سابقة تاريخية بتعديل نتيجة «الثانوية المصرية» بعد إعلانها

وزير التعليم قرر إضافة درجتين لبعض الطلاب في امتحان الفيزياء

وزير التعليم المصري خلال اعتماد نتائج امتحانات الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم)
وزير التعليم المصري خلال اعتماد نتائج امتحانات الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم)
TT

سابقة تاريخية بتعديل نتيجة «الثانوية المصرية» بعد إعلانها

وزير التعليم المصري خلال اعتماد نتائج امتحانات الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم)
وزير التعليم المصري خلال اعتماد نتائج امتحانات الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم)

في «سابقة تاريخية»، أقرت وزارة التربية والتعليم في مصر بوجود خطأ في نموذج تصحيح امتحان الفيزياء لطلبة الثانوية العامة، مما استوجب إضافة درجتين لنتيجة بعض طلاب الشعبة العلمية، بعد أقل من أسبوع على إعلان النتيجة، وهي إضافات جرى تحديثها إلكترونياً.

ووفقاً لبيان رسمي للوزارة، الاثنين، فإن الإضافة جاءت للطلاب بعد احتساب إجابتين صحيحتين لنفس السؤال، مؤكدةً أن هذا القرار يأتي في إطار «المسؤولية عن تحقيق العدالة وضمان حصول الطلاب على حقوقهم كاملة».

وأدت التعديلات التي أدخلتها الوزارة على درجات الطلاب إلى تعديل قائمة أوائل الشعبة العلمية بالإضافة إلى تعديل مجموعات الطلاب وإبلاغ مكتب التنسيق الذي فتح أبوابه لتسجيل رغبات طلاب المرحلة الأولى (الاثنين) والتي تستمر حتى الجمعة المقبلة.

واعتمد الوزير محمد عبد اللطيف النتيجة، الثلاثاء الماضي، بنسبة نجاح بلغت 81.3 في المائة، وهي النسبة الأعلى في السنوات الأربع الأخيرة وفق بيانات الوزارة الرسمية.

وزير التعليم يكرم أوائل الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم)

ووصفت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب (البرلمان) الدكتورة جيهان البيومي، ما حدث بأنه «خطأ كارثي» يستوجب المحاسبة داخل أروقة الوزارة من الجهات القانونية المختصة، مشيرةً إلى «أن هناك عدة أخطاء أوصلتنا إلى هذه المرحلة من تعقُّد الأمور، بدايةً من نموذج التصحيح الخاطئ الذي جرى الاعتماد عليه، مروراً باعتماد النتيجة وإعلانها».

وأضافت أن «الأمر لا يمكن الاكتفاء فيه ببيان توضيحي من الوزارة لكونه يمس مصير آلاف الطلاب، ويستوجب الإحالة إلى الجهات القانونية وفتح تحقيق في كيفية حدوثه»، لافتة إلى أن هناك «ضرورة لإجراء تحقيق شفاف وإعلان نتائجه للرأي العام».

وقرر وزير التعليم إحالة اللجنة المسؤولة عن مراجعة الامتحان ونموذج الإجابة بعد سحبه من بنوك الأسئلة بالكامل للتحقيق بصفة عاجلة بالإدارة العامة للشؤون القانونية نظراً لـ«عدم تحري الدقة في نموذج الإجابة»، وفق بيان الوزارة.

ويعكس قرار التحقيق «رؤية وفلسفة جديدة للوزارة»، حسب الخبير التربوي الدكتور محمد خليل موسى، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن حرص الوزارة على إعلان الخطأ الذي حدث للرأي العام يرسخ مفهوم «الشفافية والوضوح».

وردَّ الخبير التعليمي على اتهامات «الارتباك»، التي تسببت في تأخر إعلان نتيجة الثانوية ثم تعديلها، إلى «تزامن تعيين وزير التعليم الجديد مع سير الامتحانات، وحاجته إلى بعض الوقت لترتيب الأمور».

وهو رأي تخالفه عضو البرلمان جيهان البيومي، معتبرةً أن تغيير الوزير خلال الامتحانات أمر يُفترض ألا يكون له تأثير على عملٍ منظومي ومؤسسي يسير داخل الوزارة كل عام بغضّ النظر عن شخص الوزير، لافتةً إلى أن أعمال الامتحانات تجري وفق منظومة محكومة بقواعد محددة وواضحة.

وبلغ عدد المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة هذا العام 729835، وعدد الحاضرين 726648، وعدد الناجحين 590992، بينما بلغ عدد الطلاب الباقين للدور الثاني 96984، حسب بيانات الوزارة.

ووصف الخبير التربوي امتحان الفيزياء هذا العام بأنه «صعب» وصاحبته شكاوى عدة لأسباب لها علاقة باحتياجه إلى وقت أطول من المحدد ليتمكن الطالب من الإجابة عن أسئلته بشكل كامل، لافتاً إلى أن واضع الامتحان يفترض أن يراعي النسبة والتناسب بين المدة الزمنية اللازمة للإجابة عن الأسئلة ومدة الاختبار.

