السجائر «الإلكترونية» تضر رئات الشباب مثل التدخين العادي

فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)
فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)
TT

السجائر «الإلكترونية» تضر رئات الشباب مثل التدخين العادي

فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)
فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)

أظهرت دراسة جديدة أن تدخين السجائر الإلكترونية يضر رئات الشباب بمقدار الضرر نفسه الذي يتسبب فيه تدخين السجائر العادية.

وحسبما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أُجريت الدراسة بواسطة باحثين من جامعة مانشستر متروبوليتان، وشملت 60 شخصاً في العشرينات من عمرهم، 20 منهم غير مدخنين، و20 آخرون من مدخني السجائر الإلكترونية، لمدة عامين على الأقل، و20 من مدخني التبغ التقليدي لمدة عامين أيضاً.

وقارنت الدراسة بين أداء المشاركين جميعاً في اختبار تمارين شاقة، ووجدت أن كلاً من مدخني السجائر الإلكترونية والعادية كانا أقل لياقة وأكثر معاناة من ضيق في التنفس من غير المدخنين.

ووفقاً للدراسة، كان مدخنو السجائر الإلكترونية والعادية أقل قدرة على استنشاق الأكسجين (2.7 لتر و2.6 لتر في الدقيقة على التوالي) من غير المدخنين (3 لترات).

بالإضافة إلى ذلك، أظهر مدخنو السجائر الإلكترونية والعادية علامات تشير إلى أن الأوعية الدموية لديهم لا تعمل بشكل جيد، على عكس غير المدخنين، وفقاً لفحوصات الدم والمسح بالموجات فوق الصوتية.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور عزمي فيصل: «تضيف الدراسة إلى الأدلة المتزايدة على أن الاستخدام طويل الأمد للسجائر الإلكترونية ضار، وأن هذا النوع من السجائر لا يمكن أن يكون بديلاً صحياً للتدخين العادي».

وأظهرت التجارب السابقة أن بعض السجائر الإلكترونية بنكهات الفاكهة، مثل الفراولة والبطيخ والتوت، تنتج مركبات خطيرة تسمى الكربونيل المتطاير، بسبب عملية التسخين هذه.

ومن المعروف أن هذه المركبات لها آثار صحية خطيرة؛ حيث قد تتسبب في مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطانات.


مقالات ذات صلة

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

صحتك السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق المتجر يُلبِّي احتياجات الراغبين في الإقلاع بتوفير «دزرت» بجميع النكهات (واس)

«دزرت» تطلق أول متاجرها في السعودية للحد من التدخين

أطلقت «دزرت» (DZRT)، العلامة التجارية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، أول متاجرها داخل السعودية، وذلك في «منطقة بوليفارد سيتي»، بالتزامن مع انطلاق «موسم الرياض»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
علوم يتيح اكتشاف التغيرات في بنية العظام بين بقايا مستخدمي التبغ لعلماء الآثار تصنيف بقايا دون أسنان لأول مرة (جامعة ليستر)

اكتشاف علمي: التدخين يترك آثاراً في العظام تدوم لقرون

التبغ يترك بصمات على العظام تستمر لقرون بعد الوفاة.

«الشرق الأوسط» (ليستر)
صحتك المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين (رويترز)

دراسة: المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في أفواههم

كشفت دراسة علمية جديدة أن المدخنين لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أهم الإنجازات الطبية في عام 2024

أهم الإنجازات الطبية في عام 2024
TT

أهم الإنجازات الطبية في عام 2024

أهم الإنجازات الطبية في عام 2024

في نهاية كل عام نستعرض أهم الأحداث الطبية التي أثّرت بالإيجاب في المنظومة الصحية في العالم كله سواء باكتشاف طرق جديدة للعلاج والتشخيص أو الوقاية من الأمراض، خصوصاً مع التقدم التكنولوجي الكبير والمتسارع. كما نتعرف أيضاً على أهم التوصيات الطبية الجديدة المبنيّة على حقائق علمية للحفاظ على الصحة العامة، وكذلك نُلقي الضوء على الأبحاث المهمة التي تمهد لعلاج كثير من الأمراض وتساعد الملايين من المرضى. وإليكم نظرة على أهم تلك الأحداث.

