آن هاثاواي تتألّق في فيلم جديد يفتح نافذة الحلم لمشاهديه

آن هاثاواي ونيكولاس غاليتزين بطلا فيلم «The Idea of You» (أمازون برايم)
آن هاثاواي ونيكولاس غاليتزين بطلا فيلم «The Idea of You» (أمازون برايم)
TT

آن هاثاواي تتألّق في فيلم جديد يفتح نافذة الحلم لمشاهديه

آن هاثاواي ونيكولاس غاليتزين بطلا فيلم «The Idea of You» (أمازون برايم)
آن هاثاواي ونيكولاس غاليتزين بطلا فيلم «The Idea of You» (أمازون برايم)

خرجت «سولين» من منزلها لتقلّ ابنتها إلى حفلٍ لفريقها الغنائيّ المفضّل، فانتهت بالوقوف وسط الجمهور المراهق لتسمع مغنّي الفريق يُهديها أغنية. فارقُ السنّ بينهما 16 عاماً، هي في الـ40 و«هايز» في الـ24 من عمره، لكنّ سهمَ الحب لا يُبصر الأرقام.

يحدثُ هذا في فيلم «The Idea of You» (فكرة أنت) الجديد على منصة «أمازون برايم»، وهو من بطولة الممثلة الأميركية آن هاثاواي، والممثل البريطاني نيكولاس غاليتزين. أما القصة فمقتبسة عن رواية روبين لي الجماهيريّة الصادرة عام 2017، وقد تولّى الإخراج والسيناريو مايكل شووالتر.

هايز المعتاد على انهيار المعجبات أمامه، يتضاعف انجذابه لسولين لأنها لم تتعرّف عليه لحظةَ جمعتْهما صدفةٌ قبل الحفل، فهي تنتمي إلى جيلٍ آخر، ولا تعرف وجوه النجوم الصاعدين. يصمّم على اقتحام حياتها، ومع مرور الأيام لا تتأقلم مع الفكرة فحسب، بل يصبح الإعجاب متبادلاً. تسير الحكاية عكس المألوف، فسولين السيّدة المطلّقة التي كرّست وقتها لابنتها ولعملها في تجارة التحف الفنية، تستسلم لمشاعرها تجاه شابٍ تلاحقه عدسات الصحافة طيلة الوقت نظراً لشهرته العالمية.

أوّل المواقف التي يطلقها الفيلم أنه ليس ممنوعاً على سيّدة أربعينيّة أن تلبّي نداء قلبها، خصوصاً إذا كان الطرف الآخر قد أثبت أنه على قدرٍ كافٍ من النضج والجدّيّة، على الرغم من سنّه الصغيرة.

قد تبدو الصورة في البداية ورديّة وسطحيّة، ولا سيّما أن الانطلاقة موسيقيّة، وشابّة، وحيويّة بامتياز، وهي من قلب مهرجان «كوتشيلا» في كاليفورنيا، حيث الصخب والألوان. لكن مع تطوّر الأحداث يتّضح أنّ الفيلم أعمق ممّا يوحي، إذ تعمّد شووالتر أن يكتب حواراتٍ معبّرة على بساطتها.

يُضاف إلى الحوارات المؤثّرة، مزيدٌ من المواقف من عالم الشهرة والأضواء، الذي غالباً ما يحوّل نجومه إلى ضحايا. تُحرق عدسات الصحافة المغنّي هايز، وهو المشكّك أصلاً في هويّته الفنية التي جعلتها دائرة صناعة النجوم سلعةً تجاريّة.

ملصق الفيلم الرومانسي الموسيقي الذي انطلق عرضه مطلع الشهر (أمازون برايم)

تجد سولين نفسها وحيدة مع حلول إجازة الصيف وانتقال ابنتها إلى مخيّم ترفيهي، فتقتنع بعد تردّد بمرافقة هايز والفرقة في جولتهم الأوروبية. بين برشلونة وروما وباريس وغيرها من العواصم، يتشاركان سحر بدايات الحب، قبل أن يتحوّل الحلم إلى كابوس تحت وطأة الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي. تكتشف الكاميرات علاقتهما وتنتشر الصور على كل صفحة وهاتف، لتنهال على سولين عاصفة من التجريح والتنمّر.

يبرز هنا الموقف الثالث الذي يجاهر به الفيلم، وهو فضحُ التوحّش الذي يختبئ خلف صفحات «السوشيال ميديا»، والذي يتفوّق على صحافة الفضائح. كما السياط، تنزل تعليقات معجبي هايز على سولين، لتجلدَها اعتراضاً على علاقتها بشابٍ يصغرها سناً. ليس هذا الموقف متخيّلاً، فهو يتماهى مع واقعِ كثيرٍ من الفنانين الذين أُرغموا على إعادة النظر في علاقاتهم العاطفيّة، تحت ضغط جيوش معجبيهم، وهذا ما حصل مؤخراً مع المغنية الأميركية تايلور سويفت.

