لُجين نعمة تلتقط الأمل المولود من رحم الخراب

في معرض للفوتوغرافية العراقية بباريس

على باب الله (الشرق الأوسط)
على باب الله (الشرق الأوسط)
TT

لُجين نعمة تلتقط الأمل المولود من رحم الخراب

على باب الله (الشرق الأوسط)
على باب الله (الشرق الأوسط)

«طريق العودة من المنفى أمل يولَد من رحم الخراب»، هو معرض مؤثر تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس، يكشف العلاقة بين الحرب والوطن، من خلال أعمال مصوِّرة شابة هي لجين نعمة.

مسيحية تحتفل بعيد الشعانين (الشرق الأوسط)

تستخدم الفنانة كاميرتها وسيلة للتعبير، وتشارك تجربتها الشخصية في الصّمود، وحياتها المكتظة بالأحداث، والتنقل بين مُدن وطنها العراق والمنفى. تفتح الصور المعروضة نافذة على الدّمار الذي خلّفته الحرب، حيث تلتقط المنازل المدمَّرة، والذكريات المهجورة، والأطفال الذين يسيرون بين الأنقاض. تجسّد كلّ صورة من صورها تجربتها الحياتية، وتعكس التحديات التي واجهتها هي وكثيراً من العراقيين الذين اضطروا لسلوك دروب الهجرات.

هنا كان بيت (الشرق الأوسط)

تُركّز لجين نعمة على مواضيع التهجير، والفقدان، والمرونة، مسلّطة الضوء على قصص حياة مضطربة، لكنها قاومت ولم تُدمّر. ويُكرِّم هذا المعرض كل من اضطر للفرار من وطنه، ويُشيد بمن بقي متمسكاً بجذوره رغم الصّعاب.

حذاء بقي من لحظة هروب (الشرق الأوسط)

لا يكتفي «طريق العودة من المنفى» بتوثيق الماضي، بل ينفذ إلى قوة الروح البشرية في مواجهة المِحن. وبالنسبة للزوار من الفرنسيين والعرب، يشكل هذا المعرض دعوة لفهم المعاناة التي جرى تحملها، وأيضاً القدرة المدهشة على إعادة بناء الحياة وإعطائها معنى جديداً، حتى في أصعب الظروف.

وُلدت لجين نعمة في البصرة عام 1994، وترعرعت في بيئة هادئة بعيدة عن الاضطرابات السياسية التي عصفت ببلدها. بدأت تُدرك وحشية الحرب مع الغزو الأميركي للعراق.

أرض الخيرات (الشرق الأوسط)

وفي عام 2005، بعد الاختطاف المأساوي لوالدها، لجأت عائلتها إلى مدينة قرقوش في ضواحي الموصل. لكن في عام 2014، ومع تهديد تنظيم «داعش»، أُجبرت العائلة على الفرار، هذه المرة، إلى لبنان، ومن ثَمّ إلى فرنسا حيث حصلت العائلة على اللجوء. وخلال هذه الفترة من المنفى، أصبح التصوير الفوتوغرافي وسيلة المرأة الشابة للبقاء والتعبير، مما ساعدها على اجتياز المحن والتواصل مع ماضيها.


مقالات ذات صلة

ميلانو... حظر التدخين في الهواء الطلق ابتداء من 1 يناير

يوميات الشرق حظر التدخين في الأماكن العامة (غيتي)

ميلانو... حظر التدخين في الهواء الطلق ابتداء من 1 يناير

بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني)، لا يمكن للأشخاص أن يدخنوا في الأماكن العامة، إلّا إذا كانوا على بُعد 10 أمتار على الأقل، من أشخاص آخرين.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق الوفاء... (أ.ب)

كلبة تقرع باب عائلتها بعد أسبوع من هروبها

بعد بحث استمرَّ أسبوعاً، وجدت «أثينا» طريقها إلى منزل عائلتها في ولاية فلوريدا الأميركية بالوقت المناسب عشية عيد الميلاد؛ حتى إنها قرعت جرس الباب!

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق خديعة الرائحة لا تُنتَظر من الزهر (غيتي)

الزهرة العملاقة كريهة الرائحة ترتفع حرارتها مثل الإنسان

عادة ما يدل الزهر على تميُّز الرائحة وجمال العطر، لكنَّ رائحةً كريهةً جداً تنبعث من هذه الزهرة العملاقة وترتفع حرارتها حتى تبلغ درجة حرارة جسم الإنسان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق هدية الأعياد (أ.ب)

فرسة نهر قزمة تجلب الحظّ لحديقة حيوان أميركية

أنثى فرس نهر قزم أنجبت مولودةً بصحة جيدة في حديقة حيوان «مترو ريتشموند»، هي ثالثة من نوعها تولد فيها خلال السنوات الـ5 الماضية.

«الشرق الأوسط» (ريتشموند فيرجينيا)
يوميات الشرق هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يفاجئك ألان برجي بأسلوب تفكيره وكيفية استخدامه الموسيقى آلةً للعبور نحو الزمن. يُلقَّب بـ«أوركسترا في رجل».

