مصر: اكتشاف ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أثرية بالدلتا

تضم سيفاً للملك رمسيس الثاني

اكتشاف عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود (وزارة السياحة والآثار المصرية)
اكتشاف عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT
20

مصر: اكتشاف ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة أثرية بالدلتا

اكتشاف عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود (وزارة السياحة والآثار المصرية)
اكتشاف عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس، عن اكتشاف «ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة» أثرية تعود لعصر الدولة الحديثة، وتضم سيفاً للملك «رمسيس الثاني»، في محافظة البحيرة (دلتا مصر).

وعثرت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، خلال عملها بمنطقة «تل الأبقعين» بمركز «حوش عيسى» بالبحيرة، على «مجموعة من الوحدات المعمارية من الطوب اللبن»، أكد رئيس البعثة، الدكتور أحمد سعيد الخرادلي، أنها «ثكنات عسكرية للجنود، ومخازن للأسلحة والطعام والمواد الغذائية في عصر الدولة الحديثة»، مشيراً إلى الكشف عن «عدد من اللقى الأثرية والأدوات الشخصية للجنود».

اكتشاف ثكنات عسكرية في البحرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
اكتشاف ثكنات عسكرية في البحرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، في بيان صحافي، إلى أن «الكشف يؤكد الأهمية التاريخية والأثرية لحصن الأبقعين»، موضحاً أن «الحصن يعد من نقاط التمركز العسكري للجيش المصري القديم على الطريق الحربي - الغربي، بهدف حماية الحدود الشمالية - الغربية للبلاد من هجمات القبائل الليبية وشعوب البحر».

وقال إن «الوحدات المعمارية المكتشفة تتميز بتخطيط منتظم ومقسمة إلى مجموعتين متماثلتين في التصميم النمطي المعماري يفصل بينهما ممر صغير، مما يدل على براعة المهندس المصري القديم، وقدرته على استغلال عناصر البيئة المحيطة وتطويعها لخدمة أغراضه المختلفة».

ويقع تل أثار «الأبقعين» على بعد نحو 5 كيلومترات جنوب شرقي مدينة حوش عيسى، في محافظة البحيرة، وتبلغ مساحته 35 فداناً. وسبق أن أعلنت مصر عام 2019 عن اكتشاف بقايا وحدتين معماريتين ملحقتين بالحصن العسكري استُخدمت مخازن للغلال.

قطع متنوعة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
قطع متنوعة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بدوره، أوضح رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، الدكتور أيمن عشماوي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحصن العسكري الموجود في تل الأبقيعن هو جزء من استراتيجية مصر في تأمين حدودها، حيث عثر على حصون مماثلة في الشرق والجنوب، ما يعكس الفكر العسكري الاستراتيجي عند المصري القديم». وقال: «على الجبهة الغربية كانت هناك حصون عدة ممتدة حتى مرسى مطروح وسيدي براني على الحدود الليبية، وكان هدفها حماية هذه الجبهة من الهجمات».

ولفت عشماوي إلى أن «الحصن اكتشف في الأربعينات من القرن العشرين، في حين تستكمل وزارة الآثار الحفائر فيه منذ عام 2014». وأوضح أنه «خلال الحفائر تبين وجود طبقات أخرى ما يعني أن الحصن يعود إلى ما قبل عهد رمسيس الثاني».

وأثبتت الدراسات الأولية للبعثة أن اللقى الأثرية التي تم اكتشافها تؤكد استخدام بعض الوحدات المعمارية كمخازن لإمداد الجنود بالطعام والمؤن الغذائية يومياً، حيث عثر على صوامع فردية كبيرة الحجم بداخلها بقايا أواني فخارية كبيرة للتخزين، بها بقايا عظام أسماك وحيوانات وبعض من كسر، إضافة إلى أفران من الفخار أسطوانية الشكل، كانت تستخدم لطهي الطعام، بحسب البيان.

لقى أثرية مكتشفة بالحصن (وزارة السياحة والآثار المصرية)
لقى أثرية مكتشفة بالحصن (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وعثرت البعثة على سيف طويل من البرونز مزين بنقوش لخرطوش الملك رمسيس الثاني، إضافة إلى مجموعة من اللقى الأثرية التي «تسلط الضوء على الأنشطة اليومية لقاطني الحصن، وفكرهم العقائدي والعسكري»، مثل الأسلحة المستخدمة في الحروب، وأدوات الصيد والزينة والنظافة الشخصية، بينها «مراود التكحيل من العاج وخرزات وجعارين من العقيق الأحمر والقيشاني، وتمائم الحماية».

ووصف عشماوي السيف بأنه «قطعة فريدة»، مشيراً إلى أن «وجوده في الحصن لا يعني أن الملك رمسيس الثاني كان هناك، بل قد يكون أهدي لأحد القادة أو الضباط تكريماً أو تكليفاً له بمهمة عسكرية».

