خبراء أمميون: إيران تكثّف قمع النساء بعد عامين على وفاة أميني

امرأة تحمل صورة للشابة الإيرانية مهسا أميني في بروكسل 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)
امرأة تحمل صورة للشابة الإيرانية مهسا أميني في بروكسل 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)
TT

خبراء أمميون: إيران تكثّف قمع النساء بعد عامين على وفاة أميني

امرأة تحمل صورة للشابة الإيرانية مهسا أميني في بروكسل 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)
امرأة تحمل صورة للشابة الإيرانية مهسا أميني في بروكسل 23 سبتمبر 2022 (أ.ف.ب)

اتّهم خبراء في الأمم المتحدة السلطات الإيرانية، الجمعة، بـ«تكثيف» قمعها للنساء، بعد عامين على وفاة مهسا أميني، بما في ذلك عبر إصدار أحكام بالإعدام بحق الناشطات.

وتُوفيت الإيرانية الكردية أميني (22 عاماً)، بعد ثلاثة أيام على توقيفها في طهران، خلال سبتمبر (أيلول) 2022، بشبهة خرق قواعد اللباس الصارمة في إيران، والتي تُوجب على النساء ارتداء الحجاب. وأدت الحادثة إلى اندلاع احتجاجات في أنحاء البلاد.

وحذّرت بعثة تقصي الحقائق المستقلة، المعنية بإيران والتابعة للأمم المتحدة، في بيان، من أنه، بعد مرور عامين، «كثّفت إيران جهودها الرامية لقمع الحقوق الأساسية للنساء والفتيات، وسحق ما تبقَّى من مبادرات النشاط النسائي»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

رجل يرفع شارة النصر خلال احتجاج على وفاة مهسا أميني في طهران يوم 19 سبتمبر 2022 (رويترز)

وعيّن مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، الخبراء للتحقيق في الحملة الأمنية الدامية التي استهدفت الاحتجاجات التي هزّت مختلف المدن الإيرانية بعد وفاة أميني.

وقال الخبراء، الذين لا يتحدّثون باسم الأمم المتحدة، إنه «على الرغم من أن الاحتجاجات الكبيرة خمدت، فإن تحدي النساء والفتيات، الذي لم ينقطع، يُذكّر بشكل مستمر بأنهن ما زلن يعشن ضمن نظام يصنّفهن على أنهن مواطنات من الدرجة الثانية».

وقالوا إنه جرى تكثيف القمع بشكل ملحوظ، منذ أبريل (نيسان) الماضي. وأضافوا أن السلطات «زادت الإجراءات والسياسات القمعية»، من خلال ما يسمى «خطة نور»، التي تشجّع على انتهاك حقوق النساء والفتيات اللاتي بخرقن قواعد وضع الحجاب.

وأفاد الفريق، في البيان، بأن «قوات الأمن صعّدت أكثر أنماط العنف الجسدي القائمة أساساً؛ بما في ذلك الضرب والركل وصفع النساء والفتيات اللاتي يُعدُّ أنهن فشلن في الامتثال لقوانين وقواعد الحجاب الإلزامي».

كما حذَّر من أن السلطات عزَّزت مراقبة الامتثال بقواعد وضع الحجاب، بما في ذلك في الأماكن الخاصة، مثل المركبات، وبواسطة مجموعة من الوسائل؛ بما فيها المسيرات.

في هذه الأثناء، ينصّ مشروع قانون «الحجاب والعفة» الجديد، الذي بات في المراحل الأخيرة قبل إقراره، على تشديد العقوبات على النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب، بما في ذلك عبر فرض غرامات كبيرة، وإصدار أحكام بالسجن لفترات طويلة، وحظر السفر.

وعبّر الخبراء، في بيانهم، خصوصاً عن قلقهم حيال «ما يبدو أنه نمط جديد يقوم على إصدار أحكام بالسجن على الناشطات، بعد إدانتهن بجرائم مرتبطة بالأمن القومي».

وأفادوا بأنه «على مدى العامين الأخيرين، استُخدمت عقوبة الإعدام وغيرها من بنود القانون الجنائي المحلي، وخصوصاً تلك المتعلّقة بالأمن القومي، بصفتها أدوات لترهيب أو ردع الإيرانيين عن التظاهر والتعبير عن أنفسهم بحرية».


مقالات ذات صلة

بزشكيان يدعو من البصرة إلى «الاتحاد» في غرب آسيا

المشرق العربي الرئيس الإيراني يرتدي في مدينة البصرة العراقية عباءة عربية (أ.ف.ب)

بزشكيان يدعو من البصرة إلى «الاتحاد» في غرب آسيا

في آخر أيام زيارته للعراق، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى «الاتحاد» بين دول غرب آسيا لتأمين مصالحها كما فعل الاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية طائرات مُسيَّرة وزوارق سريعة في قاعدة لـ«الحرس الثوري» في ميناء قبالة مضيق هرمز (الرئاسة الإيرانية)

«الأوروبي» يضغط على إيران بـ«عقوبات سريعة»

الاتحاد الأوروبي يقول إن بيع إيران صواريخ باليستية لروسيا «تهديد مباشر» لدول التكتل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا استعراض لصواريخ باليستية إيرانية خلال حفل للقوات المسلحة في طهران في أغسطس 2023 (رويترز)

فرنسا تستدعي القائم بالأعمال الإيراني على خلفية نقل صواريخ باليستية لروسيا

قال مصدر دبلوماسي اليوم الجمعة إن وزارة الخارجية الفرنسية استدعت أمس الخميس القائم بالأعمال الإيراني على خلفية ما تردد بشأن نقل طهران صواريخ باليستية إلى روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صورة عامة للسفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء في بغداد 7 يناير 2020 (رويترز)

