مصر لإزالة «التشوهات البصرية» بمحيط المتحف الكبير

تمهيداً لافتتاحه رسمياً العام الحالي

تصميم المتحف الكبير في بعض مساحاته بمجال مفتوح على المنطقة المحيطة (رئاسة الوزراء)
تصميم المتحف الكبير في بعض مساحاته بمجال مفتوح على المنطقة المحيطة (رئاسة الوزراء)
TT

مصر لإزالة «التشوهات البصرية» بمحيط المتحف الكبير

تصميم المتحف الكبير في بعض مساحاته بمجال مفتوح على المنطقة المحيطة (رئاسة الوزراء)
تصميم المتحف الكبير في بعض مساحاته بمجال مفتوح على المنطقة المحيطة (رئاسة الوزراء)

اقتربت مصر من إزالة «التشوهات البصرية» بمحيط المتحف الكبير، تمهيداً لافتتاحه الرسمي المرتقب خلال العام الحالي، بعد وضع اللمسات النهائية على المتحف، وبالتوازي الانتهاء من أعمال التطوير في محيطه.

وخلال جولة ميدانية في المتحف لرئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، السبت، تم استعراض جهود التطوير بالمنطقة المحيطة بالمتحف. وأوضح اللواء عاطف مفتاح، المشرف الهندسي على مشروع المتحف والمنطقة المحيطة، الموقف التنفيذي لمشروعات التطوير، بما تشمله من تنفيذ مسطحات خضراء، وتصميمات جمالية، وتطوير الميادين، وأعمال الإضاءة وشبكات الري في المنطقة المحيطة بالمتحف، وكذلك مشروع تحسين وتطوير الصورة البصرية للطريق الدائري بمحافظتي القاهرة والجيزة، في ميدان الرماية، وأسفل الطريق الدائري، وعلى طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، ومختلف الطرق المؤدية إلى المتحف.

رئيس الوزراء يتفقد محيط المتحف الكبير (رئاسة الوزراء)

وأكد رئيس الوزراء المصري ضرورة تكثيف العمل خلال الأيام المقبلة؛ للانتهاء من جميع الأعمال المتبقية، بالتوازي مع الإجراءات المطلوبة لتنظيم احتفالية كبرى لافتتاح المتحف المصري الكبير ترقى لمستوى الاحتفاليات الدولية، بما يظهر عراقة الشعب المصري والحضارة المصرية القديمة، وفق بيان لرئاسة مجلس الوزراء.

وتراهن مصر على المتحف الكبير لزيادة عدد السياح الوافدين إليها، وقد تخطوا 15.7 مليون سائح في العام الماضي، 2024، وفق تصريحات سابقة لوزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، الذي أكد خلال الجولة الميدانية، السبت، أن «العالم بأسره يترقب افتتاح هذا الصرح الكبير الذي من المتوقع أن يضيف لمصر أعداداً كبيرة من السياح الوافدين إليها».

وبني المتحف المصري الكبير بالتعاون بين مصر واليابان على مساحة نحو 117 فداناً، ومن المقرر أن يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها، وللمرة الأولى، عرض المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، وهي أكثر من 5 آلاف قطعة، ومن المتوقع أن يستقبل المتحف 5 ملايين زائر سنوياً، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وضع اللمسات النهائية على المتحف الكبير (رئاسة الوزراء )

وكانت محافظة الجيزة، التي يقع المتحف في نطاقها، قامت قبل سنوات عدة بطلاء البيوت المبنية بالطوب الأحمر على الطريق الدائري المؤدي للمتحف بلون موحد (البيج الفاتح) ضمن خطة لتقليل التشوهات البصرية، وإضفاء طابع جمالي على مبانٍ عشوائية بُنيت على جانبي الطريق في مرحلة الانفلات الأمني الذي عانت منه مصر عقب أحداث 25 يناير (كانون الثاني) 2011.

وخلال الجولة الميدانية، السبت، أشار محافظ الجيزة إلى قيامه بمتابعة أعمال التطوير في محيط المتحف المصري الكبير وقطاع حدائق الأهرام، وعدّ ذلك «ضمن خطة الدولة لرفع كفاءة البنية التحتية وتطوير المناطق المحيطة بالمتحف والطرق المؤدية إليه»، وفق البيان.

المتحف المصري الكبير (رئاسة الوزراء)

ورصدت «الشرق الأوسط» أعمال تطوير في محيط المتحف، حيث تمت توسعة الطرق والمحاور الرئيسية المؤدية إليه، والربط بينه وبين منطقة الأهرامات المجاورة له، كما تم تجميل المنطقة المحيطة، بالتزامن مع إنشاء محطة مترو ضمن المرحلة الرابعة لمترو أنفاق القاهرة لتربط منطقة الأهرامات والمتحف بوسط المدينة.

وأوضح خبير الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن «الدولة تستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير هذا العام، وتعمل على تحسين الرؤية البصرية في محيط المتحف، وفي طرق الوصول إليه، بتطوير ورصف ورفع كفاءة الطرق والمحاور المرورية، ومعالجة وطلاء واجهات المباني السكنية المطلة على الطريق الدائري للظهور بالشكل الحضاري، بدءاً من نزلة شارع البحر الأعظم، حتى بداية الطريق السياحي بطول تقريبي 14 كيلومتراً للاتجاهين».