رغم فارق السن بينهما تخوض «سولين» المغامرة العاطفية إلى جانب «هايز» (أمازون برايم)

سولين التي كانت تحاول ترميم حياةٍ هادئة بعد طلاقها من زوجٍ خانها، هي بغنًى عن كل هذا الألم والضجيج. كما أنّها تخشى على ابنتها التي أصابتها حصّة من سهام التنمّر والتجريح. بعد أن يغلبها الخجل والخوف، يفرض الانفصال نفسَه على الثنائيّ.

رغم الموضوعات المهمة التي يقاربها، فإنّ الفيلم لا يتخطّى كونه كوميديا رومانسية. يجب الدخول إليه بمزاجٍ جاهزٍ لساعتَين من التسليمِ للحلم والفرح العابرَين، فتكون النتيجة المضمونة إنهاءَ المشاهَدة بشعورٍ من الرضا والاكتفاء. هو فيلمٌ مريح، لا يتطلّب التحليل ولا يستدعي الانفعال، بل يكتفي بإثارة بعض البسمات والدموع. وهذا الصنف من الكوميديا الرومانسية يغزو منصات البثّ، إلا أن ثمة ما يميّز «The Idea of You»، من الصورة الجميلة، إلى السيناريو المقنع، والطاقة الإيجابيّة.

لكن فوق عناصر التميّز تلك، تتربّع آن هاثاواي نجمة الفيلم من دون منازع. لعلّه دورها الأكثر رومانسيةً منذ «The Princess Diaries» (يوميّات الأميرة) عام 2001، وأداؤها الأكثر إقناعاً وجاذبيّةً منذ شخصية «فانتين» في «Les Miserables» (البؤساء) عام 2013، التي نالت عنها جائزة أوسكار.

«هايز» متوسطاً زملاءه في فريق «August Moon» الغنائي (أمازون برايم)

تمنح هاثاواي شخصية سولين كثيراً من الصدق والعفويّة والعمق والجاذبيّة، كما أنها تحصّنها ضدّ اللوم الذي قد تتعرّض له من قِبَل المُشاهد، بسبب علاقتها العاطفية غير المتكافئة. تبدو الممثلة البالغة 41 عاماً، وكأنها تحمل قضية البطلة مدافعةً عن خياراتها وحريتها. معها ترفض الاستسلام لعدّاد سنوات العمر، وتلعب إطلالة الممثلة الجميلة دوراً أساسياً في هذا الإطار. معها كذلك تحاول الوقوف في وجه الغرباء المصمّمين على تهديم فرحتها. ورغم أنّ الحبكة مبنيّة على مواقف بعيدة عن الواقع، تعطي هاثاواي بُعداً واقعياً للشخصية والحكاية. هي حقيقية في أكثر المواقف خيالاً.

بينها وبين غاليتزين كيمياء واضحة، ما يسهم في إضفاء مزيد من السحر على الفيلم. يقدّم الممثل أداءً جيّداً، لكنّ العيون تبقى شاخصة على هاثاواي، فهي روح العمل.

هاثاواي هي نجمة العمل وروحُه من دون منازع (أمازون برايم)

«The Idea of You» رسالة تلفزيونية جريئة في وجه الضغوط الاجتماعية المتزايدة في عصر التواصل الافتراضيّ، التي تَرجمُ المشاعر الصادقة إن لم يَرُق لها الإطار. تنطلق قصة الفيلم من فكرةٍ حالمة، وتنتهي بالقول إنّ الواقع قد يكون أجمل من الحلم أحياناً.


مقالات ذات صلة

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

عرض مسرحي
عرض مسرحي
TT

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

عرض مسرحي
عرض مسرحي

نثر مهرجان للمسرح، أقيم في درنة الليبية بعضاً من الفرح على المدينة المكلومة التي ضربها فيضان عارم قبل أكثر من عام.

ومع حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة وفنانين وممثلين ليبيين وغيرهم من الضيوف الفنانين من بعض الدول العربية، أبرزها سوريا والأردن ومصر وتونس.

الفنان صابر الرباعي

واختتم، مساء الخميس، المهرجان الذي استهل أعماله بحفل غنائي أحياه الفنان صابر الرباعي، على مسرح المدينة الرياضية، وسط حضور جماهيري وفني، محلي ومن دول عربية من بينها مصر وتونس.

