مهرجان «تورونتو» يحتفي بأنجلينا جولي وينتقد ما تبع 11 - 9

نجوم السينما يؤمّونه بكثافة

أنجلينا جولي مع سلمى حايك ودميان بشير قبل عرض فيلم «بلا دماء» في «تورونتو» (رويترز)
أنجلينا جولي مع سلمى حايك ودميان بشير قبل عرض فيلم «بلا دماء» في «تورونتو» (رويترز)
TT

مهرجان «تورونتو» يحتفي بأنجلينا جولي وينتقد ما تبع 11 - 9

أنجلينا جولي مع سلمى حايك ودميان بشير قبل عرض فيلم «بلا دماء» في «تورونتو» (رويترز)
أنجلينا جولي مع سلمى حايك ودميان بشير قبل عرض فيلم «بلا دماء» في «تورونتو» (رويترز)

بعض أفضل ما تعنيه السينما لجمهورها الكبير هو التنوّع في الموضوعات المطروحة وفي المناهج الأسلوبية و«الفورمات» الثلاث: الروائي والتسجيل والرسوم.

تجد هذا المزيج في العديد من المهرجانات العالمية، بيد أنه يتبلور على نحو واضح ويسطع مثل شمس النهار في مهرجان «تورونتو».

الممثلة سلمى حايك (أ.ف.ب)

الدورة الـ49 التي بدأت في 5 سبتمبر (أيلول) الحالي وتنتهي في 15 منه، تؤمّن للهواة كما للنقاد هذا العدد الوفير من الأنواع والأساليب ومصادر الإنتاج. لكنها تؤمّن كذلك جمعاً كبيراً من النجوم والنجمات ومنهم ريز أحمد، وكيت بلانشيت، وإيمي أدامز، وساندرا أوه، ولوبيتا نيونغو، وإليزابيث أولسن، وأليسيا فيكاندير، وسلمى حايك، وأنجلينا جولي التي يُحتفى بها بتقديم جائزة تقدير لمسيرتها الطويلة.

فيلمها الجديد «ماريا» (من بطولتها وإخراج التشيلي بابلو لارين) عُرض في مهرجان «ڤينيسيا» وقد تناولناه حينها. لكن الفتور العام الذي وُجِه به الفيلم الذي يتحدّث عن الأيام الأخيرة من حياة ماريا كالاس، لم يتكرّر هنا. هناك تقدير أعلى من الجمهور كما تكشف المنشورات اليومية المتداولة. مع مثل هذا التقدير، لا عجب أن عرفت الممثلة جولي كيف تسيطر على الفيلم بوصفه مادة وأداءً فإذا به ينتمي إليها أكثر مما انتمى لمخرجه.

في مؤتمره الصحافي، قال بابلو إنه بعد هذا الفيلم سيعود إلى موضوعات مفتوحة كما كان بدأ: «ما حاولت القيام به في (جاكي) و(سبنسر) وإلى حدٍّ (الكونت)، والآن (ماريا) هو الإحاطة بحياة 4 مشاهير، ليس سيرة حياة فقط، بل اخترت لكل منها فترة معيّنة تقودنا إلى الماضي من دون أن تترك الحاضر».

سلمى حايك كما تبدو في «بلا دماء» (مهرجان تورونتو)

ليس هذا منهجاً جديداً كما كتب البعض تعليقاً على «ماريا»؛ لأن المخرج الروسي ألكسندر سوكوروف سبق أن سلّط الضوء على أيام محددة لهتلر (في «مولوش»، 1999)، وموسوليني («دولشي»، 2000)، وستالين («توروس»، 2001)، والإمبراطور الياباني هيروهيتو («الشمس»، 2005)، على نحو أكثر فاعلية ليس من حيث إن الجميع كانوا قادة بلاد شاركت في الحرب العالمية الثانية فقط، بل من حيث طريقة تناوله الفنية الرائعة لكل فيلم على حدة.

حرب خفية

لكن «ماريا» ليس كل ما جاءت أنجلينا جولي إلى «تورونتو» من أجله. كانت انتهت للتو من عمليات ما بعد التصوير لفيلم من إخراجها بعنوان «بلا دماء» (without Blood) عُرض هنا في المستوى نفسه من الاهتمام.

أنجلينا جولي أثناء حضورها العرض العالمي الأول لفيلم «بلا دماء» (أ.ف.ب)

«بلا دماء» ليس فيلماً متوهجاً كما كان حال فيلمها الأسبق «أرض الدم والعسل» (Land of Blood and Honey) سنة 2011، بيد أن نبرته ما زالت غاضبة على حال عالم اليوم المليء بالحروب. لكن في حين تطرّقت في فيلمها المذكور إلى الحرب البوسنية بوضوح، ارتأت هنا ألا تحدّد ماهية تلك الحرب ومكانها.

سلمى حايك في دور امرأة تجلس في مطعم مع الممثل الكندي دميان بشير (كلاهما من أصول عربية) تحدّثه عمّا وقع معها حين كانت صغيرة واغتيل والدها وشقيقها. لماذا اختارته للبوح بالحادثة وما تلاها من أحداث يُكشف لاحقاً، لكن ما ترويه تضعه المخرجة جولي في مشاهد «فلاش باك» جيدة التوظيف والمعالجة.

