السجن لقيادي أمني سابق في وزارة الداخلية التونسية

اتهم بالمشاركة في التآمر ضد أمن الدولة

القيادي الأمني التونسي محرز الزواري (الشرق الأوسط)
القيادي الأمني التونسي محرز الزواري (الشرق الأوسط)
TT

السجن لقيادي أمني سابق في وزارة الداخلية التونسية

القيادي الأمني التونسي محرز الزواري (الشرق الأوسط)
القيادي الأمني التونسي محرز الزواري (الشرق الأوسط)

كشفت حنان قداس، المتحدثة باسم القطب القضائي التونسي لمكافحة الإرهاب، عن إلقاء أجهزة الأمن التونسية القبض على المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية محرز الزواري، المفتش عنه، وتقديمه أمام قاضي التحقيق الذي استمع إليه، وأصدر بطاقة إيداع بالسجن في حقه.

وأكدت قداس، في تصريح لـ«وكالة الأنباء التونسية» الرسمية، إصدار قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بطاقة إيداع بالسجن ضد الزواري، وذلك في إطار التحقيقات الجارية بشأن تكوين وفاق بغاية التآمر على أمن الدولة الداخلي، والموقوف على ذمتها ريّان الحمزاوي، رئيس المجلس البلدي المنحل بالزهراء، (الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية).

وكان الزواري قد شغل خطة مدير المصالح المختصة بوزارة الداخلية خلال فترة حكم «الترويكا» بقيادة «حركة النهضة»، وسبق أن أصدر قاضي التحقيق في حقه سنة 2022 بطاقة إيداع في القضية المعروفة بقضية «التسفير إلى بؤر التوتر»، قبل أن يتم الإفراج عنه نهاية السنة الماضية.

وتواصل الأجهزة القضائية في تونس التحقيق في هذه القضية التي تشمل عدداً كبيراً من السياسيين ورجال الأعمال والناشطين في المجتمع المدني، وقد صدرت في حق البعض منهم بطاقات إيداع بالسجن منذ شهر فبراير (شباط) 2022. وشملت قائمة المودعين في سجن «المرناقية» (غرب العاصمة التونسية)، راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة»، وعصام الشابي رئيس الحزب الجمهوري، وغازي الشواشي الرئيس السباق لحزب التيار الديمقراطي، علاوة على قيادات في «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة، ومن بينهم جوهر بن مبارك، وتشمل الملاحقات القضائية كذلك شيماء عيسى والعياشي الهمامي، ولزهر العكرمي ورجل الأعمال خيام التركي وعبد الحميد الجلاصي القيادي السابق في حركة «النهضة».

وسبق لقاضي التحقيق المتعهد بملف التآمر ضد أمن الدولة إصدار بطاقات إيداع بالسجن في حق عدد من المتهمين في القضية، على غرار ريّان الحمزاوي رئيس المجلس البلدي المنحل بالزهراء، وعسكريين متقاعدين من مجموعة ما يُعرف بـ«براكة الساحل».

وزيرة العدل

في غضون ذلك، قالت ليلى جفال، وزيرة العدل التونسية، إن إجراءات الإيقاف فيما بات يُعرف بـ«قضية التآمر على أمن الدولة»، والتي تم في إطارها إيقاف عدد من الشخصيات السياسية المعارضة، والأبحاث التي تم إجراؤها، كلها سليمة، مبينة أن الوزارة لن تتفاعل مع من يشوّه القضاء التونسي، على حد تعبيرها.

وأضافت، خلال مناقشة ميزانية وزارة العدل بالبرلمان التونسي، أن القضايا بحكم أنها ما زالت في التحقيق لا ينبغي الحديث بخصوصها، احتراماً لمبدأ سريّة التحقيق، مؤكدة أنها لن تتستّر على أي شخص، وكلما اشتدّت حملات الثلب والشتم، اشتدّت الإرادة على المضي قدماً، على حد قولها.

وأشارت إلى أن التهديدات التي تتعرض لها صحبة الفريق العامل معها بوزارة العدل، لن تجدي نفعاً، ولن تثنيهم عن القيام بمهامهم، وعلى رأسها إحلال العدالة.


مقالات ذات صلة

منظمات تونسية ودولية تطالب باحترام «التعددية» في الانتخابات الرئاسية

شمال افريقيا فاروق بوعسكر يترأس اجتماعاً لهيئة الانتخابات التونسية (الهيئة)

منظمات تونسية ودولية تطالب باحترام «التعددية» في الانتخابات الرئاسية

طالبت 26 منظمة تونسية ودولية، وحوالي مائتي شخصية، في بيان مشترك، باحترام «التعددية» خلال الانتخابات الرئاسية وتطبيق القرارات الإدارية لإعادة قبول المرشحين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا هيئة الانتخابات في أحد اجتماعاتها (موقع الهيئة)

