«الأفلام التجارية» تُصعّب مهمة اختيار ممثل مصر بـ«الأوسكار»

«رحلة 404» فاز بأغلبية الأصوات

منى زكي وعارفة عبد الرسول في أحد مشاهد فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)
منى زكي وعارفة عبد الرسول في أحد مشاهد فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)
TT

«الأفلام التجارية» تُصعّب مهمة اختيار ممثل مصر بـ«الأوسكار»

منى زكي وعارفة عبد الرسول في أحد مشاهد فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)
منى زكي وعارفة عبد الرسول في أحد مشاهد فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)

من بين قائمة تضم 37 فيلماً مصرياً، أعدّتها نقابة المهن السينمائية لاختيار العمل الذي يمثل مصر في ترشيحات الأوسكار، فئة أفضل فيلم بلغة غير إنجليزية (دولي) لعام 2025، وجدت اللجنة المعنية بالاختيار صعوبة في وضع قائمة تضم 5 أفلام للتصويت عليها.

وإن كانت الآراء استقرّت بالأغلبية على اختيار فيلم «404» مرشحاً عن السينما المصرية في المسابقة الدولية بدورتها رقم 96، فإن اللجنة أصدرت بياناً انتقدت فيه سيطرة الأفلام التجارية على صناعة السينما في مصر.

وذكرت اللجنة التي تضم سينمائيين، من بينهم المخرجة كاملة أبو ذكري، ومدير التصوير سامح سليم، والمونتيرة رحمة منتصر، والمخرج شريف البنداري، ومن النقاد محمود عبد الشكور ومحمد عاطف، أن غالبية الأفلام تعد تجارية، ولا تتمتع بمواصفات فنية تؤهلها لتنافس أفلاماً عالمية في فئة «أفضل فيلم دولي»، التي تشهد مشاركات لتجارب سينمائية متفردة من مختلف دول العالم.

ورغم أن شروط الترشيح المبدئية، وأهمها أن يكون الفيلم قد تم عرضه للجمهور بدور السينما خلال الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 حتى سبتمبر (أيلول) 2024، انطبقت على القائمة التي أعدّتها نقابة المهن السينمائية، وشملت أفلاماً تم عرضها بالمنصات، مثل «قلب مفتوح» و«ساندوتش عيال»، فإن بيان النقابة أوضح سبب صعوبة الاختيار، وهو «سيطرة الأفلام التجارية على الإنتاج السينمائي، الأمر الذي يتطلب وقفة جادة من الجهات السينمائية المسؤولة؛ للتصدي لهذه الأفلام التي باتت تسيء لصناعة السينما المصرية العريقة».

شيرين رضا في مواجهة صعبة مع منى زكي ضمن أحداث فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)

في حين أشار نقيب المهن السينمائية، مسعد فودة، إلى أن جدلاً واسعاً دار بين أعضاء اللجنة؛ بسبب مستوى الأفلام المعروضة عليها، مما دفعنا لمناشدة جميع الجهات والمؤسسات وشركات الإنتاج والمنتجين الأفراد، للاهتمام بمضمون ومستوى الفيلم المصري؛ لأنه يمثل عصب صناعة السينما المصرية، مؤكداً «ضرورة تحسين صورة ومستوى الفيلم المصري في وقت باتت فيه المنافسة قوية عالمياً وعربياً».

ويرى الناقد الفني المصري ياسر محب، أحد أعضاء لجنة الاختيار، أنه «من غير الصحي النظر لاختيار الفيلم وكأننا نمنحه جائزة الأوسكار»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «دورنا هو ترشيح فيلم للمشاركة من بين الأفلام التي تنطبق عليها شروط الترشيح وليس تقييمها، والعمل على تشجيع صُنّاع الأفلام، والنظر لجهودهم بشكل موضوعي كونهم يعملون في ظروف صعبة».

وأشار إلى أن «البعض يُضعف الهمَّة، ويقول إننا في كل الحالات لا نحظى بالفوز، ومن ثم يتجهون لحجب الترشيح، وهو أمر لم يُجدِ شيئاً حين اتجهنا له قبل عامين فلم يتغير وضع السينما، كما أننا بذلك نعاقب مَن يحاول ويجتهد، في وقت يجب فيه أن نمنحه الفرصة كاملة ربما يحقق شيئاً».

وشدد على أن «علينا مطالبة جهات صناعة الأفلام بتقديم أعمال جيدة كل في موقعه، ونجعل ذلك قضيتنا»، متمنياً أن «يجد بيان اللجنة صدى واهتماماً يليقان بتاريخ السينما المصرية».