السفارة الأميركية في بغداد تتهم مجموعات موالية لإيران بـ«الاعتداء على مجمع الدعم الدبلوماسي»

اتهمت سفارة الولايات المتحدة في بغداد، الجمعة، مجموعات موالية لإيران بـ«الاعتداء على مجمع الدعم الدبلوماسي في بغداد» الثلاثاء، مؤكدة الاحتفاظ بحق الدفاع عن النف

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية رافاييل غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً الاثنين للإعلام مع بدء أعمال مجلس المحافظين في فيينا (رويترز)

«ليّ ذراع» بين طهران والغرب بشأن الملف النووي

الأميركيون والأوروبيون يندّدون بمواصلة إيران تطوير برنامجها النووي، والسفيرة الأميركية لدى «الوكالة الدولية» تحث طهران على «خطوات لبناء الثقة الدولية».

ميشال أبونجم (باريس)

بعد انفجار سيارة... 500 شرطي إسرائيلي يداهمون الرملة واللد ولا مشتبه بهم

أشخاص يتفقدون الأضرار في مكان انفجار سيارة بمدينة الرملة وسط إسرائيل (أ.ف.ب)
أشخاص يتفقدون الأضرار في مكان انفجار سيارة بمدينة الرملة وسط إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

بعد انفجار سيارة... 500 شرطي إسرائيلي يداهمون الرملة واللد ولا مشتبه بهم

أشخاص يتفقدون الأضرار في مكان انفجار سيارة بمدينة الرملة وسط إسرائيل (أ.ف.ب)
أشخاص يتفقدون الأضرار في مكان انفجار سيارة بمدينة الرملة وسط إسرائيل (أ.ف.ب)

داهم 500 عنصر من الشرطة الإسرائيلية، اليوم (الجمعة)، منطقتَي الرملة واللد، بعد انفجار سيارة وقع أمس (الخميس) في منطقة الرملة، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وأسفر انفجار أمس عن مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة تسعة آخرين.

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت لاحق بأن طفلاً أصيب بجروح خطيرة من الانفجار وهو في حالة حرجة.

وانضم إلى قوات الشرطة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي تعهد يوم الجمعة بأن «الشرطة ستذهب إلى الحرب بعد سنوات من غض الطرف عن الجريمة المنظمة في المجتمع العربي».

وقال بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية: «أنا أتابع عن كثب العمل الدؤوب الذي تقوم به الشرطة والوحدات الخاصة».

وأضاف: «المهمة هنا ليست سهلة؛ لقد تم بناء الجريمة هنا على مدى سنوات عديدة. مهمتنا هي ببساطة قطع رأسها، والعمل الجاد لمواصلة تحقيق النتائج، ومنع المزيد من الحوادث مثل ما رأيناه بالأمس».

وأشار تحقيق أولي في انفجار السيارة أمس، والذي أشعل حريقاً امتد إلى متجرين قريبين، إلى أنه كان نتيجة لقنبلة يدوية مسروقة من القوات الإسرائيلية ويمتلكها شخص معروف للشرطة، حسبما ذكرت «القناة 12» اليوم.

وتعتقد الشرطة أن الهجوم مرتبط بنزاع مستمر بين عائلتي الجروشي وأبو زيد، ويُعتقد أن السيارة والمتاجر القريبة مرتبطة بالجروشي، وفقاً لتقارير في وسائل الإعلام العبرية.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها صادرت أسلحة خلال المداهمات في الصباح الباكر، بما في ذلك مسدس «غلوك»، بحسب هيئة الإذاعة العبرية «كان».

وأشارت «كان» إلى أنه تم القبض على العديد من الأشخاص للاشتباه في حيازة أسلحة غير قانونية، لكن تم إطلاق سراح معظمهم في أقل من 24 ساعة، وسط نقص الأدلة ضدهم.

وقالت الشرطة إنها اعتقلت أيضاً عشرات الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين كانوا في إسرائيل من دون تصريح.

ولم يتم اعتقال أي شخص فيما يتعلق بالانفجار الذي وقع يوم الخميس، على الرغم من أن بن غفير ذكر على «إكس» أن الاعتقالات جرت في مواقع مملوكة لعائلة الجروشي.

وبحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، حُشد سكان الرملة صباح الجمعة مطالبين بن غفير بتعزيز الأمن وجمع الأسلحة في المدينة بعد الهجمات المستمرة التي وقعت مؤخراً في المنطقة.

وفي مقابلة مع «كان»، اتهم رئيس أبو سياف عضو مجلس مدينة الرملة، الشرطة الإسرائيلية باللامبالاة عندما يكون ضحايا الجريمة من العرب، وانتقد مزاعم عدم تعاون السكان المحليين مع التحقيقات.

وقال: «لا توجد شرطة في الرملة، هناك فوضى. ويحاول بعضهم القول إن العرب لا يتعاونون، وهذا غير صحيح. كل المعلومات اللازمة للاعتقال موجودة. ولكن هناك نقص في الدافع».

وتقع الرملة إلى الجنوب الشرقي من تل أبيب، وهي مدينة مختلطة بين اليهود والعرب. ولطالما اشتكت المجتمعات العربية في إسرائيل من العنف المرتبط بالجريمة المنظمة التي اجتاحت مدنها.

وترى منظمات مثل «مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل»، أن مثل هذا العنف كان يحظى باهتمام أكبر من الدولة في الأحياء اليهودية.