مصر تعزز تعاونها مع تشاد عبر مشروع «ربط بري»

إدريس ديبي وعبد العاطي شددا على مواجهة «الإرهاب» في أفريقيا

الرئيس التشادي إدريس ديبي خلال لقاء بدر عبد العاطي في إنجامينا (الخارجية المصرية)
الرئيس التشادي إدريس ديبي خلال لقاء بدر عبد العاطي في إنجامينا (الخارجية المصرية)
TT

مصر تعزز تعاونها مع تشاد عبر مشروع «ربط بري»

الرئيس التشادي إدريس ديبي خلال لقاء بدر عبد العاطي في إنجامينا (الخارجية المصرية)
الرئيس التشادي إدريس ديبي خلال لقاء بدر عبد العاطي في إنجامينا (الخارجية المصرية)

تعزز مصر تعاونها مع تشاد عبر مشروع طريق «الربط البري» بين البلدين، وأكدت مصر أن «المشروع سيدعم جهود التنمية وسيحول تشاد إلى مركز تجاري مهم يربط بين البحر المتوسط وخليج غينيا».

في حين شددت محادثات جرت بين الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، ووزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في إنجامينا، الجمعة، على «أهمية التعاون الثنائي لمواجهة (الإرهاب) في أفريقيا».

واختتم عبد العاطي زيارته إلى تشاد، الجمعة، بعدما بحث مع مسؤولين تشاديين «تعزيز العلاقات بين البلدين».

وحمل وزير الخارجية المصري إلى الرئيس التشادي، الجمعة، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تؤكد على أواصر العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والرغبة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية في المجالات كافة.

وأكد عبد العاطي على «عمق العلاقات التي تربط البلدين، والأهمية التي توليها مصر لتطوير أطر التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات على المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية»، مشيراً إلى «أهمية متابعة تنفيذ مخرجات القمة التي عُقدت بين رئيسي البلدين نهاية يوليو (تموز) الماضي».

واستقبل الرئيس المصري، في يوليو الماضي بمدينة «العلمين الجديدة»، الواقعة على ساحل البحر المتوسط، نظيره التشادي، وعقدا جلسة محادثات تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.

محادثات إدريس ديبي مع بدر عبد العاطي في تشاد (الخارجية المصرية)

وتحدث الوزير عبد العاطي، خلال لقاء الرئيس التشادي، عن التكليفات الرئاسية بدعم تشاد والمساهمة في نهضتها التنموية، مشيراً إلى الخبرة التي تتمتع بها الشركات المصرية في أفريقيا وتمكنها من تنفيذ مشروعات كبرى في العديد من المجالات الحيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والصحة، والزراعة، والدواء لدعم الاقتصاد التشادي. وأوضح «إمكانية قيام الشركات المصرية بمساعدة تشاد في بناء السدود وحفر الآبار لحصد مياه الأمطار، واستخدامها لاحقاً في المناطق الصحراوية النائية».

وفيما يتعلق بالتعاون في مجال «مكافحة الإرهاب» و«الفكر المتطرف»، استعرض عبد العاطي رؤية بلاده للتعامل مع تلك «الظاهرة» من خلال «منظور شامل يواجه جميع العوامل المؤدية إلى ظهورها».

وحسب إفادة لوزارة الخارجية المصرية، الجمعة، تناول لقاء إدريس ديبي وعبد العاطي، المستجدات على الساحة السودانية والجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية للأزمة تفضي إلى إنهاء الصراع، مع أهمية تكثيف التشاور على ضوء تأثير التطورات في السودان بشكل مباشر على مصر وتشاد.

وفي يوليو الماضي، توافقت مصر وتشاد على ضرورة دعم جهود وقف إطلاق النار في السودان الذي يعاني من أزمة إنسانية متفاقمة «تستوجب التدخل لتخفيفها»، وفق إفادة رسمية للرئاسة المصرية.

وأعرب الرئيس التشادي عن تقديره للعلاقات الأخوية التي تجمع مصر وتشاد، وللدور المصري الفاعل في القارة الأفريقية وجهودها لتعزيز الأمن والاستقرار، مؤكداً أهمية «تعزيز التعاون الاقتصادي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين».

وتناولت المحادثات المصرية - التشادية مشروع طريق «الربط البري» بين البلدين. وأكّد عبد العاطي «أهمية تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن؛ لأنه سيعد شرياناً للتنمية بين مصر وتشاد».

