إتمام ثالث تبادل للمحتجزين بين «حماس» وإسرائيل ومساعٍ لتمديد الهدنة

أسرى فلسطينيون بعد مغادرتهم سجن عوفر الإسرائيلي في إطار صفقة التبادل (رويترز)
أسرى فلسطينيون بعد مغادرتهم سجن عوفر الإسرائيلي في إطار صفقة التبادل (رويترز)
TT

إتمام ثالث تبادل للمحتجزين بين «حماس» وإسرائيل ومساعٍ لتمديد الهدنة

أسرى فلسطينيون بعد مغادرتهم سجن عوفر الإسرائيلي في إطار صفقة التبادل (رويترز)
أسرى فلسطينيون بعد مغادرتهم سجن عوفر الإسرائيلي في إطار صفقة التبادل (رويترز)

اكتملت، مساء الأحد، عملية تبادل الدفعة الثالثة للمحتجزين والأسرى ضمن اتفاق الهدنة الإنسانية بين إسرائيل و«حماس»، بينما أعلنت الحركة المسيطرة على قطاع غزة سعيها لتمديد الهدنة بما يسمح ببذل جهود جدية لزيادة عدد الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن 14 محتجزاً إسرائيلياً و3 أجانب ممن أسرتهم حركة «حماس» في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) سُلّموا للصليب الأحمر. وقال الجيش في بيان صدر في اليوم الثالث من اتفاق الهدنة: «بناءً على معلومات وردت من الصليب الأحمر تم نقل 14 رهينة إسرائيلية وثلاث رهائن أجانب إلى الصليب الأحمر».

من جهتها، أكدت «حماس» أنها سلمت 13 محتجزاً إسرائيلياً وثلاثة تايلانديين وروسياً واحداً إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأعلنت سلطة إدارة السجون الإسرائيلية، اليوم الأحد، الإفراج عن 39 سجيناً فلسطينياً بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة بين حركة «حماس» وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة ويستمر حتى الاثنين.

وقال التلفزيون الفلسطيني إن حافلة المفرج عنهم من إسرائيل خرجت من سجن عوفر في طريقها إلى رام الله بالضفة الغربية.

كانت مصر قد أعلنت، في وقت سابق، تسلم قائمة بأسماء 13 من الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» ستتم مبادلتهم الأحد بـ38 من السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل.

وقال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، في بيان، إن مصر تسلمت قوائم بأسماء 13 إسرائيلياً و39 فلسطينياً سيتم إطلاق سراحهم، اليوم الأحد، وهي الدفعة الثالثة ضمن اتفاق هدنة لأربعة أيام توسطت فيه مصر وقطر.

وسط توقعات بأن تتضمن القائمة أميركية واحدة على الأقل.

وجاء في البيان أن الهدنة تسير دون معوقات، وأن 120 شاحنة مساعدات عبرت من مصر إلى غزة، اليوم الأحد، منها شاحنتان للوقود واثنتان لغاز الطهي، وفقاً لوكالة «رويترز».

كانت حركة «حماس» قد أطلقت أول من أمس (الجمعة) سراح المجموعة الأولى المكونة من 24 محتجزاً، بينهم 13 إسرائيلياً و11 أجنبياً. وبالمقابل، أطلقت إسرائيل سراح 39 أسيراً فلسطينياً من سجونها.

وفي اليوم الثاني، أطلقت «حماس» سراح مجموعة ثانية مكونة من 17 محتجزاً، مقابل إطلاق سراح 39 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية. ويعد الأحد ثالث أيام الهدنة التي من المقرر أن تستمر 4 أيام بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة.

أسرى فلسطينيون بعد مغادرتهم سجن عوفر الإسرائيلي في إطار صفقة التبادل (رويترز)

رهينة أميركية

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن حركة «حماس» أفرجت عن رهينة أميركية هي طفلة في عامها الرابع اسمها أبيغايل. وقال بايدن في كلمة من ولاية ماساشوستس «إنها حرة وهي في إسرائيل»، وعلق قائلاً: «إنها تعاني صدمة رهيبة».

