ماذا تفعل مشروبات الطاقة بجسمك؟

عبوات من مشروبات الطاقة على رف متجر في بروكلين بنيويورك (أرشيفية - رويترز)
عبوات من مشروبات الطاقة على رف متجر في بروكلين بنيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

ماذا تفعل مشروبات الطاقة بجسمك؟

عبوات من مشروبات الطاقة على رف متجر في بروكلين بنيويورك (أرشيفية - رويترز)
عبوات من مشروبات الطاقة على رف متجر في بروكلين بنيويورك (أرشيفية - رويترز)

ينظر كثير من الناس إلى مشروبات الطاقة على أنها الخيار الأفضل لإبقائهم نشطين ومتيقظين لفترة طويلة. إلا أن الخبراء يُحذِّرون من أن هذه المشروبات قد تكون لها مخاطر صحية كبيرة، خصوصاً عند استهلاكها بشكل منتظم.

وتحدثت شبكة «سي إن إن» الأميركية مع الدكتورة لينا وين، طبيبة الطوارئ والأستاذة المساعدة في الطب السريري بجامعة جورج واشنطن، عن مشروبات الطاقة والمخاطر المتعلقة بها.

ما مشروبات الطاقة بالضبط؟

تقول وين: «في حين لا يوجد تعريف موحد لمشروبات الطاقة، إلا أنها عادةً ما تكون مشروبات يتم تسويقها على أنها تزيد الانتباه واليقظة والطاقة. وغالباً ما تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين بالإضافة إلى السكر والمنشطات القانونية، بما في ذلك التورين والغوارانا وإل-كارنيتين».

وتختلف هذه المشروبات عن المشروبات الرياضية التي تحتوي على إلكتروليتات (نوع من المعادن والأملاح) ويستخدمها الرياضيون وغيرهم من الأشخاص الذين يفقدون الماء والإلكتروليتات خلال التمارين الشاقة والتعرق.

ويحتوي بعض المشروبات الرياضية على الأملاح والإلكتروليتات فقط، فيما يحتوي البعض الآخر على سكريات مضافة.

وقد تحتوي مشروبات الطاقة أيضاً على بعض الإلكتروليتات والسكريات المضافة، لكن الغرض الرئيسي منها هو العمل كمنشط. ولا ينبغي استخدامها لتعويض الإلكتروليتات والسوائل المفقودة في أثناء التمرين.

ما خطورة مشروبات الطاقة؟

أكدت وين أن مشروبات الطاقة تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين. ويمكن أن يتسبب ذلك في تسارع ضربات القلب، وفي إصابة الشخص بالتوتر والقلق، ومعاناته من مشكلات في النوم، مما يسبب له التعب والإرهاق بمرور الوقت.

وأضافت: «تناول كمية كبيرة جداً من الكافيين قد يؤدي إلى (التسمم بالكافيين). وهذا أمر غير شائع ولكنه قد يكون خطيراً، بل يهدد الحياة، خصوصاً عندما يضطرب إيقاع القلب. وقد يعاني الأفراد من السكتة القلبية بالإضافة إلى أعراض خطيرة أخرى مثل تورم المخ وفشل الكلى».

وقد يصاب من يستهلكون مشروبات الطاقة معتقدين أنها تمدهم بالأملاح والسوائل، بالجفاف، حسبما أكدت وين، مشيرةً إلى أن الكافيين مدرٌّ للبول ويعزز فقدان السوائل.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه المشروبات على كميات كبيرة من السكر، الأمر الذي قد يصيب الأشخاص بأمراض مثل السكري ويزيد من أوزانهم.

هل تزيد هذه المخاطر لدى الأطفال؟

نعم. وتؤكد وين أن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال توصي بعدم تناول الأطفال والمراهقين مشروبات الطاقة. كما توصي بعدم تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين والسكر المضاف، مشيرةً إلى أن تناول مثل هذه المشروبات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالقلق وفرط النشاط وحتى زيادة الوزن المفرطة وأمراض القلب ومرض الكبد الدهني.

ومع ذلك، فإن 30 في المائة إلى 50 في المائة من المراهقين في الولايات المتحدة أفادوا باستهلاك مشروبات الطاقة. ويتم بيع مشروبات الطاقة أحياناً في المدارس.