عبد العاطي خلال لقاء وزير البنية التحتية في تشاد (الخارجية المصرية)

وكان عبد العاطي قد تحدث خلال لقاء وزير البنية التحتية التشادي، عزيز محمد صالح، في إنجامينا، مساء الخميس، عن اهتمام بلاده لإتمام «الطريق البري»، والمتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في التبادل التجاري بين البلدين، ورحّب بتوقيع البروتوكول المعني بدراسة وتنفيذ الطريق بين وزارة البنية التحتية وشركة مصرية خلال الشهر الحالي.

وعلى هامش زيارة وزير الخارجية المصري إلى تشاد، شارك، مساء الخميس، في حفل ختام البرنامج التدريبي الذي نظّمه «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام» التابع لوزارة الخارجية المصرية في تشاد، بالتعاون مع وزارتي الأمن والهجرة والعدل وحقوق الإنسان التشادية حول «مكافحة التهديدات العابرة للحدود».

وزير الخارجية المصري يحضر ختام برنامج تدريبي نظمه «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات» في تشاد (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي إلى أهمية البرنامج التدريبي الذي يُعقد لأول مرة في تشاد بهدف «تعزيز قدرات الكوادر التشادية المعنية بموضوعات إدارة الحدود والهجرة والنزوح ومُكافحة التهديدات العابرة للحدود»، مؤكداً «حرص بلاده على نقل الخبرات ودعم قدرات المؤسسات التشادية في مختلف المجالات، وتعزيز الصمود في مواجهة الأعداد المتزايدة للنازحين بسبب النزاعات أو الأنشطة الإرهابية أو الأوضاع الإنسانية، خاصة في منطقتي الساحل والقرن الأفريقي»، وهو ما «يشكل عبئاً كبيراً على كل من مصر وتشاد، خاصة مع كونهما من أكثر الدول استقبالاً للنازحين من السودان».

وتصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، وأعلنت تشاد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مقتل 40 جندياً في هجوم إرهابي على قاعدة عسكرية غرب البلاد، عُد الأعنف خلال العام الحالي.

وخاضت تشاد في وقت سابق عمليات عسكرية عدة ضد «الإرهابيين» في مالي والنيجر، ومن أشهر العمليات التي قادها الجيش التشادي كانت عام 2013 ضد معاقل تنظيم «القاعدة» الإرهابي في شمال مالي.

وأكّد وزير الخارجية المصري «أهمية التعاون الإقليمي لمعالجة جذور الأزمات وتعزيز الأمن والتنمية المستدامة»، مشدداً على «أهمية توثيق التعاون بين مصر وتشاد لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز أطر التعاون».


مقالات ذات صلة

مصر تُعمق حضورها الأفريقي بتعزيز التعاون مع الغابون

شمال افريقيا وزير الخارجية والتكامل دون الإقليمي والغابونيين بالخارج ريجيه أونانجا ندياي خلال استقبال عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مصر تُعمق حضورها الأفريقي بتعزيز التعاون مع الغابون

وصل وزير الخارجية المصرية، الدكتور بدر عبد العاطي، الجمعة، إلى العاصمة الغابونية ليبرفيل، في ثاني محطات جولته الأفريقية التي بدأت، الخميس، بتشاد.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
أفريقيا وزير خارجية مصر رفقة السكرتير التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء أمس في إنجامينا (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

مصر تبحث مع تجمع دول الساحل والصحراء سبل الحرب على الإرهاب

أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن استعداد القاهرة لدعم تجمع دول الساحل والصحراء في مواجهة «التحديات المشتركة»، ولكنه ركز على مكافحة الإرهاب.

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم العربي عناصر من الجيش الوطني الصومالي (رويترز)

اتهامات صومالية لإثيوبيا تلقي بظلالها على «اتفاق المصالحة»

اتهامات صومالية لإثيوبيا باستهداف قواتها تعد الأولى منذ إعلان المصالحة بين البلدين برعاية تركية في 11 ديسمبر الحالي وبعد نحو عام من الخلافات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الصومالي أحمد معلم فقي بالقاهرة (الخارجية المصرية)

مصر ترفض وجود أي طرف «غير مشاطئ» بالبحر الأحمر

تزامناً مع تأكيد دعمها وحدة الصومال وسيادته، أعلنت القاهرة رفضها وجود أي طرف «غير مشاطئ» في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا الضباط الذين يحكمون دول الساحل خلال قمة سابقة (صحافة محلية)

دول الساحل تضع قواتها في «حالة تأهب» بعد قرار «إيكواس»

قررت دول الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) وضع قواتها المسلحة في حالة «تأهب» واتهمت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بالسعي نحو «زعزعة» الاستقرار