فيفيان حداد (بيروت)

ظهور ليلى عبد اللطيف إعلامياً يفجر جدلاً في مصر

العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف (قناة إم بي سي مصر)
العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف (قناة إم بي سي مصر)
TT

ظهور ليلى عبد اللطيف إعلامياً يفجر جدلاً في مصر

العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف (قناة إم بي سي مصر)
العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف (قناة إم بي سي مصر)

مرة أخرى يتجدد الجدل في مصر بشأن «خبيرة التوقعات» اللبنانية ليلى عبد اللطيف، لكن الجدل هذه المرة لا يتعلق فقط بمضمون توقعاتها، بل يمتد إلى ظهورها الإعلامي، لا سيما أنه تلا قراراً من «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر بحظر ظهور هذه الفئة على القنوات والمحطات التابعة للهيئة.

وأثار ظهور ليلى عبد اللطيف مع الإعلامي عمرو أديب، مساء السبت، عبر برنامج «الحكاية» على شاشة «إم بي سي مصر»، جدلاً لافتاً، فقد تصدرت «التريند» في مصر بعد توقعها أن «يكون عام 2025، بمنزلة الامتحان السياسي الأصعب في تاريخ مصر»، مشيرة إلى أن «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيقود البلاد إلى بر الأمان، وأن القاهرة ستحمي أرضها وسيادتها، مهما كانت الظروف والتحديات».

الإعلامي المصري عمرو أديب (قناة إم بي سي مصر)

وامتدّت توقعات عبد اللطيف إلى الشق الاقتصادي حيث قالت: «إن مصر ستصبح من أكبر الدول الصناعية في الشرق الأوسط، وستتعافى اقتصادياً بشكل غير مسبوق في العام المقبل»، متوقعة «إبرام صفقات مليارية في العام الجديد، تزامناً مع تحسن سعر صرف الجنيه مقابل الدولار الأميركي لما دون الـ50 جنيهاً»، (الدولار يساوي 50.86 جنيه مصري في البنوك).

كما توقعت ليلى أن يشهد عام 2025 تغييراً وزارياً يتضمن عودة مسؤولين ووزراء سابقين، وبدت متفائلة بشأن مستقبل مصر بشكل عام. وقالت: «مصر لن تجوع لا اليوم ولا غداً».

وتابعت عبد اللطيف: «الأنظار ستتجه في عام 2025 إلى قناة السويس بسبب حدث بارز»، متوقعة «عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها في القناة»، كما توقعت أن يفوز نادي الزمالك على النادي الأهلي في الدوري الممتاز 2025.

وبينما تناولت عبد اللطيف في توقعاتها الأوضاع في المنطقة والعالم، تداول مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي توقعاتها بشأن مستقبل بلادهم، وسط انتقادات لظهورها، الذي عدّه متابعون «تحدياً لقرار الهيئة الوطنية للإعلام».

وقال الصحافي المصري محمد الديسطي، عبر حسابه على «إكس»، إن ظهور عبد اللطيف يعد تحدياً لقرارات المجلس الأعلى للإعلام.

وتساءل حساب آخر بشأن ما إذا كان قرار الهيئة الوطنية للإعلام يسري على القنوات الخاصة.

وحظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر، أخيراً، استضافة أصحاب التوقعات على جميع قنوات وإذاعات ومواقع الهيئة، ودعا رئيسها الكاتب أحمد المسلماني، بحسب إفادة رسمية، إلى «استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي، وقواعد المنطق ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والخبراء والأكاديميين والمثقفين».

وأكد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور صفوت العالم، لـ«الشرق الأوسط»، أن «قرار الهيئة الوطنية للإعلام لا يسري إلا على التلفزيون الرسمي المصري»، لكنه في الوقت نفسه انتقد «إتاحة مساحات إعلامية لأصحاب التوقعات على الفضائيات».

وقال العالم: «مثل هذه الفقرات تخلف حالة من تغييب العقل والوعي، وتنشر توقعات لا علاقة لها بمنطق الأحداث»، مطالباً بـ«إعادة تقييم تأثير ظهور تلك الفئة على وسائل الإعلام».

وانتقد رواد على مواقع التواصل الاجتماعي ظهور اللبنانية ليلى عبد اللطيف وعدّوه «خروجاً من إطار التسلية والترفيه إلى حد التخاريف».

من جانبه، أرجع أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة مصر اليابانية، الدكتور سعيد صادق، اهتمام المصريين بخبراء التوقعات إلى «حالة الاضطراب وعدم الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في فترات الحروب وعدم الاستقرار تزداد لهفة الناس لمعرفة توقعات المستقبل».

العرّافة اللبنانية أثارت الجدل (قناة إم بي سي مصر)

وأشار صادق إلى أن «عالم الأنثروبولوجي الأسكوتلنديّ جيمس فريزر قال إن المجتمعات تمر بثلاث مراحل؛ الأولى تشهد نشاطاً للسحر والخرافات، والثانية يسيطر عليها الدين، والثالثة مرحلة الفكر والعلوم والمعرفة والعقلانية».

وأضاف: «المجتمعات الأوروبية في معظمها تعيش في المرحلة الثالثة باستثناء فئة قليلة تعيش في الأولى والثانية، بينما المجتمعات العربية تعيش في المرحلتين الأولى والثانية مع فئة قليلة في الثالثة، ومن هنا يأتي الاهتمام المتزايد بالمنجمين والعرافين».

ويرى أن «المسحة الدعائية في توقعات ليلى عبد اللطيف تزيد من جاذبيتها عند الجمهور، لا سيما عندما تتحدث عن أشخاص محددين، وأمور قد توافق هوى البعض»، مشيراً إلى أن «هذه التوقعات تفتقد الموضوعية والدقة».