وتحت شعار «درنة عادت، درنة الأمل»، دعا المهرجان سبع فرق: خمساً من ليبيا، وفرقةً من مصر، وأخرى من تونس.

أحد العروض

وعُرضت أعمال عديدة من بينها مسرحية «خرف» لفرقة الركح الدولي من بنغازي، التي أثنى عليها الجمهور، من حيث الأداء المميز لجميع الفنانين المشاركين، كما عرضت مسرحية «صاحب الخطوة» لفرقة المسرح القوريني من مدينة شحات، وجاء العرض مليئاً بالرسائل العميقة، وقد نال إعجاب الحضور.

وأعلنت إدارة المهرجان عن توزيع جوائز للأعمال المشاركة، بالإضافة لتكريم عدد من نجوم الفن في ليبيا ودول عربية.

وحاز جائزة أفضل نص دنيا مناصرية من تونس، عن مسرحية «البوابة 52»، بينما حصلت الفنانة عبير الصميدي من تونس على جائز أفضل ممثلة عن العمل نفسه.

ومن ليبيا حاز الفنان إبراهيم خير الله، من «المسرح الوطني» بمدينة الخمس، جائزة أفضل ممثل عن مسرحية «عرض مسرحي للبيع»، وذهبت جائزة أفضل إخراج للمخرج منير باعور، من المسرح الوطني الخمس عن مسرحية «عرض مسرحي للبيع».

عرض مسرحي

كما كرمت إدارة المهرجان الفنان المصري أحمد سلامة، والفنانة عبير عيسى، والإعلامية صفاء البيلي؛ تقديراً «لإسهاماتهم القيمة في مجال الفن والمسرح». وقالت إدارة المهرجان إن هذا التكريم «يعكس التقدير والاحترام للفنانين الذين ساهموا في إثراء الثقافة والفنون، ويعزّز من أهمية دعم المواهب الفنية في المجتمع».

وكانت الدورة السادسة لمهرجان «درنة الزاهرة»، وهو اللقب الذي يُطلق على هذه المدينة المعروفة بأشجار الياسمين والورد، قد ألغيت العام الماضي بسبب الدمار الذي طال معظم مبانيها التاريخية جراء الكارثة.

في ليلة 10 إلى 11 سبتمبر (أيلول) 2023، ضربت العاصفة «دانيال» الساحل الشرقي لليبيا، ما تسبّب في فيضانات مفاجئة تفاقمت بسبب انهيار سدين في أعلى مدينة درنة. وخلفت المأساة ما لا يقل عن 4 آلاف قتيل وآلاف المفقودين وأكثر من 40 ألف نازح، حسب الأمم المتحدة.

مسرح جامعة درنة

وتقول الممثلة المسرحية التونسية عبير السميتي، التي حضرت لتقديم مسرحية «الباب 52»، لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»، «هذه أول مرة آتي فيها إلى هنا. بالنسبة لي، درنة اكتشاف. كنت متشوقة للمجيء. عندما نصل إلى هنا، نشعر بالألم، وفي الوقت نفسه، نشعر بالفرح وبأن الشعب كله لديه أمل».

بدورها، ترى الممثلة والمخرجة الليبية كريمان جبر أن درنة بعدما خيّم عليها الحزن، عادت إلى عهدها في «زمن قياسي».

جانب من تكريم الفنانين في مهرجان للمسرح في درنة الليبية (إدارة المهرجان)

ومن الكنوز المعمارية الشاهدة على الماضي الفني والأدبي الذي فقدته درنة في الفيضانات، «بيت الثقافة»، وخصوصاً «دار المسرح»، أول مسرح تم افتتاحه في ليبيا في بداية القرن العشرين.

وفي انتظار إعادة بنائه، اختارت الجهة المنظمة إقامة المهرجان على خشبات «المسرح الصغير» بجامعة درنة.

تكريم الفنانة خدوجة صبري بمهرجان للمسرح في درنة الليبية (إدارة المهرجان)

وقال المدير الفني للمهرجان نزار العنيد: «كلنا نعرف ما حدث في درنة العام الماضي، أصررنا على أن يقام المهرجان (هذا العام) حتى لو كان المسرح لا يزال قيد الإنشاء».

وأوضحت عضوة لجنة التحكيم، حنان الشويهدي، أنه على هامش المهرجان، «يُنظَّم العديد من الندوات وورش العمل التدريبية المهمة للممثلين والكتاب المسرحيين الشباب».

وتقول الشويهدي: «الصورة التي تقدمها درنة اليوم تُفرح القلب، رغم الموت والدمار»، معتبرة أن المدينة المنكوبة تظهر «بوجه جديد؛ درنة تستحق أن تكون جميلة كما يستحق سكانها أن يفرحوا».