جداريات أثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جداريات أثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وداخل الحصن عثرت البعثة على دفنة لبقرة بوصفها «رمزاً للقوة والوفرة والرخاء التي تميزت بها البقرة كمعبودة في ذلك العصر»، إضافة إلى كتلتين من الحجر الجيري إحداهما عليها كتابة هيروغليفية لألقاب الملك رمسيس الثاني، والأخرى لأحد الموظفين ويدعى «باي»، وجعران من القيشاني مزين بنقش «آمون - سيد السماء»، ويعلو اسمه زهرة اللوتس، وجعران آخر يحمل على قاعدته المعبود «بتاح» من الشست، ونصف خاتم من البرونز عليه نقش للمعبود «آمون حور آختي»، وعقدين من القيشاني والعقيق لـ«زهرة الرومان».


مقالات ذات صلة

مصر تبدأ أعمال ترميم وتطوير متحفي أسوان والنوبة

يوميات الشرق متحف أسوان ينتظر الترميم والتطوير (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تبدأ أعمال ترميم وتطوير متحفي أسوان والنوبة

بدأت مصر مشروع ترميم وإعادة تأهيل متحفي أسوان والنوبة بجنوب البلاد لتحسين التجربة السياحية بهما

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال ثلاثي ضمن الكشف الأثري (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف تمائم وخواتم وحلي ذهبية بمعبد الكرنك

أعلنت مصر اكتشاف مجموعة من الخواتم والحلي الذهبية والتمائم بمعابد الكرنك في الأقصر، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة عرض الصوت والضوء في "قلعة قايتباي" رحلة مشوقة عبر تاريخ الإسكندرية (مجلس الوزراء المصري)

«الصوت والضوء»... رحلة حيَّة في عمق التاريخ المصري القديم

ذا كنت في رحلة سياحية في مصر، فمع حلول المساء، ستجد أن عروض «الصوت والضوء»، المتنوعة والمنتشرة في المحافظات، اختياراً مثالياً للتجول عبر الزمن

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق تماثيل المتحف ترقص وتغني (إكس)

ترقص وتغني... فيديو مبتكر لتماثيل «المتحف الكبير» يلقى تفاعلاً مصرياً

تم تداول مقطع فيديو طريف على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، يُظهر تماثيل المتحف المصري الكبير وهي تتمايل على أنغام موسيقى صاخبة.

منى أبو النصر (القاهرة )
ثقافة وفنون مِجْمَرة على شكل رجل يحمل وعاءً تزينه أفعى مصدرها موقع البثنة في إمارة الفجيرة

مجمرة من موقع البثنة في إمارة الفجيرة

كشفت أعمال التنقيب الأثرية في الإمارات العربية المتحدة عن مواقع عدة تعود إلى العصر الحديدي، منها موقع البثنة في إمارة الفجيرة.

محمود الزيباوي

الشموع العطرية في المنزل تضرُّ الصحة

مُعطَّرة ولافتة الحضور... ولكن (غيتي)
مُعطَّرة ولافتة الحضور... ولكن (غيتي)
TT
20

الشموع العطرية في المنزل تضرُّ الصحة

مُعطَّرة ولافتة الحضور... ولكن (غيتي)
مُعطَّرة ولافتة الحضور... ولكن (غيتي)

كشفت دراسة علمية أنّ إضاءة الشموع العطرية في المنزل تؤدّي إلى انبعاث جزيئات متناهية الصغر في هواء الغرف، فتتفاعل مع مادة الأوزون وتُشكّل خطراً على الصحة.

ورغم أنه يُروَّج للشموع العطرية بكونها البديل الآمن للشموع التقليدية؛ لأنها لا تؤدّي إلى انبعاث أبخرة أو دخان، أكد الباحثون في «جمعية الكيمياء الأميركية» ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لتحديد أثر استنشاق هذه الجزيئات التي تنتشر في الهواء.

ووفق الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية «ACS Environmental Science and Technology Letters»، ونقلتها «وكالة الأنباء الألمانية»، وجد الباحثون أنّ ذوبان السطح الخارجي للشمع يؤدّي إلى انبعاث تركيزات عالية من مركَّبات عضوية مُتطايرة تتكوَّن من مواد هيدروكربونية. ومن المعروف علمياً أنّ هذه المركَّبات يمكن أن تتفاعل مع مواد كيميائية أخرى في الهواء لتكوين جزيئات متناهية الصغر تترتّب عليها مضار صحية في حالة استنشاقها.

وأجرى الباحثون اختبارات على 15 نوعاً من الشموع المُتاحة في الأسواق، سواء عطرية أو غيرها داخل نموذج لمنزل، مع مراقبة مستويات الجزيئات متناهية الصغر التي تنبعث نتيجة إشعال الشموع العطرية. وعند سحب عيّنات من الهواء في محيط أمتار عدّة من مكان الشموع، تبيَّن لهم وجود جزيئات يتراوح حجمها بين واحد إلى 100 نانومتر، وأنّ تركيزها يوازي تركيز الجزيئات التي تنبعث عن إضاءة الشموع التقليدية غير العطرية.

ويقول الباحثون، في تصريحات للموقع الإلكتروني «سايتيك ديلي» المتخصِّص في البحوث العلمية، إنّ استنشاق هذه الجزيئات يُشكّل خطراً على الصحة؛ لأنها صغيرة بما يكفي للمرور عبر أنسجة الجهاز التنفّسي ودخول مجرى الدم.