سياق الفيلم ليس متساوياً رغم حسناته. هناك تلكؤ في الوصول إلى المفاد وحقيقة أن الحبكة تدور عن حرب ما (قد تكون بين فصائل في بلد واحد)، ما يضعف حجة الفيلم، ولو أن المرء يدرك سريعاً أن المقصود هو تعميم الضّرر الذي تحدثه الحروب في أي مكان ولأي سبب.

تحت الرادار

أحد الأفلام التي استقبلت هنا جيداً كان فيلم ديڤيد ماكنزي «تناوب» (Relay). هذا فيلم تشويق سياسي من الدرجة الممتازة يشترك (وهناك سواه هذه الأيام) مع الموجة التي انطلقت في السبعينات بأفلام مثل «منظرٍ مواز» (Parallax View) لألان ج. باكولا و«ثلاثة أيام للكوندور» (Three Days of the Condor) لسيدني بولاك وسواهما.

أحمد ريز في «تناوب» (مهرجان تورونتو)

تقع حكاية «تناوب» بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 الشهيرة وتبعاً لها. لا تنطلق مما حدث في ذلك اليوم، بل من الأجواء التي سادت طويلاً حين انتشرت الشكوك واندفعت التدابير لتقويض ما سبق من مشاعر الطمأنينة لدى الأميركيين والمهاجرين إلى أميركا على حدٍّ سواء.

البريطاني ريز أحمد في دور شخص اسمه آش، يعمل في الخفاء لمساعدة أولئك الذين يجدون أنفسهم عرضة لخديعة من رؤسائهم في العمل، وهو يفعل ذلك بدراية كاملة تشمل إبقاء هويّته مجهولة. يركز الفيلم في تأسيسه على تفاصيل ندرك تبعاً لها الكيفية التي يبقى فيها بعيداً عن الرّصد.

القضية التي تحتل الواجهة في هذا الفيلم وضع موظّفة في مؤسسة زراعية (ليلي جيمس) يدها على وثائق تكشف كيف أن المسؤولين في المؤسسة كانوا على علم بأن السّماد المبيع للمزارعين يحتوي على مواد كيماوية سامّة. حقيقة أن الأحداث تقع في تلك الفترة التي تلت قيام الحكومة الأميركية بإصدار قانون يتيح لإداراتها المختلفة حرية كاملة في رصد وتلصّص ومراقبة أي شخص ترتاب فيه. حدث هذا بعد نحو شهر ونصف الشهر من وقوع الهجوم على مركز التجارة الدّولي في نيويورك. لا لوم في الفيلم على إصدار هذا القانون بل على الكيفية المتعسّفة التي حرمت الناس من خصوصياتهم بكل وسيلة ممكنة، وهي كثيرة.

يستخدم المخرج هذه الخلفية وحقيقة أن بطله بُنّي البشرة ليزيد من جُرعة التّشويق الناتج عن تفاصيل ما يقوم به بطله ونجاحه في إبقاء حياته سريّة رغم المخاطر المحيطة به. يُحيك المخرج كل ذلك بأسلوب سردٍ متوتّر ومناسب للمخاطر التي يعايشها آش في عالم اليوم.


مقالات ذات صلة

وليد عوني: مسرحيتي عن فلسطين قطعة من روحي

يوميات الشرق وليد عوني بين وزير الثقافة المصري د.أحمد هنو ورئيس المهرجان التجريبي د.سامح مهران (حساب عوني على «فيسبوك»)

وليد عوني: مسرحيتي عن فلسطين قطعة من روحي

قال الفنان اللبناني وليد عوني إن عرض «صدى جدار الصمت» الذي قدّمه في افتتاح الدورة الـ31 لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي هو سادس عرض يقدّمه عن فلسطين.

يوميات الشرق صورة الملصق الدعائي لمهرجان الإسكندرية في دورته 40 (إدارة المهرجان)

10 أفلام تتصدر القائمة الرومانسية بـ«الإسكندرية السينمائي»

أعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط عن الأفلام الـ10 التي تصدرت قائمة أفضل مائة فيلم رومانسي في السينما المصرية على مدى تاريخها.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق فيلم «الأستاذ» في افتتاح مهرجان «القدس» (إدارة المهرجان)

10 أفلام مصرية في «القدس للسينما العربية»

تشارك 10 أفلام مصرية في مهرجان القدس للسينما العربية في دورته الرابعة، الذي ينطلق في القدس الشرقية، الأربعاء 11 سبتمبر (أيلول) الحالي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق دراما الأمل واليأس في «الظل الأخير» (إدارة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي)

«الظل الأخير»... مغامرة «جريئة» للمسرح السعودي في «القاهرة التجريبي»

متحرّراً من قيود الزمان والمكان وهوية الشخوص، يخوض العرض المسرحي السعودي «الظل الأخير» مغامرة جريئة، بوصفه حالةً فنية لها طابع «حداثي».

