تراجع التضخم بالجملة في الولايات المتحدة خلال يوليو

عمال يغلفون الطلبات في مركز تابع لـ«أمازون» في بلدة روبينزفيل بولاية نيوجيرسي (رويترز)
عمال يغلفون الطلبات في مركز تابع لـ«أمازون» في بلدة روبينزفيل بولاية نيوجيرسي (رويترز)
TT

تراجع التضخم بالجملة في الولايات المتحدة خلال يوليو

عمال يغلفون الطلبات في مركز تابع لـ«أمازون» في بلدة روبينزفيل بولاية نيوجيرسي (رويترز)
عمال يغلفون الطلبات في مركز تابع لـ«أمازون» في بلدة روبينزفيل بولاية نيوجيرسي (رويترز)

تراجعت أسعار الجملة في الولايات المتحدة خلال شهر يوليو (تموز)، مما يشير إلى استمرار تراجع ضغوط التضخم مع اقتراب مجلس الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة، ومن المحتمل أن يبدأ ذلك الشهر المقبل.

وأفادت وزارة العمل، يوم الثلاثاء، أن مؤشر أسعار المنتجين - الذي يتتبع التضخم قبل وصوله إلى المستهلكين - ارتفع بنسبة 1 في المائة من يونيو (حزيران) إلى يوليو، وبنسبة 2 في المائة عن العام السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وباستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة، التي تميل إلى التقلب من شهر لآخر، ظلت أسعار الجملة الأساسية كما هي منذ يونيو، وارتفعت بنسبة 2.4 في المائة عن يوليو 2023. وكانت الزيادات أقل من التوقعات وكانت متسقة تقريباً مع هدف التضخم البالغ 2 في المائة الذي حدده «الاحتياطي الفيدرالي».

ويمكن أن يوفر مؤشر أسعار المنتجين إشارة مبكرة إلى أين يتجه التضخم الاستهلاكي. ويراقبه الاقتصاديون أيضاً لأن بعض مكوناته، لا سيما الرعاية الصحية والخدمات المالية، تتدفق إلى مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي - مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي.

ومن المتوقع أن تكشف وزارة العمل، يوم الأربعاء، عن مزيد من الأخبار الإيجابية بشأن التضخم، وذلك مع صدور مؤشر أسعار المستهلكين. وتشير التقديرات الأولية إلى ارتفاع طفيف في الأسعار بنسبة 0.2 في المائة مقارنة بشهر يونيو، وهو ما يمثل استمراراً للاتجاه التنازلي الذي بدأ في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، لا يزال التضخم على أساس سنوي مرتفعاً بنسبة 3 في المائة مقارنة بالعام الماضي.

وانخفض التضخم منذ أن بلغ ذروته عند أعلى مستوى له في 4 عقود في منتصف عام 2022. ولكن بينما يستعد الأميركيون للتصويت في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، يظل الكثيرون غير راضين عن أسعار المستهلك، التي ارتفعت بنحو 19 في المائة عمّا كانت عليه قبل بدء الارتفاع التضخمي في ربيع عام 2021.

وقد ألقى الكثيرون باللوم على الرئيس جو بايدن، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانوا سيحمّلون نائبته كامالا هاريس المسؤولية بينما تسعى إلى الرئاسة.


مقالات ذات صلة

أسعار المنتجين تدفع عوائد السندات الأميركية إلى الهبوط

الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ ب)

أسعار المنتجين تدفع عوائد السندات الأميركية إلى الهبوط

شهدت عوائد سندات الخزانة الأميركية تراجعاً ملحوظاً يوم الثلاثاء، وذلك عقب صدور بيانات أسعار المنتجين التي جاءت أقل من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد سبائك ذهبية في خزانة أحد المصارف في زيوريخ (رويترز)

الذهب يتراجع مع جني الأرباح... وترقب لبيانات التضخم الأميركية

تراجعت أسعار الذهب، الثلاثاء، مع جني المتعاملين الأرباح بعد موجة صعود أخيرة، في حين ينتظر المتعاملون في السوق بيانات التضخم الأميركية الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يسيرون خارج بنك إنجلترا في الحي المالي بمدينة لندن (رويترز)

تراجع نمو الأجور في بريطانيا وانخفاض غير متوقع بمعدل البطالة

تراجع نمو الأجور في بريطانيا إلى أدنى مستوى له منذ نحو عامين في الربع الثاني، مما قد يطمئن بنك إنجلترا بأن الضغوط التضخمية تتراجع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداول في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

«وول ستريت» تتراجع مع اقتراب بيانات التضخم

انخفضت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية بشكل طفيف، يوم الاثنين، حيث امتنع المستثمرون عن القيام برهانات كبيرة قبل موجة من البيانات في وقت لاحق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك يراقبون مؤشر «داو جونز» (أ.ف.ب)