كان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قد صرح لشبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية بأن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن حركة «حماس» ستطلق سراح أميركية واحدة على الأقل اليوم الأحد. وقال في مقابلة مع برنامج «واجه الصحافة» إن «الاتفاق الأصلي ينص على الإفراج عن الأطفال والنساء، ولدينا ثلاث أميركيات ينطبق عليهن هذا التصنيف: امرأتان وطفلة». وتابع قائلاً: «لدينا من الأسباب ما يدعونا للاعتقاد بأن إحدى هؤلاء سيتم الإفراج عنها اليوم، ولكن إلى حين التأكد من خروجها بسلام من غزة وإلى أن تكون في حوزة السلطات، وفي النهاية مع أسرتها، فلن نكون على يقين، ولكن فقط لدينا ما يجعلنا نعتقد أنه سيكون هناك إفراج عن واحدة اليوم».

مساعدات إنسانية

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية والشاحنات الإغاثية، أعلن الهلال الأحمر المصري، في بيان، أن 80 شاحنة مساعدات إنسانية وطبية وسبع شاحنات وقود منها أربع شاحنات تحمل غاز المنازل عبرت معبر رفح الحدودي إلى قطاع غزة. وقال خالد زايد رئيس الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، إن من المقرر إدخال 200 شاحنة ‏مساعدات إلى غزة في إطار الآلية المتفق عليها خلال أيام الهدنة. وأضاف أن وفداً قطرياً رفيع المستوى برئاسة لولوة الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي لدولة قطر دخل إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية قصيرة وزيارة المركز القطري للإغاثة في غزة في زيارة تستغرق عدة ساعات.

خرق للهدنة

هذا، وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن مزارعاً قُتل وأصيب آخرٌ برصاص القوات الإسرائيلية وسط قطاع غزة، وذلك في ثاني خرق يتم تسجيله اليوم الأحد للهدنة المعلنة. وأضافت الجمعية في بيان نقلته «وكالة الأنباء الفلسطينية» أن القوات الإسرائيلية استهدفت مزارعَين أثناء عملهما بأرضهما شرق مخيم المغازي، بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر. كما أشارت إلى إصابة سبعة فلسطينيين الأحد برصاص القوات الإسرائيلية في محيط «مستشفى القدس» في تل الهواء بغرب مدينة غزة، وفي محيط «المستشفى الإندونيسي» في بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، في اليوم الثالث للهدنة الإنسانية المؤقتة. كانت «الهدنة الإنسانية» في قطاع غزة قد دخلت حيز التنفيذ في الساعة السابعة من صباح يوم الجمعة الماضي بعد مواجهة عسكرية تواصلت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

تمديد الهدنة

وأفادت حركة «حماس»، في بيان، بأنها تسعى لتمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأربعة أيام، من خلال البحث «الجاد» لزيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين، كما ورد في اتفاق الهدنة الإنسانية.

وقالت مصادر مطلعة لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم الأحد، إن الوسطاء المصريين والقطريين بدأوا اتصالات مجدداً مع الجانب الإسرائيلي وحركة «حماس» لتمديد اتفاق الهدنة بين الجانبين، الذي ينتهي صباح الثلاثاء.

وحسب المصادر العربية المطلعة على ملف التفاوض، فإن الطرح الحالي هو التمديد لأربعة أيام إضافية مقابل الإفراج عن نحو 50 إسرائيلياً محتجزاً في قطاع غزة، و150 فلسطينياً من المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وهي الأعداد نفسها التي تم التوافق عليها في الهدنة الحالية.

وحسب المصادر، التي نقلت عنها «وكالة أنباء العالم العربي»، فإن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل من أجل التوصل لمثل هذا الاتفاق، وإن واشنطن طلبت من الوسيطين المصري والقطري ممارسة الدور نفسه على حركة «حماس».

وقال مصدر: «أتوقع أن تنجح عملية تمديد فترة التهدئة أياماً إضافية، إذا لم تكن هناك عقبات فنية تحديداً لدى حركة (حماس) في الوصول إلى المحتجزين الإسرائيليين».

وأشار المصدر إلى أن التزام الطرفين بوقف إطلاق النار كان كبيراً رغم بعض التأخير في الإجراءات، وبعض الخروقات التي وصفها بـ«البسيطة».


