عماد فغالي لـ«الشرق الأوسط»: لم أحقّق طموحي الكبير في عالم التمثيل

في مسلسل «البيت الملعون» ابتكر لشخصيته اللهجة العكّارية

مشهد يُشارك فيه فغالي ضمن مسلسل «البيت الملعون» (صور الفنان)
مشهد يُشارك فيه فغالي ضمن مسلسل «البيت الملعون» (صور الفنان)
TT

عماد فغالي لـ«الشرق الأوسط»: لم أحقّق طموحي الكبير في عالم التمثيل

مشهد يُشارك فيه فغالي ضمن مسلسل «البيت الملعون» (صور الفنان)
مشهد يُشارك فيه فغالي ضمن مسلسل «البيت الملعون» (صور الفنان)

للممثل عماد فغالي مسار في عالم التمثيل بدأه قبل أكثر من 20 عاماً. لعب أدواراً منوّعة، مُقدّماً شخصيات كوميدية ودرامية. ومؤخراً، يخوض تجربة جديدة بانضمامه إلى فريق المسلسل الخليجي «البيت الملعون».

لم يكن الممثل اللبناني الوحيد في هذا العمل، بل أحرز مع زملائه باسم مغنية، وسعيد سرحان، وعلي منيمنة، وفادي أبي سمرا، وغيرهم؛ تناغماً ملحوظاً مع زملائهم الخليجيين. البطلة هي هدى حسين ومعها جاسم النبهان وخالد أمين. أما الكتابة فلشقيقة هدى؛ نجاة حسين. ووقّع الإخراج المصري محمد جمعة، وتولّت شركة «إيغل فيلمز» اللبنانية إنتاجه، وتدور الأحداث في إطار الرعب والغموض.

ينتظر عماد فغالي فرصاً أكبر تُخرج منه طاقاته (صور الفنان)

يُعلّق عماد فغالي لـ«الشرق الأوسط»: «المسلسل متكامل بجميع عناصره، بدءاً من الممثلين، وصولاً إلى حبكة نصّه وإخراجه وإنتاجه. عندما عُرضت عليَّ المشاركة، لم أتردّد. عددتُها تجربة جديدة أخوضها رغم أدائي دوراً بمساحة صغيرة. فالممثل يبحث دائماً عن التجربة المختلفة والمميّزة. وفكّرت بأنني عبره سأفتح آفاقاً أوسع خليجياً. سبق وعملت في الكويت بمجال الإعلانات التجارية، ومن الجيّد أن أعود في مسلسل بطلته كويتية، فيتعرّفون إليَّ عن قرب من خلال هذه التجربة الدرامية».

يشيد بالأعمال الخليجية ويعدّها راقية بموضوعاتها: «لا يقدّمون أعمالاً دون المستوى. الدراما الخاصة بهم مثل مرآة تعكس حياتهم. ولا يحبّون تناول موضوعات ساذجة لا تشبههم، ويتنبّهون لانعكاسها على مجتمعاتهم إذا ما عرضتها محطات. هكذا يحدّدون أهدافهم ولا يهملون تفاصيل قد تُوقعهم بالخطأ. أؤيّد هذا الحذر؛ لأنه يرسم الفرق بين عالم وسائل التواصل والشاشة الصغيرة».

يتساءل فغالي، أسوةً بغيره من الممثلين، عن الخطوة التالية بعد تقديم عمل. من هذا المنطلق، يختار أعماله بدقة، ولا يكرّر أدواره باحثاً عن التجديد. وفي «البيت الملعون»، وجد ضالته وشارك بحماسة. يقول: «قصة المسلسل تدور في حقبة السبعينات وما نسمّيها في عالمنا (أعمال الإيبوك). أجسّد دور رجل أمن يتكلّم بلهجة لبنانية مميّزة وشائعة في منطقة عكّار الشمالية. حاولت من خلالها ترجمة واقع نعيشه في لبنان. تناقشت مع المخرج والكاتبة حول الموضوع. الفكرة ولدت لديّ بسبب الأعداد الكبيرة لرجال الأمن وعناصر الجيش الآتين من هذه المنطقة، ولهجتهم العكّارية لم تبرُز من قبل في أي عمل درامي. فكان الكلام بلهجتهم تحية لهم».

يُشارك عماد فغالي في دورات تدريبية بمجال الدبلجة (صور الفنان)

يتقن دوره ويمثّل مَشاهد الرعب باحتراف، فيشعر مُشاهده بحقيقتها. فما انطباعه عن أعمال الرعب عموماً، وهل تستهوي الجمهور؟ يردّ: «لا أزال أذكر أحد هذه المسلسلات اللبنانية، وهو (عشرة عبيد زغار) للراحل أنطوان ملتقى. استوحيت منه كثيراً في دوري. سبق وعُرفت بأدوار كوميدية، وهدفي كان كسر هذه الصورة التي طبعتني. إنني من هواة لعب الكوميديا، لكن توقيت هذا المسلسل مناسب لأبرز طاقاتي الجديدة».