صمامات قلب وكُلى مطوَّرة

• صمامات للقلب تستمر في النمو: في مطلع شهر يناير (كانون الثاني) من هذا العام نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأميركية «Journal of the American Medical Association» دراسة عن أول عملية من نوعها يمكن اعتبارها بمثابة زرع قلب بشكل جزئي لطفل صغير ولد بعيوب خلقية في القلب. وعلى الرغم من أن العملية أُجريت في ربيع عام 2022 فإن الأطباء انتظروا فترة كافية لنشر الدراسة حتى يمكن الحكم على نجاح الجراحة.

وقال الباحثون إن الصمامات والشرايين الجديدة التي زُرعت تستمر في النمو مع الطفل وبذلك لا يحتاج في المستقبل إلى تغييرها مرة أخرى. والمعروف أن الصمامات البديلة العادية لا تنمو أو تصلح نفسها ولذلك مع نمو الطفل فإنه يحتاج عادةً إلى إجراء جراحة مرة أخرى.

كما وجدت الدراسة أن الإجراء يتطلب نحو رُبع كمية الأدوية المثبطة للمناعة مقارنةً بزراعة القلب الكاملة مما يُنقذ المرضى من الآثار الجانبية الضارة التي تتفاقم بمرور الزمن. وأوضحوا أن الابتكار مهَّد الطريق لما يمكن تسميتها زراعة قلب الدومينو domino heart transplant حيث يكون القلب الواحد قادراً على إنقاذ حياتين. وفي أثناء عملية زرع قلب الدومينو يتلقى المريض الذي لديه صمامات سليمة ولكنه بحاجة إلى عضلة قلب أقوى عملية زرع قلب كاملة ثم يجري التبرع بصماماته السليمة لمريض آخر محتاج.

• زراعة كُلية خنزير معدَّلة وراثياً في إنسان: شهد شهر مارس (آذار) من هذا العام قيام العلماء بإجراء طبي هو الأول من نوعه، إذ زرع أطباء من كُلية الطب بجامعة هارفارد في مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة كُلية خنزير معدَّلة وراثياً «genetically edited pig kidney» في رجل يبلغ من العمر 62 عاماً يعاني من تلف الكُلية بسبب مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم، وهما السببان الأكثر شيوعاً لمرض الكُلى المزمن والفشل الكُلوي.

وكان المريض قد أجرى سابقاً عملية زرع كُلية بشرية بالفعل لكنها أُصيبت بالفشل الكامل بعد خمس سنوات فقط مما أعاده إلى إجراء غسيل كُلى مرة أخرى، وتطلب زيارات منتظمة للمستشفى للتعامل مع مضاعفات غسيل الكُلى. ولكن هذا العام جرى إجراء عملية الزرع من الخنزير والتي استغرقت أربع ساعات. وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكراً للحكم على قابلية العضو المزروع حديثاً للصمود لفترة طويلة من دون أن يرفضه الجسم أو يُسبِّب مضاعفات للمريض، فإن مجرد نجاح العملية وعدم رفض الجسم للكُلية (حتى الآن) يُعد إنجازاً علمياً كبيراً بفضل التقدم التقني في مجال الهندسة الوراثية. وهذه العملية تمنح أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون من الفشل الكُلوي في مراحله النهائية ويحتاجون إلى زراعة الكُلى.

تحليل دم لرصد ألزهايمر

• تحليل للدم يُشخص مرض ألزهايمر: في هذا العام طوّر علماء من السويد والولايات المتحدة اختباراً للدم يشخِّص مرض ألزهايمر بدقة تصل إلى 90 في المائة. ومن المتوقع أن يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) مطلع العام المقبل. وقال العلماء إن اختبار الدم يمكن أن يكون بنفس كفاءة فحص السائل النخاعي cerebrospinal fluid test (الطريقة الحالية حاصلة على موافقة الإدارة بالفعل لتشخيص المرض) من دون الحاجة إلى التعرض لعملية البذل النخاعي.

