المصريون يتطلعون لـ«انفراجة سعرية» عقب تراجع الدولار بـ«السوق السوداء»

مطالب برلمانية بالتوسع في إجراءات «الترشيد الحكومي»

وزير التموين المصري علي المصيلحي يتفقد معرضاً لتوزيع السلع (وزارة التموين)
وزير التموين المصري علي المصيلحي يتفقد معرضاً لتوزيع السلع (وزارة التموين)
TT

المصريون يتطلعون لـ«انفراجة سعرية» عقب تراجع الدولار بـ«السوق السوداء»

وزير التموين المصري علي المصيلحي يتفقد معرضاً لتوزيع السلع (وزارة التموين)
وزير التموين المصري علي المصيلحي يتفقد معرضاً لتوزيع السلع (وزارة التموين)

يأمل المصريون في حدوث «انفراجة سعرية» خلال الأيام المقبلة، عقب تقارير إعلامية أكدت تراجع سعر الدولار في «السوق السوداء»، الذي تسبب في موجة عالية من التضخم، لأسعار السلع والخدمات الأساسية.

وحظيت الأنباء حول تراجع سعر الدولار في «السوق السوداء»، بأكثر من 10 جنيهات، باهتمام قطاعات واسعة من المصريين، أملاً في انخفاض أسعار. ووفق وسائل إعلام محلية فإن قيمته (الدولار) انخفضت من أكثر من 70 جنيهاً إلى أقل من 60 جنيهاً، بينما ظل السعر الرسمي للدولار في البنوك عند نحو 30.9 جنيه في المتوسط.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي جدلاً حول تراجع سعر الدولار في السوق الموازية، وتأثيره على أسعار السلع الأساسية. وتَصدّرت وسوم «السوق-السودا»، و«تجار-العملة»، و«الدولار_ يترنح»، منصتَي «إكس» و«فيسبوك»، حيث عبّر مشاركون عن أملهم في أن ينعكس هذا التراجع على أسعار السلع، التي عادة ما يبرر بائعوها أسباب ارتفاع أسعارها، بشح الدولار الرسمي، واضطرارهم للتعامل مع «السوق السوداء».

وتساءل حساب يحمل اسم «جي» قائلاً: «لو صحينا لقينا الدولار نزل 30 في السوق السودا... تفتكروا الأسعار اللي زادت هتنزل؟».

وفي الاتجاه نفسه علق أحمد أبو العنين، بقوله: «17 جنيه نزول في يومين... إزاي؟ طب الأسعار هتنزل ولا هتفضل قاعدة فوق؟».

وأبدى كثير من المتابعين تخوفهم مما وصفوه بـ«جشع التجار»، وعلّق إسلام عثمان عبر «إكس» بقوله: «الدولار واخد (شقلباظ) لتحت ومش شايف قدامه، أكتر من 15 جنيه في يومين، السؤال المهم: التجار الجشعين هينزلوا الأسعار زاي مرفعوها، ولا هيعملوا نفسهم مش شايفين كالعادة!!».

وعلق الدكتور مجدي الشريف قائلاً: «اشتريت كيلو (...) من محل كبير له فروع ـ بثلاثة أسعار خلال أسبوع وكلها في الطالع. علماً بأن السلعة موسمية. دا يفسر حالة الجشع والتربيط والشفرة بين حلقات التوزيع».

ويرى الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس أن «تطلع» المصريين لانخفاض أسعار السلع، خصوصاً الغذائية أمر طبيعي في ظل تأثير ارتفاع سعر الدولار بالسوق السوداء، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «أسعار السلع الغذائية لن تنخفض خلال المدى القريب، لكنها ستشهد نوعاً من الثبات إلى حين اتضاح الموقف الرسمي من تخفيض قيمة الجنيه، المتوقع خلال الأيام المقبلة».

وبحسب النحاس فإن «التجار اشتروا البضاعة الموجودة في السوق حالياً بسعر صرف السوق السوداء المرتفع، لذا مهما انخفض الدولار فلن يخفضوا الأسعار». لكنّ ما يُتوقع أن يحدث وفق النحاس أن «تنجح الحكومة في سحب السوق لأسفل من خلال تقليل الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي للدولار، فتكون البضائع التي ستُضخ في السوق لاحقاً بسعر دولاري أقل، فتنخفض الأسعار».