مَن الأفراد الذين يجب أن يكونوا حذرين بشكل خاص بشأن تناول مشروبات الطاقة؟

تقول وين: «بالإضافة إلى الأطفال والمراهقين، فإن الأشخاص الآخرين الذين يجب أن يكونوا حذرين من هذه المشروبات هم أولئك الذين يعانون من مشكلات قلبية مزمنة أو ارتفاع ضغط الدم لأن الكافيين والمنشطات الأخرى الموجودة في مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم».

وأضافت: «يمكن أن يتداخل الكافيين أيضاً مع بعض الأدوية، بما في ذلك بعض مضادات الاكتئاب وأدوية السكري. ويجب على الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية أن يتجنبوا مشروبات الطاقة».


مقالات ذات صلة

صحتك الأمور التي نقوم بها في النهار تكاد تكون بالأهمية نفسها لما نقوم به عندما نذهب إلى الفراش (رويترز)

6 نصائح للنوم السريع

متوسط الأشخاص الأصحاء يستغرقون من 15 إلى 20 دقيقة للنوم؛ حيث إن بعض الناس أكثر استعداداً للنوم بسرعة بسبب عوامل مثل الوراثة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التمارين الرياضية تعزّز قدرة الجسم على تخزين الدهون بشكل أفضل (أ.ف.ب)

الرياضة قد تساعد جسمك على تخزين الدهون بشكل أفضل

لا تساعدك التمارين الرياضية على فقدان الدهون فحسب، وإنما قد تعزّز أيضاً قدرة الجسم على تخزين الدهون بشكل أفضل، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)

دراسة: أدمغة المراهقين ازدادت شيخوخة بسبب «كورونا»

وثَّقت دراسة حديثة وجود مشاكل في صحة المراهقين العقلية وحياتهم الاجتماعية بسبب وباء «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التشخيص المَرضي ليس المعيار الوحيد لتوقع عمر كبار السن (Public Domain)

من صحة القلب للتغذية والرياضة... بماذا ينصح الخبراء كبارَ السن؟

يتغير الجسد مع العمر، ولا يحتاج إلى روتين تمارين رياضية شاقة أو الشروع في حميات غذائية مجنونة تتخطى مجموعات غذائية كاملة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الكمامة الذكية تكشف إن كنت مصاباً بالربو أو غيره من أمراض الجهاز التنفسي

الكمامة الذكية (صورة من موقع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)
الكمامة الذكية (صورة من موقع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)
TT

الكمامة الذكية تكشف إن كنت مصاباً بالربو أو غيره من أمراض الجهاز التنفسي

الكمامة الذكية (صورة من موقع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)
الكمامة الذكية (صورة من موقع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

يقول الباحثون إن أنفاسك يمكن أن تحمل دلالات على وضعك الصحي، وبناء على ذلك تم تطوير كمامة ذكية للاستفادة منها.

ووفقاً لموقع «فوكس نيوز»، قاد وي غاو، أستاذ الهندسة الطبية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك)، الفريق الذي ابتكر EBCare، وهي كمامة تقوم بتحليل المواد الكيميائية في أنفاس شخص ما للكشف عن أي مشاكل صحية موجودة.

تم تصميم الكمامة لفحص حالات طبية، مثل التهابات الجهاز التنفسي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والربو، والتهابات ما بعد «كوفيد - 19»، وفقاً لبيان صحافي صادر عن «كالتيك».

وتعمل EBCare عن طريق تبريد النفس لتحويله إلى سائل، ثم نقله إلى أجهزة استشعار لتحليله؛ بحثاً عن علامات حيوية محددة.

وقال غاو: «هذه التقنية لديها القدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي نراقب بها صحة الجهاز التنفسي، من خلال توفير رؤى قيمة حول حالات، مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وغيرها من الاضطرابات الأيضية»، مشيراً إلى أنها يمكن أن تكون طريقاً إلى رعاية صحية أكثر تخصصاً ودقة حسب حالة المريض.

وأشار غاو إلى أن الهدف النهائي هو أن تتجاوز تقنية EBCare أمراض الجهاز التنفسي.

وقال: «مع تقدم البحث، نتوقع أنه يمكن تكييف القناع الذكي للكشف عن مجموعة أوسع من العلامات الحيوية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالأمراض الأيضية والقلب والأوعية الدموية والمعدية».