المخرج هاني خليفة خلال تصوير فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)

وجاء اختيار فيلم «رحلة 404» بأغلبية الأصوات في الترشح للأوسكار، وهو من بطولة منى زكي، ومحمد فراج، ومحمد ممدوح، وكتبه محمد رجاء، وأخرجه هاني خليفة، ومن إنتاج محمد حفظي، وشاهيناز العقاد، ومجموعة «Arabia Pictures Entertainment» السعودية، و«هاي ميديا» للإنتاج، وقد حقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً واحتفاءً نقدياً عند عرضه بمصر والسعودية والكويت، وكان قد تأجل عرضه الأول مرات عدة، وشهد تغييراً لعنوانه الأصلي «القاهرة مكة».

ووجهت الفنانة منى زكي الشكر لنقابة المهن السينمائية لاختيار الفيلم ليمثل مصر في سباق جوائز الأوسكار قائلة: «إن شاء الله يُقبَل الفيلم ويُشَرف بلدنا». وأضافت في بيان صدر عن أسرة الفيلم أنها «تشرفت منذ البداية باختيار المخرج هاني خليفة والمؤلف محمد رجاء لها لبطولة الفيلم وحماس المنتج محمد حفظي، وزادها شرفاً قبول الزملاء أداء أدوار شرف بالفيلم لأن مواهبهم الكبيرة أضافت كثيراً للفيلم».

وهنأ المخرج هاني خليفة كل فريق العمل، وكل من أسهم في خروجه للنور حتى وصوله لتلك المرحلة على مدى 13 عاماً، وذكر السيناريست محمد رجاء أنه لم يفقد الأمل أبداً في تنفيذ الفيلم.

وشارك في بطولة «رحلة 404» الفنانون خالد الصاوي، وشيرين رضا، وسما إبراهيم، وعارفة عبد الرسول، ورنا رئيس، وتؤدي منى زكي بطلة الفيلم شخصية «غادة» التي تقرر السفر لأداء فريضة الحج سعياً للتوبة عن أخطاء ارتكبتها في الماضي، وتقع في مشكلة تجعلها تعيد التواصل مع أشخاص ارتبطت بهم سابقاً، وحاز الفيلم تقييم 7.9من 10 على موقع «IMDB»، كما حاز جوائز عدة من مهرجانات سينمائية.


مقالات ذات صلة

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

يوميات الشرق مريم شريف ونهال المهدي شقيقتها بالفيلم (الشركة المنتجة)

«سنووايت» يستهل عروضه التجارية ويعوّل على حبكته الإنسانية

تنطلق، الأربعاء، العروض التجارية للفيلم المصري «سنووايت» الذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الرابعة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان شكري سرحان قدم أدواراً مهمة في السينما المصرية (أرشيفية)

تصاعد الجدل حول انتقاد رموز الفن المصري بعد أزمة «شكري سرحان»

تصاعد الجدل خلال الأيام القليلة الماضية حول أزمة انتقاد رموز الفن المصري على خلفية انتقاد موهبة الفنان الراحل شكري سرحان بعد مرور 27 عاماً على رحيله.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من الفيلم صوّرته الحاج في أثناء «ثورة أكتوبر» (ميريام الحاج)

«متل قصص الحب»... رحلة سينمائية استغرقت 7 سنوات

بعد فيلمها الوثائقي الأول «هدنة» تقدّم اليوم المخرجة ميريام الحاج ثاني أعمالها السينمائية الطويلة «متل قصص الحب».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق لوحات المعرض يستعيد بها الفنان رضا خليل ذكريات صباه (الشرق الأوسط)

«سينما ترسو»... يستعيد ملامح أفلام المُهمشين والبسطاء

معرض «سينما ترسو» يتضمن أفكاراً عدّة مستوحاة من سينما المهمشين والبسطاء تستدعي الذكريات والبهجة

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق من أفلام شاشات الواقع «النهار هو الليل» لغسان سلهب (المكتب الإعلامي للمهرجان)

مهرجان «شاشات الواقع» في دورته الـ19 بانوراما سينما منوعة

نحو 35 فيلماً وثائقياً طويلاً وشرائط سينمائية قصيرة، يتألف منها برنامج عروض المهرجان الذي يتميز هذه السنة بحضور كثيف لصنّاع السينما اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)

3 علامات تدل على أن ابنك البالغ يواجه أزمات وكيف تتعامل معها

يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
TT

3 علامات تدل على أن ابنك البالغ يواجه أزمات وكيف تتعامل معها

يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)

على الرغم من بذلنا قصارى جهدنا، يتعين علينا أحياناً مواجهة حقيقة مفادها أننا لا نعرف أطفالنا البالغين جيداً، كما نعتقد. ومع ذلك يجب أن نظل يقظين للعلامات التي قد تشير إلى أنهم يعانون بطرق لم نفهمها.

