«هيكتور النفط الإيراني» يشحن الأسلحة إلى روسيا

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
TT
20

«هيكتور النفط الإيراني» يشحن الأسلحة إلى روسيا

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني

كشف مسؤولون غربيون ومصادر مطلعة عن دور شركة يديرها نجل علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، في نقل صواريخ ومكونات طائرات مسيّرة ومواد ذات الاستخدام المزدوج من إيران إلى روسيا عبر بحر قزوين، حسبما أفادت وكالة «بلومبرغ».

وقالت المصادر إن هذه العملية التي تمت بواسطة حسين شمخاني، الملقب بـ«هيكتور النفط الإيراني»، عبر سفينتين على الأقل العام الماضي، لدعم روسيا في ضخم حربها مع أوكرانيا.

تدفع موسكو لإيران بشحنات نفط كجزء من تجارة المقايضة التي ازدادت بسبب العقوبات الغربية. وتزامنت هذه المعاملات مع زيادة استخدام روسيا للأسلحة الإيرانية في حربها على أوكرانيا.

ويدير حسين شمخاني، الذي يمتلك شبكة شركات تشرف على أكثر من ربع شحنات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، إمبراطورية تشمل صندوق تحوط في لندن وجنيف وسنغافورة وشركة تتخذ من دبي مقراً لها، وتعاملت مع كبرى شركات النفط الغربية، وفقاً لوكالة «بلومبرغ».

أقرت إيران وروسيا بتعزيز تعاونهما الدفاعي دون الكشف عن التفاصيل. وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، إن شبكة شمخاني مرتبطة بعقود طائرات دون طيار لاستخدامها في أوكرانيا. لم يعلق ممثلو إيران وروسيا أو شركة «کریوس»، كما رفض محامي شمخاني التعليق على تفاصيل التقرير.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة كانت تحذر من تعميق الشراكة الأمنية بين روسيا وإيران منذ بداية غزو أوكرانيا، مشيراً إلى أن «هذه الشراكة تهدد الأمن الأوروبي وتوسع تأثير إيران المزعزع للاستقرار عالمياً».

منذ منتصف 2023، حولت عدة سفن تابعة لشركة «کریوس»، مسارها من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود إلى بحر قزوين؛ حيث بدأت في النقل بين إيران وروسيا. وقامت السفينتان على الأقل بخمس رحلات هذا العام من المواني الإيرانية إلى أستراخان الروسية لنقل الأسلحة، وفقاً لبيانات «بلومبرغ».

تُعد تجارة الأسلحة مقابل النفط أحدث تفصيل في تحقيق استقصائي استمر عاماً كاملاً أجرته «بلومبرغ» حول أنشطة حسين شمخاني التجارية، شمل مقابلات مع أكثر من 50 شخصاً على دراية بعملياته بالإضافة إلى مراجعة مستندات سرية وسجلات الشركات.

ومن غير الواضح حجم الأسلحة التي تم تسليمها عبر السفن التابعة لشبكة شمخاني أو كيفية نشرها؛ حيث تم تجنُّب ذكرها في قوائم الشحن لتفادي آثار الوثائق. يسيطر شمخاني على أسطول يضم عشرات السفن، بما في ذلك ناقلات النفط والسفن التجارية، وتشرف شركة «کریوس» على شحنات بحر قزوين. تعمل الشركة جنباً إلى جنب مع شركتي «اوشن‌لینک ماری‌تایم» و«كوبان شيبينغ»، اللتين تديران شحنات لصالح وزارة الدفاع الإيرانية. في أبريل (نيسان)، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على «اوشن‌لینک ماری‌تایم» دون الإشارة إلى رابط مع شمخاني. وتواجه الجهود للحد من صفقات بحر قزوين تحديات بسبب الهيمنة الروسية في المنطقة، ويتفق الخبراء على أن «الهدف القصير المدى يجب أن يكون كشف هذه الشبكات للعلن».


مقالات ذات صلة

ترمب يطمئن نتنياهو بعد قلق إسرائيلي من محادثات إيران

شؤون إقليمية الرئيس الأميركي دونالد ترمب يدخل المكتب البيضاوي الجمعة الماضي (أ.ب)

ترمب يطمئن نتنياهو بعد قلق إسرائيلي من محادثات إيران

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقوفه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بما في ذلك ملف إيران، في حين حذَّر «الحرس الثوري» الإيراني من أي «عدوان».

