«يرتبط التدريب على الصحة العقلية للمديرين التنفيذيين ارتباطاً وثيقاً بأداء أفضل للأعمال داخل مؤسساتهم، كما يمكن أن يوفر للشركات أموالاً كبيرة بدلاً من الأيام المرضية الضائعة التي يقوم بها الموظفون كل عام»، وفقاً لنتائج دراسة جديدة أجراها مجموعة من الخبراء في جامعة نوتنغهام الإنجليزية.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت الخميس، في دورية «بلوس وان» (PLOS ONE)، وجود ارتباط قوي بين تدريبات الصحة العقلية للمديرين التنفيذيين وتحسين عمليات التوظيف للموظفين والعمال وتحسين القدرة على الاحتفاظ بهم، ورفع مستوى أداء الوحدات المسؤولة عن خدمة العملاء، وانخفاض مستويات الغياب نتيجة الإصابة بأمراض الصحة العقلية على المدى الطويل.
وقاد الدراسة البروفسور هولي بليك من كلية العلوم الصحية بجامعة نوتنغهام في إنجلترا والدكتورة جولييت هاسارد من جامعة كوينز بلفاست في آيرلندا الشمالية.
قال بليك: «إن اعتلال الصحة العقلية مكلف للمؤسسات نتيجة الغياب بسبب المرض وتراجع الإنتاجية».
وأضاف في بيان صحافي صادر الخميس: «هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر أن تدريب المديرين التنفيذيين في هذا المجال يرتبط بنتائج أعمال أفضل. وهي نتيجة مهمة تعزز الحجة التجارية التي تفسر لماذا يجب على أصحاب العمل الاستثمار في تدريبات الصحة العقلية داخل مؤسساتهم».
في المملكة المتحدة، يواجه واحد من كل ستة عمال تحديات تتعلق بهذا الأمر؛ حيث تعزى 12.7 في المائة من جميع الإجازات المرضية إلى اعتلال الصحة العقلية. ووفق الدراسة «تبلغ التكلفة التقديرية لضعف الصحة العقلية للموظفين في بريطانيا أكثر من 50 مليار جنيه إسترليني سنوياً».
وتستكشف الأبحاث الجارية حالياً حول هذا الأمر ما إذا كان هذا التدريب يزيد من معرفة المديرين ويعزز مهاراتهم وثقتهم لدعم موظفيهم ويفيد الموظفين كذلك.
ولاستكشاف الفوائد، قامت مجموعة من الباحثين بتحليل بيانات مسح أخذت من عدة آلاف من الشركات في إنجلترا، تم جمعها بين عامي 2020 و2023 من قبل مركز أبحاث المؤسسات في كلية وارويك للأعمال كجزء من برنامج أكبر للبحث حول الصحة العقلية والإنتاجية في مكان العمل.
ويوصي الباحثون مختلف المؤسسات بتوفير التدريب في مجال الصحة العقلية للمديرين التنفيذيين ووضع السياسات التي توضح دورهم في دعم الصحة العقلية للموظفين.
كما أوضح الباحثون الحاجة إلى مزيد من البحث في هذا المجال، بما في ذلك النظر في أساليب مختلفة لتقديم هذا التدريب.
وهو ما علقت عليه الدكتورة جولييت هاسارد، من كلية كوينز للأعمال بجامعة كوينز بلفاست، والمؤلفة المشاركة في الدراسة بقولها: «إن تشجيع أصحاب العمل على الاستثمار في الصحة العقلية للموظفين قد يكون أمراً صعباً، ولكنه يرتبط بنتائج أعمال أفضل، وسيساعد في تسليط الضوء على القيمة الاستراتيجية لهذا النهج».