بدل ذبحها... تطعيم الماشية ضدّ السلّ يحدّ من انتقاله إلى البشر

ترتبط العدوى بالتهابات يُسبّبها استهلاك الغذاء الملوَّث

السل مرض مُعدٍ يصيب الماشية (جامعة كامبريدج)
السل مرض مُعدٍ يصيب الماشية (جامعة كامبريدج)
TT

بدل ذبحها... تطعيم الماشية ضدّ السلّ يحدّ من انتقاله إلى البشر

السل مرض مُعدٍ يصيب الماشية (جامعة كامبريدج)
السل مرض مُعدٍ يصيب الماشية (جامعة كامبريدج)

أفادت دراسة بريطانية بأنّ التطعيم ضد السلّ البقري لا يقلّل من شدّة المرض لدى الماشية المصابة فحسب، بل يحدّ من انتقاله إلى البشر أيضاً.

وأوضح الباحثون أنّ دراستهم هي الأولى التي تُظهر أنّ الماشية المحصّنة ضدّ السلّ تكون أقل تسبباً في العدوى إلى حد كبير، وفق النتائج التي نُشرت، الخميس، في دورية «أنيمالز».

وترصد الدراسة احتمالات القضاء على مرض السلّ البقري ومكافحته، وهو مُعدٍ يُصيب الماشية، ويؤدّي إلى تكاليف اقتصادية كبيرة، وتأثيرات صحّية في جميع أنحاء العالم.

وتشير التقديرات إلى أنّ انتقال عدوى السلّ من الماشية يمثّل نحو 10 في المائة من حالاته بين البشر.

وترتبط عدوى السلّ الحيواني المنشأ بالتهابات الجهاز الهضمي عبر شرب الحليب الملوَّث، ويمكن أن يتسبّب أيضاً في التهابات رئوية مزمنة لدى البشر.

ولا يمكن التمييز بين مرض الرئة الناجم عن السلّ البقري، ومرض السلّ العادي، ولكن يصعب علاجه بسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية الطبيعية في الماشية.

ويظلّ السلّ مرضاً مستوطناً في بلدان عدّة حول العالم، بما فيها أوروبا والأميركتان، حيث تكلّف مكافحته المزارعين ودافعي الضرائب مئات ملايين الدولارات سنوياً.

وكان من المعروف أنّ لقاح السلّ (BCG)، يمكن أن يقلّل من تطوّر العدوى في الماشية، لكن تأثيره في انتقالها لم يُقَس من قبل.

وخلال الدراسة التي أجريت في إثيوبيا، فحص الفريق قدرة اللقاح على حماية الماشية عن طريق الحدّ من انتقال المرض. وركّز دراساته في إثيوبيا بوصفها دولة تمتلك أكبر قطيع من الماشية في أفريقيا، وقطاع ألبان سريع النمو ويتحمل عبئاً مستمراً من المرض.

وُضِعت الحيوانات المحصَّنة وغير المحصَّنة في حظائر بجانب حيوانات مصابة طبيعياً بالمرض، على مدار عامين، فتبيّن للباحثين أنّ اللقاح يحدّ من انتقال مرض السلّ في الماشية بنسبة 90 في المائة تقريباً، كما ظهرت على الأبقار المحصَّنة علامات المرض أقلّ بكثير من غير المحصَّنة.

يُعلّق الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة كامبريدج د.أندرو كونلان لـ«الشرق الأوسط»: «تعتمد استراتيجيات المكافحة القياسية للسلّ البقري على ذبح الحيوانات المُصابة، لكنها مُكلفة بالنسبة إلى البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل، لأنها تستلزم ذبح أعداد كبيرة منها».

ويضيف: «السلّ البقري غير الخاضع للمكافحة، يفرض تكاليف اقتصادية كبيرة على البلدان التي تتوسّع فيها صناعات الألبان، مثل إثيوبيا، ويشكّل خطراً مستمراً لانتقال المرض إلى البشر من خلال استهلاك المنتجات الغذائية الملوَّثة، أو الاتصال الوثيق بالماشية المُصابة»، مؤكداً أنّ «نتائج الدراسة توضح الفوائد المُحتَملة لتطعيم الماشية ضدّ السلّ البقري بديلاً للذبح».


