زلزال سياسي في العراق... إنهاء عضوية الحلبوسي بالبرلمان

بقرار من المحكمة الاتحادية العليا

الحلبوسي خلال جلسة برلمانية (رويترز)
الحلبوسي خلال جلسة برلمانية (رويترز)
TT

زلزال سياسي في العراق... إنهاء عضوية الحلبوسي بالبرلمان

الحلبوسي خلال جلسة برلمانية (رويترز)
الحلبوسي خلال جلسة برلمانية (رويترز)

في قرار مفاجئ وغير متوقع، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق قراراً، اليوم (الثلاثاء)، بإنهاء عضوية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في البرلمان. القرار الباتّ والملزم طبقاً لعلوية قرارات الاتحادية يُتوقع أن يُحدث زلزالاً سياسياً في العراق، كونه سيُحدث صدمة كبيرة سواء على صعيد التوازن السياسي في العراق أو المكوناتي، لا سيما على صعيد المناطق الغربية ذات الغالبية السُّنية. ووصف الحلبوسي في مقطع مصور أصدره مكتبه، اليوم، قرار المحكمة بالـ«غريب»، لافتاً إلى أنه سيطلب توضيحات.

تبلغ بالقرار خلال جلسة برلمانية

الحلبوسي الذي كان يترأس جلسة البرلمان الخاصة بتعديل قانون المفوضية قرر رفع الجلسة حال سماعه بالقرار وغادر البرلمان.

يأتي قرار الاتحادية بناءً على شكوى بالتزوير ضد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، قدمها ضده النائب السابق ليث الدليمي، الذي كسب الدعوى وعاد إلى عضوية البرلمان. ونظرت المحكمة الاتحادية العليا في وقت سابق من يوم الثلاثاء الدعوى بالعدد (9- اتحادية- 2023)، وقررت بموجب الحكم الصادر فيها إنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد ريكان الحلبوسي.

كان محامي النائب ليث الدليمي، قد أفاد في وقت سابق الثلاثاء، بأن المحكمة الاتحادية قررت إنهاء عضوية رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي. وذكر المحامي في تسجيل فيديو، أن المحكمة الاتحادية نظرت الدعوى المقامة من موكله ليث الدليمي ضد الحلبوسي، مبيناً أن القرار الذي اتخذته المحكمة تضمَّن فقرات كثيرة وصفها بـ«المهمة والكبيرة».


مقالات ذات صلة

السعودية والعراق يعززان التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله ثابت العباسي وزير الدفاع العراقي في الرياض (وزارة الدفاع السعودية)

السعودية والعراق يعززان التعاون العسكري

أبرمت السعودية والعراق، الاثنين، مذكرة تفاهم للتعاون في المجال العسكري، وذلك خلال استقبال الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، نظيره العراقي ثابت العباسي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني يترأس اجتماعاً مشتركاً مع نظيره العراقي عبد الأمير الشمري في طهران اليوم (تسنيم)

وزير الداخلية العراقي بطهران في مهمة «غامضة»

وصل وزير الداخلية العراقي إلى طهران، وسط تكهنات بأنه يحمل رسالة خاصة، لبحث «عدم زج العراق في الصراع الإسرائيلي مع غزة ولبنان»، وفقاً لمصادر مطلعة.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي صورة نشرها مكتب السيستاني من استقباله ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الجديد لدى العراق العماني محمد الحسان (أ.ف.ب)

السيستاني يدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة ورفض التدخلات الخارجية

حدد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، 7 عوامل لتحقيق «استقرار العراق»، خلال لقائه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الجديد في العراق.

حمزة مصطفى (بغداد)
العالم العربي السيستاني خلال استقبله اليوم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق (يونامي) محمد الحسان والوفد المرافق معه (واع)

السيستاني: يجب منع التدخلات الخارجية في العراق وحصر السلاح بيد الدولة

قال المرجع الشيعي بالعراق علي السيستاني، اليوم الاثنين، إنه يجب منع التدخلات الخارجية بمختلف صورها وحصر السلاح في يد الدولة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «كتائب حزب الله» العراقية سبق أن هددت بزيادة هجماتها مع قرب الانتخابات الأميركية (إكس)

قلق عراقي بعد تحديد إسرائيل «بنك أهداف»

تسود حالة من القلق في الأوساط الرسمية والشعبية العراقية بشأن طبيعة «بنك الأهداف» الذي أفادت تقارير إسرائيلية بأن تل أبيب حددته رداً على هجمات الفصائل المسلحة.

