إسرائيل تهدد بـ«تقويض السلطة الفلسطينية»

استعداداً لمواجهة تحركات رام الله في «الأمم المتحدة»

الرئيس الفلسطيني متوسطاً رئيس وأعضاء الحكومة الفلسطينية (رويترز)
الرئيس الفلسطيني متوسطاً رئيس وأعضاء الحكومة الفلسطينية (رويترز)
TT

إسرائيل تهدد بـ«تقويض السلطة الفلسطينية»

الرئيس الفلسطيني متوسطاً رئيس وأعضاء الحكومة الفلسطينية (رويترز)
الرئيس الفلسطيني متوسطاً رئيس وأعضاء الحكومة الفلسطينية (رويترز)

بعد أن فشلت الحكومة الإسرائيلية في ثنْي دول العالم عن التجاوب مع النشاطات الدبلوماسية الفلسطينية والعربية، قررت اللجوء إلى التهديد، إذ قام مسؤولون في الحكومة بتسريب معلومات عن خطة وضعتها وزارة الخارجية، بالتعاون مع ديوان رئاسة الوزراء، تتضمن سلسلة إجراءات عقابية قاسية مِن شأنها أن تُقوّض السلطة وتساعد في انهيارها.

وقالت المصادر، وفقاً لعدة وسائل إعلام عبرية، يوم الخميس، إنه «في مداولات مكثفة أُجريت في الكابينت (المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة)، وفي وزارة الخارجية وفي محافل أخرى، أُعدّت خطط عمل تتضمن خطوات تدريجية، وصولاً إلى توجيه الضربة القاضية للسلطة، حتى تحطيمها».

وأوضحت المصادر أن مِن بين هذه الخطط: منع تحويل الأموال (التي تجبيها إسرائيل من الضرائب والجمارك الفلسطينية وتتسلم عليها عمولة)، وأيضاً قطع التنسيق الأمني (الذي يعني التحكم الإسرائيلي بمصائر الفلسطينيين المرضى الذين يحتاجون للعلاج في الخارج، والطلبة الذين يدرسون في الجامعات الأجنبية، والمدرسين الذين يدرّسون في جامعات بالخارج، ومسؤولي السلطة الذين يغادرون لغايات العمل الدبلوماسي) وغيرهما.

أرشيفية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (د.ب.أ)

ضغوط غربية

وباشرت دول غربية، في مقدمتها الولايات المتحدة، ممارسة ضغوط شديدة على الرئاسة الفلسطينية، وعلى مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، للتخفيف من حجم مشروع القرار، وتخفيف لغته القوية والواضحة والصريحة، كي يتمكن عدد من الدول من التصويت لصالح مشروع القرار. من جانبه، عَدَّ داني دانون، مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، المطالب الفلسطينية «إرهاباً دبلوماسياً»، وقال إن «تعاون الأمم المتحدة معها سيكون الدرك الأسفل أخلاقياً».

وذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن مشاورات سياسية محمومة على أعلى المستويات، تجري في إسرائيل لمواجهة هذه الخطوات. ووجّه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليماته لطاقم وزارته لإعداد خطوات متدرجة ضد السلطة الفلسطينية، محذّراً بأنه إذا جرى تنفيذ كل هذه التهديدات في «الأمم المتحدة»، خلافاً لما تقرَّر في اتفاقات أوسلو، فلن تتردد إسرائيل في السير حتى النهاية، على حد قول مصادر سياسية نقلتها وسائل إعلام عبرية.

وأكدت المصادر أن وزارة الخارجية تستعدّ لضرب السلطة الفلسطينية، من خلال وقف تحويل الأموال، وقطع التعاون الأمني، وشطب اتفاقات أوسلو، وإغلاق المكاتب الدبلوماسية الأجنبية التي تعمل في نطاق السلطة الفلسطينية.

الحكومة الفلسطينية في اجتماع للفريق الوطني للتنمية الاقتصادية (وفا)

خطوات في الأمم المتحدة

وذكرت صحيفة اليمين «يسرائيل هيوم»، في عدد الخميس، أنه «يجري الاستعداد في إسرائيل ونيويورك لإدارة معركة لمواجهة الخطوات الدراماتيكية، التي تعمل عليها السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة»، التي سيبدأ بحثها، يوم الأربعاء المقبل، خلال الدورة الحالية للجمعية العامة.

والخطوات، التي يطرحها الفلسطينيون على الجمعية العامة ومؤسساتها المختلفة، تتمثل في الترحيب بالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، الصادر في 19 يوليو (تموز) 2024، بشأن العواقب القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأرضي الفلسطينية المحتلّة، بما فيها القدس الشرقية، وعدم شرعية استمرار وجود إسرائيل في هذه الأراضي، مطالِبة تل أبيب بإنهاء وجودها غير القانوني في موعد لا يتجاوز ستة أشهر من تاريخ اعتماد القرار.

كما تُطالب إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها القانونية، بموجب القانون الدولي، بالانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع قواتها العسكرية من الأرض الفلسطينية المحتلّة، بما في ذلك مجالاها الجوي والبحري، ووضع حد فوري لسياساتها وممارساتها غير القانونية، بما في ذلك وقف جميع أنشطة الاستيطان الجديدة، وإجلاء جميع المستوطنين، وتفكيك أجزاء الجدار الذي شيدته في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، فضلاً عن إلغاء جميع التشريعات والتدابير التي تخلق أو تحافظ على الوضع غير القانوني، بما في ذلك تلك التي تُميز ضد الشعب الفلسطيني.