مقالات ذات صلة

مسؤول في حركة «حماس»: مستعدون لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» الأسلحة

المشرق العربي جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

مسؤول في حركة «حماس»: مستعدون لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» الأسلحة

قال مسؤول رفيع في حركة «حماس»، اليوم (الأحد)، إن الحركة مستعدة لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» ترسانتها من الأسلحة ضمن اتفاقها لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (الدوحة )
شؤون إقليمية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (أ.ف.ب)

رئيس الأركان الإسرائيلي: «الخط الأصفر» في غزة يمثل «حدوداً جديدة»

أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، في بيان، اليوم الأحد، أن «الخط الأصفر» الفاصل في غزة هو الحدود الجديدة للقطاع مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية نتنياهو يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في القدس يوم الأحد (رويترز) play-circle 00:24

نتنياهو يرى أن المرحلة الثانية اقتربت في غزة... ويرهنها بـ «إنهاء حكم حماس»

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستنتقل قريباً إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في قطاع غزة، لكنه رهن ذلك بإنهاء حكم حركة «حماس».

المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمستشار الألماني فريدريش ميرتس في القدس (د.ب.أ) play-circle 00:24

 نتنياهو: إسرائيل و«حماس» ستبدآن قريباً المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «من المتوقع قريباً جداً أن تنتقل إسرائيل و(حماس) إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي 52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)

«صحة غزة» تحذر من النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بالقطاع

حذَّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (الأحد)، من النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية الذي وصفته بأنه عند «مستويات كارثية».

«الشرق الأوسط» (غزة)

ناجون من الفاشر: رأينا جثثاً تتدلى من الأشجار


صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)
صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)
TT

ناجون من الفاشر: رأينا جثثاً تتدلى من الأشجار


صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)
صورة التقطت في 15 نوفمبر الماضي لسودانية بمخيم الطويلة الذي أقيم للنازحين الفارين بعد هجوم «الدعم السريع» (رويترز)

قدّم ناجون روايات مُروّعة عن الانتهاكات التي حلّت بهم أو شَهدوها منذ سقوط مدينة الفاشر عاصمة شمال إقليم دارفور في السودان، بأيدي «قوات الدعم السريع» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال أحمد جبريل، الذي فر مع 7 من أفراد أسرته المقربين ولا يعرف مصيرهم إلى الآن: «خرجنا في تلك الليلة حفاة بملابس البيت، وفي الطريق تعرضنا لإطلاق نار كثيف من مقاتلي (قوات الدعم السريع)... كثيرون سقطوا قتلى وجرحى». وأضاف أنه رأى عشرات الأشخاص يموتون جوعاً وعطشاً، وآخرين متأثرين بجراحهم الخطيرة في رحلة فرارهم إلى مخيم طويلة للنازحين الذي يبعد نحو 60 كيلومتراً عن الفاشر.

وأفاد ناجون، خلال اتصالات أجرتها معهم «الشرق الأوسط» عبر الهاتف، بأن «قوات الدعم السريع» لا تزال تحتجز قسراً مئات من العائلات في المعتقلات ودور الإيواء، وكثيرون ماتوا جوعاً أو بالرصاص.

وقال أحد الناجين: «رأينا جثث نساء ورجال تتدلى من الأشجار، لا أحد يستطيع الاقتراب منها».

وقال المحامي آدم إدريس الذي خرج بعد أيام من سقوط الفاشر: «إن (قوات الدعم السريع) كانت تُجبرنا على الذهاب إلى المساجد، وتُصوِّرنا هناك، ثم تنشر مقاطع فيديو لتقول إن الأوضاع تسير بشكل طبيعي، بينما في حقيقة الأمر كانت تحتجز المواطنين العُزل، وتطلب أموالاً طائلة مقابل إطلاق سراحهم».

بدورها، روت «أ. م.» - وهي أم لطفلين - قائلة: «أوقفوا النساء صفاً واحداً، وصوَّبوا أسلحتهم نحونا، ثم بدأوا التفتيش داخل ملابسنا بحثاً عن الأموال والذهب (...) تعرضنا لعنف جنسي ومعاملة مهينة غير إنسانية من أفراد (الدعم السريع). كانوا يصفوننا بعبارات عنصرية».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) عام 2023، وسط مساع لدمج جميع القوات في جيش واحد، ما أسفر عن خلاف بين الطرفين ونزاع مسلح. (تفاصيل ص 9)

تعيش دمشق، في الذكرى الأولى لـ«التحرير» التي تصادف اليوم، لحظات احتفاء بعودة السوريين إلى بلادهم، وانهيار النظام السابق وهروب رئيسه بشار الأسد.