يقول الدكتور جيفري بيرنشتاين إنه، بصفته مدرباً للآباء، رأى كيف يريد الآباء أن يصدقوا أن أطفالهم البالغين رائعون ولا يعانون من مشكلات. لكن في بعض الأحيان، تشير التغييرات أو السلوكيات الدقيقة إلى مشكلات أعمق. يمكن أن يُحدث التعرف على هذه العلامات في وقت مبكر فرقاً كبيراً، كما أشار تقرير لموقع «فسيولوجي توداي» الأميركي.

فيما يلي 3 علامات تحذيرية على أن طفلك البالغ يعاني، ونصائح عملية حول كيفية المساعدة:

التحولات الجذرية في الشخصية: من الطبيعي أن يتغير الناس مع نموهم، لكن التحولات المفاجئة والشديدة في الشخصية أو السلوك يمكن أن تكون بمثابة إشارة تحذيرية. ربما أصبح طفلك الذي كان هادئاً في السابق، سريع الانفعال. على سبيل المثال، ناثان، البالغ من العمر 28 عاماً، أصبح سريع الانفعال ومنعزلاً بشكل لا يمكن تفسيره، عندما لاحظتْ والدته تيسا أنه لم يعد يردُّ على مكالماتها، أو يتجنب التجمعات العائلية، وفسَّرت ذلك في البداية بأنه مشغول في حياته العملية، وبمرور الوقت، تفاقمت تقلباته مزاجية وعُزلته.

ما يمكنك فعله: تجنب استخلاص استنتاجات أو الإدلاء بتصريحات اتهامية؛ مثل «لماذا تتصرف بغرابة؟». وبدلاً من ذلك، عبِّر عن الفضول والقلق. على سبيل المثال، قل: «لاحظت أنك تبدو أكثر بعداً، مؤخراً. هل كل شيء على ما يرام؟ أنا هنا إذا كنت تريد التحدث».

إن تقديم الدعم دون إصدار أحكام يمكن أن يفتح الباب أمام محادثات هادفة.

عدم الاستقرار المالي أو المهني المستمر: إن فقدان الوظائف بشكل متكرر، أو الأزمات المالية غير المبرَّرة، أو الافتقار إلى الدافع لتحقيق الأهداف، يمكن أن يشير إلى صراعات أكثر عمقاً.

على سبيل المثال، صوفيا، وهي امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً، والتي بَدَت كأنها تملك كل شيء، حتى اكتشفت والدتها إيلينا أنها كانت تقترض المال من الأصدقاء لتغطية الإيجار، وكانت أعذار صوفيا حول الصراعات في مكان العمل والحظ السيئ تُخفي القلق والاكتئاب الكامنين اللذين كانا يفسدان نجاحها.

ما يمكنك فعله: شجِّع ابنك على مشاركة تحدياته، دون إصدار أحكام. اقترح عليه طلب الدعم المهني، سواء من خلال العلاج أو الاستشارة المالية. ضع ذلك في إطار جهد جماعي: «دعنا نكتشف كيفية تزويدك بالموارد التي تحتاج إليها لتشعر بمزيد من الاستقرار».

الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر أو مدمرة للذات: يمكن أن يكون السلوك المحفوف بالمخاطر، مثل تعاطي المخدرات، أو الإنفاق المتهور، أو العلاقات غير الصحية، بمثابة صرخة لطلب المساعدة.

فعندما بدأ ماركوس، البالغ من العمر 30 عاماً، نشر تحديثات غير منتظمة على وسائل التواصل الاجتماعي والاحتفال بشكل مفرط، عَدَّ والده جريج الأمر مجرد مرحلة، حتى ألقي القبض على ماركوس بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول، حينها أدرك جريج خطورة الموقف.

ما يمكنك فعله: ضع حدوداً واضحة ورحيمة. دع ابنك يعرف أنك قلِق بشأن سلامته، وأنك على استعداد لدعمه، ولكن فقط إذا اتخذت خطوات نشطة لمعالجة سلوكه. على سبيل المثال، «أنا قلق بشأن شُربك. سأساعدك في الحصول على المساعدة، لكن لا يمكنني تجاهل كيف يؤثر هذا على صحتك وسلامتك».

لماذا يُعد هذا الأمر مهماً أكثر من أي وقت مضى؟ لقد حدثت حالات بارزة لسقوط وموت وتعب أطفال بالغين، يبدو مظهرهم من الخارج أنهم ناجحون، مما يذكِّرنا بأن المظاهر الخارجية قد تكون خادعة. وكذلك فإن تجاهل علامات التحذير المبكرة قد يؤدي إلى صراعات كبيرة. وغالباً ما يتردد الآباء في التدخل، خوفاً من تجاوزهم، أو إجهاد العلاقة مع أبنائهم، ومع ذلك فإن التعامل مع ابنك البالغ بالتعاطف والدعم يمكن أن يُحدث فرقاً عميقاً.