الإدارة السورية الجديدة تحذف مادة التربية الوطنية في جديد تعديلات المناهج

شملت التعديلات الجديدة حذف مادة التربية الوطنية كاملة من المناهج الدراسية (رويترز)
شملت التعديلات الجديدة حذف مادة التربية الوطنية كاملة من المناهج الدراسية (رويترز)
TT

الإدارة السورية الجديدة تحذف مادة التربية الوطنية في جديد تعديلات المناهج

شملت التعديلات الجديدة حذف مادة التربية الوطنية كاملة من المناهج الدراسية (رويترز)
شملت التعديلات الجديدة حذف مادة التربية الوطنية كاملة من المناهج الدراسية (رويترز)

في آخر مستجدات تعديل المناهج الدراسية في سوريا، أصدرت وزارة التربية والتعليم السورية الجديدة، قراراً قضى بحذف مادة التربية الوطنية كاملة من المناهج الدراسية مع توزيع درجاتها بالتساوي بين مادتَي التاريخ والجغرافيا وإلغاء درجتها في المرحلة الثانوية.

كما اعتمدت الوزارة علم الثورة بالمناهج، بحسب ما أوردت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا).

صورة لقرار التعديل الصادر عن وزارة التربية السورية في 9 يناير 2025 (متداولة)

ويثير ملف تعديل المناهج في سوريا جدلاً كبيراً لدى الرأي العام السوري وانتقادات حيال تغييرات كبيرة طاولت عدداً من أساسيات المنهاج التعليمية، والتاريخ والعبارات الدينية والثقافة السورية.

وبعد الجدل الذي أثاره قرار وزارة التربية والتعليم في إدارة سوريا الجديدة إجراء تغييرات واسعة على المناهج الدراسية لكل المراحل التعليمية، من الصف الأول الابتدائي إلى الثالث ثانوي، أوضح وزير التربية نذير القادري أنّ «المناهج الدراسية في جميع مدارس سوريا ما زالت على وضعها حتى تُشَكَّل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها».

أضاف القادري: «وجّهنا فقط بحذف ما يتعلّق بما يُمجّد نظام الأسد البائد واعتمدنا صور علم الثورة السورية بدل علم النظام البائد في جميع الكتب المدرسية، وما تم الإعلان عنه هو تعديل لبعض المعلومات المغلوطة التي اعتمدها نظام الأسد البائد في منهاج مادة التربية الإسلامية، مثل شرح بعض الآيات القرآنية بطريقة مغلوطة، فاعتمدنا شرحها الصحيح كما ورد في كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة».

غلاف كتاب مدرسي لمادة «التربية الوطنية» والذي كان معتمداً في سوريا (متداولة)

والتعديلات التي أثارت غضب فئة من السوريين، شملت حذف العديد من النصوص والفقرات، واستبدال محتويات جديدة تتماشى مع ما وصفتها الوزارة بـ«القيم والمبادئ التي تسعى إلى تعزيزها في المناهج» بها. وأشارت وزارة التربية، في بيان، إلى أنّ هذه التعديلات هي للعام الدراسي 2025. وأبرز التعديلات شملت حذف فقرات تتعلّق بالنشيد الوطني السوري، مثل فقرة «أكمل النشيد الوطني»، وأُزيلت فقرات تطلب من الطلاب حفظ النشيد الوطني أو إكماله.

كما تقرَّر حذف نصوص وصور مرتبطة بالنظام السابق، بما في ذلك شعارات وصور للقادة السابقين، إضافة إلى تعديل أو إزالة محتويات تتعلق بـ«الفخر الوطني» باعتبارها من «الخطاب القديم».

غلاف أحد الكتب المدرسية لمادة الفلسفة والذي كان معتمداً في سوريا (متداولة)

تعديلات سابقة

الأسبوع الماضي، أثارت تعديلات أجرتها وزارة التربية في الإدارة الجديدة في سوريا، على بعض المواد التعليمية، جدلاً في أوساط ناشطين. وشملت التعديلات إلغاء عبارات أو مقاطع مرتبطة بالدعاية للحكم السابق، منها على سبيل المثال «حذف نشيد النظام» من أحد كتب اللغة العربية، في إشارة إلى النشيد الوطني، وكذلك إلغاء قصائد مرتبطة بالنساء والعشق والغزل، ونص عن دار الأوبرا، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وحذفت صور المنحوتات والتماثيل من كتب اللغة الإنجليزية، وتم حذف «الفكر الفلسفي الصيني» من كتاب الفلسفة في الصف الأول الثانوي، ودروس وصفحات كاملة من مقررات الفلسفة في منهاج الثانوي الأدبي. وتم حذف فقرتي «أصل التطور والحياة» من كتاب العلوم في الصف الثالث الثانوي، وتطور الدماغ بـ«الكامل» من أحد الدروس. وكذلك تم حذف جملة «إعدام قادة الحركة الوطنية في السادس من مايو (أيار) 1916» من كتاب التاريخ في الصف الثالث الثانوي الأدبي، التي تشير إلى «شهداء السادس من أيار» الذين أعدمهم جمال باشا في سوريا، أواخر العهد العثماني، لمشاركتهم في الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين، ولا تزال الساحة التي جرى إعدامهم فيها تضم نصباً تذكارياً يحمل أسماءهم. كما جرى استبدال تعبير «الحكم العثماني» بـ«الاحتلال العثماني»، الأمر الذي عدّه البعض محاولة لاسترضاء تركيا. كما جرى حذف الإشارات إلى الآلهة وأسمائها في الميثولوجيا القديمة من كتب التاريخ المدرسية، وحذف أسماء شخصيات تاريخية مثل: زنوبيا وخولة بنت الأزور، من الشخصيات النسائية المؤثرة في التاريخ العربي، بزعم أن زنوبيا رومانية، وخولة بنت الأزور شخصية خيالية.