حمزة مصطفى (بغداد)

«غزة صغيرة» في شرق القاهرة... وفلسطينيون يحلمون بـ«حياة جديدة»

يتحدث مالك المطعم الفلسطيني باسم أبو عون إلى أحد الزبائن أمام مطعم «حي الرمال» بالقاهرة الذي سمّي على اسم الحي الذي يسكنه في مدينة غزة (أ.ف.ب)
يتحدث مالك المطعم الفلسطيني باسم أبو عون إلى أحد الزبائن أمام مطعم «حي الرمال» بالقاهرة الذي سمّي على اسم الحي الذي يسكنه في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

«غزة صغيرة» في شرق القاهرة... وفلسطينيون يحلمون بـ«حياة جديدة»

يتحدث مالك المطعم الفلسطيني باسم أبو عون إلى أحد الزبائن أمام مطعم «حي الرمال» بالقاهرة الذي سمّي على اسم الحي الذي يسكنه في مدينة غزة (أ.ف.ب)
يتحدث مالك المطعم الفلسطيني باسم أبو عون إلى أحد الزبائن أمام مطعم «حي الرمال» بالقاهرة الذي سمّي على اسم الحي الذي يسكنه في مدينة غزة (أ.ف.ب)

يشرف الفلسطيني باسم أبو عون على تقديم فرشوحة شاورما الديك الرومي الغزاوية لزبائن مطعمه الصغير في شرق القاهرة، حيث انتشرت مؤخراً مطاعم فلسطينية تشكّل ما ينظر إليه على أنه «غزة صغيرة».

بعد أقلّ من 4 أشهر فقط على عبوره وعائلته الكبيرة إلى مصر في فبراير (شباط) الماضي، افتتح أبو عون (56 عاماً) مطعماً ضمن خطته للاستقرار في القاهرة، وتأسيس «حياة جديدة». ومثله كثير من الغزاويين الذين حالفهم الحظ بالخروج من لهيب الحرب المتواصلة منذ أكثر من سنة في قطاع غزة، إلى مصر.

سمّى مطعمه «حي الرمال»، تيمناً بحيّه في مدينة غزة المدمّرة. يجلس في المكان فلسطينيون يتبادلون الحديث باللهجة الغزاوية، وهم يتناولون بنهم سندويتشات بخبز الفرشوحة الفلسطيني، لُفّت بورق على شكل الكوفية الفلسطينية، يقدمّها نادل غزاوي مبتسم طُبع علم فلسطين على كمّ قميصه القرمزي.

يقدم نادل سندويتشات شاورما الديك الرومي على الطريقة الغزاوية ملفوفة بورق يحمل نقش الكوفية في مطعم «حي الرمال» المملوك لفلسطينيين بالقاهرة (أ.ف.ب)

ويقول أبو عون: «لو توقّفت الحرب الآن في غزة، سأحتاج سنتين أو 3 على الأقل لأقلع مجدداً بحياتي. لأن كل شيء ممسوح هناك. الأمور صعبة ولن تتحسّن بين يوم وليلة».

ويتابع بأسى أنها «حرب شرسة غير مسبوقة في حياتي. حرب إبادة ضد البشر والحجر».

وبجوار محلّه في ضاحية مدينة نصر بشرق القاهرة، رُسم علما مصر وفلسطين متشابكين على أحد الجدران.

الفلسطيني باسم أبو عون أمام مطعمه في شرق القاهرة (أ.ف.ب)

ولجأ عدد كبير من الفلسطينيين إلى هذا الحيّ المصري الذي تسكنه إجمالاً عائلات من الطبقة المتوسطة. ورغم حصولهم على تصاريح إقامة مؤقتة، فتح رجال أعمال فلسطينيون فيه ما لا يقل عن 15 مطعماً تنوعت بين الشاورما والحلويات والفلافل، والمقاهي التي باتت مقصداً للجالية الغزاوية.

ويتابع أبو عون: «لدي مسؤولية عائلة وأولاد في الجامعات... فكرت في أنّ أستقرّ هنا وأعيد تأهيل نفسي».

كان أبو عون يملك فرعين لمطعم يحمل اسم «تركي» في قطاع غزة أصبحا ركاماً. فترك كلّ شيء وغادر القطاع حاملاً مبلغاً صغيراً لا يشكّل كلّ ما يملك.

