جاموس تهرب من الذبح ونيران الشرطة تصبح رمزاً للمقاومة في أيوا

جاموس يمشي عبر شارع خارج بنوم بنه عاصمة كمبوديا (أ.ب)
جاموس يمشي عبر شارع خارج بنوم بنه عاصمة كمبوديا (أ.ب)
TT

جاموس تهرب من الذبح ونيران الشرطة تصبح رمزاً للمقاومة في أيوا

جاموس يمشي عبر شارع خارج بنوم بنه عاصمة كمبوديا (أ.ب)
جاموس يمشي عبر شارع خارج بنوم بنه عاصمة كمبوديا (أ.ب)

في حادثة غريبة بولاية أيوا الأميركية، هربت جاموس، أطلق عليها السكان المحليون اسم «فيل»، من الذبح لتصبح نجمة محلية ورمزاً للمقاومة، بحسب تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».

بدأت القصة في 24 أغسطس (آب) بمدينة بليزانت هيل، حين رصد المارة الجاموس الهاربة وهي تتجول في الشوارع. صاحب البقرة أفاد الشرطة بأنه كان يعتزم ذبحها للاستفادة من لحمها، إلا أن «فيل» هربت من المزرعة، ووصفت بأنها عدوانية وخطيرة.

الشرطة في المنطقة عبّرت عن قلقها من احتمال تسبب البقرة بحوادث مرورية، خصوصاً بعد أن شوهدت بالقرب من طريق سريعة. وحاول ضابط شرطة إيقافها بإطلاق النار عليها وإصابتها في البطن، إلا أن «فيل» استمرت في الهروب رغم جرحها.

تفاعل المجتمع المحلي بسرعة مع القصة، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي تطالب بإنقاذ «فيل»، وأُطلقت حملة لدعمها. وانتشرت قمصان تحمل شعارات مثل حرروا «فيل» وتحولت الجاموس إلى رمز شعبي للحرية.

رجل يسقط من دراجته النارية بعد اصطدامه بجاموس (أ.ب)

وبعد ثلاثة أيام من المطاردة، تمكنت السلطات، بمساعدة حديقة حيوان «بلانك بارك» ورابطة إنقاذ الحيوانات، من السيطرة على «فيل» وتخديرها. ونُقلت إلى مستشفى بيطري لتلقي العلاج اللازم.

وفي تطور إيجابي للقصة، تبنت محمية «آيوا فارم» الجاموس واثنين آخرين من النوع نفسه، مقدمة لهم ملاذاً آمناً بعيداً عن خطر الذبح. كذلك، أطلقت حملة لجمع التبرعات لتغطية تكاليف علاج «فيل»، التي جمعت حتى الآن أكثر من 25 ألف دولار.

قصة «فيل» أصبحت رمزاً للوحدة بين أفراد المجتمع المحلي، الذين اجتمعوا حول هدف واحد: حماية حياة الحيوان ومنحه فرصة ثانية.


مقالات ذات صلة

نفوق الخفافيش يزيد استخدام المبيدات الحشرية... ويرفع معدل وفيات الرضع

يوميات الشرق الخفافيش مهدَّدة بفقدان موائلها (رويترز)

نفوق الخفافيش يزيد استخدام المبيدات الحشرية... ويرفع معدل وفيات الرضع

توصلت دراسة أمس الخميس إلى أنّ تدهوراً في أعداد الخفافيش بأميركا الشمالية دفع إلى زيادة استخدام المزارعين المبيدات الحشرية وتسبَّب بارتفاع معدل وفيات الرضع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أربعة من خمسة كلاب تذكروا أسماء ما بين 60 إلى 75 في المائة من الألعاب بعد عامين (رويترز)

دراسة: الكلاب «الموهوبة» تستطيع تذكّر أسماء ألعابها لعامين على الأقل

اكتشف العلماء مؤخراً أن الكلاب الموهوبة تستطيع تذكر أسماء ألعابها لمدة عامين على الأقل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
خاص توعية سكان غزة بالاهتمام بالحيوانات الأليفة (سلالة فيسبوك) play-circle 10:55

خاص حيوانات قطاع غزة الأليفة تشارك الغزيين المصير

منذ بداية الحرب، قُتل عدد لا يحصى من الحيوانات الأليفة في منازل هُدمت فوق رؤوس ساكنيها، في الشوارع وحدائق الحيوانات، بينما خدم الحظ حيوانات أخرى.

