الرياضة المسائية مفيدة لمرضى ارتفاع ضغط الدم

التمارين الرياضية تعد من الوسائل الفعالة في خفض ضغط الدم المرتفع (رويترز)
التمارين الرياضية تعد من الوسائل الفعالة في خفض ضغط الدم المرتفع (رويترز)
TT

الرياضة المسائية مفيدة لمرضى ارتفاع ضغط الدم

التمارين الرياضية تعد من الوسائل الفعالة في خفض ضغط الدم المرتفع (رويترز)
التمارين الرياضية تعد من الوسائل الفعالة في خفض ضغط الدم المرتفع (رويترز)

وجدت دراسة برازيلية أن التمارين الرياضية المسائية تفيد مرضى ارتفاع ضغط الدم أكثر من التمارين الصباحية.

وأوضح الباحثون أن التمارين المسائية أفضل لتنظيم ضغط الدم؛ بفضل دورها في تحسين التحكم في القلب والأوعية الدموية عن طريق الجهاز العصبي الذاتي، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «فسيولوجي».

ويُعدّ ارتفاع ضغط الدم أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة حول العالم، وفق منظمة الصحة العالمية. وقدَّرت المنظمة أن نحو 1.28 مليار بالغ في العالم مصابين بارتفاع ضغط الدم.

وتُعدّ التمارين الرياضية من الوسائل الفعالة في خفض ضغط الدم؛ لدورها في تحسين تدفق الدم وزيادة مرونة الأوعية الدموية، بالإضافة لفقدان الوزن وتقليل التوتر.

ولدراسة تأثير التوقيت الأمثل لممارسة التمارين الرياضية على مرضى ارتفاع ضغط الدم، أجرى الفريق دراسته بمشاركة 23 مُسناً مصابين بارتفاع ضغط الدم ويتلقون العلاج.

وقُسّم المشاركون إلى مجموعتين، حيث خضعت الأولى لتدريبات صباحية، بينما خضعت الثانية لتدريبات مسائية.

واستمرت المجموعتان في التدريب لمدة 10 أسابيع على دراجة ثابتة بكثافة معتدلة، بمعدل 3 جلسات أسبوعية، مدة كل منها 45 دقيقة. وجرى تحليل المعايير القلبية الوعائية الرئيسية، مثل ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، ومعدل ضربات القلب بعد 10 دقائق من الراحة. وجُمعت البيانات قبل وبعد 3 أيام على الأقل من إكمال المشاركين فترة التدريب لمدة 10 أسابيع.

وراقب الباحثون الآليات المتعلقة بالجهاز العصبي الذاتي، الذي يتحكم في التنفس، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، والهضم، وغيرها من الوظائف الجسدية اللاإرادية، مثل نشاط الأعصاب المسؤولة عن تنظيم تدفق الدم المحيطي عبر انقباض واسترخاء الأوعية الدموية في الأنسجة العضلية.

ووجد الباحثون أن المجموعة التي مارست التمارين في المساء تحسنت لديها جميع المؤشرات المتعلقة بضغط الدم الانقباضي والانبساطي، مقارنة بالمجموعة الصباحية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة ساو باولو، الدكتور لياندرو كامبوس دي بريتو: «هناك آليات متعددة لتنظيم ضغط الدم، وعلى الرغم من أن التدريب الصباحي كان مفيداً، فإن التدريب المسائي فقط أدى إلى تحسين التحكم في ضغط الدم على المدى القصير».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن التمارين المسائية تساعد على ضبط ضغط الدم المرتفع، من خلال تحسين آلية طبيعية في الجسم تحافظ على استقرار ضغط الدم تُسمى «Baroreflex Sensitivity»، وتعمل من خلال مُستقبِلات موجودة في جدران الشرايين الرئيسية، وعندما يتغير ضغط الدم، تُرسل هذه المستقبلات إشارات إلى الدماغ، الذي بدوره يرسل إشارات مضادة إلى القلب والأوعية الدموية لتنظيم ضغط الدم.

وأشار دي بريتو إلى أن «التمارين الرياضية المسائية أكثر فائدة للجهاز العصبي الذاتي الذي يتحكم في ضغط الدم، وقد تكون نتائج دراستنا مهمة بشكل خاص لمرضى ضغط الدم المرتفع الذين لديهم مقاومة للعلاج بالأدوية».