من جانبه، قال نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بالغرفة التجارية بالقاهرة حاتم النجيب لـ«الشرق الأوسط»، إن «التعويل على انخفاض أسعار السلع بسبب تراجع سعر الدولار بالسوق السوداء نوع من الحلول المؤقتة»، موضحاً أن «السوق يحكمها مبدأ العرض والطلب، لذا الحل العلمي لأزمة الأسعار هو زيادة المعروض من خلال زيادة الإنتاج الزراعي والصناعي، حتى لو أننا نستورد مواد الإنتاج بالدولار، ستنخفض أسعار السلع، يجب أن نتحول إلى منتجين في القطاعات كلها، وليس مستهلكين».

في السياق ذاته، تقدمت عضو مجلس النواب إيفلين متى، باقتراح إلى رئيس الوزراء المصري طالبت فيه بـ«تقليص نفقات المستشارين في الوزارات والهيئات، والمحافظين، ومواكب السيارات الفارهة». وقالت في بيان صحافي، (الأحد)، إن «كل دول العالم التي تعثرت، لجأت إلى إجراءات تقشفية بهدف تقليل النفقات»، موضحة أنه على سبيل المثال: «إذا كان في كل هيئة مكتب وزير أو محافظ من 10 إلى 15 مستشاراً، فمن الممكن تقليص عددهم إلى 5، وإذا كان لدينا من المواكب 6 سيارات فمن الممكن تقليصها إلى سيارتين».


مقالات ذات صلة

الدولار يقترب من أعلى مستوى في عامين بدعم من قرار «الفيدرالي»

الاقتصاد أوراق من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يقترب من أعلى مستوى في عامين بدعم من قرار «الفيدرالي»

اقترب الدولار من أعلى مستوى له في عامين، يوم الخميس، بعد أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الاقتصاد أوراق نقدية بالدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يتمسك بمستوياته قُبيل قرار الفائدة الأميركية

استقر الدولار الأميركي يوم الأربعاء، مع انتظار المستثمرين لمعرفة ما إذا كان مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» سيتخذ قراراً بخفض أسعار الفائدة بشكل صارم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد حُزم من الأوراق النقدية بالدولار الأميركي في محل لصرف العملات بالمكسيك (رويترز)

الدولار يقترب من أعلى مستوى في 3 أسابيع

استقر الدولار قرب أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل العملات الرئيسية، يوم الاثنين، وسط توقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)

قبيل بيانات التضخم... الدولار قرب أعلى مستوى في أسبوعين

تداول الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل الين، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركي المنتظرة التي قد تكشف عن مؤشرات حول وتيرة خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في مكتب «غولد سيلفر سنترال» بسنغافورة (رويترز)

توقعات باستمرار تألق الذهب حتى 2025 ليصل إلى 2950 دولاراً

مع عودة دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، من المحتمل أن يكون هناك مزيد من عدم اليقين بشأن التجارة والتعريفات الجمركية، مما سيدعم أيضاً سعر الذهب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تعطل سد «جبل الأولياء» يغرق مناطق واسعة في السودان

جسر خزان «جبل الأولياء»... (أرشيفية - وسائل إعلام سودانية محلية)
جسر خزان «جبل الأولياء»... (أرشيفية - وسائل إعلام سودانية محلية)
TT

تعطل سد «جبل الأولياء» يغرق مناطق واسعة في السودان

جسر خزان «جبل الأولياء»... (أرشيفية - وسائل إعلام سودانية محلية)
جسر خزان «جبل الأولياء»... (أرشيفية - وسائل إعلام سودانية محلية)

تسبب تعطل سد رئيسي يقع على بعد 40 كيلومتراً جنوب العاصمة السودانية الخرطوم عن العمل، جراء تداعيات الحرب الدائرة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، في فيضانات غمرت مناطق واسعة من ولاية النيل الأبيض، بالجزء الجنوبي من البلاد، ولا يزال نطاق الأضرار غير واضح بعد عزل كثير من البلدات والقرى بسبب تدفق المياه المستمر لليوم الخامس دون توقف.

وغمرت المياه بمستويات عالية تجاوزت المتر منطقة «الجزيرة أبا» وبلدات ريفية أخرى، وسط مخاوف من أن تتعرض مناطق الولاية كاملة للغرق، وكارثة إنسانية فادحة، وفقاً لتقارير حكومية رصدت تدفق المياه بكميات كبيرة من بحيرة فكتوريا في أوغندا، ومن منطقة أعالي النيل بدولة جنوب السودان، التي تصب مباشرة في النيل الأبيض؛ الفرع الثاني الذي يغذي نهر النيل.

