«النداء الأخير إلى إسطنبول» يراهن على شعبية بطليه في العالم العربي؟

لقطة من فيلم «النداء الأخير إلى إسطنبول»  (نتفليكس)
لقطة من فيلم «النداء الأخير إلى إسطنبول» (نتفليكس)
TT

«النداء الأخير إلى إسطنبول» يراهن على شعبية بطليه في العالم العربي؟

لقطة من فيلم «النداء الأخير إلى إسطنبول»  (نتفليكس)
لقطة من فيلم «النداء الأخير إلى إسطنبول» (نتفليكس)

إذا كان الزواج هو النهاية الطبيعية المنشودة لكل قصة حب مشتعلة، فلماذا تتفاقم الأزمات والخلافات بعد الزواج حتى يختنق طائر المشاعر وتسقط العلاقة في هوة الملل أو نار المعارك؟ هل الزواج مقبرة الغرام، كما يُشاع، أم أن هناك أساليب وطرقاً إذا اتبعها الحبيبان قد ينقذان قصتهما من الفشل الذي يبدو أحياناً وكأنه مصير محتوم؟

تطرح الرؤية الفنية في الفيلم التركي «النداء الأخير إلى إسطنبول» هذا التساؤل من خلال قصة زوجين يقتربان عمرياً مما يُعرف بـ«أزمة منتصف العمر» حين يبدأ كل طرف في العلاقة عمل حسابات الربح والخسارة على مستوى السعادة أو عدمها ومدى نجاحه في تحقيق أهدافه في الحياة بشكل عام.

ويحظى الفيلم راهناً بنسبة مشاهدات عالية عبر منصة «نتفليكس»، ويحتل المركز الخامس في قائمة الأعمال العشرة الأكثر مشاهدة على المنصة. وفسر متابعون ذلك بسبب شهرة بطليه في المنطقة العربية، وهما كيفانش تاتليتوغ وبيرين سات، اللذان حظيا بشعبية يصفها نقاد بـ«الاستثنائية» و«غير المسبوقة» بين الجمهور العربي حين عُرض لهما المسلسل ذائع الصيت «العشق الممنوع» ولعبا فيه شخصيتي «مهند وسمر» قبل 15 عاماً.

وعدّ نقاد ومشاهدون توفير «نتفليكس» لخدمة الدبلجة السورية للفيلم، إلى جانب خيار آخر يتمثل في الاستماع إليه باللغة التركية مع الترجمة إلى العربية، «استغلالاً لشعبية النجمين عربياً»، حيث ارتبطت الجماهير العربية بالمسلسل باللهجة السورية التي عُرض فيها مدبلجاً عام 2008.

الممثلة التركية بيرين سات في لقطة من الفيلم (نتفليكس)

وقال الناقد الفني محمد عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار هذين النجمين تحديداً يُعد فكرة رائعة ومضمونة النجاح، كما أنه رهان من صناع الفيلم على حالة الحنين أو (النوستالجيا) لدى المشاهد تجاه بطليه، إذ تابعت أجيال كاملة المسلسل من المحيط إلى الخليج، وبالتالي ستكون في غاية التشوق لمتابعة مهند وسمر في نسختهما الجديدة بعد مرور كل هذه السنوات ومعرفة مدى التغير الذي طرأ على ملامحهما، فضلاً عن أن الفيلم يطرح أزمة العلاقة الزوجية، مما يجعل حالة التشويق مضاعفة لمعرفة إذا ما كان بمقدور البطلين اللذين أصبحا رمزاً للعشق وأيقونة للغرام تجاوز التحديات المختلفة».

يبدأ الفيلم بشخصين مسافرين إلى الولايات المتحدة ويلتقيان مصادفة في مطار نيويورك. رجل وسيم وسيدة جميلة تفقد حقيبتها، فيتطوع لمساعدتها في العثور عليها، خصوصاً بعد أن يكتشفا أنهما ينتميان إلى البلد نفسه وهو تركيا.

يتبين أن الحقيبة بحوزة شخص صيني وأنه لن يكون متاحاً قبل الغد. يبدأ الشخصان بالتعرف إلى بعضهما بعضاً بعد أن يصعدا إلى سطح الفندق حيث يقضيان ليلتهما الأولى، ويتناولان المشروبات وسط عزف لموسيقى الجاز.

