مهرجانا «إيزيس» و«القومي» في القاهرة يحتفيان بنجمات المسرح العربي
https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5010901-%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%86%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%C2%A0%C2%A0%C2%A0%C2%A0
مهرجانا «إيزيس» و«القومي» في القاهرة يحتفيان بنجمات المسرح العربي
صورة من المؤتمر الصحافي للدورة الثانية من «مهرجان إيزيس» (المسؤول الإعلامي للمهرجان)
يحتفي مهرجان «إيزيس الدّولي لمسرح المرأة»، و«المهرجان القومي للمسرح المصري»، العام الحالي، بنجمات المسرح العربي من مصر والعراق وتونس، إذ أعلن مهرجان «إيزيس»، في دورته الثانية المقرر إقامتها خلال الفترة من 16 إلى 22 مايو (أيار) الحالي، إطلاق اسم الفنانة المصرية الراحلة عايدة عبد العزيز على دورته المقبلة، بالإضافة لتكريم أسماء عدة، من بينهن الفنانات كريمة منصور، والعراقية عواطف نعيم، والتونسية رجاء بن عمار، واسم الفنانة المصرية الراحلة سهام بنت سنية وعبد السلام.
ويحمل المهرجان «القومي للمسرح المصري» في دورته الـ17 اسم الفنانة المصرية سميحة أيوب، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان المقررة إقامته في النصف الثاني من شهر يوليو (تموز)، وذلك تقديراً لمشوارها الفني الكبير.
سميحة أيوب الملقبة بـ«سيدة المسرح العربي» قالت، إن تقدير المهرجان لها عبر إطلاق اسمها على دورته المقبلة، يعني لها الكثير، وترى سميحة أيوب التي قدمت 90 عرضاً مسرحياً، وكُرّمت في الدورة السابعة من المهرجان نفسه، أن المسرح هو بيتها الأول وحياتها وفرحتها التي لا يوازيها شيء.
وأكدت سميحة أيوب لـ«الشرق الأوسط»، أنها حصلت على أوسمة مثل (نيشان بدرجة فارس) و(وسام الاستحقاق) من الدرجة الأولى من دول عدة مثل فرنسا وتونس وسوريا، إلا أنها رأت تكريم وطنها نوعاً من الوفاء والإخلاص، وأضافت: «عندما أقف على المسرح أشعر بأنني أمتلك الدنيا، فما بالكم بالاحتفاء بي في مصر وفي مهرجان يمثّل بلدي؟».
في السياق نفسه قال الفنان محمد رياض، رئيس «المهرجان القومي للمسرح المصري» لـ«الشرق الأوسط»، إن شعار المهرجان العام الحالي هو «مصر تحتفل بسميحة أيوب»، مشيراً إلى أن «اختيار سميحة أيوب لدورة العام الحالي، يرجع لكونها أيقونة المسرح وهرماً فنياً وتاريخاً مسرحياً في مصر والوطن العربي، ورائدة تحمل مسيرة مشرّفة كمّاً وكيفاً».
ونوّه رياض إلى أن «إطلاق اسم فنان ما على الدورة ليس تكريماً فقط، ولكنه تقدير للشّخصية نفسها، وعلامة مميزة في مشوار زملائه المكرمين الذين سيحملون درعاً تحمل اسمه».
وشارك في «مهرجان إيزيس»، الذي يستضيف دولة تونس «ضيف شرف»، 17 عرضاً مسرحياً من 7 دولٍ بجانب العروض المصرية، من بينها المغرب وتونس والعراق وإسبانيا والنمسا واليابان.
ورأت الكاتبة والناقدة المصرية رشا عبد المنعم مديرة مهرجان «إيزيس» أن إطلاق اسم الفنانة الراحلة عايدة عبد العزيز على الدورة الثانية من المهرجان لكونها رمزاً تمثيلياً ونموذجاً ملهماً على جميع المستويات ولديها أعمال مميزة على غرار عرض «الست هدى»، وقالت رشا لـ«الشرق الأوسط»: «تُعدّ الفنانة الراحلة نموذجاً استثنائياً في العمل المسرحي، وتملك طاقة حركية غير عادية، وإخلاصاً للمسرح، وأعلنت خلال مسيرتها الموافقة على تقديم مسرحيات بأجرٍ أقل بالمقارنة مع أجرها في السينما والتلفزيون».
وكشفت رشا عبد المنعم، أن تكريم أسماء عربية في مجال المسرح «من أهم أهداف المهرجان الدّولي الذي يهتم برواد المسرح جميعاً»، كما أوضحت أن «اختيار الفنانة إلهام شاهين للرئاسة الشرفية جاء لأنها فنانة متحمّسة لقضايا المرأة في التمثيل والإنتاج على الدوام، ودعمها للمهرجان خصوصاً في دوراته الأولى».
تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.
