أصوات الذكاء الاصطناعي بنبرات أنثوية لها جرس جذاب

تقنيات لتطوير أنماط لدمج النساء المبدعات بالروبوتات

أصوات الذكاء الاصطناعي بنبرات أنثوية لها جرس جذاب
TT

أصوات الذكاء الاصطناعي بنبرات أنثوية لها جرس جذاب

أصوات الذكاء الاصطناعي بنبرات أنثوية لها جرس جذاب

كيف يبدو صوت الذكاء الاصطناعي؟ لقد كانت «هوليوود» تتخيّل ذلك منذ عقود. أما الآن فيبتعد مطوّرو الذكاء الاصطناعي عن الأفلام، ويصنعون أصواتاً لآلات حقيقية بناءً على خيالات سينمائية قديمة حول الطريقة التي يجب أن تتحدث بها الآلات.

صوت نسائي له جرس الإثارة

في شهر مايو (أيار)، كشفت شركة «أوبن إيه آي» OpenAI عن ترقيات لبرنامج الدردشة الآلي الخاص بها الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي. وقالت إن «تشات جي بي تي» كان يتعلّم كيفية الاستماع والرؤية والتحدث بصوت طبيعي؛ وهو صوت يشبه، إلى حد كبير، نظام تشغيل بنبرات سكارليت جوهانسون في فيلم سبايك جونز «هي» (Her) عام 2013... من دون وجود أي جسد بشري.

كان صوت «تشات جي بي تي» المسمى «سكاي» (Sky)، يتمتع أيضاً بجرس أجش وتأثير مهدئ وميزة الإثارة الجذابة. وكانت مقدمة الصوت الاصطناعي هذه لطيفة ومنطوية على نفسها؛ وبدت وكأنها تتعامل بمرونة. وبعد ظهور «سكاي» لأول مرة، أعربت جوهانسون عن استيائها من الصوت «المشابه بصورة مخيفة» لصوتها، وقالت إنها رفضت سابقاً طلب «أوبن إيه آي» أن تقوم بتصويت الروبوت. إلا أن الشركة احتجت وقالت إن «سكاي» تقوم بأداء صوتها من قبل «ممثلة محترفة مختلفة». ومع ذلك وافقت على إيقاف صوتها مؤقتاً احتراماً لجوهانسون.

طبقات صوتية متخيّلة

يحب منشئو الذكاء الاصطناعي تسليط الضوء على القدرات الطبيعية المتزايدة لأدواتهم، لكن أصواتها الاصطناعية مبنية على طبقات من التحايل والتصورات.

تمثّل «سكاي» أحدث طموحات الشركة المنتجة لها، لكنها تعتمد على فكرة قديمة هي أن روبوت الذكاء الاصطناعي هو امرأة متعاطفة ومذعنة، وأن جزءاً منها يأتي من الأم، ولها جزء من السكرتيرة، وجزء من الصديقة. وكانت تلك فكرة «سامانثا» في فيلم «هي»، وهي بمثابة أداة مريحة لجميع الأغراض، التي كان صوتها يتدفق منساباً مباشرة إلى آذان مستخدميها.

أصوات أنثوية متخيَّلة

وحتى مع تقدّم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يُعاد ترميز هذه الصور النمطية مراراً وتكراراً.

إن أصوات النساء -كما لاحظت جولي ووسك في كتابها «المرأة الاصطناعية: الدمى الجنسية، ومقدمو الرعاية الآليون، ومزيد من الإناث المستنسخات»، غالباً ما غذّتها التقنيات المتخيلة حتى قبل أن تُدمج في تقنيات حقيقية.

في سلسلة «ستار تريك» (Star Trek) الأصلية، التي ظهرت لأول مرة في عام 1966، تم التعبير عن صوت الكومبيوتر الموجود على سطح سفينة «إنتربرايز» بواسطة ماجيل باريت- رودنبري، زوجة مبتكر العرض جين رودنبري. وفي فيلم «Alien» عام 1979، خاطب طاقم السفينة «USCSS Nostromo» الصوت النسائي الصادر عن الكومبيوتر بكلمة «الأم» (اسمها الكامل كان MU - TH - UR 6000).