في العاصمة التي بدت كأنها في «وقفة عيد»، تتداخل بهجة بـ«حق العودة» مع ثقل الذاكرة، فيما تعكس الشوارع ملامح هوية جديدة حلّت محل رموز «الحقبة السوداء»، وصهرت مقاتلي الفصائل في أجهزة الدولة الناشئة، وامتصت جانباً من قلق الدمشقيين تجاه مستقبلهم.

وخلف الزينة والزحام والفنادق المكتظة والعائدين بعد سنوات منفى، ثمة غصة حاضرة لدى أهالي المغيبين وسكان المناطق المدمرة. رغم ذلك، استعاد الناس جرأة النقاش العلني، كأن «الجدران لم تعد لها آذان»، في تعبير عن شعور عام باسترداد القرار الفردي والحق في العودة.

هذا التحول لم يلغِ ذكرى الليلة العصيبة التي أعقبت هروب الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، حين وقفت دمشق على حافة الفوضى؛ فقد انهارت المؤسسات الأمنية، واندفعت مجموعات مسلحة لنهب مقرات حساسة، بينما ترك عناصر النظام بزاتهم في الشوارع.

ومع ذلك، نجحت أحياء مثل الجسر الأبيض وباب توما والقصاع في حماية نفسها عبر لجان أهلية ارتجالية ضمت أطباء وطلاباً وتجاراً. وبفضل هذه المبادرات، أوقف أكثر من 200 لص، وأحبطت محاولات اعتداء ذات طابع طائفي، في لحظة كشفت قدرة الناس على منع الانزلاق.

وفي طهران، تبرز اليوم روايات متناقضة حول انهيار «خيمة المقاومة»، وفقدان إيران عمودها السوري بين خطاب المرشد عن «مؤامرة خارجية»، ورؤية «الحرس الثوري» لسوريا بوصفها «المحافظة الخامسة والثلاثين»، ودفاع الدبلوماسية، واتهامات برلمانيين بهدر عشرات المليارات. وتتوالى الأسئلة حول التكلفة والخسارة، وفيما إذا تستطيع طهران خوض مغامرة جديدة في سوريا بعدما انهار الرهان السابق.


موجة أمطار غزيرة تفرض خطط طوارئ في عموم ليبيا

قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)
قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)
TT

موجة أمطار غزيرة تفرض خطط طوارئ في عموم ليبيا

قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)
قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)

في ظلّ تقلبات جوية عنيفة تضرب ليبيا من شرقها إلى غربها، ومع هطول أمطار غزيرة تذكّر بالكارثة التي ضربت درنة قبل عامين، تحركت جميع الأطراف في البلاد، بما في ذلك حكومة «الوحدة» المؤقتة في طرابلس، وغريمتها حكومة أسامة حماد في بنغازي، و«الجيش الوطني»، و«صندوق إعادة الإعمار»، والبلديات، في سباق مع الزمن لمنع كارثة جديدة.

صورة وزّعها «مركز طب الطوارئ» في ليبيا لرفع جاهزيته الميدانية تحسباً لتقلبات الطقس

وأعلنت هيئة أمن المرافق والمنشآت بحكومة حماد، أنها شرعت بناء على تكليف عاجل ومُباشر من رئيسها، في تنفيذ المهام الموكلة إليها، بشأن تأمين وحراسة السدود المائية بشكلٍ كامل؛ لضمان حماية المُنشآت الحيوية ومنع أي تهديد قد يستهدف البنية التحتية للمياه.

وأكدت الهيئة بدء الانتشار والتمركز الفوري في عدّة نقاط أمنية تم تحديدها، من ضمنها سدّا وادي قطّارة ووادي جازة، حيث تفقَّد رئيس الهيئة اللواء أكرم المسماري الموقعين، وناقش مع مسؤولي السدود الوضع العام، بالإضافة إلى التنسيق المُشترك للحرص على انسيابية العمل دون أيّ عراقيل.

