماً كأنه يخوض أول (رالي داكار) له، وكأنه يحتاج لإثبات نفسه ليكون أفضل سائق في العالم».

الراجحي يستضيف في مناسبة سابقة ساينز وابنه سائق الفورمولا 1 (حساب يزيد الراجحي)

يكمل الراجحي حديثه بحماسة، فيقول: «عندما انقلبت سيارته في السباق، أرسلت الفيديو إلى والدتي وشرحت لها أن هذا الرجل الذي يقلب السيارة، وينطلق بعدها بسرعة، ويقود بيد واحدة بينما يغطي الشمس باليد الأخرى عمره 62 عاماً. وقلت لها: أريد أن أكون مثله».

يعترف الراجحي بأنه يأمل في السير على خطى ساينز في كل شيء: «أريد أن أواصل السباق لمدة 20 عاماً أخرى، حتى أبلغ الستين مثله». ويوضح مدى إعجابه الكبير بـ«الماتادور»؛ حيث يرى فيه مصدر إلهام وقدوة. ربما يكون هذا العام هو البداية ليقترب من تحقيق حلمه، ويصبح مثل بطله.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية محافظ جدة لدى تتويج الراجحي باللقب (واس)

الراجحي بطلاً لـ«باها جدة 2025»... ودانية عقيل «ثانياً»

توّج الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي محافظ جدة مساء السبت، الفائزين في منافسات باها جدة تويوتا 2025.

عبد الله الزهراني (جدة)
رياضة سعودية المتسابق السعودي يزيد الراجحي بات قريبا من حسم السباق (واس)

«باها جدة»: الراجحي على مشارف اللقب

اختتمت الخميس منافسات المرحلة الأولى من "باها جدة تويوتا"، الجولة الختامية من بطولة السعودية تويوتا للباها 2025.

عبد الله الزهراني (جدة)
رياضة سعودية تعد النسخة المقبلة من رالي داكار السعودية أكثر تميزاً مع اعتماد مسار جديد يمر عبر مناطق متنوعة التضاريس (رالي داكار)

بدء العد التنازلي لانطلاق رالي داكار السعودية 2026

بدأ العد التنازلي لانطلاق رالي داكار السعودية 2026، أحد أبرز وأصعب راليات العالم، وأكثرها حضوراً على الساحة الدولية، إذ لم يتبق سوى أقل من 30 يوماً على الانطلاق

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة سعودية يزيد الراجحي ودانية عقيل خلال المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

باها جدة: منافسة منتظرة بين يزيد ودانية على اللقب

انطلقت، الأربعاء، فعاليات باها جدة تويوتا «الجولة الثالثة والأخيرة من بطولة السعودية تويوتا للباها 2025».

عبد الله الزهراني (جدة)

«ليلة الساموراي» تشعل أجواء موسم الرياض… وإينوي: الحزام سيعود إلى اليابان

تستعد الرياض لاستضافة عرض قتالي جديد بعنوان «ليلة الساموراي» (الشرق الأوسط)
تستعد الرياض لاستضافة عرض قتالي جديد بعنوان «ليلة الساموراي» (الشرق الأوسط)
TT

«ليلة الساموراي» تشعل أجواء موسم الرياض… وإينوي: الحزام سيعود إلى اليابان

تستعد الرياض لاستضافة عرض قتالي جديد بعنوان «ليلة الساموراي» (الشرق الأوسط)
تستعد الرياض لاستضافة عرض قتالي جديد بعنوان «ليلة الساموراي» (الشرق الأوسط)

تتجه أنظار عشاق الملاكمة العالمية إلى العاصمة السعودية الرياض، التي تستعد لاستضافة عرض قتالي جديد بعنوان «ليلة الساموراي»، ضمن فعاليات موسم الرياض في المسرح العالمي في بوليفارد رياض سيتي، يوم السبت.

وعُقد المؤتمر الصحافي الذي جمع أبرز الملاكمين اليابانيين والمكسيكيين المشاركين في النزالات المنتظَرة، وسط أجواء حماسية واستعدادات مكثفة عكست حجم الترقب الكبير للحدث.

وخلال المؤتمر، أكد الملاكم الياباني ناويا إينوي عزمه الحفاظ على لقبه والعودة به إلى بلاده، قائلاً: «الحزام سيعود إلى اليابان وأَعِدكم بذلك، هذه طريقتي في الدفاع عن اللقب. أعتقد أن الملاكمين اليابانيين المشاركين يتمتعون بمستوى عالٍ جداً من المهارة والعزيمة، ونحن جميعاً نريد الفوز والعودة لليابان بالفوز ».