«الشرق الأوسط» (غزة)
علوم قرد القشة القزمة في حديقة حيوان سيمبيو في سيدني بأستراليا (أ.ف.ب - صفحة حديقة حيوان سيمبيو على «فيسبوك»)

دراسة: قردة «بهيات الشعر» تمنح بعضها بعضاً أسماء مثل البشر

يُعدّ منح الأسماء بين كائنات من الجنس نفسه مؤشراً إلى تطوّر كبير، وقد تمت ملاحظته في السابق لدى البشر وأنواع من الدلافين والفيلة الأفريقية فقط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق «يوان يوان» احتفلت بعشرينها (أ.ب)

باندا عملاقة صينية المولد تحتفل بعامها الـ20 في حديقة بتايوان

الباندا العملاقة «يوان يوان» احتفلت بعيد ميلادها الـ20 في العاصمة التايوانية تايبيه، وسط تهاني حارّة من المعجبين بها.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)

غالية شاكر... «موسيقى الشارع» للجميع

ترى النضج مسؤولية وشرطاً لموسيقى مُقنعة (صور غالية شاكر)
ترى النضج مسؤولية وشرطاً لموسيقى مُقنعة (صور غالية شاكر)
TT

غالية شاكر... «موسيقى الشارع» للجميع

ترى النضج مسؤولية وشرطاً لموسيقى مُقنعة (صور غالية شاكر)
ترى النضج مسؤولية وشرطاً لموسيقى مُقنعة (صور غالية شاكر)

محاكاة الأعمار المختلفة تُلهم الفنانة السورية غالية شاكر هويتها الموسيقية. نشأت في عائلة تُطربها الكلاسيكيات، وتتوقّف عند فئة يستميلها «تيك توك». «أنا مزاج ثالث بين المزاجين»، تقول لـ«الشرق الأوسط». عام 1977، هاجر والدها إلى الإمارات، وفيها كبُرت. تزور الشام كل صيف بإلحاح من صدى الجذور، وتشاء بفنّها الإصرار على عمق الرابط. يمنحها بهجةً مشهدُ الآتين من أجيال تتفاوت إلى حفلها: «بهذا أطمئن إلى أنّ فنّي لا ينحصر».

من بين الأعمار، يحضُر الصغار. يُفرحها أن تلمح ابتساماتهم وبراءة الطفولة ما لم تتوحَّش الحروب. سبق أن غنَّت لهم تهويدات هدَّأت المخيّلة وأحالت صورها على ما هو أحلى. تستطيع الشابة الشعور بالآخرين وإن بعُدت بالمسافة عن الأراضي المشتعلة: «الحرب هشَّمت أوطاننا ومَشهدياتها لوَّعت الأطفال. الجميع تأثَّر؛ بخسارة أحبّة أو بالأذى النفسي. هذا مؤلم. أردتُ بالفنّ مداواة خيال طفل، فغنّيتُ للسلام. معظم التهويدات باللغة العربية تحاكي أطفالاً لم يكتمل وعيهم. تساءلتُ؛ لِمَ لا أقدّم للصغار ما يفهمونه؟ ولم أتردّد في ذلك».