وفي وقت سابق، انتقد رئيس جهاز التنسيق الحضاري في مصر، المهندس محمد أبو سعدة، «القبح الذي تظهر به مبانٍ على الطريق الدائري الموصل للمتحف». وأكد في تصريحات صحافية أن «الجهاز وضع خطة تستهدف طلاء جميع المباني الواقعة على طول الطريق الدائري كمرحلة أولى»، مؤكداً على وجود «إرادة سياسية قوية لوقف التلوث البصري في كل محافظات مصر».

إحدى قاعات المتحف المصري الكبير (رئاسة الوزراء)

ومن ضمن أعمال التطوير التي يرصدها الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان لـ«الشرق الأوسط» استكمال أعمال تطوير ترعة المريوطية في المنطقة الممتدة من شارع الملك فيصل حتى كوبري الصحابة، بالإضافة إلى إزالة أي تعديات على خطوط التنظيم، وكذلك رفع كفاءة طريق المنصورية، وإنشاء ممشى سياحي به، وتطوير الأرصفة والتشجير والإنارة بطريق الفيوم لإبراز الطابع الجمالي للمنطقة.


مقالات ذات صلة

فرص وتحدّيات الذكاء الاصطناعي في الصحافة الحديثة من خلال معرض فني

يوميات الشرق متحف مجلس الإعلام

فرص وتحدّيات الذكاء الاصطناعي في الصحافة الحديثة من خلال معرض فني

يقدم معرض «الذكاء المُصطنع اي أو لا؟» في متحف مجلس الإعلام بجامعة نورثويسترن في قطر تأملات في العلاقة المتطوّرة بين التعلّم الآلي والإبداع البشري.

يوميات الشرق ذاكرة إسطنبول المعاصرة ورواية أورهان باموك الشهيرة في متحف واحد في إسطنبول (الشرق الأوسط)

«متحف البراءة»... جولة في ذاكرة إسطنبول حسب توقيت أورهان باموك

لعلّه المتحف الوحيد الذي تُعرض فيه عيدان كبريت، وبطاقات يانصيب، وأعقاب سجائر... لكن، على غرابتها وبساطتها، تروي تفاصيل "متحف البراءة" إحدى أجمل حكايات إسطنبول.

كريستين حبيب (إسطنبول)
يوميات الشرق جانب من المعروضات الأثرية في معرض «كنوز المرأة» (وزارة السياحة والآثار)

«كنوز المرأة»... مقتنيات الأمير محمد علي في معرض أثري بمصر

الدخول إلى قصر الأمير محمد علي بجزيرة المنيل (وسط القاهرة) يشبه ركوب آلة الزمن والانتقال إلى الماضي، والتوقف عند وقت إنشاء هذه التحفة المعمارية قبل 121 عاماً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق واجهة «متحف سرسق» يوم الافتتاح

«متحف سرسق» ينفض عنه غبار الحرب ويحتفل

أصرّت إدارة المتحف، على ألا تفتح أبوابها بعد الحرب المدمرة التي شنَّتها إسرائيل على لبنان، من دون أن يجتمع لهذه المناسبة عشاق الفن وأصدقاء المتحف.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق فعاليات متعددة في الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ (متحف محفوظ على فيسبوك)

احتفاء مصري بالذكرى الـ113 لميلاد «أديب نوبل» نجيب محفوظ

«في عيد ميلاد الأستاذ نُقدّم هدية للقراء ولكل محبي نجيب محفوظ عبارة عن كتاب (سردية نجيب محفوظ) للناقد الدكتور محمد بدوي».

محمد الكفراوي (القاهرة )

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)
يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)
TT

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)
يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)

يحتاج معظم البشر إلى بعض «الوقت الخاص» بهم من حين لآخر. وفي الواقع، وجدت دراسة حديثة أن 56 في المائة من الناس يعتقدون أن قضاء الوقت بمفردهم أمر حيوي لصحتهم العقلية، وفق ما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

لكن وفقاً لدراسة جديدة، ليست كل العزلة متساوية عندما يتعلق الأمر بتعزيز الرفاهية. ففي حين أن بعض أشكال قضاء الوقت بمفردك يمكن أن تكون مُجددة بل وتُحسّن مشاعر الترابط الاجتماعي، فإن قضاء وقت مكثف بمفردك مثل المشي بمفردك في حديقة قد يجعلك تشعر بمزيد من العزلة وأقل تجديداً.

وتقول صوفيا سبنسر، عالمة النفس الاجتماعي والمعالجة النفسية المقيمة في لندن، لـ«هيلث»، إن هذا البحث الجديد «يشير إلى أن العلاقة بين العزلة والرفاهية أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد سابقاً».