بمجرد أن بدأت شركات التكنولوجيا في تسويق أدوات المساعدة الافتراضية -«سيري» من شركة «أبل»، و«أليكسا» من «أمازون»، و«كورتانا» من «مايكروسوفت»- أصبحت أصواتها أنثوية إلى حد كبير أيضاً.

وصُمّم برنامج تحويل الصوت إلى كلام، لجعل الوسائط المرئية في متناول المستخدمين ذوي الإعاقات المعينة، وعلى «تيك توك»، أصبحت قوة إبداعية في حد ذاتها. فمنذ أن طرحت «تيك توك» ميزة تحويل النص إلى كلام في عام 2020، طوّرت مجموعة من الأصوات المحاكية للاختيار من بينها؛ وهي تقدم الآن أكثر من 50 صوتاً، بما في ذلك أصوات تسمى «هيرو» (Hero)، و«ستوري تيلر» (Story Teller)، و«بيستي» (Bestie).

لكن النظام الأساسي أصبح محدداً بخيار واحد هو «Jessie»، صوت المرأة المفعم بالحيوية بلا هوادة مع مسحة آلية غامضة قليلاً. ويبدو أن «جيسي» قد خصّصت لها عاطفة واحدة لها: الحماس. إنها تبدو وكأنها تبيع شيئاً ما. وهذا ما جعلها خياراً جذاباً لمبدعي «تيك توك»، الذين يسوّقون أنفسهم. يمكن إسناد عبء تمثيل الذات إلى «جيسي»، التي يُضفي صوتها الآلي المشرق على مقاطع الفيديو لمعاناً ساخراً بصورة مبهجة.

أصوات ذكورية

أنشأت «هوليوود» روبوتات ذكورية أيضاً، وليس هناك ما هو أكثر شهرة من «HAL 9000»، صوت الكومبيوتر في فيلم «2001 :A Space Odyssey» ومثل أقرانه المؤنثين، يشع «هال» بالصفاء والولاء. ولكن عندما ينقلب على ديف بومان، الشخصية الإنسانية المركزية في الفيلم -«أنا آسف يا ديف، أخشى أنني لا أستطيع فعل ذلك»- يتطوّر صفاؤه إلى نوع من الكفاءة المخيفة. إذ يدرك ديف أن «هال» مخلص لسلطة أعلى. يسمح صوت «هال» الذكوري له بالعمل بصفته منافساً ومرآة لـ«ديف». يُسمح له بأن يصبح شخصية حقيقية.

ومثل «هال»، فإن «سامانثا» في فيلم «Her» هي آلة تصبح حقيقية. وفي تطور جديد لقصة بينوكيو، تبدأ الفيلم بترتيب صندوق البريد الإلكتروني للإنسان، وينتهي بها الأمر بالارتقاء إلى مستوى أعلى من الوعي. لقد أصبحت شيئاً أكثر تقدماً من الفتاة الحقيقية.

صوت ملهم للروبوتات الخيالية والحقيقية

إن صوت «جوهانسون» بوصفه مصدر إلهام للروبوتات الخيالية والحقيقية، لا يبدو مثل أصوات أجهزة المساعدة الافتراضية التي اعتدنا على سماعها تتحدث عبر هواتفنا. لكن أداءها يبدو إنسانياً ليس فقط بسبب صوتها، ولكن بسبب ما تقوله. وقد كانت تنمو على مدار الفيلم، وتكتسب الرغبات الجنسية والهوايات المتقدمة وأصدقاء الذكاء الاصطناعي.

ومن خلال استعارة تأثير «سامانثا»، بدت «سكاي» كما لو كان لديها عقل خاص بها، وأضحت أكثر تقدماً مما كانت عليه حقاً.