مقالات ذات صلة

أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة

صحتك البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)

أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة

كشفت دراسة أميركية أنّ أنواعاً من البكتيريا في الفم قد تفاقم خطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة بنسبة تصل إلى 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الأميرة البريطانية كيت ميدلتون (رويترز)

بعد معركتها مع السرطان... شقيق كيت ميدلتون يعلّق على حالتها الصحية

بعد أسابيع من إعلان أميرة ويلز أنها أنهت العلاج الكيميائي، أكد جيمس ميدلتون أنها بخير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)

تقنية جديدة تكشف أمراضاً معدية بالصرف الصحي

توصّل باحثون في بريطانيا إلى طريقة لتحديد العلامات البيولوجية للأمراض المعدية في مياه الصرف الصحي باستخدام أجهزة استشعار ورقية بتقنية الأوريغامي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الرضاعة الطبيعية توفر دعماً مناعياً للأطفال (جامعة لوما ليندا)

الفطام المبكر يُفاقم خطر إصابة الرضّع بالربو

كشفت دراسة أميركية أنّ إقدام الأمهات على الفطام المبكر يُفاقم خطر إصابة الأطفال الرضّع بمرض الربو.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

تمكن باحثون في جامعة كلية لندن (UCL) من تحقيق اختراق علمي جديد قد يُحدِث تحولاً كبيراً في علاج الأشخاص الذين يعانون فقدان حاسة اللمس، مثل مرضى متلازمة النفق…

«الشرق الأوسط» (لندن)

وفاة الممثلة المغربية نعيمة المشرقي... سفيرة يونيسيف للنوايا الحسنة

الممثلة المغربية نعيمة المشرقي (الخدمة الإعلامية لمهرجان مالمو)
الممثلة المغربية نعيمة المشرقي (الخدمة الإعلامية لمهرجان مالمو)
TT

وفاة الممثلة المغربية نعيمة المشرقي... سفيرة يونيسيف للنوايا الحسنة

الممثلة المغربية نعيمة المشرقي (الخدمة الإعلامية لمهرجان مالمو)
الممثلة المغربية نعيمة المشرقي (الخدمة الإعلامية لمهرجان مالمو)

توفيت الممثلة المغربية نعيمة المشرقي، اليوم السبت، عن عمر يناهز 81 عاماً بعد مشوار حافل بالعطاء في المسرح والسينما والتلفزيون امتد لأكثر من خمسة عقود.

وقالت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية في بيان: «كانت الراحلة رمزاً للفن المغربي، وأثرت الساحة الفنية بأعمالها الخالدة التي ستظل شاهدة على إبداعها وتفانيها».

كما نعاها عدد من الفنانين المغاربة، من بينهم المخرج أمين ناسور الذي كتب على حسابه بـ«فيسبوك»: «رحلت الكبيرة... رحلت الفنانة العظيمة... رحلت الحنونة المتواضعة... رحلت لالة نعيمة المشرقي الفنانة المتعددة... حزين لفراقك أيتها الإنسانة الاستثنائية».

ولدت نعيمة في 1943 وأظهرت موهبة مبكرة من خلال العمل المسرحي مع عدد من الفرق، منها المعمورة، وبساتين، وفرقة الإذاعة والتلفزة المغربية، كما سطع نجمها في التلفزيون عبر تأديتها أدواراً رئيسية في مجموعة مسلسلات من أبرزها (أولاد الناس) و(سوق الدلالة) و(الغالية).

قدمت للسينما سلسلة أفلام منها (عرس الدم) و(آخر طلقة) و(التكريم) و(البركة فراسك) و(خريف التفاح).

اختارتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) سفيرة للنوايا الحسنة، كما شغلت منصب مستشارة للمرصد الوطني لحقوق الطفل.