انتصار دردير (القاهرة)
3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5084800-3-%D8%B3%D9%8A%D9%91%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%86%D9%81-%D8%A3%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D9%86%D9%91
3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ
في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)
كل 10 دقائق تُقتل امرأةٌ عمداً في هذا العالم، على يد شريكها أو أحد أفراد عائلتها. هذا ليس عنواناً جذّاباً لمسلسل جريمة على «نتفليكس»، بل هي أرقام عام 2023، التي نشرتها «هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» عشيّة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يحلّ في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام.
ليس هذا تاريخاً للاحتفال، إنما للتذكير بأنّ ثلثَ نساء العالم يتعرّضن للعنف الجسدي، على الأقل مرة واحدة خلال حياتهنّ، وذلك دائماً وفق أرقام الهيئة الأمميّة. وفي 2023، قضت 51100 امرأة جرّاء التعنيف من قبل زوجٍ أو أبٍ أو شقيق.
«نانسي» تخلّت عن كل شيء واختارت نفسها
من بين المعنَّفات مَن نجونَ ليشهدن الحياة وليروين الحكاية. من داخل الملجأ الخاص بمنظّمة «أبعاد» اللبنانية والحاملة لواء حماية النساء من العنف، تفتح كلٌ من «نانسي» و«سهى» و«هناء» قلوبهنّ المجروحة لـ«الشرق الأوسط». يُخفين وجوههنّ وأسماءهنّ الحقيقية، خوفاً من أن يسهل على أزواجهنّ المعنّفين العثور عليهنّ.
جسدُ «نانسي» الذي اعتادَ الضرب منذ الطفولة على يد الوالد، لم يُشفَ من الكدمات بعد الانتقال إلى البيت الزوجيّ في سن الـ17. «هذا التعنيف المزدوج من أبي ثم من زوجي سرق طفولتي وعُمري وصحّتي»، تقول الشابة التي أمضت 4 سنوات في علاقةٍ لم تَذُق منها أي عسل. «حصل الاعتداء الأول بعد أسبوع من الزواج، واستمرّ بشكلٍ شبه يوميّ ولأي سببٍ تافه»، تتابع «نانسي» التي أوت إلى «أبعاد» قبل سنتَين تقريباً.
تخبر أنّ ضرب زوجها لها تَركّزَ على رأسها ورجلَيها، وهي أُدخلت مرّتَين إلى المستشفى بسبب كثافة التعنيف. كما أنها أجهضت مراتٍ عدة جرّاء الضرب والتعب النفسي والحزن. إلا أن ذلك لم يردعه، بل واصل الاعتداء عليها جسدياً ولفظياً.
«أريد أن أنجوَ بروحي... أريد أن أعيش»، تلك كانت العبارة التي همست بها «نانسي» لنفسها يوم قررت أن تخرج من البيت إلى غير رجعة. كانا قد تعاركا بشدّة وأعاد الكرّة بضربها وإيلامها، أما هي فكان فقد اختمر في ذهنها وجسدها رفضُ هذا العنف.
تروي كيف أنها في الليلة ذاتها، نظرت حولها إلى الأغراض التي ستتركها خلفها، وقررت أن تتخلّى عن كل شيء وتختار نفسها. «خرجتُ ليلاً هاربةً... ركضت بسرعة جنونيّة من دون أن آخذ معي حتى قطعة ملابس». لم تكن على لائحة مَعارفها في بيروت سوى سيدة مسنّة. اتّصلت بها وأخبرتها أنها هاربة في الشوارع، فوضعتها على اتصالٍ بالمؤسسة التي أوتها.
في ملجأ «أبعاد»، لم تعثر «نانسي» على الأمان فحسب، بل تعلّمت أن تتعامل مع الحياة وأن تضع خطة للمستقبل. هي تمضي أيامها في دراسة اللغة الإنجليزية والكومبيوتر وغير ذلك من مهارات، إلى جانب جلسات العلاج النفسي. أما الأهم، وفق ما تقول، فهو «أنني أحمي نفسي منه حتى وإن حاول العثور عليّ».
«سهى»... من عنف الأب إلى اعتداءات الزوج
تزوّجت «سهى» في سن الـ15. مثل «نانسي»، ظنّت أنها بذلك ستجد الخلاص من والدٍ معنّف، إلا أنها لاقت المصير ذاته في المنزل الزوجيّ. لم يكَدْ ينقضي بعض شهورٍ على ارتباطها به، حتى انهال زوجها عليها ضرباً. أما السبب فكان اكتشافها أنه يخونها واعتراضها على الأمر.
انضمّ إلى الزوج والدُه وشقيقه، فتناوبَ رجال العائلة على ضرب «سهى» وأولادها. نالت هي النصيب الأكبر من الاعتداءات وأُدخلت المستشفى مراتٍ عدة.