وأضاف أن أسئلة امتحان الفيزياء على وجه التحديد شهدت تبايناً في الآراء بين أساتذة المادة، الأمر الذي يفسر تأخر الوزارة في إعلان تعديل نموذج الإجابة الخاص بها والذي جرى التصحيح على أساسه للطلاب، مؤكداً أن المهم في الوقت الحالي هو حصول الطلاب على درجاتهم المستحقة.


مقالات ذات صلة

مدرس مصري يثير جدلاً بتقديم هدايا «ثمينة» لأوائل الثانوية العامة

يوميات الشرق وزارة التربية والتعليم المصرية (فيسبوك)

مدرس مصري يثير جدلاً بتقديم هدايا «ثمينة» لأوائل الثانوية العامة

أثار إعلان أحد المدرسين تقديم هدايا لأوائل الثانوية العامة جدلاً على وسائل التواصل وفي أوساط مختلفة، خصوصاً بعد أن أعلن أن الهدايا ستكون من بينها سيارة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جامعة الزقازيق (الصفحة الرسمية على فيسبوك)

مطالبات بوضع ضوابط لحفلات التخرج في مصر

سرعان ما أثار فيديو رقص طالب في مصر خلال حفل تخرجه على أغنية «مهرجانات» عاصفة من الجدل عبر مواقع التواصل، امتدت إلى مساءلات برلمانية.

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق البروفيسور إدوارد بيرن

البروفيسور إدوارد بيرن الرئيس الرابع لجامعة «كاوست» منذ تأسيسها

أعلنت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) عن تعيين البروفيسور، إدوارد بيرن، رئيساً جديداً للجامعة، بدءاً من 1 سبتمبر 2024.

«الشرق الأوسط» (جدة)
العالم العربي الوزير محمد عبد اللطيف يكرّم أحد أوائل الثانوية العامة (وزارة التربية والتعليم المصرية)

مصر: إعلان نتائج «الثانوية العامة» بنسبة نجاح 81 %

ما تزال شهادة إتمام مرحلة التعليم قبل الجامعي (الثانوية العامة) شبحاً يثير مخاوف الأسَر المصرية، وحدثاً سنوياً يحظى بزخم اجتماعي وإعلامي.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق الثانوية العامة تمثل ضغطاً كبيراً على الأسر المصرية (وزارة التربية والتعليم المصرية)

«نتيجة الثانوية»... قلق سنوي متكرر يؤرق مصريين

تترقب الأسر المصرية الإعلان عن نتيجة الشهادة الثانوية يوم الثلاثاء 6 أغسطس الحالي، عبر مؤتمر صحافي يعقده وزير التربية والتعليم.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

تراشُق مصري - «حمساوي» يفاقم صعوبات مفاوضات «الهدنة»

عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)
عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)
TT

تراشُق مصري - «حمساوي» يفاقم صعوبات مفاوضات «الهدنة»

عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)
عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)

أثارت تصريحات متلفزة لعضو المكتب السياسي في «حماس» موسى أبو مرزوق، بشأن دور مصر ووساطتها في إنهاء «حرب غزة»، انتقادات برلمانيين وإعلاميين مصريين، استنكروا «المزايدة» على مواقف القاهرة، وذلك قُبيل محادثات مرتقبة يقودها الوسطاء، الخميس، لبحث إبرام صفقة هدنة.

وبينما استبعد السفير محمد العرابي، رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن تتأثر علاقة الحركة بالقاهرة في ضوء ذلك التراشق، أكّد خبراء بالشأن الفلسطيني؛ أحدهما مقرّب من «حماس»، لـ«الشرق الأوسط»، «أهمية الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية».

أبو مرزوق، الذي سبق أن استضافته القاهرة لسنوات، تحدث في مقابلة متلفزة، السبت، عن أن «مصر لا يمكن أن تعدّ نفسها محايدة، وألا تقف إلى جانب المظلومين الفلسطينيين»، لافتاً إلى أن «القاهرة هي التي فقدت قطاع غزة».

وباعتقاد أبو مرزوق أن «مصر قادرة على وقف إطلاق النار وهذه المجازر في يوم واحد، في حين يواجه الشعب الفلسطيني مذابح مستمرة عبر الصواريخ، وعبر منع الدواء والغذاء عن قطاع غزة»، وفق تصريحاته الإعلامية.

موقف أبو مرزوق غير المعهود من «حماس» منذ أن بدأت تعيد علاقاتها مع مصر قبل سنوات، قُوبل بهجوم من مصريين؛ حيث استنكر عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»، الاثنين، تصريحات القيادي الحمساوي، مخاطباً إياه بالقول: «أنت تدرك أن مصر لم تتخلَّ ولن تتخلَّ عن القضية الفلسطينية، رغم كل الضغوط، والشعب المصري وقيادته أبداً لم يقصروا منذ اليوم الأول، ونحن لسنا وسيطاً، ولسنا محايدين في قضية تمسّ الأمن القومي المصري والعربي».