ومن المتوقع أن يكون هذا التحليل وسيلة التشخيص الأساسية في المستقبل خصوصاً أنه أقل تكلفة من الأشعة المقطعية على المخ وأسهل من البذل النخاعي. وأوضح الباحثون أن التحليل الجديد يسهم في تحديد الأشخاص في المراحل المبكرة من المرض باستخدام تقنية شديدة الحساسية لقياس مستويات بروتينات ألزهايمر في الدم، وبذلك يمكن الحد من تدهور الحالة قدر الإمكان.

وتشير النتائج الأولية إلى قدرة التحليل على رصد المرض حتى عند هؤلاء الذين يعانون من أعراض خفيفة. وأضاف الباحثون أن الاختبار قادر على رصد البروتينات الخاصة بالمرض قبل بداية ظهور الأعراض. وفي الوقت الحالي أصبح تحديد الأشخاص المصابين بالمرض مهماً جداً لأن الأدوية المتاحة قادرة على إبطاء تقدم المرض، وهناك أدوية واعدة أخرى في طور الإعداد.

لقاحان في تطعيم واحد

• لقاح لـ«كوفيد - 19» والإنفلونزا معاً في حقنة واحدة: أوضحت شركة «مودرنا» الأميركية أن تجارب المرحلة الثالثة من اللقاح المركَّب «combo RNA vaccine» الجديد الذي يمكنه الحماية من «كوفيد - 19» والإنفلونزا معاً في حقنة واحدة كانت مبشِّرة للغاية. وقد يصبح اللقاح متاحاً في وقت مبكر من العام المقبل، إذ أظهر اللقاح استجابةً مناعيةً أفضل من اللقاحات الفردية لكل مرض في أثناء التجارب التي استهدفت كبار السن بشكل أساسي.

وكانت النتائج من 8000 متطوع جيدة جداً، وهؤلاء المتطوعون جميعهم كانوا فوق سن الخمسين ونصفهم فوق سن 64. وقالت الشركة إنها ركزت على كبار السن في المراحل الأولى من طرح اللقاح لأنهم الأقل مناعة والأكثر احتياجاً. ومن المرجح أن يستمر تقديم لقاحات الكوفيد لهم باستمرار كنوع من الوقاية، لكنها تخطط في النهاية لتقديم اللقاح الجديد للشباب أيضاً.

وقال العلماء إن توفير الحماية من مرضين معاً بوخزة حقنة واحدة يُشجع الفئات الأكثر عرضة للإصابة على تناول اللقاح وإنتاج الأجسام المضادة الواقية من الفيروسات، خصوصاً أن النتائج تشير إلى أنه يفعل ذلك بنفس فاعلية لقاحات الإنفلونزا وكوفيد المنفصلة وربما يكون ذلك لأنه صُمِّم لمحاربة الفيروسات التنفسية الأكثر حداثة المنتشرة في جميع أنحاء العالم والتي تغيِّر باستمرار من تركيبتها الجينية.

علاج وقائي لحساسية الطعام

• علاج وقائي لحساسية الطعام: على الرغم من أن حساسية الطعام تبدو عَرَضاً بسيطاً نسبياً مقارنةً بالأمراض الخطيرة، فإنّه خلافاً للتصور العام يمكن أن تؤدي حساسية الطعام إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة في غضون ساعات قليلة في بعض الأحيان إذا لم يجرِ إسعاف المريض على الفور، وذلك بسبب حدوث صدمة (anaphylactic shock) للجسم خصوصاً في الأطفال الصغار، وهم الفئة الأكثر معاناة من حساسية الطعام.

وتظهر الحساسية عندما يتعامل الجسم مع طعام معين كما لو كان عدوى شديدة الخطورة تستلزم إطلاق تفاعل مناعي قوي لحماية الجسم. وعلى وجه التقريب هناك شخص من كل عشرة يعاني من حساسية الطعام، والعلاج الحالي سواء للحالات البسيطة أو المهدّدة للحياة يكون بعد التعرض للطعام المسبِّب للحساسية ولكن لا يوجد علاج وقائي، بل إن هناك طرقاً للعلاج المناعي عن طريق الفم لتدريب الجهاز المناعي عن طريق زيادة جرعات الأطعمة المسببة للحساسية (allergen) تدريجياً، لكنَّ هذا يستغرق شهوراً طويلة.

