التهاب الكبد والسكري يزيدان من فرص الإصابة بالسُل النشط؟!

التهاب الكبد والسكري يزيدان من فرص الإصابة بالسُل النشط؟!
TT

التهاب الكبد والسكري يزيدان من فرص الإصابة بالسُل النشط؟!

التهاب الكبد والسكري يزيدان من فرص الإصابة بالسُل النشط؟!

يعد السل، الذي تسببه بكتيريا المتفطرة السلية، أحد أكثر الأمراض المعدية فتكًا التي يسببها عامل معد واحد، ويؤثر بشكل أساسي على الرئتين وأعضاء الجسم الأخرى.

وفي عام 2022، احتل السل المرتبة الثانية بين الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، بعد كوفيد-19. ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية 2023 وتقرير السل في الهند 2023، أثر السل على ما يقرب من ربع سكان العالم (1.3 مليار شخص)، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 25 ألف حالة في الهند وحدها عام 2023.

علاوة على ذلك، فإن بعض الحالات الصحية الأساسية، مثل مرض السكري أو فيروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد، يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بمرض السل النشط بسبب بعض العوامل الخارجية والداخلية. وذلك حسب ما ذكر تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تحفيز المرض وخلق تحديات أو مضاعفات مختلفة في نتائج العلاج. وتشمل هذه العوامل:

التأثير على الجهاز المناعي

يمكن أن تؤثر الحالات الصحية مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو مرض السكري على الجهاز المناعي الذي يمنع الجسم من الاستجابة بفعالية للعدوى أو العلاجات والأدوية المستخدمة لعلاج مرض السل أو حماية الجسم منه. على سبيل المثال، يمكن لمرض السكري أن يضعف قدرة الجهاز المناعي على الاستجابة بفعالية للعدوى. كما أن ارتفاع مستويات السكر في الدم المرتبط بمرض السكري يمكن أن يؤثر على وظيفة المناعة، ويزيد من خطر الإصابة بالسل.

تشكيل الورم الحبيبي المعيب

وقال الدكتور تشيتالي نيكام مدير (infexnTM)، HaystackAnalytics «ان الأورام الحبيبية عبارة عن مجموعة صغيرة من خلايا الدم البيضاء والأنسجة الأخرى التي يكونها الجهاز المناعي لمنع انتشار الالتهابات الحادة مثل مرض السل. وعندما تتأثر مناعة الجسم بالعدوى، فإنها تعطل أيضًا تكوين الورم الحبيبي وصيانته، ما يؤدي إلى نمو البكتيريا غير المنضبط ويحفز العدوى في الجسم».

تأخر التشخيص والعلاج

هناك تحدٍ حاسم آخر للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، وخاصة فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي أو مرض السكري، وهو تأخر التشخيص وزيادة معدل انتقال العدوى؛ على سبيل المثال، إذا تم تشخيص إصابة المريض بفيروس نقص المناعة البشرية، فمن الممكن أن يعاني أيضًا من أعراض السل التي قد تكون غامضة بسبب أعراض فيروس نقص المناعة البشرية.

ووفقا لنيكام، يؤدي هذا إلى نمو مرض السل المتقدم في الجسم مع زيادة الأحمال البكتيرية، والتي من المرجح أن تنتقل عبر الجهاز التنفسي.

من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى تعقيد علاج السل من خلال التأثير على استقلاب الدواء وزيادة خطر حدوث مضاعفات مرتبطة بالأدوية.

كما أن مرض السكري الذي يتم التحكم فيه بشكل سيئ قد يؤدي أيضًا إلى تأخير الاستجابة لعلاج السل وزيادة خطر فشل العلاج.

علاوة على ذلك، تلعب عوامل نمط الحياة دورًا حاسمًا في تحديد استجابة الجسم للعلاج، وخاصة المدخول الغذائي للفرد، ما يؤثر على عمليات الشفاء وفعالية الدواء. وبالتالي، من المهم أن نفهم أهمية الحفاظ على نظام غذائي جيد التغذية يتضمن العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات A وC وD والزنك والبروتينات الخالية من الدهون والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.