وأكد المسماري بأن السدود المائية ومحيطها «تخضع الآن للحراسة الأمنية المشدّدة على مدار الساعة، مطمئناً بأن مناسيب المياه فيها طبيعية جداً، وهي قيد المتابعة والمشاهدة المستمرة أولا فأول».

من جهته، قال «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا» إنه بتعليمات مباشرة من مديره بالقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني»، باشرت فرق الطوارئ أعمالها بشكل عاجل فور هطول كميات كبيرة من الأمطار، لافتاً إلى الدفع بالشاحنات والمعدات الثقيلة لشفط المياه، وفتح مجاري التصريف، وتنفيذ عمليات التنظيف ومعالجة الاختناقات، بما يضمن إعادة انسيابية الطرق والحفاظ على سلامة المواطنين.

وعلى خلفية التقلبات الجوية وهطول الأمطار الغزيرة وتجمع كميات كبيرة من المياه في عدد من المناطق، ما أدى إلى صعوبة التنقل وشكّل خطراً على السلامة العامة. ورغم استمرار جهود تنفيذ خطط الطوارئ وعمليات شفط المياه ومعالجة المختنقات، قررت بلدية مصراتة الأحد عطلة في جميع المؤسسات التعليمية التابعة لمراقبة التربية والتعليم، ومؤسسات التعليم التقني والفني، بالإضافة إلى الكليات التابعة لجامعة مصراتة داخل نطاق البلدية.

واستثنى القرار طلبة الكليات الذين لديهم امتحانات نهائية، حيث تستمر لجان الامتحانات حسب الجداول المقررة. ودعت البلدية المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر والتعاون مع الجهات المختصة لتجاوز هذه الظروف الطارئة.

وأعلنت مكاتب مراقبة التربية والتعليم في بلديات بشرق البلاد، وهي البيضاء والمرج والمليطانية وأجدابيا وسلوق، الأحد عطلة في جميع المدارس، ضمن نطاقها نظراً للتقلبات الجوية.

واضطرت السلطات المحلية في بنغازي لإجلاء 27 عائلة من منطقة الكيش القديم بسبب ارتفاع منسوب الأمطار، بحسب مسؤول أمني، نفى سقوط أي خسائر بشرية حتى الآن.

وقالت حكومة «الوحدة» المؤقتة، إن وكيل وزارتها للموارد المائية، عبد السلام نصر، تفقَّد عدداً من المواقع المائية والإنشائية، إلى جانب مراجعة عدد من الأودية الواقعة ضمن طوق العاصمة، بهدف رفع مستوى الجاهزية وتعزيز التنسيق الفني، في إطار متابعة جاهزية البنية المائية، ورصد أوضاع مجاري الأودية مع تزايد التقلبات الجوية.

كما أعلنت الحكومة مواصلة فرق شركة المياه والصرف الصحي تنفيذ أعمال شفط المياه ومعالجة المختنقات الناتجة عن تجمع الأمطار، في عدة مدن ومناطق بالمنطقة الغربية، شملت مصراتة وترهونة والزاوية، إضافة إلى عدد من الأحياء بطرابلس، ضمن خطة الاستجابة العاجلة للتعامل مع آثار الأمطار الغزيرة وتحسين قدرة شبكة التصريف على استيعاب الكميات المتساقطة.

بدوره، رفع مركز طب الطوارئ والدعم مستوى جاهزيته الميدانية، تحسّباً لأي حالات طارئة قد تنجم عن سوء الأحوال الجوية.

وأوضح بيان للمركز، مساء السبت، أن فرق الإسعاف والطوارئ بدأت تنفيذ خطة استعداد شاملة، تتضمن تجهيز المركبات الطبية بالمعدات اللازمة، وتعزيز انتشارها عبر نقاط ثابتة ومتحركة لضمان سرعة الوصول إلى مواقع البلاغات المحتملة، مشدداً على جاهزيته للتدخل الفوري عند الحاجة.