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن - موسكو)
شؤون إقليمية مدير «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» السابق ويليام بيرنز (أرشيفية - رويترز)

ويليام بيرنز: «النموذج الليبي» مع النووي الإيراني مستحيل

استبعد ويليام بيرنز المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إمكانية تطبيق «النموذج الليبي» لتفكيك البرنامج النووي الإيراني في المحادثات الجارية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ذكر موقع وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة أصدرت عقوبات جديدة متعلقة بإيران (رويترز)

وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات جديدة على إيران

ذكر موقع وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة أصدرت عقوبات جديدة متعلقة بإيران، الثلاثاء، بينما تَجري محادثات بين البلدين بشأن البرنامج النووي لطهران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري جدارية مناهضة للولايات المتحدة في وسط طهران... 13 أبريل الحالي (أ.ب) play-circle

تحليل إخباري هل تفكك محادثات «الخبراء» عقدة الملف النووي الإيراني؟

تنتقل مفاوضات واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، الأربعاء، إلى «مستوى الخبراء»، في مؤشر على تسارع وتيرتها وفق محللين.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
شؤون إقليمية المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني يتحدث خلال مؤتمر صحافي يناير الماضي (إيسنا)

«الحرس الثوري»: سنردّ بشكل حازم ومُوجِع على أي اعتداء

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني جاهزيته للرد «على أي عدوان»، وذلك بعد تقارير عن استعداد إسرائيلي لاستهداف البرنامج النووي، وسط تهديدات أميركية باستخدام القوة.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)

المعارضة التركية تدعو إلى تجمّع أمام البرلمان الأربعاء

المعارضة التركية تدعو مناصريها إلى التجمّع الأربعاء أمام البرلمان في أنقرة (إ.ب.أ)
المعارضة التركية تدعو مناصريها إلى التجمّع الأربعاء أمام البرلمان في أنقرة (إ.ب.أ)
TT
20

المعارضة التركية تدعو إلى تجمّع أمام البرلمان الأربعاء

المعارضة التركية تدعو مناصريها إلى التجمّع الأربعاء أمام البرلمان في أنقرة (إ.ب.أ)
المعارضة التركية تدعو مناصريها إلى التجمّع الأربعاء أمام البرلمان في أنقرة (إ.ب.أ)

دعت المعارضة التركية مناصريها إلى التجمّع، الأربعاء، أمام البرلمان في أنقرة، على الرغم من الحظر الرسمي المفروض، وذلك في يوم يكتسي برمزية كبيرة للجمهورية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

فبعد شهر على توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أعلن رئيس حزبه «الشعب الجمهوري» أنه يعتزم إلقاء خطاب أمام البرلمان وليس بداخله، بمناسبة «يوم السيادة الوطنية» الذي تحتفل به البلاد في 23 أبريل (نيسان).

أوزغور أوزيل الذي ثبت رئيساً لحزب «الشعب الجمهوري» الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، يسعى من خلال دعوته هذه إلى مواصلة حركة احتجاجية انطلقت إثر توقيف إمام أوغلو.

على الرغم من حظر سلطات العاصمة التجمّعات، أكّد أوزغور أوزيل، الثلاثاء، دعوته للتجمّع في منشور على منصة «إكس».

وجاء في المنشور «يوم 23 أبريل لا يمكن حظره! لا يمكن منع تجمّعنا أمام البرلمان ومسيرتنا إلى آنيت كابير»، في إشارة إلى ضريح أتاتورك.

وتابع: «أدعو كل سكان أنقرة، خصوصاً الشباب والطلاب وكل من سيكونون في أنقرة غداً، للتوجّه إلى البرلمان في الساعة الخامسة مساء (14:00 بتوقيت غرينتش)، رافعين الأعلام التركية. السيادة ملك للأمة!».

من سجن سيليفري في غرب إسطنبول، دعا أكرم إمام أوغلو المسجون بتهمة «الفساد» منذ 25 مارس (آذار)، إلى المشاركة في المسيرة.

وجاء في منشور له على منصة «إكس»: «سأتابع هذه المسيرة من أجل السيادة الوطنية من السجن، وسأكون بجانبكم، وسأسير معكم».

أثار توقيف رئيس بلدية إسطنبول، الخصم الرئيسي للرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات الرئاسية المقرّر إجراؤها في عام 2028، موجة احتجاجات جمعت عشرات آلاف الأشخاص في المدن الرئيسية في البلاد.

وتسعى المعارضة إلى الحفاظ على زخم التحرك الذي يقوده الشباب بشكل أساسي.