أيضا من المهم الامتناع عن التدخين واستهلاك الكحول لدعم فعالية العلاج ونتائجه.

وبصرف النظر عن هذا الأمر، من الضروري الحفاظ على روتين نوم صحي ودمج أنشطة مثل التأمل أو اليوغا أو المشي لإدارة فعالة للضغط والعقلية الإيجابية.

جدير بالذكر، لا تزال المتفطرة السلية من بين الأسباب الرئيسية للوفاة بجميع أنحاء العالم، وتشكل تهديدًا كبيرًا للأفراد الذين يعانون من حالات كامنة مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو مرض السكري أو التهاب الكبد.

وعلى الرغم من أن عوامل مثل ضعف جهاز المناعة، إلى جانب التحديات في تكوين الورم الحبيبي وتأخر التشخيص تساهم في تعقيد إدارة المرض، إلّا انه من المهم اتباع خيارات نمط الحياة الصحي، مع التركيز على أنشطة التغذية والنوم وإدارة التوتر. فيما يعكس تأخر التشخيص وزيادة انتقال العدوى الحاجة إلى الفحص والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة ومقاومة الأدوية لإدارة صحة المريض ورفاهيته بشكل فعال.


مقالات ذات صلة

الشعور بالقلق في الصباح... ما أسبابه؟ وكيف تعالج ذلك؟

يوميات الشرق ارتفاع القلق بعد وقت قصير من الاستيقاظ قد تسببه الهرمونات أو التوقعات بشأن اليوم القادم (رويترز)

الشعور بالقلق في الصباح... ما أسبابه؟ وكيف تعالج ذلك؟

تتقلب مستويات القلق لدى كثير من الأشخاص طوال اليوم. يجد بعضهم أن قلقهم يكون في أعلى مستوياته خلال ساعات الصباح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق كلب كورجي يدعى كرانش يشارك في برنامج مهارات اكتشاف الرائحة في مركز «بين فيت» التابع لجامعة بنسلفانيا. (مركز بين فيت - موقع صوت أميركا)

هل يمكن للنحل والكلاب اكتشاف السرطان قبل التكنولوجيا؟

اكتشف باحثون في جامعة ولاية ميشيغان مؤخراً أن النحل، بحاسة الشم القوية لديه، يمكنه اكتشاف سرطان الرئة من خلال أنفاس المريض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك مجموعة من أدوية البرد (أرشيفية - رويترز)

خبير يقترح وقف دواء شائع للبرد والإنفلونزا: «مضيعة للمال»

يقول أحد خبراء الأدوية إنه يجب حظر العديد من علاجات البرد والإنفلونزا الشائعة لأنها مضيعة للمال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الممرضة سوزان ماكغوان (فيسبوك)

ربط وفاة ممرّضة بريطانية باستخدام دواء لمعالجة البدانة

رُبطت وفاة ممرضة بريطانية للمرة الأولى باستخدام علاج ضد البدانة تقول لندن إنها ترغب في توسيع قاعدة المستفيدين منه لتخفيف الضغط على نظام الصحة العامة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

خبير يقترح وقف دواء شائع للبرد والإنفلونزا: «مضيعة للمال»

مجموعة من أدوية البرد (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من أدوية البرد (أرشيفية - رويترز)
TT

خبير يقترح وقف دواء شائع للبرد والإنفلونزا: «مضيعة للمال»

مجموعة من أدوية البرد (أرشيفية - رويترز)
مجموعة من أدوية البرد (أرشيفية - رويترز)

يقول خبير أدوية إنه يجب وقف العديد من علاجات البرد والإنفلونزا الشائعة لأنها مضيعة للمال.

وكانت وكالة «رويترز» للأنباء أفادت أول من أمس (الخميس) بأن هيئة الغذاء والدواء الأميركية اقترحت وقف تناول عقار الفينيليفرين عن طريق الفم، والذي يستخدم على نطاق واسع في شراب البرد والسعال، كمكون نشط في الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لعلاج احتقان الأنف، مشيرة إلى أنه غير فعال.