وفي هذا العام وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) الأميركية على عقار «أوماليزوماب omalizumab» للحماية من حساسية الطعام عن طريق الحقن كل أسبوعين. وكان الدواء يُستخدم لعلاج حالات الربو الشعبي الشديدة، وتَبيَّن أنه فعَّال في علاج حساسية الطعام أيضاً. ويمكن استخدامه في الأطفال بدايةً من عمر سنة.

• جائزة نوبل للطب: مُنحت جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء هذا العام للعالمين الأميركيين فيكتور أمبروس وغاري روفكون، لعملهما على اكتشاف جزيء الحمض النووي (microRNA) في الخلية وأسهم بحثهما في معرفة الكيفية التي تعمل بها الشفرة الجينية وتؤدي إلى ظهور أنواع مختلفة من الخلايا داخل جسم الإنسان، وهو ما يمكن اعتباره انتصاراً علمياً كبيراً، وذلك من خلال التحكم في نوعية البروتينات التي تصنعها كل خلية.

وحتى يمكن فهم أهمية هذا الاكتشاف، قال الباحثان إن الشفرات الجينية التي تتكون من البروتين مرتَّبَة بتسلسل معين وتحمل معلومات مخزَّنة داخل الكروموسومات تشبه نظام تشغيل أو (الكتالوغ لكل الخلايا في الجسم «instruction manual» وكل خلية في الجسم تحتوي على نفس الكروموسومات ونفس الجينات ونفس نظام التشغيل).

ومع ذلك فإن أنواع الخلايا المختلفة في الجسم مثل الخلايا الموجودة في العضلات والأعصاب وأعضاء الجسم الداخلية لها خصائص مختلفة، والسبب في ذلك راجع إلى كيفية تنظيم الجينات التي تسمح لكل خلية باختيار التعليمات الخاص بتشغيلها فقط، وهذا يضمن أن المجموعة الصحيحة فقط من الجينات تكون نشطة في النوع المناسب لها في خلايا الجسم.

وقد ساعد تنظيم الجينات بواسطة «microRNA» على تطور الكائنات الحية، وفي حالة حدوث خطأ في تنظيم الجينات يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بالأورام المختلفة، وفي حالة نجاح العلم مستقبلاً في إعادة تنظيم الجينات، يمكن شفاء الأورام في مراحلها المبكرة.

تحفيز المخ... وجهاز لعلاج الشلل

• شريحة لتحفيز المخ تعالج الاكتئاب: تمكَّن العلماء خلال هذا العام من تطوير جهاز يُعد أصغر شريحة ( في حجم حبة البازلاء فقط) تُزرع لتحفيز المخ (implantable brain stimulator) وجرى اختبارها بنجاح على أحد المرضى. وبفضل تكنولوجيا الطاقة الكهرومغناطيسية يمكن تشغيل الجهاز لاسلكياً عبر جهاز إرسال خارجي واستخدامه لتحفيز المخ من خلال الغشاء الواقي للمخ المسمى (بالأم الجافية dura) المتصل بأسفل الجمجمة.

وقال الباحثون إن الجهاز المعروف باسم «علاج المخ المبرمج رقمياً Digitally programmable Over-brain Therapeutic» من المتوقع أن يُحدث ثورة في علاج الاكتئاب المقاوم للأدوية والاضطرابات النفسية أو العصبية الأخرى من خلال توفير بديل علاجي أفضل وأسهل. ويتفوق الجهاز على الشرائح المزروعة العادية لأنه يعمل من دون أسلاك. وتعمل الشرائح العادية ببطاريات كبيرة نسبياً تحتاج إلى وضعها تحت الجلد في مكان آخر من الجسم وتوصيلها بجهاز التحفيز عبر أسلاك طويلة، ويتطلب ذلك مزيداً من الجراحات.

