افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الأحد)، مسجد السيدة زينب بالعاصمة المصرية، القاهرة، بعد أشهر عدة من أعمال التطوير والتجديد للمسجد الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين، وذلك ضمن مشروع شامل لتحديث مساجد آل البيت في مصر.
في قلب القاهرة القديمة، وعلى مساحة نحو 15 ألف متر مربع، يقع مسجد السيدة زينب، في الحي الذي اشتق اسمه من وجود المسجد به، ويتسع المسجد إلى نحو 5 آلاف شخص.
ووجَّه الرئيس المصري التحية للسلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، الذي استقبل السيسي لدى وصوله إلى المسجد، ووضعا معاً النقاط على جملة «بسم الله الرحمن الرحيم» المنقوشة على المقام بمسجد السيدة زينب.
وأكد السيسي أن مصر لديها خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت والصحابة والصالحين، معرباً عن تقديره وشكره للسلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند؛ لمشاركته ومساهمته في تطوير مساجد آل البيت.
وقال الرئيس المصري في كلمته: «إننا نشهد اليوم افتتاح ثالث مسجد من مساجد آل البيت خلال فترة قصيرة؛ حيث تم افتتاح –سابقاً- ضريح الإمام الحسين، ثم السيدة نفيسة، والآن السيدة زينب».
وأضاف أن «مساهمة سلطان البهرة مقدَّرة، ولها دلالة كبيرة على حب آل البيت، والبذل من أجلهم. مصر لديها خطة لتطوير مساجد آل البيت والصحابة الذين قدِموا إليها والصالحين»، مضيفاً أنه منذ أيام قليلة تم استعراض خطة تطوير مساجد: الرفاعي، والسلطان حسن، والمواردي، ومساجد أخرى كثيرة.
من هم البهرة؟
تشتهر طائفة البهرة في الهند، وهي الطائفة التي عُرفت باهتمامها الشديد بمساجد ومزارات آل البيت في مصر، ويطلق على زعيمها لقب «سلطان». ومفضل سيف الدين هو سلطان البهرة الحالي، والابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين.
ووُلد مفضل في مدينة سورات الهندية في 20 أغسطس (آب) عام 1946. تولى تربيته وتعليمه والده السلطان الراحل الدكتور محمد برهان الدين، وله 5 أبناء، 3 من الذكور أولهم الأمير جعفر الصادق، ثم الأمير طه، ثم الأمير حسين، وابنتان.
وفي أغسطس الماضي، منح الرئيس المصري سلطان البهرة وشاح النيل، «تقديراً لجهوده المتواصلة في مصر على المستويات الثقافية والخيرية والمجتمعية».
وخلال الافتتاح، قال السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، في كلمته: «السيدة زينب لها مقام في قلوب المسلمين عامة، وفي قلوب أهل مصر خاصة، فهي عقيلة بني هاشم، وهي العالمة الفاضلة التقية العفيفة الصابرة المحتسبة».
وأضاف: «أقول بكل فخر واعتزاز، إنني أحب رسول الله وأهل بيته الكرام حباً ثميناً، وأحب كل من يحبهم، وأسأل الله –تعالى- بحق رسول الله، وبحق أهل بيته الكرام، أن يتقبل منا»، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام مصرية.
المسجد و«رئيسة الديوان»
يُعدّ مسجد السيدة زينب من أهم المزارات الإسلامية في قلب العاصمة المصرية؛ حيث يشهد احتفالاً سنوياً عنوانه «مولد السيدة زينب»، وقد كان آخر احتفال في فبراير (شباط) الماضي.
وتُلقَّب السيدة زينب بـ«رئيسة الديوان»، وأقيم مسجدها فوق ضريحها عام 85 هجرية، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات المصرية».
وأوردت الهيئة عن مصادر تاريخية ورحّالة، أن السيدة زينب بنت الإمام علي، وابنة السيدة فاطمة ابنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، جاءت إلى مصر عام 61 للهجرة، عقب موقعة كربلاء بأشهر، وتوفيت فيها عام 62 هجرية.
وعلى مرَّ التاريخ، اهتم الحكام بمسجدها وضريحها، وعدُّوه من المزارات الرئيسية لآل بيت النبوة، ومن بينهم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الذي أمر ببناء المسجد وإعماره والنقش على قبَّته ومدخله، وفق «الهيئة».
وكان المسجد قد شهد توسُّعات وإنشاءات؛ خصوصاً في عهد أسرة محمد علي، فتضاعفت مساحته أكثر من مرة، وهو يُعدُّ من الآثار الإسلامية المهمَّة في قلب القاهرة.