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق ديمي مور في فيلم  Substance  (إدارة المهرجان)

«الجونة السينمائي» يختار 13 فيلماً عالمياً «دفعة أولى» في دورته السابعة

كشف مهرجان الجونة السينمائي، الأحد، عن مشاركة 13 فيلماً عالمياً بدورته السابعة.

انتصار دردير (القاهرة )

سعد الصغير ينضم لقائمة الفنانين المتهمين بـ«حيازة وتعاطي المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (صفحته على فيسبوك)
المطرب الشعبي سعد الصغير (صفحته على فيسبوك)
TT

سعد الصغير ينضم لقائمة الفنانين المتهمين بـ«حيازة وتعاطي المخدرات»

المطرب الشعبي سعد الصغير (صفحته على فيسبوك)
المطرب الشعبي سعد الصغير (صفحته على فيسبوك)

انضم المطرب الشعبي المصري سعد الصغير إلى قائمة الفنانين المتهمين بـ«حيازة وتعاطي المخدرات»، وتصدر اسمه «التريند» بموقع «غوغل» في مصر، الثلاثاء، إثر القبض عليه في مطار القاهرة، قادماً من أميركا، بعد رحلة عمل أحيا خلالها حفلاً غنائياً هناك.

ووجدت سلطات المطار بحوزة سعد الصغير «موادَّ مخدرة» عبارة عن سجائر إلكترونية تحتوي على مخدر «الماريغوانا»، خلال تفتيش حقائبه، كما أحالته سلطات الأمن للتحقيق في النيابة المختصة بمضبوطات مطار القاهرة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وفق وسائل إعلام محلية.

وقال الصغير خلال التحقيقات إنه «لم يكن على دراية بأن المادة الموجودة في السجائر ضمن المواد المخدرة المحظور تداولها، كما أرجع الصغير الأمر لعدم إجادته للغة الإنجليزية»، مؤكداً أنه «كان يعتقد أن السجائر عادية، وتم شراؤها للاستخدام الشخصي وليس بهدف الاتجار».

وأكد الدكتور محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لنقابة الموسيقيين، أن «أزمة الصغير شأن قضائي بحت، والقضية أصبحت بحوزة النيابة العامة بعد القبض عليه متلبساً بمضبوطات محظور تداولها، وفق ما أعُلن صباح اليوم، ولا دخل للنقابة في تهمة تخضع للتحقيقات القانونية».

وأضاف عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «التحقيق القضائي يغل يد النقابة، ولا يمكنها العمل على توكيل محامٍ للدفاع عن الصغير؛ لأنها بذلك تنفي التهمة عنه في الوقت الذي ضُبط فيه متلبساً»، وفق قوله.

وعن تشابه حالتَي الصغير والفنانة منة شلبي التي تعرضت للموقف نفسه، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022، أوضح عبد الله أن «تدخل نقابة الممثلين في قضية منة شلبي أمر مختلف، والأمر يتوقف على إثبات الحصول على هذه المواد من متاجر عادية وليس بهدف التعاطي والاتجار»، وفق قوله.

وأشار عبد الله إلى أن «النقابة تعي جيداً الأمور التي تتدخل فيها بالوقت المناسب، وكان أحدثها واقعة التعدي على الفنان المصري محمد فؤاد».

وأشار إلى أن «نقابة الموسيقيين ستبحث في قضية الصغير لمعرفة التفاصيل، والوقوف على أبعادها، دون المساس بعمل النيابة والقضاء».

الفنانة المصرية منة شلبي (صفحتها على فيسبوك)

وكان القضاء المصري قد أيَّد في شهر مايو (أيار) الماضي حكماً ضد الفنانة منة شلبي، بحبسها سنة مع إيقاف التنفيذ، وتغريمها 10 آلاف جنيه.

وقبل سعد الصغير ومنة شلبي، اتُّهم عدد من الفنانين بحيازة وتعاطي المخدرات، من بينهم: نهى العمروسي، وسماح أنور، ونيفين مندور، ودينا الشربيني، والأخيرة تعرضت للسجن والغرامة بعد ضبطها خلال شراء مواد مخدرة في أحد أحياء القاهرة، وكذلك الفنان أحمد عزمي الذي تم القبض عليه مرتين، لاتهامه بحيازة مواد مخدرة، وسُجن في المرة الثانية 6 أشهر.

الفنانة المصرية دينا الشربيني (صفحتها على فيسبوك)

وقبل يوم من القبض عليه، نشر سعد الصغير فيديو عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» خلال محاولة شخص يرتدي زياً عسكرياً القبض عليه في أميركا، وكتب معلقاً على الأمر: «يا ابني نزِّل إيدك... أنا من شبرا».

وعن العقوبة المنتظرة للمطرب الشعبي، قالت المحامية المصرية ليلى الشريف لـ«الشرق الأوسط»، إنه «وفقاً لقانون العقوبات، إذا ثبتت حيازة زيت (الماريغوانا) وهو نوع من أنواع المخدرات المدرجة، فإن المتهم قد يواجه عقوبة بالحبس سنة على الأقل وغرامة مالية».