​نوع نادر من العمى يرتبط بأدوية السكري لفقدان الوزن

أدوية «أوزامبيك» و«ويغوفي» تظهر داخل إحدى الصيدليات (رويترز)
أدوية «أوزامبيك» و«ويغوفي» تظهر داخل إحدى الصيدليات (رويترز)
TT
20

​نوع نادر من العمى يرتبط بأدوية السكري لفقدان الوزن

أدوية «أوزامبيك» و«ويغوفي» تظهر داخل إحدى الصيدليات (رويترز)
أدوية «أوزامبيك» و«ويغوفي» تظهر داخل إحدى الصيدليات (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتناولون «أوزامبيك» أو «ويغوفي» قد يكونون أكثر عُرضة للإصابة بنوع نادر من العمى. ومع ذلك، يقول الأطباء إنه لا ينبغي أن يُمنع المرضى من استخدام الأدوية لعلاج مرض السكري أو السمنة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

في الصيف الماضي، لاحظ الأطباء في مستشفى «Mass Eye and Ear» عدداً كبيراً بشكل غير عادي من المرضى الذين يعانون من الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي غير الشرياني، أو NAION، وهو نوع من سكتات العين التي تسبب فقدان الرؤية المفاجئ وغير المؤلم في عين واحدة.

هذه الحالة نادرة نسبياً - قد يعاني منها ما يصل إلى 10 من كل 100 ألف شخص من عامة السكان - لكن الأطباء لاحظوا ثلاث حالات في أسبوع واحد، وكان كل من هؤلاء المرضى يتناول أدوية «سيماغلوتيد».

وأظهرت نظرة إلى السجلات الطبية لست سنوات أن الأشخاص المصابين بداء السكري كانوا أكثر عرضة للإصابة بـNAION بأكثر من أربع مرات إذا كانوا يتناولون «سيماغلوتيد»، وكان أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة بنسبة سبعة أضعاف للإصابة بالحالة إذا كانوا يتناولون الدواء. تم العثور على أن الخطر يكون أكبر خلال السنة الأولى من تلقي وصفة طبية لـ«سيماغلوتيد».

الدراسة لا يمكن أن تثبت أن أدوية «سيماغلوتيد» تسبب NAION. وقد لا ينطبق العدد الصغير من المرضى - ما متوسطه نحو 100 حالة كل عام - من مركز طبي متخصص على نطاق أوسع من السكان، بحسب التقرير.

وأكدت شركة «Novo Nordisk»، الشركة المصنعة لأدوية «سيماغلوتيد» الوحيدة في الولايات المتحدة، أن البيانات الواردة في الدراسة الجديدة ليست كافية لإثبات وجود علاقة سببية بين استخدام هذه العقاقير وNAION.

علبة من عقار «أوزامبيك» (رويترز)
علبة من عقار «أوزامبيك» (رويترز)

وكتب متحدث باسم الشركة في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى شبكة «سي إن إن»: «سلامة المرضى هي أولوية قصوى بالنسبة لشركة «Novo Nordisk»، ونحن نأخذ جميع التقارير حول الأحداث السلبية الناجمة عن استخدام أدويتنا على محمل الجد».

ارتفعت وصفات «سيماغلوتيد» في الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى زيادة عدد الأشخاص المعرضين لخطر الآثار الجانبية المحتملة. وNAION هو السبب الرئيسي الثاني لعمى العصب البصري بعد الغلوكوما.

لكن حتى مع زيادة المخاطر، تظل هذه الحالة غير شائعة نسبياً.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور جوزيف ريزو: «لقد انتشر استخدام هذه الأدوية في جميع أنحاء البلدان الصناعية، وقد قدمت فوائد كبيرة جداً بعدة طرق، لكن المناقشات المستقبلية بين المريض وطبيبه يجب أن تشمل NAION بوصفه خطراً محتملاً».

وتابع: «ينبغي النظر إلى النتائج التي توصلنا إليها على أنها مهمة ولكنها مؤقتة، حيث إن هناك حاجة لدراسات مستقبلية لفحص هذه الأسئلة في عدد أكبر بكثير وأكثر تنوعاً من السكان».

والطرق التي تتفاعل بها هذه الأدوية مع العين ليست مفهومة تماماً. والسبب الدقيق لـNAION غير معروف أيضاً. تسبب هذه الحالة ضرراً للعصب البصري، لكن غالباً لا يوجد تحذير قبل فقدان البصر.

وقالت الدكتورة ديشا نارانغ، اختصاصية الغدد الصماء ومديرة طب السمنة في إنديفور هيلث في شيكاغو، إن التغيرات في مستويات السكر في الدم يمكن أن تؤثر على شكل عدسة العين وقد تؤثر على الرؤية.

تتضمن ملصقات كل من «أوزامبيك» و«ويغوفي» تغيرات في الرؤية بين الآثار الجانبية المحتملة، وتستكشف «Novo Nordisk» العلاقة بين استخدام «سيماغلوتيد» واعتلال النظر في تجربة يتوقعون إكمالها عام 2027.