رئيس «بنك أوف أميركا»: المستهلكون قد يشعرون بالإحباط ما لم تنخفض أسعار الفائدة قريباً

قال بريان موينيهان، الرئيس التنفيذي لـ«بنك أوف أميركا»، إن المستهلكين الأميركيين قد يشعرون بالإحباط إذا لم يخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

توقعات بارتفاع النفط من 5 إلى 10 دولارات حال تعطل إمدادات الشرق الأوسط

حفارة تعمل في حقل نفطي (أ.ف.ب)
حفارة تعمل في حقل نفطي (أ.ف.ب)
TT

توقعات بارتفاع النفط من 5 إلى 10 دولارات حال تعطل إمدادات الشرق الأوسط

حفارة تعمل في حقل نفطي (أ.ف.ب)
حفارة تعمل في حقل نفطي (أ.ف.ب)

ألقت الاضطرابات والتوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط بظلالها على تقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية، مع مخاوف من هجمات إيرانية إسرائيلية يمكن أن تؤدي إلى تعطل إمدادات الخام العالمية، وترفع الأسعار بشكل كبير.

وتوقع روب جينسبيرغ، المدير الإداري لشركة «وولف» للأبحاث، ارتفاع الخام الأميركي إلى 84 دولاراً للبرميل، في حال اندلاع اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وأن يصل «برنت» إلى 90 دولاراً. وذلك بالنظر إلى توقعات للخبراء بأن تفرض الولايات المتحدة نوعاً من العقوبات والحظر على صادرات النفط الإيرانية، مما قد يؤثر على إمدادات تصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضاً بنحو 78 سنتاً أو 0.95 في المائة إلى 81.52 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 73 سنتاً، أو 0.91 في المائة، إلى 79.33 دولار.

وبعد 5 أيام من الارتفاع المستمر في أسعار النفط، افتتحت الأسواق يوم الاثنين، أول تداولات الأسبوع، على انخفاض بعد أن خفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) نمو الطلب في عام 2024 مدفوعة بالطلب الضعيف من الصين، بسبب انخفاض استهلاك الديزل.

وخفضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب بمقدار 135 ألف برميل يومياً؛ لكن القلق يسود الأوساط حول تأثير الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما يرفع حالة عدم اليقين.

كانت أسعار النفط قد ارتفعت إلى أعلى مستوى خلال الأيام الماضية، تحسباً لهجوم من جانب إيران على إسرائيل، قد يلحق الضرر بإنتاج النفط من دول الشرق الأوسط. وقال جاراف شارما المحلل المالي، إن «الأسواق تواجه كرة ثلج جيوسياسية بسبب المخاوف من مواجهة بين إسرائيل وإيران»؛ لكنه أشار إلى أنه «إذا لم يتم استهداف وضرب منشآت النفط والغاز، فإن حدوث ارتفاع في أسعار النفط غير مؤكد».

وقال هيننج جلويستين، رئيس إدارة الطاقة في مجموعة أوراسيا، ومقرها لندن، للعملاء في مذكرة بحثية، إن مخاوف سوق النفط تتلخص في أن الصراع بين إسرائيل وإيران قد يتسبب في تعطل إمدادات النفط في مضيق هرمز وما حوله، والذي يتم من خلاله شحن نحو 20 في المائة من إمدادات النفط الخام المنقولة بحراً في العالم.

لكنه أشار إلى «تراجع الاحتمالات لمخاطر موسعة في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة الجهود الدبلوماسية الأميركية والدولية، مما يفسر الزيادة المتواضعة في الأسعار حتى الآن»؛ حيث لم تقدم إيران على توجيه ضربة لإسرائيل كما تهدد.

وتوقع روب جينسبيرغ المدير الإداري لشركة «وولف» للأبحاث، ارتفاع الخام الأميركي بنحو 5 دولارات، إلى 84 دولاراً للبرميل، في حال اندلاع اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وارتفاع «برنت» بنحو 10 دولارات، ليصل إلى 90 دولاراً.

واتفق معه هاري تشيلينجويران رئيس الأبحاث في مجموعة «أونيكس كابيتال» الذي أشار إلى أنه إذا وجهت إيران ضربة انتقامية في نهاية المطاف ضمن نطاق رد محدود ومنضبط، فإن مستويات أسعار خام برنت قد ترتفع بشكل منضبط.

وتنتظر الأسواق صدور مؤشر أسعار المستهلك الأميركي، الأربعاء، ويقدم هذا التقرير تفاصيل عن التضخم والنمو الاقتصادي. وتتوقع شركة الخدمات المالية «CME» خفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 25- 50 نقطة أساس في سبتمبر (أيلول) 2024، وتخفيفها بمقدار 100 نقطة أساس بنهاية 2024. وتقول إن خفض أسعار الفائدة سيعزز النشاط الاقتصادي، مما يزيد بدوره من استهلاك مصادر الطاقة، مثل النفط.