في المقابل، أعرب الملاكم المكسيكي آلان بيكاسو عن جاهزيته الكاملة لخوض المواجهة الكبرى، موجهاً شكره للمستشار تركي آل الشيخ على إتاحة هذه الفرصة، قائلاً: «أشكر المستشار تركي آل الشيخ على هذه الفرصة، ويوم السبت سيكون يوم القتال والمواجهة الحقيقية».

كما شهد المؤتمر تصريحات قوية من بقية النجوم المشاركين، حيث أكد كينشيرو تيراغي أنه يدخل نزاله المقبل دون خيار سوى الفوز، بينما قال الملاكم الياباني جونتو ناكاتاني إن المواجهة لن تكون سهلة، لكنه واثق من حسمها لصالحه، موضحاً: «لن يكون النزال سهلاً، لكن الفوز مضمون لي، وسنرى ذلك».

من جانبه، عبّر المكسيكي سيباستيان هرنانديز عن امتنانه لهذه الفرصة واستعداده الكامل للنزال، بينما أوضح الياباني ريتو تسوتسومي أنه يدرك قيمة الحدث ويحرص على الاستمتاع بكل لحظة في رحلته القتالية، مؤكداً جاهزيته للمنافسة.

كما وصف تايغا إيماناغا مشاركته في الرياض بأنها فرصة عظيمة للقتال في حلبة كبيرة تحمل أسماء عالمية في الملاكمة.

وفي خطوةٍ تعكس روح الاحترام والتقدير، أشاد الملاكم الياباني المحترف سابقاً هيديوكي أوهاشي بالتنظيم والاستضافة السعودية، قائلاً: «أشكر الجميع لدعوتنا هنا في السعودية، هذه البطولة فرصة مهمة ليستفيد جميع الملاكمين من خبرات بعضهم البعض».

وشهد المؤتمر حضوراً لافتاً ومشاركة لبعض الملاكمين بالزي السعودي في مشهد جذب الأنظار، إلى جانب مواجهات معنوية جمعت المقاتلين اليابانيين والمكسيكيين قبل المواجهة الحقيقية المنتظَرة على الحلبة، السبت المقبل، في ليلةٍ يتوقع أن تكون واحدة من أبرز ليالي الملاكمة ضمن موسم الرياض.


الأميركي ليرنر تين لـ «الشرق الأوسط»: جدة محطة مفصلية في مسيرتي الاحترافية

ليرنر تين (رويترز)
ليرنر تين (رويترز)
TT

الأميركي ليرنر تين لـ «الشرق الأوسط»: جدة محطة مفصلية في مسيرتي الاحترافية

ليرنر تين (رويترز)
ليرنر تين (رويترز)

أكد الأميركي ليرنر تين أن مشاركته في نهائيات الجيل القادم بمدينة جدة كانت محطة مفصلية في مسيرته الاحترافية، مشيراً إلى أن التجربة التي خاضها في البطولة العام الماضي انعكست بشكل مباشر على تطوره السريع، ونتائجه اللافتة خلال موسمه الأول في جولة رابطة محترفي التنس لعام 2025، سواء على مستوى الأداء، أو النضج الذهني داخل الملعب.

وتوّج الأميركي ليرنر تين بلقب نهائيات الجيل القادم لعام 2025 السبت الماضي، بعدما عاد إلى جدة متجاوزاً خيبة خسارته نهائي نسخة 2024، التي شارك فيها للمرة الأولى، وكان حينها المرشح السابع للقب، قبل أن يخسر النهائي أمام البرازيلي جواو فونسيكا. ونجح تين هذا العام في حسم اللقب، ليكتب اسمه بين أبطال البطولة في آخر نسخة تستضيفها مدينة جدة.

وفي حديثٍ خاص لـ«الشرق الأوسط»، عبّر تين عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز، قائلاً: «سعيد جداً برفع اللقب في العام الأخير الذي تستضيف فيه جدة نهائيات الجيل القادم. أن يكون اسمي مسطراً مع الفائزين في كتب تاريخ البطولة يعني لي الكثير، خصوصاً أن العديد ممن توجوا بها، مثل المصنف الأول كارلوس ألكاراس، والمصنف الثاني يانيك سينر، قدموا مسيرات مذهلة لاحقاً في جولة رابطة محترفي التنس».