آليات عسكرية إسرائيلية متمركزة عند مدخل مخيم طولكرم بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

تعديل التركيبة السكانية

ويطالب الفلسطينيون أيضاً بإلغاء جميع التدابير الرامية إلى تعديل التركيبة السكانية، وطبيعة ووضع أي أجزاء من الأراضي، وإعادة الأراضي وغيرها من الممتلكات غير المنقولة، فضلاً عن جميع الأصول التي جرى الاستيلاء عليها من أي شخص طبيعي أو قانوني، منذ بدء احتلالها في عام 1967، وجميع الممتلكات الثقافية، والأصول المأخوذة من الفلسطينيين والمؤسسات الفلسطينية، والسماح لجميع الفلسطينيين النازحين أثناء الاحتلال بالعودة إلى مكان إقامتهم الأصلي.

كما يطالبون بجبر الضرر الذي لحق جميع الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين المعنيين في الأرض الفلسطينية المحتلّة، دون الإخلال بالتعويضات الإضافية المستحَقة على إسرائيل عن الأضرار التي لحقتها قبل عام 1967، والامتثال الفوري لأوامر محكمة العدل الدولية التي تشير إلى التدابير المؤقتة في القضية المتعلقة بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (جنوب أفريقيا ضد إسرائيل) فيما يتصل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في الحماية من جميع الأفعال التي تدخل في نطاق المادة الثانية والمادة الثالثة من الاتفاقية.

وتتضمن المطالب الفلسطينية عدم عرقلة الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير، بما في ذلك حقه في دولة مستقلة ذات سيادة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلّة، ودعوة الدول الأعضاء إلى الامتثال بالتزاماتها القانونية، كما تنعكس في الرأي الاستشاري، وعدم الاعتراف بقانونية الوضع الناشئ عن الوجود غير القانوني لإسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلّة، وعدم تقديم المساعدة، أو المساعدة في الحفاظ على الوضع الناجم عن هذا الوجود غير القانوني.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت سوق الخضر المركزي بعد هجوم إسرائيلي في رام الله بالضفة الغربية (رويترز)

المعاملات الاقتصادية

ويطالب الفلسطينيون كذلك بالامتناع عن الدخول في معاملات اقتصادية أو تجارية مع إسرائيل بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلّة أو أجزاء منها، والتي قد تُرسخ وجودها غير القانوني في الأراضي، والامتناع عن إنشاء وصيانة البعثات الدبلوماسية في إسرائيل، عن أي اعتراف بوجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ومنع العلاقات التجارية أو الاستثمارية التي تساعد في الحفاظ على الوضع غير القانوني الذي خلقته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

كما يطالب الفلسطينيون الجمعية العامة للأمم المتحدة بعقد مؤتمر للأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة، وفقاً لالتزامات الدول الأطراف بموجب المواد 146 و147 و148 فيما يتصل بالعقوبات الجزائية والانتهاكات الجسيمة والحاجة المُلحّة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإنفاذ الاتفاقية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وضمان احترامها وفقاً للمادة 1 المشتركة بين اتفاقيات جنيف الأربع.

ويدعو الفلسطينيون، في هذا الصدد، حكومة سويسرا، بصفتها واضعة اتفاقيات جنيف، إلى القيام بالتحضيرات اللازمة لعقد المؤتمر على وجه السرعة، ويطالبونها بالدعوة إلى مؤتمر دولي خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين.


مقالات ذات صلة

بعد مذكرة توقيف نتنياهو... الإسرائيليون يخشون ملاحقة ضباط جيشهم

شؤون إقليمية إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

بعد مذكرة توقيف نتنياهو... الإسرائيليون يخشون ملاحقة ضباط جيشهم

عقب إصدار محكمة لاهاي مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، يساور القلق المسؤولين الإسرائيليين خشية ملاحقة ضباطهم أيضاً.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

هل يدوم تضامن الإسرائيليين مع نتنياهو بشأن مذكرة الاعتقال؟

قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو؛ بسبب الحرب في غزة، أثارت غضباً عارماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام منتدى السلام في دهوك (شبكة روداو)

رئيس البرلمان العراقي: المنطقة قريبة من «نكبة ثانية»

قدم مسؤولون عراقيون تصورات متشائمة عن مصير الحرب في منطقة الأوسط، لكنهم أكدوا أن الحكومة في بغداد لا تزال تشدد على دعمها لإحلال الأمن والسلم.

«الشرق الأوسط» (أربيل)

بغداد: المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)
TT

بغداد: المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (الخارجية العراقية)

نقلت وكالة الأنباء العراقية، الجمعة، عن وزير الخارجية فؤاد حسين قوله إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات بحق كل من يشن هجمات باستخدام الأراضي العراقية.

وأضاف الوزير أن حكومة بلاده لا تريد الحرب، وتسعى لإبعاد خطرها، وأن المنطقة «تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا».

وأفادت الوكالة العراقية، السبت، بأن حكومة بغداد تقدمت بطلب لعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية لمواجهة تهديدات إسرائيل.

وذكرت أن المندوبية الدائمة للعراق لدى الجامعة العربية «تقدمت بطلب لعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين للدول العربية الأعضاء في الجامعة لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني».

كان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد ذكر في وقت سابق، هذا الأسبوع، أنه بعث برسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حث فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.