صاروخ حوثي يصيب سفينة أميركية واعتراض آخر وفشل ثالث

هجمات الجماعة مستمرة رغم الضربات والتحذيرات الدولية

أدت الهجمات الحوثية إلى عزوف شركات الشحن عن البحر الأحمر (رويترز)
أدت الهجمات الحوثية إلى عزوف شركات الشحن عن البحر الأحمر (رويترز)
TT

صاروخ حوثي يصيب سفينة أميركية واعتراض آخر وفشل ثالث

أدت الهجمات الحوثية إلى عزوف شركات الشحن عن البحر الأحمر (رويترز)
أدت الهجمات الحوثية إلى عزوف شركات الشحن عن البحر الأحمر (رويترز)

صعّد الحوثيون في اليمن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، رغم الضربات الأميركية والبريطانية والتحذيرات الدولية، إذ أصيبت ناقلة أميركية بصاروخ في خليج عدن، الاثنين، وفشلَ صاروخ ثان في الطيران، وذلك عقب ساعات من اعتراض واشنطن صاروخاً ثالثاً كان يستهدف إحدى مدمراتها.

هجمات الحوثيين باتجاه المياه اليمنية حيث سفن الشحن والقوات الدولية المرابطة هناك واكبتها هجمات في الداخل اليمني بالطائرات المسيرة، حيث استهدفت مواقع خاضعة للحكومة الشرعية في محافظتي الضالع وشبوة، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.

مدمرة أميركية لحماية الملاحة في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

وكانت واشنطن ولندن وجهتا ضربات يوم الجمعة الماضي شملت عشرات الأهداف الحوثية في صنعاء وأربع محافظات، قبل أن تعزز واشنطن منفردة هذه الضربات، السبت، باستهداف موقع حوثي قرب مطار صنعاء.

وذكرت هيئة العمليات البحرية البريطانية، الاثنين، أنها تلقت تقريرا عن حادث على بعد 95 ميلاً بحرياً جنوب شرقي عدن، حيث أبلغ الربان أن جانب الميناء من السفينة أصيب بصاروخ من الأعلى.

وفيما ذكر بيان الهيئة أن السلطات تقوم بالتحقيق نصحت السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه، ولم تتوفر على الفور معلومات عن جنسية السفينة وحمولتها، كما لم يسارع الحوثيون إلى تبني الهجوم الذي تعتقد مصادر يمنية أنه تم بصاروخ من شمال محافظة الضالع.

من جهتها، قالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري إن ناقلة بضائع مملوكة للولايات المتحدة ترفع علم جزر مارشال تعرضت لهجوم بصاروخ أثناء مرورها بالقرب من عدن باليمن.

مسلحون حوثيون قبالة السفينة المقرصنة «غالاكسي ليدر» (رويترز)

وأكدت القيادة المركزية الأميركية، الهجوم، وقالت في بيان إنه في 15 يناير (كانون الثاني) في حوالي الساعة 4 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أطلق المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وأصابوا سفينة الحاويات «M/V Gibraltar Eagle»، التي ترفع علم جزر مارشال، وتمتلكها وتديرها الولايات المتحدة، وإنه لم تبلغ السفينة عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة، وتواصل رحلتها.

وأضاف البيان أن الجماعة الحوثية أطلقت في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر (بتوقيت صنعاء)، صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن أطلق باتجاه الممرات الملاحية التجارية بجنوب البحر الأحمر، لكنه فشل في الطيران واصطدم بالأرض. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

ونقلت قناة الجزيرة عن مصدر عسكري حوثي تأكيده القيام بقصف سفينة في البحر الأحمر، بعد أن رفضت الاستجابة لنداءات الجماعة.

هذه التطورات جاءت بعد ساعات من إعلان القيادة المركزية الأميركية إسقاط صاروخ حوثي من نوع «كروز» كان يستهدف حاملة للطائرات في البحر الأحمر.