وشملت دراسة لقدرات القناع 31 شخصاً بالغاً يتمتعون بصحة جيدة وضعوا الكمامة في على مدار 14 ساعة، وأزالوا القناع فقط لمدة ثلاث دقائق لتناول الطعام.

كان 10 من المشاركين مدخنين، و10 يعانون من الربو، وتسعة يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن، و12 تعافوا مؤخراً من «كوفيد - 19».

اكتشفت الكمامة بدقة العلامة الحيوية للربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن لدى المرضى المشاركين، كما تم الكشف بنجاح عن علامات أمراض الكلى.

وأنتجت EBCare قراءات دقيقة لمستويات الكحول في الدم.

وقال غاو: «توفر مراقبة مستويات الكحول في الوقت الفعلي بديلاً غير جراحي ومستمر لأجهزة قياس الكحول في التنفس أو اختبارات الدم».

وقال غاو إن «الفكرة ليست أن يحل القناع الذكي محل التشخيص الطبي التقليدي، بل توفير (إنذار مبكر) من خلال المراقبة الصحية المستمرة أثناء الأنشطة اليومية، وأن (يسد الفجوة) بين زيارات الطبيب».

وقال: «الهدف هو تحديد التغيرات الفسيولوجية الدقيقة قبل أن تتطور إلى حالات أكثر خطورة، مما يمنح الأفراد الفرصة لاتخاذ خطوات استباقية بالاهتمام بصحتهم».

واتفق مارك آلان ديري، الحاصل على ماجستير الصحة العامة، والمتخصص بالأمراض المعدية (لم يشارك في تطوير الكمامة الذكية)، على أن الابتكار مثير، وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «هل يمكن أن ينجح هذا الابتكار؟ بالتأكيد، ومع ذلك، سنحتاج إلى رؤية دراستين سريريتين على الأقل تثبتان أن الأقنعة يمكنها التشخيص بسرعة أكبر أو بحساسية أكبر من مستوى الرعاية».

القيود المحتملة

شكك بعض الأطباء غير المشاركين في تطوير القناع فيما إذا كان هذا الوضع لجمع البيانات مفيداً.

وقال الدكتور بريت أوسبورن، جراح الأعصاب في فلوريدا: «بينما يقدم القناع طريقة مبتكرة لمراقبة تكاثف الزفير (EBC)، نحتاج إلى طرح سؤال مهم: هل هذه القياسات المستمرة في الوقت الفعلي تحدث فرقاً حقيقياً في الحياة اليومية للمريض؟».

ويعتقد أوسبورن أن مفهوم قناع EBCare مناسب بشكل أفضل «لبيئات محددة وعالية المخاطر»، أثناء التعرض للغازات السامة في البيئات العسكرية أو الصناعية.

وقال: «ومع ذلك، بالنسبة للشخص العادي، خاصة في عالم ما بعد الوباء، فإن فكرة ارتداء قناع مثل هذا تأتي بنتائج عكسية».

كما شكك الدكتور جون دبليو آيرز، الحاصل على درجة الدكتوراه، ونائب رئيس قسم الابتكار بقسم الأمراض المعدية والصحة العامة العالمية في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، في فكرة جعل المرضى الذين يعانون من الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، والذين يعانون بالفعل من صعوبات في التنفس، يرتدون الأقنعة.

ورد الباحث الرئيسي، غاو، على بعض هذه التعليقات، وقال لشبكة «فوكس نيوز ديجيتال»: «في حين أن اختبارات الدم الروتينية موثوقة بالفعل، إلا أنها عادة ما تكون دورية وتتطلب بيئة سريرية، مما يحد من قدرتها على التقاط التغيرات الفسيولوجية الديناميكية اليومية”. يكمن الابتكار الحقيقي لقناع EBCare في قدرته على مراقبة الصحة بشكل مستمر في الوقت الفعلي، مما يوفر رؤى قد لا يمكن اكتشافها من خلال الاختبارات المتقطعة».

وبالنسبة للأفراد الذين يتعاملون مع حالات مزمنة، مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو الاضطرابات الأيضية، يمكن أن توفر التقلبات في بعض العلامات الحيوية علامات تحذير مبكرة قبل أن تزداد الأعراض سوءا، مما يسمح بالتدخل في الوقت المناسب؛ وفقاً للباحث.

ومع ذلك اعترف غاو ببعض القيود على جهاز EBCare.