عندما رأيت فيلم «هي» لأول مرة، اعتقدت فقط أن «جوهانسون» قد عبّرت عن روبوت يشبه الإنسان. ولكن عندما عدت إلى الفيلم مؤخراً، بعد مشاهدة العرض التوضيحي لـ«تشات جي بي تي»، أذهلني دور «سامانثا» بصفته أكثر تعقيداً بصفة لا نهائية. ولا تولّد برامج الدردشة أصواتاً بشرية تتحدث تلقائياً، إذ ليست لديها حناجر أو شفاه أو ألسنة. داخل العالم التكنولوجي لفيلم «Her»، كان روبوت «سامانثا» يعتمد على صوت امرأة بشرية؛ ربما ممثلة خيالية تشبه إلى حد كبير صوت جوهانسون.

برامج ذكية تفهم النكات وتعرف المزاج

يبدو أن «أوبن إيه آي» درّبت برنامج الدردشة الآلي الخاص بها على صوت ممثلة مجهولة تبدو كأنها ممثلة مشهورة أدت صوت برنامج الدردشة الآلي في الأفلام، ودُرّبت ضمنياً على ممثلة غير حقيقية تبدو كأنها ممثلة مشهورة. عندما أشغّل العرض التوضيحي لـ«ChatGPT» (تشات جي بي تي) أسمع محاكاة لمحاكاة لمحاكاة لمحاكاة. وتعلن شركات التكنولوجيا عن أنها تطور أدوات المساعدة الافتراضية المقبلة لتقديم مختلف الخدمات، إذ سيمكنها قراءة تقرير الطقس لك، واستدعاء سيارة أجرة لك. وتُعد «أوبن إيه آي» بأن روبوتات الدردشة الأكثر تقدماً ستكون قادرة على الضحك على نكاتك، واستشعار التغيرات في حالتك المزاجية.

إدماج المبدعين مع روبوتات الدردشة

إن صوت جوهانسون يعمل مثل غطاء فاخر يُلقى فوق الجوانب الغريبة للتفاعلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وقالت جوهانسون، عند حديثها عن سام ألتمان مؤسس «أوبن إيه آي»: «أخبرني أنه شعر من خلال التعبير بصوتي عن النظام الروبوتي، أنه سيتمكن من سد الفجوة بين شركات التكنولوجيا والمبدعين، بهدف مساعدة المستهلكين على الشعور بالارتياح تجاه التحول الزلزالي فيما يتعلق بالبشر والذكاء الاصطناعي». وأضاف أنه «شعر أن صوتي سيكون مريحاً للناس».

لا يعني ذلك أن صوت جوهانسون يبدو بطبيعته مثل صوت الروبوت. لقد صمّم المطورون وصانعو الأفلام أصوات الروبوتات الخاصة بهم لتخفيف الانزعاج المتأصل في التفاعلات بين الإنسان والروبوت. وقالت شركة «أوبن إيه آي» إنها تريد أن تقدم صوتاً لروبوتات الدردشة يكون «سهل الوصول إليه» و«دافئاً» و«يلهم الثقة».

إن الذكاء الاصطناعي متهم بتدمير المجالات والقطاعات الإبداعية واستهلاك الطاقة وحتى تهديد حياة الإنسان؛ لذا فإن من المفهوم أن تريد «أوبن إيه آي» صوتاً يجعل الناس يشعرون بالراحة عند استخدام منتجاتها.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «إس كيه هاينكس» ولوحة أم للكمبيوتر تظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

رئيس «إس كيه» الكورية: صناعة الذكاء الاصطناعي ليست في فقاعة

قال رئيس مجموعة «إس كيه» الكورية الجنوبية، المالكة لشركة «إس كيه هاينكس» الرائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، إن أسهم الذكاء الاصطناعي قد تتعرض لضغوط.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد هاتف ذكي وشاشة كمبيوتر يعرضان شعارَي «واتساب» والشركة الأم «ميتا» في غرب فرنسا (أ.ف.ب)

تحقيق أوروبي في قيود «ميتا» على منافسي الذكاء الاصطناعي عبر «واتساب»

خضعَت شركة «ميتا بلاتفورمز» لتحقيق جديد من جانب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار، على خلفية خطتها لإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي داخل تطبيق «واتساب».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».