أطفال فروا من المعارك الدائرة بين الجماعات المدعومة من تركيا والقوات الكردية السورية في تل رفعت ومناطق أخرى من محافظة حلب في الشمال السوري يقفون أمام جدار في ساحة مدرسة في مدينة الحسكة شمال شرق البلاد حيث لجأت العائلات... 5 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وأطلقت فصائل مسلحة، تقودها «هيئة تحرير الشام»، هجوماً مباغتاً أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، سيطرت خلاله على مدن سورية رئيسية، ودخلت دمشق فجر الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وفرّ الرئيس السوري بشار الأسد من العاصمة، منهياً بذلك حكم عائلته، الذي تواصل لأكثر من 5 عقود.


مقالات ذات صلة

الغرب يحذّر سوريا من تعيين «مقاتلين أجانب» في الجيش

المشرق العربي مقاتلون من «هيئة تحرير الشام» في دمشق (رويترز)

الغرب يحذّر سوريا من تعيين «مقاتلين أجانب» في الجيش

حذّر مبعوثون أميركيون وفرنسيون وألمان الحكام الجدد في سوريا من أن تعيينهم لـ«مقاتلين أجانب» في مناصب عسكرية عليا يمثّل مصدر قلق أمني ويسيء لصورتهم.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سيارة جيب إسرائيلية الجمعة في المنطقة العازلة على الحدود بين إسرائيل وسوريا بالقرب من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل (إ.ب.أ)

إسرائيل تريد الاحتفاظ بمجالي «سيطرة» و«نفوذ» في عمق سوريا

تخطط إسرائيل للاحتفاظ بمجالي «سيطرة» (احتلال) و«نفوذ» (استخباراتي) في الأراضي السورية للتعامل مع الواقع الجديد الذي نشأ عقب سقوط نظام بشار الأسد.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي أحمد الشرع مستقبلاً أنطونيو تاياني في دمشق (سانا)

وزير الخارجية الإيطالي: الشرع أعرب عن استعداده «لمنع الهجرة غير الشرعية»

أعلن وزير الخارجية الإيطالي، الجمعة، أن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الذي التقاه في وقت سابق في دمشق، أعرب عن استعداده «لمنع الهجرة غير الشرعية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في إسطنبول (رويترز)

تركيا تستبعد أي دور لفرنسا في ملف الأكراد بشمال شرقي سوريا

استبعد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أي دور للقوات الفرنسية في سوريا عادّاً أن الولايات المتحدة هي المحاور الوحيد لبلاده.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

ميقاتي إلى دمشق لتدشين العلاقة الرسمية مع القيادة الجديدة

يتوجّه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق، السبت، للقاء قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

غموض مصير «الأونروا» يشعل الجدل بين الأمم المتحدة وإسرائيل

موظف تابع لمنظمة «أونروا» في أثناء توزيع ملابس شتوية في خان يونس (أونروا)
موظف تابع لمنظمة «أونروا» في أثناء توزيع ملابس شتوية في خان يونس (أونروا)
TT

غموض مصير «الأونروا» يشعل الجدل بين الأمم المتحدة وإسرائيل

موظف تابع لمنظمة «أونروا» في أثناء توزيع ملابس شتوية في خان يونس (أونروا)
موظف تابع لمنظمة «أونروا» في أثناء توزيع ملابس شتوية في خان يونس (أونروا)

تتجادل الأمم المتحدة وإسرائيل حول من سيملأ الفراغ إذا توقفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن العمل في قطاع غزة والضفة الغربية في وقت لاحق من هذا الشهر حين يُطبق قانون إسرائيلي.

وما زالت الأونروا تعمل في الأراضي الفلسطينية، لكن المستقبل مجهول أمام الوكالة التي يبلغ عمرها نحو 75 عاماً حين يدخل القانون الذي يحظر عملها في الأراضي الإسرائيلية واتصالها بالسلطات الإسرائيلية حيز التنفيذ.

كان الكنيست الإسرائيلي قد أقر القانون في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 الشهر الماضي على أن يدخل حيز التنفيذ نهاية يناير (كانون الثاني).

