تعاطف عربي ودولي مع ضحايا قاعة نينوي

السعودية تعرب عن مواساتها للعراق

0 seconds of 28 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:28
00:28
 
TT
20

تعاطف عربي ودولي مع ضحايا قاعة نينوي

رجال الإطفاء يتفقدون الأضرار في قاعة مناسبات بعد اندلاع حريق خلال حفل زفاف في الحمدانية بمحافظة نينوى العراقية (أ.ف.ب)
رجال الإطفاء يتفقدون الأضرار في قاعة مناسبات بعد اندلاع حريق خلال حفل زفاف في الحمدانية بمحافظة نينوى العراقية (أ.ف.ب)

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن خالص تعازي وصادق مواساة المملكة لذوي الضحايا ولحكومة وشعب جمهورية العراق جراء وفاة وإصابة عددٍ من الأشخاص، بسبب وقوع حريق في إحدى قاعات الأفراح بمحافظة نينوى.

وعبَّرت الوزارة عن تضامن السعودية مع العراق وشعبها الشقيق جراء هذا الحادث المؤلم، مع خالص تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

كما عبّرت سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق، ألينا رومانوفسكي، عن تعازيها، وقالت: «نقف جنباً إلى جنب مع جميع العراقيين في حزنهم على الضحايا والمصابين في مأساة حفل زفاف الحمدانية».

ونشرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تغريدة تعبر عن الشعور «بالصدمة والألم»، بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح والإصابات الناجمة عن الحادث الذي وصفته بأنه «مأساة هائلة».

كما قالت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى العراق في تغريدة: «تعازينا الحارة لأهالي الحمدانية في أعقاب حادث الحريق المأساوي. قلوبنا مع العائلات المتضررة من هذه الخسارة المدمرة. نعلن تضامننا مع العراق، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن مصر تعرب عن خالص تعازيها «وتضامنها مع جمهورية العراق الشقيقة، حكومة وشعباً، إثر حادث الحريق المروع الذي اندلع بمحافظة نينوى، الذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين».

أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم (الأربعاء)، عن مواساته للعراق في الضحايا. وقال في برقيتي عزاء لرئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، اليوم: «بمشاعر الحزن والمواساة تلقينا نبأ الفاجعة الأليمة التي أصابت العراق جراء الحريق المروّع».

وعبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه للسلطات العراقية، بحسب بيان لـ«الكرملين».

وتقدم أيضاً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتعازي لرئيس وزراء العراق وللعراقيين «للأرواح التي فُقِدت في الحريق المروع بنينوى». وأبدى في تغريدة التعاطف مع عائلات الضحايا والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.

وتقدمت كذلك المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق بالتعازي في الحادث، مشددةً على «ضرورة قيام الجهات المختصة بتسخير كافة الجهود والإمكانات لتقديم المساعدة الممكنة للضحايا وذويهم وفتح تحقيق عاجل في الحادثة ومحاسبة المقصرين».

وأضافت: «نشدد على أهمية قيام دوائر الدفاع المدني والمساندة لها باتخاذ إجراءات صارمة بحق كافة المباني العامة والخاصة التي تخلو من شروط السلامة والأمان لمنع تكرار مثل هذه الحوادث».

وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن تعازيه لحكومة وشعب العراق، معلناً استعداد الدوائر الصحية والطبية الإيرانية لمعالجة المصابين، وفق ما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن الإعلام الإيراني.


مقالات ذات صلة

الفصائل العراقية تحت ضبابية المفاوضات الإيرانية - الأميركية

تحليل إخباري مقاتلو الفصائل العراقية في جنازة جرت ببغداد لرفاق لهم قتلوا في ضربة أميركية ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

الفصائل العراقية تحت ضبابية المفاوضات الإيرانية - الأميركية

رغم التصريحات المتكررة حول تسوية مصير الفصائل العراقية المسلحة، فإن التناقضات المستمرة تبرز غموض الملف.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي جنازة قائد من «كتائب حزب الله» في بغداد بعد مقتله في غارة إسرائيلية على دمشق في سبتمبر الماضي (رويترز)

فصائل عراقية تدرس نزع السلاح خوفاً من المواجهة مع ترمب

فصائل عراقية قوية تحظى بدعم إيراني تدرس للمرة الأولى التخلي عن سلاحها، سعياً لتفادي خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن-بغداد)
المشرق العربي السوداني في جولة بـ«شارع الرشيد» مؤخراً (أمانة بغداد)

الانتخابات العراقية: عدم مشاركة الصدر يشعل المنافسة... والسوداني يربك الخصوم

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، الأحد (6 أبريل 2025)، أن قاعدة البيانات الانتخابية وصلت إلى نحو 20 مليون ناخب.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي صورة متداولة للإضراب

معلمو العراق يواصلون إضرابهم احتجاجاً على سوء أوضاعهم المعيشية

تمكنت اللجان التنسيقية لإضراب المعلمين في عموم البلاد من تحقيق أهدافها جزئياً بعد أن شهدت مدارس عديدة في بغداد وبعض محافظات الوسط والجنوب تعطيل الدوام الرسمي.