القضاء التونسي يقضي بعودة 3 مرشحين إلى السباق الرئاسي

قضت المحكمة الإدارية في تونس، الجمعة، في ختام جلسات التقاضي بكامل مراحلها، بإعادة 3 مرشحين إلى السباق الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم العربي سعيّد والسوداني أجريا مباحثات لتعزيز التعاون بين العراق وتونس (إعلام حكومي)

مباحثات لتعزيز التعاون بين بغداد وتونس

بحث رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مع الرئيس التونسي قيس سعيد التطورات السياسية والميدانية في المنطقة، وشددا على أهمية وقف الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شمال افريقيا الرئيس التونسي مع رئيس الوزراء الجديد (مواقع التواصل)

الرئيس التونسي: التعديل الوزاري من أجل «الأمن القومي» للبلاد

«تحول الوضع إلى صراع بين نظام دستوري جديد، ومنظومة فاسدة ما زال عناصرها يمنّون أنفسهم بالعودة إلى الوراء».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا فاروق بوعسكر رئيس هيئة الانتخابات التونسية يقدم آخر المستجدات حول الانتخابات الرئاسية المقبلة (إ.ب.أ)

هيئة الانتخابات التونسية تتلقى 171 اعتراضاً حول التزكيات

تقديم 171 اعتراضاً في مختلف مقرات الهيئة، تتعلق بتزكيات شعبية مقدمة إلى مختلف المترشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة.

«الشرق الأوسط» (تونس)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
TT

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)
عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية بين عامي 2013 و2022 من العقاب، تهدد بالمزيد من حالة عدم الاستقرار والانقسام في البلاد.

واتهم التقرير، الذي وزعته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، مساء الجمعة، فصيل الكانيات، وهو مجموعة مسلّحة نشأت في 2011، مارَس سيطرة وحشية على ترهونة، المدينة التي يقطنها 150.000 نسمة تقريباً وتقع على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس، مشيراً إلى أن إدماج الكانيات في حكومة الوفاق السابقة، ثم لاحقاً في الجيش الوطني، وشكّل حاجزاً كبيراً أعاق تحقيق المساءلة والعدالة. ونتيجة لذلك، تردّد بعض السكان في المشاركة في التحقيقات والإبلاغ عن الجرائم خوفاً من الانتقام.

ونقل التقرير عن ستيفاني خوري، القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة، عدّها عدم معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء النزاع ودوافعه لن يؤدّي سوى إلى تأجيج دوامات العنف والانتقام السامة بين المجتمعات.

اجتماع عميد بلدية ترهونة مع المسؤولة الأممية (بلدية ترهونة)

وأوصى التقرير بتنفيذ عملية شاملة للعدالة الانتقالية والمصالحة، مع اتخاذ تدابير مجدية لتقصّي الحقائق، وتقديم تعويضات فعالة إلى الضحايا، بما في ذلك المساعدة القانونية ودعم الصحة النفسية، وضمانات عدم التكرار، التي ينبغي وضعها بالتشاور مع المتضررين مباشرة. كما دعا لاتخاذ تدابير صارمة لتحقيق المساءلة، من خلال التحقيقات ومحاسبة الجناة المزعومين، بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وكان عميد بلدية ترهونة، محمد الكشر، وعدد من أعضاء رابطة ضحايا ترهونة، قد زاروا مع المسؤولة الأممية جورجيت غانيون، عدداً من مواقع المقابر الجماعية والسجون في ترهونة، بمناسبة اليوم العالمي للإخفاء القسري، ومتابعة ملف ضحايا العنف والقتل والمقابر التي ارتكبت بحق أهالي ترهونة وبعض المدن المجاورة.

في سياق غير متصل، تحدثت وسائل إعلام محلية عن نجاة ليبيين بأعجوبة، بعد أن جرفت مياه الفيضانات سيارتهم في ترهونة، بينما تعرضت مدينة الكفرة لإطفاء تام بسبب فصل محطة كهربائية، للحفاظ على معدات الشبكة العامة بتأثير الرياح والأمطار.

حكومة الوحدة خلال اجتماع متابعة تقلبات الطقس (حكومة الوحدة)

وأعلن الهلال الأحمر، مساء الجمعة، في ترهونة فتح الطريق الرابط بين بني وليد وترهونة، عقب إغلاقه لعدة ساعات، بسبب تزايد ارتفاع منسوب المياه في الطريق، فيما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في بني وليد، خروج السيل في وادي وشتاتة إلى الطريق، مع وجود ارتفاع في المياه في الوادي.

وكانت حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، قد طمأنت المواطنين بما وصفته بالجاهزية العالية للوزارات والأجهزة والمراكز في جميع مناطق ليبيا العالية لمواجهة أي ظروف جوية، أو تقلبات مناخية، وتوفير الإمكانيات اللازمة، مشيرة إلى أن اجتماعاً عُقد، مساء الجمعة بطرابلس، ضم كل الجهات المعنية، استهدف توحيد الجهود لضمان نجاح العمل وحماية المواطنين والممتلكات، في إطار تحديث الخطة الوطنية لمواجهة الطوارئ والكوارث الطبيعية.