ما رسائل استهداف إسرائيل من سوريا؟

حشود طلابية لنصرة غزة و«طوفان الأقصى»

جنود إسرائيليون في الجولان في لقطة تعود إلى سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون في الجولان في لقطة تعود إلى سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

ما رسائل استهداف إسرائيل من سوريا؟

جنود إسرائيليون في الجولان في لقطة تعود إلى سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون في الجولان في لقطة تعود إلى سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)

كشفت مصادر محلية في جنوب سوريا عن أن الاستهداف الذي جرى أمس (الثلاثاء) من المناطق السورية لإسرائيل تم من الجهة الغربية لمحافظة درعا المحاذية للجولان المحتل. ورأت أن ذلك ربما يراد منه إرسال رسائل تهديد إلى إسرائيل بإمكانية فتح جبهة الجولان إذا لم توقف حرب الإبادة والتدمير التي تشنها ضد الأهالي في غزة.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «القذائف تم إطلاقها من منطقة حوض اليرموك وهي عبارة عن 3 قذائف (هاون)، وحسب المعلومات سقطت في محيط (تل الفرس) في الجولان المحتل».

وأضافت: «مسلحو الميليشيات المرتبطة بإيران على الأغلب هم من أطلق القذائف، لأن هناك انتشارا لهم في المنطقة منذ سنوات ويجري تكثيفه وتعزيزه بشكل دائم، وقد زاد ذلك منذ شن حركة (حماس) (معركة) طوفان الأقصى ضد إسرائيل في محيط غزة».

ورأت المصادر أن إطلاق هذه القذائف «ربما يراد منه إرسال رسائل تهديد إلى إسرائيل بفتح جبهة الجولان إذا لم توقف حرب الإبادة والتدمير التي تشنها ضد الأهالي في غزة».

وقال موقع «صوت العاصمة» الإخباري في منشور له على صفحته في «فيسبوك» إن «سوريا تدخل على خط المواجهة بصاروخ باتجاه إسرائيل». وذكر في منشور آخر أن «مجموعات مرتبطة بإيران تُطلق قذيفة صاروخية من ريف درعا في محيط تل الجموع باتجاه الأراضي الإسرائيلية».

الجيش الإسرائيلي من جهته، قال إن قواته «أطلقت قذائف مدفعية وقذائف مورتر باتجاه سوريا، بعد سقوط عدد من القذائف التي أطلقت من سوريا في مناطق مفتوحة على الجولان بالقرب من مستوطنة رمات مغشيميم».

ويثير هذا التطور مخاوف من أن يؤدي العنف إلى حرب أوسع نطاقا، إذ تتبادل إسرائيل إطلاق النار عبر الحدود مع «حزب الله» اللبناني وتقاتل مسلحي حركة «حماس» في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا النار «باتجاه مصدر الإطلاق في سوريا». ولم يقدم تفاصيل، كما لم ترد أنباء عن وقوع أضرار أو إصابات.

وذكرت المصادر المحلية لـ«الشرق الأوسط»، أن «القذائف التي أطلقتها إسرائيل سقطت في منطقة جملة»، من دون أن تذكر إن كان سقوط القذائف أدى إلى سقوط ضحايا أو وقوع إصابات.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام «وجود استنفار لدى الميليشيات التابعة لإيران، منها المقاومة السورية لتحرير الجولان المحلية التي تتبع القوات النظامية، وميليشيا (حزب الله) عند الحدود مع الجولان، وكذلك في ريف دمشق الغربي عند الحدود السورية - اللبنانية، بالتزامن مع إعادة تموضع ووضع خطة قتالية بناءً على توجيهات من القيادة».

ووفق مصادر متقاطعة، تشهد الجبهة الجنوبية على الحدود مع الجولان المحتلة حالة تأهب واستنفار عسكري لقوات الحكومة والميليشيات الرديفة التابعة للحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» اللبناني، تحسباً لهجوم إسرائيلي داخل الأراضي السورية، عقب عملية «طوفان الأقصى».

واستدعت القيادات العسكرية في دمشق الضباط وصف الضباط والأفراد العاملين في المطارات والمؤسسات العسكرية للالتحاق بعملهم ومهامهم، وعُلِّق منح الإجازات ضمن إجراءات رفع الجاهزية.

كما قامت الميليشيات الإيرانية وميليشيا «حزب الله»، بحركة تنقلات وتبديل مواقع وإخلاء مخازن أسلحة ومعدات عسكرية ونقلها إلى مواقع أخرى، لا سيما في ريف دمشق والقنيطرة وخطوط الجبهة الأمامية مع إسرائيل. ووفق مصادر محلية فإنه نُقلت أسلحة ومعدات عسكرية من مخازن تتبع «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، في ريف دمشق ومحيط مطار دمشق الدولي، إلى منطقة الجبهة الجنوبية.