أصعبُ من الضرب والألم، كانت تلك اللحظة التي قررت فيها مغادرة البيت بعد 10 سنوات على زواجها. «كان من الصعب جداً أن أخرج وأترك أولادي خلفي وقد شعرت بالذنب تجاههم، لكنّي وصلت إلى مرحلةٍ لم أعد قادرة فيها على الاحتمال، لا جسدياً ولا نفسياً»، تبوح السيّدة العشرينيّة.
منذ شهرَين، وفي ليلةٍ كان قد خرج فيها الزوج من البيت، هربت «سهى» والدموع تنهمر من عينَيها على أطفالها الثلاثة، الذين تركتهم لمصيرٍ مجهول ولم تعرف عنهم شيئاً منذ ذلك الحين. اليوم، هي تحاول أن تجد طريقاً إليهم بمساعدة «أبعاد»، «الجمعيّة التي تمنحني الأمان والجهوزيّة النفسية كي أكون قوية عندما أخرج من هنا»، على ما تقول.
«هناء» هربت مع طفلَيها
بين «هناء» ورفيقتَيها في الملجأ، «نانسي» و«سهى»، فرقٌ كبير؛ أولاً هي لم تتعرّض للعنف في بيت أبيها، ثم إنها تزوّجت في الـ26 وليس في سنٍ مبكرة. لكنّ المشترك بينهنّ، الزوج المعنّف الذي خانها وضربها على مدى 15 سنة. كما شاركت في الضرب ابنتاه من زواجه الأول، واللتان كانتا تعتديان على هناء وطفلَيها حتى في الأماكن العامة.
«اشتدّ عنفه في الفترة الأخيرة وهو كان يتركنا من دون طعام ويغادر البيت»، تروي «هناء». في تلك الآونة، كانت تتلقّى استشاراتٍ نفسية في أحد المستوصفات، وقد أرشدتها المعالجة إلى مؤسسة «أبعاد».
«بعد ليلة عنيفة تعرّضنا فيها للضرب المبرّح، تركت البيت مع ولديّ. لم أكن أريد أن أنقذ نفسي بقدر ما كنت أريد أن أنقذهما». لجأت السيّدة الأربعينية إلى «أبعاد»، وهي رغم تهديدات زوجها ومحاولاته الحثيثة للوصول إليها والطفلَين، تتماسك لتوجّه نصيحة إلى كل امرأة معنّفة: «امشي ولا تنظري خلفك. كلّما سكتّي عن الضرب، كلّما زاد الضرب».
«حتى السلاح لا يعيدها إلى المعنّف»
لا توفّر «أبعاد» طريقةً لتقديم الحماية للنساء اللاجئات إليها. تؤكّد غيدا عناني، مؤسِسة المنظّمة ومديرتها، أن لا شيء يُرغم المرأة على العودة إلى الرجل المعنّف، بعد أن تكون قد أوت إلى «أبعاد». وتضيف في حديث مع «الشرق الأوسط»: «مهما تكن الضغوط، وحتى تهديد السلاح، لا يجعلنا نعيد السيّدة المعنّفة إلى بيتها رغم إرادتها. أما النزاعات الزوجيّة فتُحلّ لدى الجهات القضائية».
توضح عناني أنّ مراكز «أبعاد»، المفتوحة منها والمغلقة (الملاجئ)، تشرّع أبوابها لخدمة النساء المعنّفات وتقدّم حزمة رعاية شاملة لهنّ؛ من الإرشاد الاجتماعي، إلى الدعم النفسي، وتطوير المهارات من أجل تعزيز فرص العمل، وصولاً إلى خدمات الطب الشرعي، وليس انتهاءً بالإيواء.
كما تصبّ المنظمة تركيزها على ابتكار حلول طويلة الأمد، كالعثور على وظيفة، واستئجار منزل، أو تأسيس عملٍ خاص، وذلك بعد الخروج إلى الحياة من جديد، وفق ما تشرح عناني.
أما أبرز التحديات التي تواجهها المنظّمة حالياً، ومن خلالها النساء عموماً، فهي انعكاسات الحرب الدائرة في لبنان. يحلّ اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في وقتٍ «تتضاعف فيه احتمالات تعرّض النساء للعنف بسبب الاكتظاظ في مراكز إيواء النازحين، وانهيار منظومة المساءلة». وتضيف عناني أنّ «المعتدي يشعر بأنه من الأسهل عليه الاعتداء لأن ما من محاسبة، كما أنه يصعب على النساء الوصول إلى الموارد التي تحميهنّ كالشرطة والجمعيات الأهليّة».
وممّا يزيد من هشاشة أوضاع النساء كذلك، أن الأولويّة لديهنّ تصبح لتخطّي الحرب وليس لتخطّي العنف الذي تتعرّضن له، على غرار ما حصل مع إحدى النازحات من الجنوب اللبناني؛ التي لم تمُت جرّاء غارة إسرائيلية، بل قضت برصاصة في الرأس وجّهها إليها زوجها.