تعترف السيدة بأنها غير سعيدة في حياتها الزوجية، وأنها لا تريد إنجاب أطفال كي لا يحدّوا من أحلامها ويحرموها من تحقيق أهدافها في مجال تصميم الأزياء، في حين يسعى هو إلى أن يكون عازف غيتار معروفاً.

يبدو الرجل أكثر تحفظاً في الحديث عن حياته الخاصة، وإن كان يؤكد رغبته في إنجاب الأطفال، ويرد بالنفي القاطع عن سؤالها فيما إذا كان قد سبق له أن أقدم على الخيانة الزوجية، كما يرفض فكرتها عن أن الزواج يقتل الحب.

يقع الشخصان في الغرام ويقضيان الليل في مغامرة عاطفية تأخذهما من حفل إلى آخر ومن سهرة إلى أخرى حتى تتطور الأحداث وتتفجر المفاجأة ويتبين أنهما متزوجان من بعضهما وليس اسمهما رايان وسمانثا، كما كان ينادي أحدهما الآخر بمحمد وسيرين، وأنهما جاءا إلى الولايات المتحدة بناء على نصيحة المعالجة النفسية التي نصحتهما بالسفر إلى مكان بعيد، والتظاهر بأنهما يتعرفان إلى بعضهما البعض للمرة الأولى، وذلك بعد تفاقم الخلافات والأزمات بينهما بسبب الغيرة والشكوك والأنانية وتبلد المشاعر وغيرها من الاتهامات المتبادلة، فهل تنجح الحيلة أو «اللعبة» حتى النهاية أم ينتهي الأمر بالطلاق النهائي؟

كيفانش تاتليتوغ بطل الفيلم (نتفليكس)

وعلّقت هند الشريم، المعالجة النفسية والسلوكية السعودية على قصة الفيلم قائلة إنه «يوضح الصراع بين استقرار الحياة الزوجية، وبين الطموح الشخصي المهني لطرفي العلاقة، وكيف أن الحب وحده ليس كافياً لإنجاح هذه العلاقة، بل لا بدّ من بذل مجهود مستمر ودعم كل طرف للآخر في سبيل تحقيق أحلامه».

وأضافت عبر حسابها على موقع «إكس»: «يؤكّد العمل أن التغلب على مشكلات الزواج الطويل المتراكمة ممكن إذا توفرت لدى الطرفين الرغبة في إنجاح العلاقة والعمل على ذلك مع الحوار الصريح والتعبير الحر عن الذات، لدى كل طرف وكذلك اللجوء إلى المختصين النفسيين».

لقطة من فيلم «النداء الأخير إلى إسطنبول» (نتفليكس)

ووفق عبد الخالق: «تُعدّ قصة الفيلم مضمونة النجاح، وقد سبق أن عالجتها السينما الأميركية مراراً، كما في فيلمي (قبل شروق الشمس) إنتاج 1995، و(يوم واحد)، إنتاج 2011. وتعتمد تلك الأعمال التي يمكن تسميتها بـ(أفلام الليلة الواحدة) على تكثيف المشاهد وتصاعد المشاعر مع تنامي التشويق لدى المتفرج الذي يشعر باللهفة لمعرفة مصير العلاقة العاطفية بين البطلين».


مقالات ذات صلة

«تيتا زوزو» يثير استياء «الموسيقيين» في مصر

يوميات الشرق إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)

«تيتا زوزو» يثير استياء «الموسيقيين» في مصر

أثار مسلسل «تيتا زوزو» استياء «الموسيقيين» في مصر، الذين اعترضوا على مشهد تضمّن حواراً بين الفنانة إسعاد يونس بطلة العمل وأحد الفنانين المشاركين.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق يارا صبري مع فريق العمل (إنستغرام)

«العميل» يكسر روتين الدراما المعرّبة بجرعات «أكشن» مثيرة

كسر مسلسل «العميل» بحبكته الإنسانية والتّشويقية معاً إيقاع الدراما العربية الكلاسيكية، وخرج عن نمط الرومانسية التقليدية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «الرجل العناب» (يوتيوب)

الضباط المدخنون في الدراما المصرية... «صورة نمطية» هل تغيرها انتقادات السيسي؟

أثارت الانتقادات التي وجهها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للصورة النمطية التي يظهر بها ضباط الشرطة في الدراما، جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق هند صبري وظافر عابدين في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)

«البحث عن علا 2»... دراما كوميدية تستغل نجاح الجزء الأول

تواصل الفنانة هند صبري تقديم شخصية «علا عبد الصبور» في مسلسل «البحث عن علا 2» الذي أُذيع عبر منصة «نتفليكس» أخيراً، في ست حلقات.