ومنذ إقرار القانون، تتبادل الأمم المتحدة وإسرائيل الرسائل. وبعد فترة وجيزة، أبلغت الأمم المتحدة إسرائيل أنه ليس من مسؤولية المنظمة الدولية طرح بديل للأونروا في الأراضي الفلسطينية، غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية.

وفي رسالة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في وقت متأخر من يوم الخميس، قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إنه إذا أُجبرت «الأونروا» على التوقف عن العمل، فسيتعين على إسرائيل «ضمان توفير مجموعة الخدمات والمساعدات التي كانت تقدمها الأونروا» بما يتوافق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي.

وكتب غوتيريش أن وكالات الأمم المتحدة الأخرى مستعدة لمواصلة تقديم الخدمات والمساعدة للفلسطينيين بقدر ما تستطيع، لكن هذا «لا ينبغي النظر إليه على أنه إعفاء لإسرائيل من التزاماتها».

وتعدّ الأمم المتحدة غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، أراضي تحتلها إسرائيل. ويلزم القانون الدولي القوة المحتلة بالموافقة على برامج الإغاثة وتسهيلها وضمان توفير الغذاء والرعاية الطبية ومعايير النظافة والصحة العامة.

وفي رسالة إلى المنظمة الدولية في 18 ديسمبر (كانون الأول)، قال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون إن التشريع الجديد «لا يقوض بأي حال التزام إسرائيل الراسخ بالقانون الدولي». ورفض أيضاً مطالبة الأمم المتحدة بأن تتحمل إسرائيل مسؤولية سد أي فراغ قد تتركه «الأونروا».

وكتب يقول إن إسرائيل لا تمارس سيطرة فعلية على غزة ومن ثم فهي ليست قوة احتلال، وإن قانون الاحتلال العسكري لا ينطبق أيضاً. وقال إنه «لا يتعين إغفال» مسؤولية السلطة الفلسطينية عن الشؤون المدنية في الضفة الغربية.

وقال دانون: «في القدس، من حق جميع السكان الحصول على الخدمات الحكومية والبلدية بموجب القانون الإسرائيلي»، ويشمل ذلك خدمات الصحة والتعليم. وضمت إسرائيل القدس الشرقية في خطوة غير معترف بها دولياً.

الصحة والتعليم في خطر

لطالما انتقدت إسرائيل «الأونروا». وتقول إن موظفين في «الأونروا» شاركوا في هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وقالت الأمم المتحدة إن تسعة من موظفي «الأونروا» ربما شاركوا وتم فصلهم. وتبين أن أحد قادة «حماس» في لبنان قتلته إسرائيل في سبتمبر (أيلول) كان يعمل في «الأونروا».

وقالت الولايات المتحدة إنه يتعين على حليفتها إسرائيل أن تضمن ألا يعيق القانون الجديد توصيل المساعدات وتقديم الخدمات الحيوية، ومنها تلك التي تقدمها «الأونروا»، في غزة التي تعاني من أزمة إنسانية منذ الحرب بين إسرائيل و«حماس».

لكنها أثارت أيضاً تساؤلات حول التخطيط للطوارئ الذي وضعته الأمم المتحدة.

وقال مسؤول أميركي إن مسؤولين من وزارة الخارجية اجتمعوا هذا الأسبوع مع الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي يتولى منصبه في 20 يناير، وأثاروا مخاوف عن احتمال تفاقم الأزمة في غزة بمجرد تنفيذ القانون الإسرائيلي.

وتقدم «الأونروا» التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ولفلسطينيين في دول عربية مجاورة مثل سوريا ولبنان والأردن.

وقال غوتيريش إنه لا يمكن الاستعاضة عن «الأونروا» في الدور الفريد الذي تضطلع به. ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية التي تقدمها «الأونروا» في الأراضي الفلسطينية ستكون الأشد تضرراً من غيرها، لأن الوكالات الأخرى لا تستطيع أن تضاهي قدرتها على تقديم مثل هذه المساعدة.

وجادل دانون بأنه «ليس من المستحيل بالمرة إحلال بديل للأونروا يمتلك خطط إغاثة توفر المساعدات الأساسية الكافية للمدنيين الفلسطينيين». وأشار إلى عملية المساعدة في غزة التي قال إن وكالات أخرى للأمم المتحدة جاهزة لتوفير الدعم اللازم «كما تفعل في أماكن أخرى من العالم».

ومن بين الوكالات الأخرى العاملة في غزة والضفة الغربية منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. لكن مسؤولين بارزين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن يصفون «الأونروا» بأنها العمود الفقري لعمليات المساعدات الإنسانية الحالية في غزة.

وتقول إسرائيل إن 1200 شخص قتلوا، واقتيد نحو 250 رهينة في هجوم السابع من أكتوبر 2023 بقيادة «حماس» على جنوب إسرائيل. وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة بعد الهجوم.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن الحرب في غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص حتى الآن، فضلاً عن تحويل مساحات واسعة من القطاع إلى أطلال، ونزوح معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة مرات متعددة. ويحذر خبراء الأغذية من مجاعة وشيكة.