مجازفة كبيرة

ودخل أبو عون وعائلته مصر ضمن أكثر من 120 ألف فلسطيني وصلوا إلى البلاد بين نوفمبر (تشرين الثاني) ومايو (أيار) الماضيين، بحسب البيانات الرسمية، عبر معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج قبل أن يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي، ما تسبّب في إقفاله.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بعد هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة العبرية، أسفر عن مقتل 1206 أشخاص، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

فتح رجال أعمال فلسطينيون ما لا يقل عن 15 مطعماً تنوعت بين الشاورما والحلويات والفلافل والمقاهي التي باتت مقصداً للجالية الغزاوية بشرق القاهرة (أ.ف.ب)

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمّر وعمليات برية، ما تسبّب في مقتل ما لا يقل عن 43 ألفاً و259 فلسطينياً، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس».

ودخل الفلسطينيون إلى مصر عبر عمليات إجلاء منظمة لأسباب طبية، أو عبر قوائم رسمية أدرجت أسماؤهم عليها، ومنهم من لجأ إلى شركة «هلا» الخاصة في مصر التي تنظّم عمليات الخروج مقابل مبالغ مالية.

ولم يكن قرار افتتاح المطعم سهلاً على أبو عون؛ لكنّه اليوم يعدّه «أفضل قرار» اتخذه.

ويقول بينما يعاين طبق السلطة الغزاوية المميزة، وهي خليط من الصلصة وقطع البصل الصغيرة، يقدّم لعائلة من آسيا الوسطى: «كانت مجازفة كبيرة... فكرت أن أعيش لسنة بالمبلغ الذي خرجت به أو أفتح مشروعاً، والأرزاق على الله».

ويلاقي المطعم إقبالاً، وفق ما يقول أبو عون مبتسماً، مضيفاً: «سأفتتح فرعاً ثانياً وسنتوسّع».

وقبالة مطعمه، يوجد مطعم سوري. وبالقرب منه، محل «كاظم» المعروف منذ عقود في غزة، والذي افتتح صاحبه الفلسطيني فرعاً له في ضاحية نصر تحت اسم «بوظة وبراد» في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويقدّم المحل الذي اكتظّ بالزبائن المصريين، المثلجات فوق مشروب مثلج في كوب ترشّ على وجهه حبات الفستق.

ويقول صاحب المحل كنعان كاظم (66 عاماً): «هناك نوع من الخوف والرهبة أن تفتتح مشروعاً في بلد لا يعرفك الناس به».

لكنّه يتابع بتحدٍّ، وقد وقف إلى جانبه أبناؤه: «إذا حُكم علينا ألا نعود (إلى غزة)، فلا بدّ أن نتكيّف مع الوضع الجديد ونبدأ حياة جديدة».

ويأمل كاظم في أن يعود إلى غزة، لكنّ ابنه نادر الذي يدير المحلّ قرّر الاستقرار في مصر.

ويقول نادر، وهو أب لطفل وطفلة: «المجال هنا أوسع وأكثر أماناً واستقراراً، بالإضافة إلى أن البلاد تشكّل سوقاً كبيرة» بعدد سكانها الذي يناهز 107 ملايين.

وأضاف: «المكان الذي ترتاح فيه، تحبّ أن تعيش وتشتغل فيه، وتربّي أطفالك فيه، وتعدّ لهم مستقبلهم. هذا ما أشعر به في مصر».

«البقاء طويلاً»

وتُشعِر سلسلة المحال والمطاعم الفلسطينية المتراصة، الغزاوي بشار محمد (25 عاماً)، بـ«الطمأنينة والراحة».

ويقول الشاب بعدما تناول وجبة شاورما دجاج ساخنة: «وجود المطاعم الفلسطينية بهذا العدد يبني مجتمعاً فلسطينياً حولها ويساعد في البقاء طويلاً»، ويضيف أنها «بمثابة غزة صغيرة تذكرني بروح وجمال غزة».

نادل يقدم سندويتشات شاورما ملفوفة بورق يحمل نقش الكوفية في مطعم «حي الرمال» بالقاهرة (أ.ف.ب)

وبعد أكثر من عام على بدء الحرب، باتت غزة «غير صالحة للسكن» بسبب الدمار الهائل وتدمير البنى التحتية، بحسب الأمم المتحدة.

ويروي محمد أن عدداً كبيراً من أقاربه قتلوا في الحرب بقطاع غزة. واشترى الشاب الحاصل على شهادة في إدارة الأعمال حاسوباً آلياً محمولاً، ودرس التسويق الإلكتروني لكسب العيش.

وبعدما يأخذ نفساً عميقاً، يقول بأسى: «صعب أن أعود إلى غزة. لم تبقَ حياة هناك... لا بد أنّ أؤسس حياة جديدة هنا».