وتعرض جسم السد خلال الأشهر الماضية لغارات جوية مكثفة من الطيران الحربي للجيش بهدف قطع الإمدادات العسكرية عن «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على منطقة السد.

وكان وزير الشؤون والأوقاف الدينية السابق، نصر الدين مفرح، وهو أحد سكان «الجزيرة أبا»، وجه نداءً إلى قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي»، لاتخاذ إجراءات عاجلة لفتح بوابات خزان «جبل الأولياء» لتخفيف ضغط المياه وإنقاذ أوراح السكان.

وقال مفرح لــ«الشرق الأوسط»: «لقد علمنا أن الموظفين غادروا المنطقة عقب الضربة التي تعرض لها جسر السد في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأن المهندسين من أبناء الولاية سبق أن أرسلوا تنبيهاً إلى حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بضرورة عودة الموظفين والفنيين لمراقبة السد، لكنها لم تحرك ساكناً إلى أن وقعت الكارثة».

وقالت مصادر إن البوابات الرئيسية للسد سليمة وإنه يمكن تشغيلها، لكن هناك نحو 40 بوابة أخرى، تستخدم في حالات الطوارئ، تحتاج إلى موظفين لتشغيلها لتصريف المياه، وفق القواعد المعمول بها، بشكل دوري وسنوي.

وأوضح مفرح أن الإحصاءات الأولية تشير إلى أن أكثر من 6 آلاف منزل دُمرت، فضلاً عن انقطاع الإمداد الكهربائي والمائي، واختلاط المياه بمخلفات الصرف الصحي التي تستخدم في تلك المناطق، مما نتج عنه تسجيل أكثر من 60 حالة إصابة بمرض الكوليرا، وسط مخاوف من انتشار كثير من الأمراض والأوبئة.

وأضاف أن الفيضان ضرب بنسب متفاوتة كثيراً من المنازل في الأحياء الغربية والشرقية في «الجزيرة أبا»، كما غمرت المياه الطريق الوحيدة التي تربط المدينة بالمناطق الأخرى، وهي مهددة بالانجراف حال ازدادت مستويات المياه، مما سيؤدي إلى عزل المنطقة بالكامل وصعوبة مغادرتها.

مخيم «أم صنقور» بالنيل الأبيض حيث يعيش عشرات الآلاف في ظروف حياتية قاسية (أطباء بلا حدود)

وأوضح مفرح أيضاً أن الفيضان غمر كل الأراضي الزراعية، في قمة الموسم الشتوي الذي يعتمد عليه كثير من المزارعين في توفير قوت معاشهم من حبوب القمح. وأشار الوزير السابق إلى أن «قوات الدعم السريع» حاولت فتح بوابات الخزان، لكن نسبة الأعطال وعدم الصيانة لفترات طويلة بجانب الأضرار التي خلفتها الغارات الجوية، حالت دون ذلك. وأضاف أن الحل الوحيد لتجاوز هذه الكارثة هو أن يجري تنسيق بين الطرفين المتحاربين بواسطة الصليب الأحمر لجلب الفنيين لفتح بوابات السد.

ويبلغ عدد سكان منطقة «الجزيرة أبا» نحو 90 ألف نسمة، واستقبلت خلال الأشهر الماضية أكثر من 20 ألف نازح. وأدى الفيضان إلى نزوح آلاف السكان بعد غرق المنازل وتشريد العائلات، وسط تحذيرات من خطر انهيار وشيك لخزان «جبل الأولياء»، مما قد يؤدي أيضاً إلى أضرار كبيرة في العاصمة الخرطوم.

من جانبها، قالت «قوات الدعم السريع» إنها تتابع «بقلق تطورات الفيضان جراء الأضرار الكبيرة التي لحقت ببنية السد بعد الاستهداف المتكرر بالقصف الجوي من الطيران الحربي» التابع للجيش السوداني، الذي «بلغ 70 غارة جوية» منذ أن سيطرت قواتها على المنطقة العسكرية في «جبل الأولياء».

وأوضحت في البيان أنها استعانت بخبراء فنيين «لمعالجة بعض المشكلات؛ مما ساعد في انسياب المياه، لكن المشكلة عادت بشكل أكبر خلال الموسم الحالي، على الرغم من جهود الفرق الفنية لتدارك الموقف».

كما اتهمت الجيش السوداني بـ«سحب كل المفاتيح وكابلات بوابات الخزان قبل انسحابه من منطقة جبل الأولياء، وشن ضربات جوية مراراً وتكراراً بهدف تعطيله عن العمل».