ورغم اكتفائه بالمركز الثاني في نسخة 2024، أكد تين أن تلك الوصافة كان لها أثر بالغ على انطلاقته في موسم 2025، إذ بدأ العام مصنفاً في المركز 121 عالمياً، قبل أن يشارك في بطولة أستراليا المفتوحة، ويصل إلى الدور الرابع، محققاً فوزاً بارزاً على المصنف الخامس الروسي دانييل ميدفيديف، ليصبح ثاني أصغر لاعب بعد رافاييل نادال يبلغ هذا الدور بعمر 19 عاماً.

وتابع تين نتائجه اللافتة بفوز كبير على المصنف الثاني آنذاك الألماني ألكسندر زفيريف في بطولة المكسيك المفتوحة فئة 500 نقطة، ثم بلغ نهائي بطولة الماسترز في بكين أمام الإيطالي يانيك سينر، وهي المحطة التي أكد أنها منحته الثقة للتتويج لاحقاً بأول ألقابه في جولة الـATP عبر بطولة موسيلي 250 نقطة في فرنسا، ما ساعده على التقدم في التصنيف العالمي حتى المركز 28.

وقال تين عن تطوره الفني: «تحسنت في كل نواحي التنس بعد مشاركتي في جدة، وركزت كثيراً على تطوير مختلف الجوانب في أسلوبي، خصوصاً تعزيز نقاط قوتي، مثل مهارات حل المشكلات، وضربتي الخلفية».

أليكسندر بلوكس (رويترز)

وعن عودته إلى جدة للمرة الثانية على التوالي، أوضح: «كان من دواعي سروري العودة، والمشاركة مجدداً. البطولة أعدّتني للحصول على موسم مميز في أول موسم لي بجولة رابطة محترفي التنس، ونهائيات الجيل القادم تعني لي الكثير على المستوى الشخصي».

ورغم خسارته في مباراته الافتتاحية أمام الإسباني رافائيل خودار، والتي كانت متقاربة جداً، ووصلت إلى نقاط حاسمة عدة، فإن تين أظهر شخصية قوية، ونجح في الفوز بمباراتين في دور المجموعات أمام الإسباني مارتين لاندلواثي، والنرويجي نيكولاي بودكوف كيير، قبل أن يتأهل إلى نصف النهائي ويتغلب على مواطنه نيشش، ثم يحسم اللقب في النهائي أمام البلجيكي أليكسندر بلوكس بثلاث مجموعات نظيفة.

وعن أفضل مباراة له خلال البطولة، قال: «مباراتي أمام النرويجي نيكولاي بودكوف كيير في دور المجموعات كانت المفضلة بالنسبة لي، لأن الخسارة كانت ستعني خروجي من البطولة، وكان شعوراً رائعاً أن أفوز بتسعة أشواط متتالية بعد خسارتي المجموعة الأولى».

وحول الفارق بين مشاركته بوصف أنه مرشح سابع في 2024، ومرشح أول في 2025، أوضح: «الحرية في اللعب العام الماضي ساعدتني كثيراً، لأن الجميع كانوا أعلى مني تصنيفاً، أما هذا العام فالمباريات لم تكن أسهل إطلاقاً، بل أحياناً تكون أصعب، لكنني لا أشعر بالضغط، وأحاول دائماً الاستمتاع باللعب».

وعن مواجهته المرتقبة مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش في بطولة أميركا المفتوحة، قال تين: «لطالما كان حلماً بالنسبة لي أن ألعب أمام ديوكوفيتش قبل اعتزاله. كنت أتابعه منذ الطفولة، والحضور معه على نفس الملعب في بطولة كبرى كان لحظة لا تُصدق».

كما عبّر عن إعجابه باستمرار ديوكوفيتش في المنافسة بعمر 38 عاماً، مؤكداً أن مسيرته الطويلة مليئة بالإنجازات التي تُلهم الأجيال الشابة.

وعن تجربته في جدة، قال: «أحببت اللعب هنا كثيراً. ربما لم أقدم أفضل مستوياتي في بعض المباريات هذا العام، لكن دعم الجمهور كان عاملاً حاسماً، وساعدني على الفوز، وأنا ممتن لهم جميعاً».