وأشار موقع «صوت العاصمة»، نقلاً عن مصادر أمنية الأحد الماضي، إلى انتشار وحدات خاصة تابعة لميليشيا «حزب الله» اللبناني على خط الحدود جنوب سوريا مع الأراضي السورية التي تحتلها إسرائيل. كما أفاد الموقع بقدوم الضابط في الحرس الثوري الإيراني الحاج محمد أسد الله، مع مجموعات من الحرس الثوري، من بلدة السيدة زينب بريف دمشق  الجنوبي إلى محافظة القنيطرة، مشيراً إلى أن أسد الله أشرف مع مجموعته على نقل طائرات مسيرة من مقرات تابعة للحرس الثوري في محافظة درعا، إلى مواقع عسكرية قريبة من هضبة الجولان والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقفات تضامنية

طلاب يرفعون علم فلسطين دعماً لغزة في دمشق (أ.ف.ب)

وبينما نفذ طلبة الجامعات التابعة للحكومة السورية وقفات تضامنية حاشدة دعماً للمقاومة الفلسطينية وعملية «طوفان الأقصى» في وجه الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية، رفع خلالها المشاركون الأعلام السورية والفلسطينية وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، عقد الأمناء العامون وممثلون لفصائل المقاومة الفلسطينية مؤتمرا صحافيا في دمشق تحدثوا خلاله عن معركة «طوفان الأقصى» وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الأهالي في قطاع غزة.

ممثلو الفصائل الفلسطينية يعقدون مؤتمراً لدعم غزة في دمشق (أ.ف.ب)

وأعلنوا خلاله أن يوم الجمعة المقبل (بعد الصلاة)  سيكون يوماً لنصرة وإسناد أهالي قطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي، حيث سيجري التجمع في ساحة عرنوس وسط دمشق وأيضا ستكون هناك تجمعات في جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مناطق الحكومة السورية.


مقالات ذات صلة

«المرصد السوري»: 11 قتيلاً في هجوم شنته «قسد» على مقاتلين موالين لأنقرة

المشرق العربي قصف تركي على مواقع لـ«قسد» شمال شرقي سوريا (أرشيفية - إكس)

«المرصد السوري»: 11 قتيلاً في هجوم شنته «قسد» على مقاتلين موالين لأنقرة

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 11 شخصاً، بينهم مدنيون، قتلوا الاثنين في هجمات شنتها قوة يقودها الأكراد على مواقع مقاتلين مدعومين من تركيا شمال سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي صورة التُقطت من الجانب السوري للحدود مع لبنان تُظهر آثار غارة إسرائيلية على معبر جوسية الحدودي مع القصير بمحافظة حمص 25 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً عدة بحمص السورية

أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن هجوماً إسرائيلياً، اليوم (الاثنين)، أدى إلى إصابة شخصين وألحق أضراراً بجسور عدة في القصير بريف حمص.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

أعادت تركيا إلى الواجهة مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للوساطة مع سوريا بعد التصريحات الأخيرة لروسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)

بيدرسن: من الضروري عدم جر سوريا إلى النزاع

اعتبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، بعد لقائه وزير الخارجية السوري بسام الصباغ في دمشق، أمس، أنه «من الضروري للغاية ضمان أن يكون هناك وقف.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)

بيدرسن: من الضروري عدم جر سوريا إلى النزاع في المنطقة

لم تصدر أي تفاصيل حول نتائج لقاء الموفد الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، الأحد، مع وزير الخارجية السوري بسام الصباغ في دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

صدام: عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلّفنا محاولة اغتياله

جمال مصطفى السلطان
جمال مصطفى السلطان
TT

صدام: عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلّفنا محاولة اغتياله

جمال مصطفى السلطان
جمال مصطفى السلطان

نقل جمال مصطفى السلطان، صهر صدام حسين وسكرتيره الثاني، عن الرئيس العراقي الراحل قوله في جلسة لمجلس الوزراء إن الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم «كان نزيهاً لكن الحزب (البعث) كلّفنا اغتياله».

وكان صدام أصيب خلال مشاركته في المحاولة.

كما نقل جمال مصطفى عن صدام أنه عاتب رئيس الأركان الفريق أول الركن نزار الخزرجي على التصرف في حلبجة من دون العودة إلى القيادة، وهو كان يشير إلى قصفها بالسلاح الكيماوي.

واعتبر جمال أن خاله علي حسن المجيد لُقّب ظلماً بـ«الكيماوي»، مقدّماً رواية لما حصل في دهوك أثناء الهجوم على المناطق الكردية.

وحمّل ميليشيات موالية لإيران مسؤولية الاغتيالات التي حدثت بعد الاحتلال، والتسبب في هجرة نحو عشرة ملايين عراقي. وقال إن الجو حول صدام حسين لم يكن مذهبياً، وإن الهوية الوطنية العراقية كانت تتقدم على أي هوية أخرى.