على غرار الفيلم الشهير «ليلة في المتحف» (نايت آت ذا ميوزيام)، الذي تستيقظ فيه التماثيل المنتمية لعصور مختلفة بعد انتهاء مواعيد زوار المتحف لتملأ المكان بالشغب والمرح، تم تداول مقطع فيديو طريف على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، يُظهر تماثيل المتحف المصري الكبير، ومن بينها تمثال رمسيس الثاني، وهي تتمايل وتغني على أنغام موسيقى صاخبة، وتُعيد تجسيد مشاهد أيقونية من السينما المصرية.
أجدادنا عاملين قلق وهيصة فى المتحفانتظرونا موعدنا 3 يوليو افتتاح عالمى اسطوري #تحيا_مصر_بجيشها_وعاش_السيسى pic.twitter.com/CRP3FpdtcN
— شاهيناز طاهر (@ChahinazTaher) February 25, 2025
وانتشر هذا المقطع الذي استخدم تقنيات «الذكاء الاصطناعي»، في وقت يواكب استعدادات مصر الرسمية لانطلاق الاحتفالية المصاحبة لافتتاح المتحف المصري الكبير، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الثلاثاء، عن تحديد موعد افتتاحه الرسمي في 3 يوليو المقبل.
ويتربع المتحف المصري الكبير الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة (غرب القاهرة)، على مساحة 117 فداناً، ويحتوي على أكثر من مائة ألف قطعة أثرية، منها مجموعات استثنائية من أبرزها كنوز «الملك توت عنخ آمون» التي ستُعرض بالكامل للمرة الأولى.

ويرى الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، أن «افتتاح المتحف المصري الكبير هو حدث عالمي ضخم»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «مر هذا المشروع بتحديات كبيرة حتى وصلنا إلى هذه اللحظة المهمة، فهو إلى جانب استثنائية معروضاته الأثرية، فإنه يُجاور منطقة الأهرامات التاريخية، علاوة على أنه يضم المحتويات الكاملة لمقبرة الملك توت عنخ آمون التي اكتشفت عام 1922، والتي ستكون محط اهتمام سياحي عالمي».

وأضاف عبد المقصود: «الفيديو الذي ظهرت فيه الآثار الراقصة، هو شكل من الدعاية الاستباقية لهذا الحدث الضخم، واستثمار الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في صناعته، وجزء من استخدام الدعاية لمواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر جيد وفي صالح الافتتاح، طالما لم يسئ للآثار أو للحضارة المصرية القديمة، وفكرة تحريك الآثار بواسطة آليات الذكاء الاصطناعي هو أمر أصبح عادياً في متاحف العالم ودعايتها، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد تكرار مثل هذه الفيديوهات الدعائية بطرق مختلفة».

ومن المتوقع أن يكون الافتتاح مناسبة تجذب أنظار العالم، خصوصاً بعد حفل «موكب المومياوات الملكية»، الذي تم تنظيمه في أبريل (نيسان) عام 2021، والذي شهد مغادرة 22 مومياء ملكية المتحف المصري، الواقع بميدان التحرير وسط العاصمة المصرية، إلى مقرها الجديد بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط (شرق القاهرة).
وكان بيان مجلس الوزراء المصري، الثلاثاء، قد أعلن أن هناك تكليفات لعدد من الوزارات والجهات المعنية ستتم متابعتها بصورة دورية؛ حتى يتسنى إخراج الاحتفالية العالمية للافتتاح على أفضل وجه، بما يسهم في الترويج للدولة المصرية، والمقاصد السياحية التي تتمتع بها، وكذلك الترويج لما تم إنجازه خلال الفترة الماضية.

يشار إلى أن مصر بدأت تشييد متحفها الكبير، الذي يعد أكبر متحف في العالم لحضارة واحدة بجوار أهرامات الجيزة، في مايو (أيار) 2005 تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، وبدعم من هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا).