أرادت بالفنّ مداواة خيال طفل فغنّت للسلام (صور غالية شاكر)

تكثُر القضايا، وغالية شاكر تعلم أنّ بعضها، مثل اللجوء والمخيّمات والطفولة، مؤلم ومُلحّ. حِمْل الجذور ثقيل، لا يستريح دون الإنجاز الفنّي. إنها مسألة وعي أيضاً، فتقول: «صعبٌ اختيار الموضوع. حين نستمع إلى أغنية ونشعر بأنها لا تليق بفنان، فذلك يُعلّمني الانتباه. أغنيات أخبّئها للوقت المناسب أو أبيعها لآخرين لشعوري بعدم تماشيها مع نضجي. النضج شرط لموسيقى مُقنعة. وهو مسؤولية. أقدّم فناً يُعرف بـ(موسيقى الشارع). إنه نزعٌ للقفازات وإسقاط للأقنعة، ولكن مع مراعاة المناخ الاجتماعي. وصولها إلى الملايين يُرغمني على الصدق. أخشى البساطة أيضاً، فقد تكون جارحة. هنا يتدخّل النضج ويحسم الوعي الصراع، فآتي بالصادق المناسب».

الموضوع لحظات إنسانية وشعور عميم. غالية شاكر كاتبة أغنيات، ملحّنة، وعازفة على آلات من بينها الغيتار والطبلة، تشترط الإحساس بالفكرة قبل أن تتحوّل موضوعاً فنّياً للجميع. «ما لم أعشه، عاشه آخرون: حبٌ، أحزان، خسارة، خذلان... أضع نفسي في تلك المشاعر وأجعلها مني. كأنني ممثل أستعدّ لإتقان الدور. أهتم بالجانب النفسي للأغنية، وإلا فرغتْ. ذلك كلّه تدريب. لا يولد المرء ناضجاً، بل يكتسب نضجه. تعلّمتُ تبنّي الحالة الغنائية لموضوع كتبته قبل 5 سنوات مثلاً، فأغنّيه كأنني كتبته للتو».

مردُّ السعي إلى الفرادة، احترامُ المهنة: «ورثتُ ذلك من أبي. ألهمني الشغف والعمل، ثم المتابعة والتطوُّر. حضوره جعلني فنانة أجيد التأليف والتلحين والعزف والتوزيع. وأحبّ الطعام. أنشأت العائلة سلسلة مطاعم في الإمارات، وأبذل من أجلها بعض الجهد والوقت أيضاً».

تتدرَّب على الاحتراف، فهو مسار. يمرّ المرء بتعب، وفترات عصيبة، ومزاج مضطرب مثل غيوم نهايات الخريف. غالية شاكر تتعلّم ضبط النفس، فلا تنزلق إلى موقف محرج أو لحظة طيش: «أعمل لتطوّري الموسيقي ولاجتهادي الشخصي. السترس مرض العصر. وضعُه تحت السيطرة نضجٌ أيضاً».

تضع نفسها في مشاعر الآخرين وتجعلها منها (صور غالية شاكر)

تُكمل جولة تشمل حفلات في لبنان وليبيا ومصر وعمان وتونس... لدى الشابة العشرينية كثير بعد. أهمُّه صقل النفس بما يُحسِّن ويؤثّر. تنظر إلى الآتين من أجلها لتتأكد بأنهم يحفظون أغنياتها ويستهوون ما تُقدِّم. ذلك يحرِّك الدافع نحو الأفضل. مزجُ الثقافات يقرّب موسيقاها ممَن يشاؤون عدم اقتصار الذوق على لون واحد. ترى العالم منفتحاً جداً، وتجب مواكبة انفتاحه. لا حدود للفنّ ولا أفق للابتكار. تُجدِّد من دون التخلّي عما غرَفَت من إرثها. بل تتدخّل الجذور لولادة نغمة جديدة. على المسرح الذي تعشق منذ الطفولة، تشعر بالانتماء الكلّي: «لا أكون فنانة بقدر ما يتراءى لي أنني والجمهور نرتشف القهوة. يعاملونني بألفة، كأننا نتشارك المنزل».

تهوى الرياضة خارج الكتابة والتلحين والتوزيع والعزف والغناء والاهتمام بمطاعم العائلة بين الأحيان: «المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات الخاصة لعبور الصحراء، واللعب بالكرة على الشاطئ... أريد للأدرينالين أن يبقى في ذرواته».