«الداخلية» المصرية تفند ملابسات توقيف شقيق إعلامية شهيرة

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
TT

«الداخلية» المصرية تفند ملابسات توقيف شقيق إعلامية شهيرة

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)

نفت وزارة الداخلية المصرية «ما تم تداوله من جانب إعلامية شهيرة عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، فيما يتعلق بتوقيف شقيقها، رئيس مجلس إدارة أحد المواقع الإخبارية، ورئيس تحرير الموقع».

وفندت الوزارة ملابسات الواقعة في بيان، جاء فيه أنه «مع تداول المنشور من جانب الإعلامية، وبالفحص تبين أن حقيقة الواقعة تتمثل في أنه بتاريخ 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تقدم رئيس (شعبة الدواجن) بالغرف التجارية المصرية ببلاغ ضد الموقع الإخباري (إيجبتك) لنشره تصريحات منسوبة له وبصورته الشخصية، تحت عنوان (دواجن فاسدة وملونة تغزو الأسواق)، وذلك على خلاف الحقيقة، رغم عدم قيامه بإجراء أي أحاديث مع هذا الموقع».

وأضافت «الداخلية» أنه بالعرض على النيابة العامة «قررت ضبط وإحضار رئيس مجلس إدارة الموقع ورئيس تحريره، وقد تم تنفيذ القرار وعرضهما على النيابة العامة لإعمال شؤونها»، كما تم إحاطة نقابة الصحافيين على ضوء عضوية أحدهما بالنقابة، وأن «جميع الإجراءات تمت في إطار من الشرعية والقانون».

وكان منشور مطوّل متداول على مواقع التواصل الاجتماعي من جانب الإعلامية المصرية، قصواء الخلالي، أثار جدلاً في الأوساط الإعلامية، بعد أن «استغاثت فيه من إلقاء القبض على شقيقها، رئيس مجلس إدارة أحد المواقع الإخبارية، وكذا رئيس تحرير الموقع ذاته»، لافتة إلى أن «ذلك تم دون سند قانوني، وأنهما محتجزان في مكان غير معلوم»، على حد قولها. وأشارت إلى أن شركتها الإعلامية حصلت على التراخيص اللازمة بعد موافقات رسمية من جهات عليا، بما في ذلك نقابة الصحافيين والمجلس الأعلى للإعلام.

الإعلامية المصرية قصواء الخلالي (حسابها على منصة «إكس»)

واشتهرت الخلالي بتقديم عدد من البرامج الحوارية والثقافية على الشاشات المصرية، كان آخرها برنامج «في المساء مع قصواء» وهو «توك شو» على قناة «سي بي سي» المصرية.

وموقع «إيجبتك»، الذي تم تدشينه مؤخراً، يعرِّفه القائمون عليه بأنه «منصة إخبارية متكاملة تضع القارئ في قلب الحدث، ومساحة مفتوحة للفكر والمعرفة».

وعلّق نقيب الصحافيين المصريين، خالد البلشي، على الواقعة، قائلاً في منشور على حسابه بـ«فيسبوك»، الأحد: «علمت وأنا خارج مصر بواقعة القبض على رئيس تحرير (إيجبتك) ومعه رئيس مجلس الإدارة بناءً على قرار ضبط وإحضار، في بلاغ تم تقديمه ضدهما طبقاً لما علمت به». وأضاف: «كلفت الزملاء بمجلس النقابة والشؤون القانونية بالتحرك الفوري لحضور التحقيق والمطالبة بإخلاء سبيلهما بضمان النقابة». وأشار البلشي إلى أن «قانون تنظيم الصحافة والإعلام يمنع الحبس في قضايا النشر»، وينص قانون النقابة على «ضرورة إخطار النقابة لحضور التحقيقات مع الصحافيين».

فيما أوضح عضو مجلس نقابة الصحافيين، محمود كامل، عبر منشور آخر على «فيسبوك»، الأحد، أن «الإجراءات الطبيعية كانت تقتضي إخطار النقابة بالبلاغ وتحديد موعد للتحقيق مع رئيس تحرير الموقع»، مشيراً إلى النقابة والزميل كانا سيبادران إلى تنفيذ ذلك، «دون الحاجة إلى صدور قرار بالضبط والإحضار، وما صاحب ذلك من ملابسات كان يمكن تجنبها، فالزميل مكانه معلوم ولا يخشى من هروبه».