وأراد الدكتور مورغان روس، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد في كلية الاتصالات بجامعة ولاية أوريغون، استكشاف كيف ينظر الناس إلى العزلة في عالم اليوم شديد الترابط. وأوضح لـ«هيلث»: «نحن قادرون على التفاعل والتواصل مع الآخرين بسهولة... في الماضي، كان يُنظر إلى العزلة على أنها وحدة جسدية، لكن الآن يجب أن نفرق بين الوحدة الجسدية والوحدة الاجتماعية».

ماذا وجدت الدراسة؟

قام روس وزملاؤه باستطلاع رأي نحو 900 مشارك، كان متوسط ​​أعمارهم 62 عاماً، ونحو ثلثيهم من النساء. وسألهم الباحثون عن تجاربهم مع 4 أنواع من العزلة، مصنفة حسب إتاحة الوصول إلى الآخرين ووسائل الإعلام:

العزلة الأساسية: وحيد ولكن مع إمكانية الوصول إلى الوسائط، مثل الهاتف أو الكتب أو الموسيقى.

العزلة الأساسية مع عدم إمكانية الوصول: وحيد وغير متاح للآخرين، لكن مع إمكانية الوصول إلى الوسائط الإعلامية.

العزلة الأساسية مع عدم وجود وسائل الإعلام: وحيد ومتاح للآخرين، مثل الجلوس في مقهى أو في وسائل النقل العام، لكن دون التعامل مع أي وسيلة إعلام.

العزلة الكاملة: وحيد وغير متاح للآخرين مع عدم إمكانية الوصول إلى وسائل الإعلام.

ومن المثير للدهشة أن العزلة الكاملة لم تكن مفيدة كما افترض الباحثون في البداية. وبدلاً من ذلك، صنّف المشاركون العزلة الأساسية على أنها «الأكثر شفاءً والأقل انفصالاً عن الآخرين»، كما قال روس.

الموقف من العزلة يؤثر

وتشير هذه النتائج إلى أن الوصول إلى الوسائط المألوفة أثناء وجودك بمفردك، بغض النظر عما إذا كنت متاحاً للآخرين أم لا، يمكن أن يوفر الراحة ويقلل من مشاعر العزلة.

وتقول سبنسر: «إنها بالتأكيد واحدة من أولى الدراسات التي رأيتها والتي تقول إنه من الأفضل أن تكون متصلاً بالعالم عندما تكون بمفردك بدلاً من ألا تكون متصلاً على الإطلاق». وتضيف: «ما أراه مع عملائي هو أن معظم الناس يشعرون بالإرهاق التام من مستوى التفاعل الاجتماعي الذي نتمتع به اليوم، سواء على المستوى الشخصي أو على وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك افترضت أن الناس يريدون أن يكونوا في عزلة تامة».

والأهم من ذلك، هو أن الباحثين وجدوا أن موقف الشخص تجاه العزلة يلعب دوراً مهماً في كيفية تصالحه معها. يقول روس: «الأشخاص الذين يعتقدون أن العزلة أفضل بالنسبة لهم، يشعرون بمزيد من الرفاهية كلما زاد انخراطهم فيها».

ومثل أي بحث، فإن الدراسة لها حدودها. واعتمدت النتائج على الدراسات الاستقصائية التي تم الإبلاغ عنها ذاتياً، والقائمة على تصورات المشاركين عن العزلة بدلاً من النتائج الموضوعية. بالإضافة إلى ذلك، كان متوسط ​​عمر المشاركين كبيراً.

وتقول سبنسر: «هناك فرق كبير في الطريقة التي يستخدم بها شخص يبلغ من العمر 61 عاماً الهواتف والتكنولوجيا مقابل شخص يبلغ من العمر 20 عاماً اليوم... نحن لا نعرف ما إذا كان سيتم تكرار هذه النتائج في مجموعة أصغر سناً قد تستمتع أكثر بفرصة البقاء في عزلة تامة».

الوعي الذاتي

على الرغم من نتائج الدراسة، فإن النوع المثالي من النشاط الفردي يختلف من شخص لآخر. ويقول روس: «أعتقد أن هناك فرصة لحُسن اختيار المغامرة الخاصة بك في العزلة، حيث تجد أنواعاً مختلفة تناسبك بشكل أفضل». ويضيف أن من المهم أن يكون لديك موقف إيجابي تجاه الوقت الذي تقضيه بمفردك لتعظيم فوائده التنشيطية.

وتوافق سبنسر على ذلك، مشيرة إلى أن اكتشاف ما ينجح قد يتطلب التجربة والخطأ. وتضيف: «ضع في الاعتبار احتياجاتك المتنوعة - مثلما إذا كنت انطوائياً أو اجتماعياً - ووضع حياتك الخاص».

وتشدد ديا بارسونز، خبيرة الصحة السلوكية، على أهمية الوعي الذاتي خلال هذه العملية. وتقترح أن تطرح على نفسك سؤالاً بسيطاً للمساعدة في إرشادك: هل هذا النشاط أو السلوك يعيد شحني أم لا؟ وتحذر من أنه دون الوعي، يمكن للعزلة أن تتوقف عن كونها علاجية وتبدأ في أن تصبح ضارة.