غيّب الموت أمس رئيس الوزراء الأردني الأسبق، اللواء معروف البخيت، الذي خاض معركته الصحية بصبر واعتكاف، محاطاً بالقليل من أصدقائه.
والبخيت الذي رحل صباح السبت، ليدفن الأحد في قريته ماحص حيث وصيته، تاركاً خلفه إرثاً من السمعة الرفيعة بالنزاهة والترفع عن الشبهات، خاض حياته السياسية في العشرين عاماً الماضية في ظروف صعبة، جعلته عرضة للانتقاد نتيجة طبيعة القرارات والتحديات التي عاشتها المملكة في سنوات توليه المسؤولية.
وبعد أحداث تفجيرات فنادق عمان الدامية التي وقعت في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، كلّفه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تشكيل حكومته الأولى (2005 - 2007)، وتحت ضغط المرحلة الأمنية لم تسعفه نواياه الحسنة تجاه حلفائه في مراكز القرار (الرجل القوي في الديوان الملكي باسم عوض الله، ومدير المخابرات اللواء محمد الذهبي)، فقد تضاربت مصالح الرجلين وأجنداتهما مع تلقائية البخيت وصدق مساعيه في مواجهة خطر الإرهاب من جهة، والتحديات الاقتصادية من جهات.
وخلال أحداث الربيع الأردني، وتحت ضغط الشارع، استقالت حكومة سمير الرفاعي بعد 40 يوماً من نيلها الثقة البرلمانية من مجلس النواب، فاستدعى الملك الأردني البخيت مرة أخرى، وكلّفه تشكيل الحكومة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعيد الملك تكليف نفس الرجل لتشكيل حكومة ثانية في عهده، وقد نال الثقة النيابية بنسبة ضئيلة، وسط رفض نيابي لتكرار تجربة البخيت، عندما استسلم لضغوط مراكز القوى في حكومته الأولى.