مقالات ذات صلة

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

علوم سيتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب الأسبوع المقبل (رويترز)

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

سيتم تسليط الضوء على أفضل العقول في مجال العلوم الأسبوع المقبل عندما يتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـ40 في المائة من العلاج التقليدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لا مانع من بعض العزلة للأطفال والحديث معهم عندما يكونون مستعدين لذلك (أرشيفية - وسائل إعلام أميركية)

طفلي لا يريد التحدث معي... ماذا أفعل؟

تنصح طبيبة نفسية بإعطاء الأطفال مساحتهم الخاصة عندما لا يريدون التحدث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفريق أجرى جراحة كهربائية لعلاج انسداد القنوات الصفراوية بواسطة روبوتات مصغرة (المركز الألماني لأبحاث السرطان)

روبوتات بحجم المليمتر تنفذ عمليات جراحية دقيقة

حقّق باحثون في المركز الألماني لأبحاث السرطان إنجازاً جديداً في مجال الجراحة بالمنظار، حيث طوّروا روبوتات مصغرة بحجم المليمتر قادرة على تنفيذ جراحات دقيقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

تجدد النقاش الطبي في جامعة «بريستول» حول إمكانية حماية الأطفال الخدج (المبتسرين) من المضاعفات الخطيرة للولادة المبكرة، أهمها على الإطلاق الشلل الدماغي (CP)

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)
الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)
TT

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)
الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـنسبة 40 في المائة من العلاج التقليدي، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

يُعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في العالم، حيث ينجم عنه نحو 1.8 مليون حالة وفاة كل عام. معدلات البقاء على قيد الحياة لدى أولئك الذين يعانون من أشكال متقدمة من المرض، حيث تنتشر الأورام، ضعيفة بشكل خاص.

وفقاً لبيانات دراسة عالمية، فإن المرضى الذين تم تشخيصهم بأشكال متقدمة من سرطان الرئة والذين تناولوا تركيبة «أميفانتاماب» و«لازرتينيب» ما زالوا على قيد الحياة دون ظهور تقدم في مرضهم بعد 23.7 شهراً في المتوسط. ووجدت التجربة أن متوسط ​​البقاء على قيد الحياة الخالي من التقدم لدى المرضى الذين يستخدمون الدواء العادي - «أوسيميرتينيب»، كان 16.6 شهراً.

وقال الخبراء إن هذا الاختراق جاء وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان، حيث إن الفهم الأكبر لما يحفز الأورام المحددة يوفر طرقاً أفضل للتغلب على المرض.

وأوضح البروفسور مارتن فورستر، اختصاصي الأورام الطبية في مستشفى الكلية الجامعية والمشارك الرئيسي في التجربة بالمملكة المتحدة: «لقد أدى الفهم الأفضل للبيولوجيا التي تحرك سرطانات الرئة إلى توجيه تطوير هذه العلاجات المستهدفة. من المدهش أن نرى أن هذا المزيج الجديد يُظهر سيطرة أطول على السرطان من (أوسيميرتينيب)، والذي كان بحد ذاته علاجاً رائداً قبل بضع سنوات فقط».

من جهته، أفاد البروفسور رافاييل كاليفانو، استشاري الأورام الطبية والباحث ضمن التجربة «من خلال الجمع بين هذين العقارين، اللذين يوقفان السرطان عن النمو بطرق مختلفة، نرى تحسناً كبيراً في معدلات البقاء على قيد الحياة الخالية من التقدم مقارنة بالعقار الذي نستخدمه حالياً».

وتابع «لا تزال معدلات البقاء على قيد الحياة لسرطان الرئة منخفضة للغاية مقارنة بأنواع أخرى من المرض، لذا فإن رؤية مثل هذه النتائج الإيجابية هي تطور مرحب به».

في أغسطس (آب)، تمت الموافقة على التركيبة الدوائية هذه من قبل إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة. يأمل الأطباء المشاركون في التجربة أن يكون العلاج متاحاً أيضاً لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا في المستقبل.