وذكر بيان القيادة المركزية الأميركية أنه في 14 يناير في حوالي الساعة 4:45 مساءً (بتوقيت صنعاء)، تم إطلاق صاروخ كروز مضاد للسفن من مناطق الحوثيين المدعومين من إيران باتجاه السفينة «يو إس إس لابون» (DDG 58)، التي كانت تعمل في جنوب البحر الأحمر. وتم إسقاط الصاروخ في محيط ساحل الحديدة من قبل مقاتلات أميركية. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

وجدد الحوثيون تهديداتهم باستمرار مهاجمة السفن التي يزعمون أنها إسرائيلية أو متجهة من أو إلى موانئ تل أبيب، كما هدد قادة الجماعة باستهداف المصالح الأميركية في البحر الأحمر انتقاماً للضربات التي أدت إلى مقتل 15 مسلحاً حوثياً وإصابة ستة آخرين منذ 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقالت الجماعة الموالية لإيران، الاثنين، في بيان إنها مستمرة «في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة».

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة وجدت في حرب إسرائيل على غزة فرصة لاستغلال العاطفة الشعبية، في حين أنها تخدم أهداف إيران في المنطقة، وتسعى إلى مفاقمة الأزمة الإنسانية.

رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك مجتمعاً في الرياض مع السفيرة البريطانية (سبأ)

وجدد رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، الاثنين، موقف بلاده من التطورات، خلال لقائه في الرياض السفيرة البريطانية عبدة شريف، وقال إن تأمين حركة التجارة العالمية، واستقرار المنطقة لا يمكن أن يتحققا إلا باستعادة مؤسسات الدولة اليمنية بوصفها الضامن الرئيسي للحفاظ على سيادة اليمن واستقراره.

ومع المخاوف من انهيار جهود السلام اليمني الذي تقوده الأمم المتحدة بدعم سعودي وعماني، واصلت الجماعة الحوثية هجماتها في الداخل، بالطائرات المسيرة والصواريخ، حيث قُتل جنديان على الأقل في شبوة، كما قُتل ثالث في الضالع، وأصيب ثلاثة آخرين، إثر ضربات بطائرات مسيرة مفخخة.

تأثر الملاحة

وألقت الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر بآثارها السلبية على الأوضاع إقليمياً ويمنياً، مع عزوف شركات الشحن عن المرور عبر قناة السويس وارتفاع تكلفة الشحن إلى ثلاثة أضعاف للوصول إلى الموانئ اليمنية، وهو الأمر الذي سيزيد من معاناة السكان الذين يعيش نحو 18 مليوناً منهم على المساعدات الإنسانية الدولية.

استهدفت ضربات أميركية وبريطانية أهدافاً للحوثيين لردعهم عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر (أ.ب)

ونقلت «رويترز»، الاثنين، أن شركة الطاقة القطرية، من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، علقت مؤقتاً إرسال ناقلات عبر البحر الأحمر بعد الضربات التي قادتها الولايات المتحدة ضد المسلحين الحوثيين في اليمن، التي استهدفت الطريق التجارية الحيوية.

وبحسب البيانات الأميركية، شنت الجماعة أكثر من 28 هجوماً ضد السفن في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بما في ذلك القيام بقرصنة سفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها وتحويلها إلى مزار لأتباعها قبالة الحديدة.

وفي حين حذر الرئيس الأميركي جو بايدن الحوثيين من الاستمرار في الهجمات وتوعد بضربات جديدة، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قبل البيان الذي ألقاه أمام البرلمان الاثنين، إن بلاده تريد «خفض التوترات» في البحر الأحمر، وإنها انضمت للغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على مواقع الحوثيين في اليمن بوصف ذلك «ملاذاً أخيراً».

يشكك باحثون يمنيون في جدوى ضربات واشنطن ولندن ويتوقعون استمرار تهديد الحوثيين للملاحة (رويترز)

من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن بلاده سوف «تدرس» ما إذا كانت سوف «تتخذ مزيداً من الإجراءات» لردع هجمات الحوثيين على سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر.

ونقلت وكالة «بي إيه ميديا» البريطانية عن شابس القول إن بريطانيا في حاجة «للانتظار» لترى ما سيحدث بعد الهجمات الجوية المشتركة مع الولايات المتحدة الجمعة الماضي، التي أعقبت أسابيع من الهجمات على حركة الشحن على طول الطريق الدولية الحيوية من جانب الحوثيين المدعومين من إيران.

في سياق التصريحات البريطانية، أكد وزير الخارجية ديفيد كاميرون، عزم بلاده على وضع حد لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وقال: «ما يفعله الحوثيون خطأ، ونحن عازمون على وضع حد له»، مضيفاً أنه يجب العمل مع الحلفاء للدفاع عن حرية الملاحة وحماية الاقتصاد العالمي.


مقالات ذات صلة

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.