واختتم تين حديثه بالإشادة بالأيام الإعلامية التي تنظم على هامش البطولة، مؤكداً أن التجربة كانت فريدة من نوعها، وقال: «الأيام الإعلامية هنا مختلفة فعلاً، ولا نحصل على مثل هذه التجارب في أي مكان آخر في العالم، ونحن ممتنون للاتحاد السعودي للتنس على هذه التجارب الاستثنائية».


هدوء وحسم ومغامرة... كيف استعدت أندية الشرقية لعودة الدوري السعودي؟

ميشال غونزاليس (نادي القادسية)
ميشال غونزاليس (نادي القادسية)
TT

هدوء وحسم ومغامرة... كيف استعدت أندية الشرقية لعودة الدوري السعودي؟

ميشال غونزاليس (نادي القادسية)
ميشال غونزاليس (نادي القادسية)

استغلت أندية المنطقة الشرقية المشاركة في دوري المحترفين السعودي لكرة القدم فترة التوقف التي امتدت نحو 25 يوماً؛ بسبب مشاركة المنتخب السعودي الأول في بطولة كأس العرب، في إعادة ترتيب أوراقها والاستعداد للمرحلة المقبلة من منافسات الدوري، واضعة نصب أعينها تحقيق أهدافها في بطولة الدوري فقط، بعد أن ودّعت جميعها منافسات كأس الملك.

ورغم فترة التوقف، فإن الهدوء لم يكن هو السائد معسكرات الفرق الشرقية الأربعة؛ إذ شهدت تحركات فنية وإدارية متباينة، كان أبرزها في نادي القادسية، الذي استغل هذه الفترة لحسم موقفه من المدرب الإسباني ميشال غونزاليس، حيث قررت الإدارة إنهاء عقده فور عودة الفريق من معسكره الخارجي بمدينة دبي.

وخاض القادسية خلال معسكره مباراتين وديتين حقق فيهما الفوز، فتغلب على خورفكان الإماراتي بثلاثية نظيفة، ثم فاز على الظفرة، إلا إن تلك النتائج لم تشفع للمدرب الإسباني؛ إذ عادت بعثة الفريق إلى مدينة الخبر ليعلَن رسمياً عن إقالته والتعاقد مع المدرب الآيرلندي بريندان رودجرز لقيادة الفريق فيما تبقى من الموسم، سعياً لتحقيق هدف الوجود ضمن المراكز الأربعة الأولى في الدوري.

ولم تكن إقالة غونزاليس مفاجئة لمتابعي الشأن القدساوي، خصوصاً في ظل عدم قدرته الواضحة على توظيف العناصر المميزة التي يضمها الفريق من لاعبين محليين وأجانب جرى التعاقد معهم، كما شهدت فترته إبعاد عدد من الأسماء البارزة بحجة ضعف المردود الفني، من بينهم الغابوني أوباميانغ، والمحلي صالح أبو الشامات.

وعُرف المدرب الإسباني بتحفظه في المباريات الكبيرة والحاسمة، رغم تأكيداته المتكررة في المؤتمرات الصحافية على عدم الخوف من أي فريق في الدوري، إلا إن الواقع داخل الملعب كان مغايراً، حيث ظهر القادسية بأسلوب دفاعي مبالغ فيه في مواجهات مفصلية، كان آخرها أمام الأهلي في بطولة كأس الملك، حين تقدم القادسية بهدفين قبل أن يتراجع بشكل واضح؛ مما أتاح للأهلي العودة في النتيجة وجرِّ المباراة إلى ركلات الترجيح، التي خسرها القادسية، ليودّع البطولة من الدور ربع النهائي رغم أن التأهل كان في متناوله.

ومن المتوقع أن يظهر القادسية بشكل فني أعلى جرأة مع مدربه الجديد رودجرز، خصوصاً في مواجهة الفرق الكبرى، وسيكون أول اختباراته أمام النصر المتصدر، على ملعب «الأول بارك» في 8 يناير (كانون الثاني) المقبل، علماً بأن القادسية كان قد تفوق على النصر ذهاباً وإياباً في النسخة الماضية من الدوري.

وتمنح الإمكانات الفنية الكبيرة التي يمتلكها القادسية المدرب الجديد خيارات متعددة لتغيير النهج الفني وتنويع أساليب اللعب، بدلاً من الاعتماد على طريقة واحدة في جميع المباريات جعلت الفريق مكشوفاً للمنافسين هذا الموسم، حتى أمام الفرق التي تمتلك إمكانات مماثلة.