الشيخ محمد (نواكشوط)

زيارة وزير الخارجية المصري لسوريا «ما زالت مستبعدة»

وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في اجتماع «لجنة الاتصال العربية» بشأن سوريا (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في اجتماع «لجنة الاتصال العربية» بشأن سوريا (الخارجية المصرية)
TT

زيارة وزير الخارجية المصري لسوريا «ما زالت مستبعدة»

وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في اجتماع «لجنة الاتصال العربية» بشأن سوريا (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في اجتماع «لجنة الاتصال العربية» بشأن سوريا (الخارجية المصرية)

بينما امتنعت المصادر الرسمية المصرية عن توضيح حقيقة الأنباء التي ترددت عن زيارة مفترضة لوزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى دمشق، أبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» استبعادها حدوث مثل هذه الزيارة في التوقيت الحالي.

وقال مصدران مطلعان، مصري وعربي، إن «ما تردد بشأن زيارة قريبة لوزير الخارجية المصري إلى سوريا غير صحيح». وأكدا أن القاهرة «ما زالت في مرحلة ترقب لتطورات الأوضاع في الداخل السوري، وتقييم رؤية الإدارة الجديدة تجاه القضايا الإقليمية والدولية».

ولم تعلن مصر حتى الآن عن أي تواصل رسمي مع القيادة الجديدة في سوريا، منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وحسب المصدر المصري المطلع، فإن موقف بلاده تجاه التطورات التي تشهدها سوريا «ما زال في مرحلة الانتظار». وأشار إلى الاتصالات التي أجرتها وزارة الخارجية المصرية على مدار الأسبوعين الماضيين، والتي أكدت محددات الرؤية المصرية، المتمثلة في «دعم سيادة ووحدة سوريا، ورفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية».

وأبلغ مصدر عربي مطلع «الشرق الأوسط» أنه «لا صحة لما تردد، وهذا الحديث سابق لأوانه».

وكان عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، الإعلامي مصطفى بكري، قد نفى، اليوم (السبت)، ما تردد عن «زيارة مقترحة لوزير الخارجية المصري لدمشق»، ونقل عن مصدر - لم يسمه - في وزارة الخارجية المصرية، قوله إن الحديث في هذا الأمر «سابق لأوانه، ولا صحة لما تردد».

ومنذ سقوط نظام الأسد، أجرى الوزير عبد العاطي اتصالات مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، وأكد حينها على موقف بلاده، الذي يستند إلى «دعم استقرار سوريا، ورفض المساس بسيادتها أو تقسيمها»، وكذا «أهمية تدشين عملية سياسية شاملة تضم مكونات وأطياف المجتمع السوري كافة؛ لتحقيق مصالحة وطنية، تضمن نجاح العملية الانتقالية».

وأدانت القاهرة بشدة الاعتداءات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في سوريا، وعدّت ذلك «خرقاً للقانون الدولي، وانتهاكاً لاتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الموقع عام 1974»، حسب «الخارجية المصرية».

جانب من اجتماع "لجنة الاتصال العربية" بشأن سوريا (الخارجية المصرية)

وحسب مدير «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، خالد عكاشة، فإن «القاهرة تنتظر وضوح ملامح الفترة الانتقالية، ومنهج عمل محدد تعلنه الإدارة السورية الجديدة، حتى تتفاعل معها». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مصر «تستهدف عبور الشعب السوري هذه المرحلة الدقيقة بشكل سريع، وبصيغة تحفظ وحدة الأراضي السورية»، موضحاً أن النظرة المصرية تجاه التغيير في سوريا «قائمة على رؤية استراتيجية تستهدف حماية الدولة السورية، وعدم التدخل في شؤونها».

في سياق ذلك، يفرق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، طارق فهمي، بين الاتصالات مع الإدارة السورية الجديدة، والاعتراف الرسمي بها، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مصر «ليس لديها أي قيود أو عائق في التواصل مع الإدارة السورية الجديدة»، مشيراً إلى أن القاهرة «ليست بعيدة عما يجري في سوريا، وتنخرط بشكل مباشر وغير مباشر مع التطورات الداخلية».

ويستشهد فهمي بـ«اتصالات الخارجية المصرية مع الأطراف المعنية، ومشاركة القاهرة في اجتماعات لجنة الاتصال العربية بالأردن، للتنسيق مع الدول العربية بشأن المستقبل السوري»، لافتاً إلى أن قوى أوروبية وغربية لم تعترف رسمياً بالإدارة السورية الجديدة، رغم إجراء اتصالات عاجلة مع السلطة الانتقالية في دمشق.