ويعد تشغيل الجهاز لاسلكياً وتحويل المجال المغناطيسي إلى نبضات كهربائية إنجازاً كبيراً. ومن المتوقع أن يحصل الجهاز على موافقة الإدارة (FDA) العام المقبل.

• جهاز يستعيد الحركة في الأطراف بعد الشلل: في هذا العام أعلنت إحدى الشركات الهولندية «ONWARD Medical N.V» المتخصصة في التكنولوجيا الطبية أنها تقدمت لإدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بجهاز يمكنه تحفيز الحبل الشوكي لتحسين أو استعادة الحركة في الأطراف العلوية من الجسم التي فقدت وظيفتها نتيجة لإصابة في الحبل الشوكي بعد الحوادث أو أمراض الأعصاب التي تؤدي إلى شلل الأطراف.

ويعد الجهاز الأول من نوعه على الإطلاق القادر على تحفيز الأعصاب في الحبل الشوكي من دون جراحة بدلاً من زرع أقطاب كهربائية بحيث توضع الأقطاب الكهربائية النشطة بين الفقرتين العنقية الثالثة والرابعة وأيضاً بين السادسة والسابعة مع وضع قطب كهربائي عائد بشكل ثنائي فوق العمود الفقري ثم يتم توصيل التحفيز بتردد كبير جداً لاستعادة وظيفة اليد والذراع بعد الإصابة، ومن المتوقع في حالة الحصول على الموافقة في بداية العام الجديد وإنتاجه بشكل مكثف أن يؤدي إلى تغيير حياة المرضى وذويهم.

عقار للإيدز ومخدر غير أفيوني

• عقار للحماية من مرض الإيدز: في هذا العام خلال المؤتمر الدولي الخامس والعشرين لمرض الإيدز الذي عُقد في شهر يوليو (تموز) من هذا العام في ميونيخ بألمانيا، نوقشت نتائج تجربة PURPOSE 1 التي تناولت حقن ليناكابافير lenacapavir التي يتم تناولها كل ستة أشهر للوقاية من فيروس نقص المناعة HIV.

وبالمقارنة بالوقاية الناتجة من تناول الأقراص اليومية باستخدام عقاقير تحتوي على مضاد للفيروس (تينوفوفير tenofovir) كانت الحقن الجديدة التي يتم إعطاؤها كل ستة أشهر فعالة بنسبة تتراوح بين 97 و100 في المائة تقريباً في الوقاية من فيروس نقص المناعة. وتبعاً للتجربة لم تحدث أي إصابات على الإطلاق بين 2134 مشاركاً. ويستهدف العلاج الجديد الغلاف البروتيني المحيط بالفيروس، وهي آلية جديدة للطريقة التي تعمل بها الأدوية المضادة للفيروس. وعن طريق استخدام الكيمياء الطبية الذكية يتم تخزين العقار في الأنسجة الدهنية بالجسم وإطلاقه ببطء على مدى أشهر مما يوفر حماية لفترة طويلة ممتدة من الفيروس وهو فعّال بكميات صغيرة للغاية.

وقال الباحثون إن العدد الإجمالي للأشخاص الذين يتناولون العلاج الوقائي قبل التعرض للمرض عن طريق الفم ارتفع من 200 ألف شخص في عام 2017 إلى نحو 3.5 مليون شخص عام 2023 ومع العقار الجديد يمكن أن تزيد الأعداد بشكل كبير جداً.

• مخدر غير أفيوني: خلال هذا العام قامت شركة «فيرتكس للصناعات الدوائية Vertex Pharmaceuticals» بإعلان نتائج تجربتين سريريتين لاختبار مسكن قوي للألم غير أفيوني (non-opioid painkiller) يمكن أن يساعد على تخفيف الآلام المبرحة للمرضى سواء الذين خضعوا للإجراءات الجراحية المختلفة مثل جراحة تجميل عضلات البطن أو المرضى الذين يعانون من ألم شديد مثل مرضى الأورام في الحالات المتأخرة وآلام التهاب العظام.