وقال هشام العبيدي، أستاذ الصيدلة في جامعة ريدينغ وممارس الصيدلة، إن هيدروكلوريد الفينيليفرين له نشاط ضئيل عند تناوله عن طريق الفم، وتابع: «رغم امتصاصه في مجرى الدم، فإنه يتحلل على نطاق واسع في الكبد، مما يؤدي إلى تأثير دوائي ضئيل أو معدوم»، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وأضاف العبيدي إنه على النقيض من ذلك، فإن رذاذ الأنف فعال، ويفسر: «عندما يتم إعطاء الفينيليفرين عن طريق الأنف، فإنه يتجاوز الجهاز الهضمي ويتجنب عملية التمثيل الغذائي الأولي التي تحدث مع الإعطاء عن طريق الفم. وهذا يسمح لمستويات أعلى من الدواء بالعمل مباشرة على بطانة الأنف، حيث يمكنه تضييق الأوعية الدموية وتخفيف الاحتقان بشكل أكثر فاعلية».

وتابع العبيدي أنه يجب التوقف عن تناول النسخة الفموية لأنها «ليس لها تأثير وبالتالي لا ينبغي بيعها حقاً وإلا فهي مضيعة لأموال الناس».

في الولايات المتحدة، إذا تم المضي قدماً في اقتراح إدارة الغذاء والدواء، فسيتم سحب الأقراص والحبوب، وهو ما من شأنه أن يهز صناعة بملايين الدولارات.

واتفقت الطبيبة هيلين وول على أن المنتجات التي تحتوي على فينيليفرين والتي يتم تناولها عن طريق الفم كانت مضيعة للمال، لكنها قالت إن بعض الأشخاص يجدون أنها تساعد في تخفيف الأعراض لأنها تحتوي على الباراسيتامول وهي «دافئة ومريحة»، وأضافت: «هذا ما يفعله الناس عندما يمرضون وهو جزء من عملية الشعور بأنهم يسيطرون على الموقف وهو أمر مفيد للتحسن في معظم الأمراض».

وأردفت «إذا كان ذلك مفيداً، فهو ليس مضيعة للمال، على ما أعتقد، وعُرف الفينيليفرين منذ فترة طويلة بأنه دواء قديم وأعتقد أن الأدلة على فاعليته عن طريق الفم ضئيلة».

وتابعت الدكتورة وول أنه إذا تم تناول مثل هذه المنتجات بانتظام، فقد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى بعض الأشخاص، واستطردت: «أنا شخصياً أستخدم الباراسيتامول وبعض فيتامين سي ومزيل احتقان الأنف لمدة لا تزيد عن 7 أيام عندما أصاب بنزلة برد وأشرب الكثير من السوائل».

وأفادت: «باعتباري متخصصة في المجال الطبي، أعتقد أن حظرها يجب أن يكون على أساس مخاوف تتعلق بالسلامة لأنها تبدو مفيدة لبعض الأشخاص».

وتسعى إدارة الغذاء والدواء الآن إلى الحصول على تعليقات عامة بشأن هذا الأمر المقترح.

في الوقت الحالي، قد تستمر الشركات في تسويق المنتجات الدوائية التي تحتوي على فينيليفرين عن طريق الفم كمزيل للاحتقان الأنفي.

ومع ذلك، قالت إدارة الغذاء والدواء إنها ستوفر للمصنعين الوقت المناسب لإعادة صياغة الأدوية التي تحتوي على فينيليفرين عن طريق الفم أو إزالة مثل هذه الأدوية من السوق.

وقالت جمعية منتجات الرعاية الصحية للمستهلك في بيان لها، إنها «شعرت بخيبة أمل إزاء اقتراح إدارة الغذاء والدواء بعكس وجهة نظرها الراسخة بشأن فينيليفرين عن طريق الفم». وأضافت الجمعية أنها ستراجع الأمر المقترح وتقدم التعليقات وفقاً لذلك.