وكان من المقرر أن يظهر القادسية بثوبه الجديد تحت قيادة رودجرز في مواجهة الاتفاق بديربي المنطقة الشرقية، إلا إن المباراة تأجلت ضمن بقية مباريات الجولة الماضية، عقب تأهل المنتخب السعودي إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب، ليكون الظهور الرسمي الأول للمدرب الآيرلندي السبت المقبل على ملعب «مدينة الأمير محمد بن فهد» بالدمام.

وفي المقابل، خالفت إدارة الاتفاق كل التوقعات التي أشارت إلى إمكانية إنهاء العلاقة بالمدرب السعودي سعد الشهري خلال فترة التوقف، حيث واصل الشهري قيادة الفريق وخاض مباراتين وديتين، حقق خلالهما نتائج إيجابية؛ بالفوز على الفتح بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ثم الفوز على ضمك بهدفين دون رد.

ولا يملك سعد الشهري، المدرب السعودي الوحيد في دوري المحترفين، خيارات واسعة لتعزيز صفوف الفريق، حتى في فترة التسجيل الشتوية المقبلة، بسبب ضعف الإمكانات المادية للنادي، إلا إنه استغل فترة التوقف للوقوف على جاهزية بعض اللاعبين، والعمل على استعادة مستويات آخرين، مثل المهاجم الفرنسي موسى ديمبلي، والمصري أحمد كوكا، في حين سيفتقد الاتفاق خدمات اللاعب الجنوب أفريقي الشاب موهاو نكوتا، الموجود مع منتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الأفريقية.

وسيخوض الاتفاق مباراته اليوم أمام فريق الرياض على ملعب الأخير في العاصمة، وسط طموحات تقتصر على التحسين في جدول الترتيب، بعد الخروج المبكر من كأس الملك، في ظل محدودية الإمكانات التي تجعل المنافسة على المراكز الستة الأولى أمراً صعباً.

أما في نادي الخليج، فقد اختار المدرب اليوناني جورجوس دونيس مدينة العين الإماراتية لإقامة معسكر الفريق، حيث خاض مباراتين وديتين خسر الأولى أمام بني ياس، وتعادل في الثانية مع الشارقة بهدفين لكل فريق.

وحرص دونيس خلال المعسكر على استدعاء عدد من الأسماء الشابة، أبرزهم اللاعب عبد الله تركي آل زين الدين، الذي يُتوقع له مستقبل واعد، بعد أن لفت أنظار كشافي المواهب بإمكاناته المميزة التي أظهرها مع الفريق في «دوري الرديف».

وشهدت فترة التوقف غياب اللاعب مراد هوساوي عن الخليج، في ظل ازدياد الأحاديث بشأن مستقبله الاحترافي، واحتمالية انتقاله إلى أحد الأندية الكبيرة في صفقة تاريخية مرتقبة، سواء أفي فترة التسجيل الشتوية أم في الصيفية المقبلة.

ويسعى الخليج لمواصلة نتائجه الإيجابية في الدوري، مستفيداً من العودة المرتقبة للمهاجم النرويجي جوشوا كينغ، المنافس على لقب الهداف، بعد غيابه عن عدد من المباريات قبل التوقف، حيث ستكون عودته في مواجهة قوية أمام الهلال، الجمعة، على ملعب «المملكة أرينا».

أما في الأحساء، فيسود الهدوء أجواء فريق الفتح، رغم اقترابه من الدخول مجدداً في صراع البقاء، كما حدث في الموسم الماضي. واستقرت الإدارة على الإبقاء على المدرب البرتغالي جوزيه غوميز، رغم ضعف النتائج والحصاد النقطي في الجولات التسع الأخيرة، في ظل ثقة المدرب بقدرة الفريق على تجاوز المرحلة الصعبة.

ويستند غوميز في ثقته إلى تجربة الموسم الماضي، حين نجح في إنقاذ الفتح من الهبوط، رغم المؤشرات السلبية التي كانت تحيط بالفريق آنذاك. وخاض الفتح خلال فترة التوقف 3 مباريات ودية، فاز في الأولى على التضامن الكويتي، وخسر الثانية أمام الاتفاق بنتيجة 3 - 2، وتعادل في الثالثة مع النصر 2 - 2، قبل أن يستأنف مشواره في الدوري بمواجهة الأهلي الجمعة في الأحساء.