رغم سنواته الطويلة أمام الكاميرا، لم يحظَ عماد فغالي بعد بالفرصة التي تخوّله إظهار طاقاته، فيوضّح: «يلزمني الكثير لأقطع الأشواط التي أتمناها في عالم التمثيل. أدرك أنني حقّقت نسب مشاهدة جيدة في أعمال عدة، ولكن في المقابل، لم تأخذ فرص الانتشار بعد الحجم الذي أرغب فيه. أعرف أني أسير على الطريق السليمة. و(البيت الملعون) قد يكون الباب الواسع الذي أعبُر معه إلى هذا الهدف. قد لا تكون الأعمال التي قدّمتها قد أوفتني حقّي. ولم يأتِ بعد مَن يعطيني الثقة ويراهن على قدراتي التمثيلية. ولكنّ الآتي أفضل مع إنتاجات أوسع. الفرص التي أتيحت لي كانت كثيرة، ونجحت. وأستحق الأفضل، لا سيما أنني خرّيج معهد الفنون. فلم أدخل هذا المجال من باب المصادفة».

إلى جانب التمثيل الدرامي، يشتهر عماد فغالي بأعمال الدبلجة و«الفويس أوفر»: «عملتُ فترة طويلة في الإعلانات التجارية وحفظني الناس؛ ومنهم من طالبني بالتقاط صور تذكارية حين التقيتهم في دول الخليج. الأمر أفرحني، لا سيما أنه جرى في حقبة لم يكن فيها الجوّال منتشراً بعد».

يشارك اليوم في دورات تدريبية ضمن المجالين المذكورين. ومع مؤسّسة «غروث أكاديمي»، يعطي دروساً خاصة في الدبلجة. فما هي القواعد الأساسية؟ يختم: «الوصول إلى إدراك تقنية عملية الدبلجة تسبقه مراحل عدّة. وهي تدور في فلك القراءات واللفظ ونبرة الصوت وغيرها من العناصر الأساسية. بعدها نصل إلى التقنية التي تجمع كل تلك القواعد في إطار احترافي صعب، فتسهُل على أثرها المهمّة».


مقالات ذات صلة

«ساندوتش عيال»... معالجة درامية للخلافات الزوجية تفتقد الطموح

يوميات الشرق الفيلم ناقش تأثير الخلافات الأسرية على الأطفال (الشركة المنتجة)

«ساندوتش عيال»... معالجة درامية للخلافات الزوجية تفتقد الطموح

محامٍ شاب يدخل في خلافات مع زوجته لاختلاف طباعهما وتفكيرهما بعد سنوات من الارتباط، لكن الخلاف يطول ابنهما الوحيد الذي لم يعد راغباً في العودة إلى المنزل

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق يرحل الجسد ويبقى الأثر (إ.ب.أ)

رسالة أنوشكا ديلون إلى والدها الراحل: يتعذَّر العيش من دونك

بخلاف الأخوين أنطوني وألان فابيان، لم تظهر أنوشكا ديلون للعلن طوال الأسبوع الماضي، لكنها نشرت، عبر «إنستغرام»، رسالة إلى أبيها تُخبره عن أحوالها بعد فقدانه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق بسلاح الخصوصيّة... مشاهير حافظوا على علاقات طويلة الأمد

بسلاح الخصوصيّة... مشاهير حافظوا على علاقات طويلة الأمد

ليس مصير كل ثنائيّ مشهور الانفصال على غرار ما حصل مع جنيفر لوبيز وبِن أفليك، فمنهم من نجح في الحفاظ على زيجات طويلة وعلاقاتٍ سليمة رغم شهرتهم الكبيرة.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق لوحة مرسومة تركتها معجبة (أ.ف.ب)

50 مدعواً يودّعون ألان ديلون في جنازة «حميمة»

في أفلامه التي أخرجها وأدّى بطولتها، كانت للممثل ألان ديلون الكلمة العليا. وكذلك في جنازته التي جرت بعد ظهر السبت.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو في 24 أكتوبر 2020 (أ.ف.ب)

الادعاء الفرنسي يوصي بإحالة الممثل جيرار ديبارديو للمحاكمة بتهمة الاغتصاب

قال مكتب الادعاء في باريس، اليوم الخميس، إن الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو يجب أن يواجه محاكمة أمام محكمة جنائية بتهمة اغتصاب ممثلة شابة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)
السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)
TT

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)
السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)

ودّع الوسط الفني بمصر المؤلف والسيناريست المصري عاطف بشاي، الذي رحل عن عالمنا، الجمعة، إثر تعرضه لأزمة صحية ألمت به قبل أيام.