مقالات ذات صلة

ترمب يستقبل «أروع ديكتاتور في العالم» يساعد أميركا

الولايات المتحدة​ لقاء سابق بين الرئيس دونالد ترمب ورئيس السلفادور أبو كيلة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة 25 سبتمبر 2019 نيويورك (أ.ب)

ترمب يستقبل «أروع ديكتاتور في العالم» يساعد أميركا

رئيس السلفادور نايب بوكيلي الذي يصف نفسه بأنه «أروع ديكتاتور في العالم» أول رئيس من أميركا اللاتينية يحصل على دعوة رسمية من ترمب.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم رئيس الوزراء الكندي مارك كارني يدلي بإعلان بمقاطعة كيبيك بكندا في 14 أبريل 2025 (رويترز)

كندا: سنعمل على إعادة بناء الجيش وتسليحه استعداداً لعالم يزداد انقساماً

أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الاثنين، أن الحكومة الكندية ستعمل على إعادة بناء الجيش وتسليحه في ظل الوضع الحالي في العالم الذي «يزداد انقساماً».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
يوميات الشرق لقطة من مقطع فيديو نشره «البنتاغون» لأجسام طائرة مجهولة رصدتها الطائرات الأميركية (سي إن إن)

ملف سري: كائنات فضائية اشتبكت مع جنود سوفيات وحولتهم حجارة

انتشر ملف من حقبة الحرب الباردة رُفعت عنه السرية من قِبل «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية؛ يغطي اشتباكاً مفترضاً بين جنود سوفيات وجسم فضائي غريب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي وعباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني (وام)

عبد الله بن زايد يبحث مع وزير خارجية إيران مستجدات المحادثات مع واشنطن

تلقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة الإمارات، اتصالاً هاتفياً مع عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، جرى خلاله…

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يطلب بحث إمكانية فرض رسوم جمركية على تكنولوجيا أشباه الموصلات

قالت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب طلب بحث إمكانية فرض رسوم جمركية على تكنولوجيا أشباه الموصلات «لحماية الأمن القومي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لا شعور بالذنب بعد اليوم... خبراء يكشفون عن فوائد مذهلة للعزلة

تمنحك العزلة الطوعية وقتاً لخفض التوتر (أ.ب)
تمنحك العزلة الطوعية وقتاً لخفض التوتر (أ.ب)
TT
20

لا شعور بالذنب بعد اليوم... خبراء يكشفون عن فوائد مذهلة للعزلة

تمنحك العزلة الطوعية وقتاً لخفض التوتر (أ.ب)
تمنحك العزلة الطوعية وقتاً لخفض التوتر (أ.ب)

في السنوات الأخيرة، عبّر خبراء عن قلقهم من أن الناس أصبحوا يقضون وقتاً أطول في العزلة أكثر من أي وقت مضى -وهي ظاهرة يُقال إنها تتسبب في «وباء الوحدة».

لكن هناك من الخبراء من يرى فرقاً كبيراً بين الوحدة والعزلة الطوعية، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

كتبت فرجينيا توماس، الأستاذة المساعدة في علم النفس بكلية «ميدلبوري» في فيرمونت بالولايات المتحدة، مؤخراً في منصة «ذا كونفرسايشن»: «الوحدة والعزلة الاجتماعية مشكلتان حقيقيتان تستحقان الاهتمام الجاد، خصوصاً أن الوحدة المزمنة مرتبطة بعواقب سلبية مثل الاكتئاب وتقصير العمر. لكن بالنسبة إلى البعض، تمثل العزلة رغبة فيما يسميها الباحثون (العزلة الإيجابية)، وهي حالة مرتبطة بالرفاهية وليس بالوحدة».

بصفتها من المهتمين بدراسة إيجابيات وسلبيات العزلة لسنوات، ترى توماس أن قلقنا المجتمعي من العزلة «ينبع من النظرة الناقصة للعزلة في ثقافتنا، حيث يُنظر إلى الرغبة في الانفراد بالذات على أنها غير طبيعية أو مَرَضية، شيء يُشفق عليه أو يُخشى بدلاً من تقديره. في هذا السياق، تحمل العزلة الطوعية وصمة اجتماعية».

إلّا أن توماس تشير إلى أن الأبحاث تُظهر أن للعزلة ثلاثة فوائد رئيسية على الأقل:

1- تمنحك وقتاً لخفض التوتر

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة «بورسوناليتي آند سوشيال سايكولوجي بولتان» المتخصصة، أن 15 دقيقة فقط من العزلة يمكنها تقليل المشاعر عالية الاستثارة مثل القلق، وزيادة الشعور بالهدوء. هذا «التخفيف العاطفي» يسمح للأفراد بإعادة ضبط طاقتهم، مما يؤدي إلى تحسين الوضوح الذهني وخفض مستويات التوتر.

2- توفر مساحة للنمو الشخصي

تمنح العزلة فرصة فريدة للتأمل الذاتي والتطور الشخصي. تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً بمفردهم يتمتعون باستقلالية أكبر وإحساس أقوى بالهوية الذاتية. كشفت دراسة عام 2023 في مجلة «ساينتفك ريبورتس» عن أن المشاركين الذين اختاروا قضاء وقت أطول في العزلة شعروا بتوتر أقل وسيطرة أكبر على حياتهم. هذا الوقت المُخطط له يعزز الوعي الذاتي، مما يساعد الأفراد على التوافق مع قيمهم وأهدافهم الشخصية.

3- تساعدك على التواصل مع مشاعرك وإبداعك

يمكن أن تعزز العزلة الذكاء العاطفي والإبداع، حيث توفر مساحة ذهنية لمعالجة المشاعر وتوليد أفكار مبتكرة. خلال إغلاق جائحة كورونا الصارم، لاحظت دراسة عام 2021 شملت أكثر من 1200 بالغ فرنسي، زيادة ملحوظة في الإبداع اليومي، خصوصاً بين الأشخاص الأقل إبداعاً سابقاً.