وقد وجد الباحثون في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لأطباء التخدير (ASA) في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن الدواء الجديد خفَّف من آلام المرضى بشكل كبير تبعاً للنتائج. وكانت الآثار الجانبية له ضئيلة للغاية والدواء يتم تناوله عن طريق الفم ويعمل عن طريق إغلاق قناة محددة تساعد على نقل إشارات الألم من الأعصاب الطرفية إلى الحبل الشوكي والمخ بينما تعمل الأدوية التي تحتوي على الأفيون بشكل مباشر على المخ والحبل الشوكي وتعد مسببة للإدمان بدرجة كبيرة ولها مضاعفات خطرة.

وتبعاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ارتفعت حالات الوفاة بسبب جرعات زائدة من الأدوية الأفيونية في الولايات المتحدة من 29 ألفاً عام 2015 إلى ما نحو 85 ألفاً في عام 2023، لذلك فإن وجود دواء لا يحتوي على الأفيون يُعد إنجازاً كبيراً، والدواء الجديد وافقت عليه «FDA» بموجب مراجعة أولية ومن المقرر اتخاذ القرار النهائي بحلول نهاية يناير ( كانون الثاني) 2025.

• علاج فعال للذهان: دائماً كانت الأعراض الجانبية العنيفة تُعد المشكلة الأساسية للأدوية المعالجة لمرض الذهان، وفي هذا العام تمت الموافقة على عقار جديد مضاد للذهان (زانوميلين-تروسبيوم Xanomeline-trospium) عبارة عن مزيج من مادتين لتلافي الأعراض الجانبية العنيفة. وعلى عكس كثير من مضادات الذهان التي تستهدف مستقبلات الدوبامين، يستهدف هذا العقار (مستقبلات المسكارين muscarinic receptors) في المخ.

وتعود بداية استخدام الدواء إلى تسعينات القرن العشرين عندما اختُبر في الأصل على أنه علاج لمرض ألزهايمر ولكن لاحظ الباحثون أن المرضى المشاركين في التجارب تحسنت لديهم أعراض الهلوسة والضلالات ونوبات الانفعال (أعراض الذهان). وبعد ذلك بدأ استخدامه بشكل أساسي في علاج الذهان.

وقد وجدت ثلاث تجارب كبيرة في المرحلة الثالثة لتصنيع الدواء أنه يقلل بشكل فعال من كثير من أهم أعراض الفصام مثل الهلوسة والضلالات السمعية والبصرية والانسحاب الاجتماعي، وهو الأمر الذي يسهم في أن يعيش المريض حياة أقرب إلى الطبيعية كما قلَّت الأعراض الجانبية إلى حد كبير (الفرق الأساسي) ولم تحدث الرعشة في الأطراف ولا أعراض الجهاز الهضمي المزعجة مثل القيء والغثيان، وأيضاً لم تحدث زيادة في الوزن. ويتوقع العلماء أن يكون العقار الجديد هو العلاج الأساسي للمرض مستقبلاً.

الذكاء الاصطناعي في التشخيص

• الذكاء الاصطناعي يشخّص سرطان الجلد: أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) عن موافقتها على جهاز يعمل بالذكاء الاصطناعي (DermaSensor) قادر على تشخيص سرطان الجلد في المراحل المبكرة من المرض في العيادات الخارجية للمستشفيات، حيث يُمكِّن الجهاز أطباء الرعاية الأولية من تشخيص المرض من دون الحاجة إلى العرض على استشاري الجلدية.

ويُعد هذا إنجازاً مهماً لأن التشخيص في الأمراض الجلدية يعتمد بشكل أساسي على التقييم البصري الذي يحتاج إلى سنوات من التدريب الطبي والخبرة في رصد التغيرات البسيطة التي يمكن أن تكون مؤشراً على الأورام المختلفة مما يشكّل صعوبة لغير المتخصصين. ولكن الجهاز اللاسلكي الجديد المحمول باليد يُظهر نتيجة فورية باستخدام خوارزمية معتمَدة من «FDA». وأظهرت الدراسات التي أجرتها إدارة الغذاء والدواء على أكثر من 1000 مريض بالتعاون مع «مايو كلينك Mayo Clinic» عبر 22 مركزاً للتحقق من صحة أداء الجهاز، أنه يتمتع بدقة في التشخيص تصل إلى 96 في المائة.