وكانت زوجة السيناريست الراحل قد ذكرت في تصريحات صحافية سابقة أنه قد أصيب بجلطة في القلب، وبعد أسبوع تحسنت حالته فغادر المستشفى، لكن سرعان ما تدهورت حالته الصحية بعدها بأيام، وأصيب بالتهاب حاد في الرئة، ما أدى لدخوله في غيبوبة حتى وفاته.

وأعلنت الأسرة عن تشييع جثمانه الأحد المقبل من كنيسة «مارمرقص» بالقاهرة.

ويعد عاطف بشاي أحد كتّاب الكوميديا البارزين، فقد لمع اسمه خلال فترة الثمانينات بعد تخرجه في معهد السينما بالقاهرة عام 1976، وله كثير من الأعمال التي قدّمها في السينما والتليفزيون.

وقد نعى الكاتب الراحل نقابة المهن السينمائية وعدد كبير من المخرجين، فكتب المخرج هاني لاشين عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «أخي الحبيب رفيق المشوار وعشرة العمر وداعاً السينارست الكبير عاطف بشاي».

رحيل السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)

وكتب المخرج أمير رمسيس: «فقدنا اليوم صاحب عدد من أخف الأعمال ظلاً في السينما المصرية وداعاً عاطف بشاي»، وكتب الناقد أسامة عبد الفتاح: «وداعاً صديق أبي (الأديب عبد الفتاح رزق) الذي صاغ درامياً العديد من قصصه وأستاذي وصديقي العزيز عاطف بشاي لن ننساك».

وكان بشاي قد برع في كتابة الأعمال الكوميدية التي قدمها عبر مسلسلات وأفلام تلفزيونية، من بينها أفلام «محاكمة علي بابا» 1987، «الوزير جاي» 1986، «فوزية البرجوازية» 1985، «قبل الوصول لسن الانتحار» 1987، «يوميات ست عصرية» 1987، كما كتب السيناريو والحوار لعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية. من بينها «عمارة يعقوبيان» 2007، و«شخلول» 2006 ، و«السندريللا» 2006، و«الكلام المباح» 2005 ، و«اللقاء الثاني» 1988، و«ناس وناس» 1989، و«نقل مخ» 1989.

واتجه بشاي لكتابة مقالات الرأي في السنوات الأخيرة في عدة صحف مصرية.

وكتبت الناقدة أماني فؤاد على صفحتها بـ«فيسبوك»: «الأستاذ عاطف بشاي... الإنسان الراقي، والقلم الصحافي الجريء، وكاتب السيناريو المبدع... وداعاً، لروحك كل السلام والرحمة».

كما نعاه الناقد الفني محمود عبد الشكور، وكتب على صفحته بـ«فيسبوك»: «من ينسى تقديمه لكتابات أحمد رجب في أفلام مثل (محاكمة علي بابا) و(فوزية البورجوازية) و(الوزير جاي) و(المجنون)؟ ومن ينسى تقديمه الرائع لرواية (لا) لمصطفى أمين في حلقات تحمل نفس الاسم؟ ومن ينسى حلقات مسلسل (اللقاء الثاني) التي كتبها عن قصص نهى حقي؟ فقد كان مجرد ظهور اسمه على التترات عنواناً على الجودة والإتقان، وعلى حرفة الكتابة الدرامية في أعلى مستوياتها».

وتقول الناقدة الفنية المصرية، ماجدة خير الله، إن «السينارست عاطف بشاي قد ظهر في مرحلة عظيمة خلال فترة أفلام التلفزيون، التي كان لها الفضل في ظهور مؤلفين ومخرجين بارزين». وتضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «الكاتب الراحل لديه رصيد كبير من الأعمال المتميزة، كما له الفضل في تحويل أعمال روائية مهمة لكتّاب كبار، مثل سيناريو فيلم (أنا لا أكذب ولكني أتجمل) الذي كتبه عن قصة لإحسان عبد القدوس، وكذلك أعمال الكاتب الكبير أحمد رجب على غرار (محاكمة علي بابا) و(فوزية البرجوازية)، وقصة (لا) لمصطفى أمين التي حوّلها لمسلسل تليفزيوني». وأوضحت أن «أعماله اتسمت بالتنوع بين الكوميديا والأعمال الاجتماعية، ومن بينها مسلسل (اللقاء الثاني) لبوسي ومحمود ياسين، و(يا رجال العالم اتحدوا) لحسين فهمي».