وقال الإعلامي أحمد الطاهري، رئيس تحرير مجلة «روز اليوسف» (حكومية)، السبت، عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»: إن «مصر تحمَّلت ما لم يتحمله أحد، منذ 7 أكتوبر حتى الآن على المستويات كافةً، في كثير من الأحيان كادت المفاوضات أن تقترب من النقطة التي يمكن من خلالها وقف القتال، وخلقت (حماس) الذريعة للمحتل، وبعد كل محاولات مصر خرج موسى أبو مرزوق ليزايد على مصر».

وانتقد الإعلامي نشأت الديهي، خلال برنامجه «بالورقة والقلم»، المذاع عبر شاشة «TEN»، السبت، أبو مرزوق، قائلاً: «نحن نتعامل بشرف وحكمة بالغة، لكن أن يأتي أقدم زعيم لحركة (حماس)، موسى أبو مرزوق، الذي كان مقيمًا في القاهرة، ويوصَف بأنه رجل عاقل، ويخطئ، فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه، خطأ لا يجب أن يمرّ مرور الكرام».

لم يرد موسى أبو مرزوق، أو «حماس» على انتقادات الإعلاميين المصريين، بينما طالبت «حماس»، في بيان الأحد، الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة، ووافقت عليه في 2 يوليو (تموز) الماضي، استناداً لرؤية الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية مايو (أيار) الماضي، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات، أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال.

وبينما لم تعلق مصر رسمياً، على «عتاب أبو مرزوق»، أكّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، خلال لقاء مع نظيره الرواندي، أوليفيي ندوهونجيريهي، بأن «هناك جهوداً مصرية دؤوبة لإنهاء الأزمة بغزة، من خلال التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، والحيلولة دون اندلاع حرب إقليمية واسعة»، وفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية.

وزير الخارجية المصري الأسبق ورئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية» محمد العرابي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر أفعال لا أبواق»، مؤكّداً أن «مصر هي السند، وتعمل لصالح الشعب الفلسطيني بكامله، وليس لفصيل معين».

وأكّد أهمية «ألا يكون هناك تغيير في موقف (حماس) في ظل قيادة جديدة لها»، في إشارة لتولّي يحيي السنوار رئاسة مكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتِيل في طهران نهاية يوليو الماضي.

ويأتي ذلك التراشق بينما تقترب جولة مفاوضات جديدة يوم الخميس المقبل، دعت لها قادة الوساطة؛ الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتوقع العرابي ألا يؤثر ذلك التراشق على العلاقة مع «حماس»، مستدركاً: «لكن المفاوضات القادمة قد تتأثر، ومع طلب (حماس) الذي يستلزم إعداداً جديداً قد يحتاج وقتاً، ليس بالضرورة أن تتم في الموعد المحدد».

وتعليقاً على تصريحات أبو مرزوق، قال الأكاديمي بالعلوم السياسية والقيادي بحركة «فتح»، جهاد الحرازين: «أي تصريحات من أي شخصية كانت لا يجب أن تؤثر على العلاقات بين الفلسطينيين ومصر، التي لم تتخلَّ عنهم في أي مرحلة، وفتحت أبوابها على مصراعيها لدعم حقوقهم».

فمصر قدّمت مساعدات إغاثية لغزة، وأنشأت مخيمات للنازحين، وتقود المطالب بحقوق الفلسطينيين في المنابر الدولية وعبر الوساطة، حسب الحرازين، الذي دعا لـ«عدم خلق عداء غير مبرَّر مع مصر»، بينما استنكر عدم انتقاد «حماس» دولاً، لم يسمّها، ترفع شعارات، ولم تقدّم أي شيء للقضية الفلسطينية، وتُضرّ بها.

في المقابل، يرى إبراهيم المدهون، المحلل السياسي الفلسطيني، المقرّب من «حماس»، أن تصريحات أبو مرزوق «حُرّفت عن معناها وقصدها الحقيقي، ولا تحمل أي إساءة لمصر»، مؤكداً أن «حماس وأبو مرزوق يحملان كل التقدير والثقة في الدور المصري».

ويعتقد أن تصريحات أبو مرزوق كانت تتطلع لتدخل مصري ودور مصري أكبر، بوصفها الدولة الأقدر على لَجْم إسرائيل، مشيراً إلى تصريحات سابقة له تشيد بالدور المصري، وتعتزم إهداء انتصار غزة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويحث المدهون إعلاميّي مصر على عدم التراشق في تلك المرحلة الحرجة والجرح الفلسطيني غائر، مؤكداً أن «مصر هي الدواء، وهي التي تطبّب جروح فلسطين، ولا أحد يقبل لها أي إساءة».