أحمد عدلي (القاهرة )

عائلة بريطانية تريد شراء مزرعة للتنقيب عن جثة

أنفقت الشرطة 160 ألف جنيه إسترليني في إجراءات البحث (أ.ب)
أنفقت الشرطة 160 ألف جنيه إسترليني في إجراءات البحث (أ.ب)
TT

عائلة بريطانية تريد شراء مزرعة للتنقيب عن جثة

أنفقت الشرطة 160 ألف جنيه إسترليني في إجراءات البحث (أ.ب)
أنفقت الشرطة 160 ألف جنيه إسترليني في إجراءات البحث (أ.ب)

تسعى عائلة امرأة اختُطفت وقُتلت في مزرعة، إلى شراء الأرض للتنقيب عن جثتها بعد 55 عاماً من مقتلها.

يُذكر أنه لم يجرِ العثور على جثة موريال ماكاي منذ مقتلها عام 1969 في مزرعة ستوكينغ، بالقرب من منطقة بيشوبس ستورتفورد، في هيرتفوردشاير، وفق «بي بي سي» البريطانية.

وأنفقت شرطة العاصمة 160 ألف جنيه إسترليني في إجراءات البحث، التي استمرت لمدة ثمانية أيام في الموقع، خلال يوليو (تموز) الماضي، لكن الجهود لم تسفر عن شيء، في النهاية.

وقال مارك داير، وهو حفيد السيدة ماكاي، إنه مستعد لدفع أكثر من مليون جنيه إسترليني لشراء ما وصفه بأنه «أكثر مكان شرير على وجه الأرض».

واعترف داير بأن ذلك سيكون «أمراً صعباً» من الناحية العاطفية، لكنه قال إنه قد يكون ضرورياً للوصول إلى نهاية القصة.

وجَرَت عمليات التنقيب، في يوليو، بعد أن قدّم آخِر القتلة الباقين على قيد الحياة، والذي يعيش الآن في ترينيداد، معلومات عن مكان دفن السيدة ماكاي المزعوم، غير أن السلطات لم تسمح لنظام الدين حسين بالعودة إلى المملكة المتحدة، للمساعدة في عملية البحث، وهو ما عدَّته عائلة الضحية يشكل عائقاً أمام جهود البحث.

وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قال إيان ماكاي، ابن الضحية: «يعتمد كل ذلك على رغبة مالك المزرعة في البيع»، مضيفاً أن «شراء مزرعة روكس فارم سيكون استجابة عاطفية تسمح للعائلة بالمساعدة في البحث بشكل صحيح، على أمل الوصول إلى الجثة، وإنهاء القصة».

وجرى الاتصال بأصحاب المزرعة، للتعليق.

وقال داير إنه إذا اشترت عائلته المزرعة في المستقبل، فإن الملكية ستكون «انتقالية» فقط، موضحاً أنهم سيشترونه، وسيستأجرون متخصصين لإجراء تنقيب عن جثة السيدة ماكاي، ثم يقومون ببيع المزرعة مرة أخرى. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 1970، حُكم على نظام الدين وشقيقه آرثر حسين بالسجن المؤبد؛ للاختطاف واحتجاز السيدة ماكاي، التي كانت تبلغ من العمر 55 عاماً آنذاك، مقابل الحصول على فدية بقيمة مليون جنيه إسترليني، قبل قتلها.

وكانت ماكاي قد تعرضت للاختطاف بالخطأ، في 29 ديسمبر (كانون الأول) 1969، حيث اعتقد الشقيقان أنها زوجة رجل الأعمال الكبير، وقطب الإعلام روبرت مردوخ.

وفي وقت سابق من هذا العام، سافر ابن الضحية إلى ترينيداد برفقة شقيقته ديان، وأوضح لهم نظام الدين حينها خريطة المكان الذي دُفن فيه جثة والدتهما.