فاضل النشمي (بغداد)
الاقتصاد جانب من العاصمة العراقية بغداد (أرشيفية - رويترز)

مستشار رئيس الوزراء: العراق بمنأى عن تأثيرات التعريفات الجمركية

أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي مظهر محمد صالح، الأحد، أن الولايات المتحدة شريك تجاري ثانوي، والعراق بمنأى عن تأثيرات التعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

فلسطينيان خرجا من سجن إسرائيلي يواجهان مرارة الواقع في غزة

فلسطيني يقف فوق أنقاض مبنى دمرته غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة في 7 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
فلسطيني يقف فوق أنقاض مبنى دمرته غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة في 7 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

فلسطينيان خرجا من سجن إسرائيلي يواجهان مرارة الواقع في غزة

فلسطيني يقف فوق أنقاض مبنى دمرته غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة في 7 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
فلسطيني يقف فوق أنقاض مبنى دمرته غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة في 7 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

يروي فلسطينيان كانا معتقلين في سجون إسرائيلية، وخرجا بموجب اتفاق الهدنة الأخير أنهما لا يزالان تحت وقع الصدمة بعد أن واجها مرارة الواقع في قطاع غزة حيث، بالنسبة إلى كثيرين، قتل كل أفراد عائلاتهم، ودمّرت منازلهم خلال الحرب الدامية بين إسرائيل وحركة «حماس».

بين هؤلاء، ياسر أبو دقة الذي يقول إنه لم يتبق من عائلته الكبيرة سوى شقيقته وابنة أخيه، ويتحدّث عن «مشاعر صعبة جداً جداً». ثم يقول، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لكنه قضاء الله عز وجل».

قضى أبو دقة، الذي كان ناشطاً في حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، 18 عاماً داخل سجن إسرائيلي، دخله وعمره 20 عاماً بعد اعتقاله في عام 2006 أثناء المواجهة التي حصلت بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وخلال عملية إسرائيلية في المناطق الشرقية من خان يونس في جنوب القطاع.

ووفقاً لمعطيات وزارة العدل الإسرائيلية، أدين أبو دقة بتهم عدّة بينها المشاركة في تدريبات عسكرية والتجسس وحيازة سلاح وإطلاق نار والعضوية في تنظيم مسلّح والتواصل مع منظمة معادية ومحاولة القتل. وحُكم عليه بالسجن لمدة 27 عاماً.

في الحرب المتواصلة في غزة منذ 18 شهراً، فقد المعتقل والدته وشقيقه حسين الذي قُتل مع زوجته وأبنائهما الخمسة، وشقيقه حسن وعدداً من أبناء عمومته. أما منزل العائلة فدمّره القصف الإسرائيلي في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، وحوَّله إلى ركام. وقد علم بالغارة في اليوم من الأول من الحرب التي اندلعت بعد هجوم مباغت لـ«حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ويقول: «كانت لحظات مؤلمة».

«قتلوا الفرح»

في المقبرة التي توجّه إليها مباشرة بعد الإفراج عنه في مطلع فبراير (شباط) ووصوله الى قطاع غزة، يستذكر أبو دقة، وقد لفّ جبينه براية «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أمه التي «كانت تنتظر لحظة الإفراج عني واحتضاني».

ويضيف: «عندما زارتني قبل الحرب بأسبوع كانت عائدة من الحج، قالت لي: ستخرج من السجن... سنزوّجك ونبني لك منزلاً، والمرة المقبلة سنحجّ معاً».

أما ابنة أخيه تالا التي استقبلته بفرح مرتدية ثوباً فلسطينياً مطرزاً باللونين الأسود والأحمر، فيقول عنها أبو دقة: «تذكّرني برائحة أهلي. بنت ذكية وجميلة مثل إخوتها الذين استشهدوا». ويتابع: «قالت لي: لم يعد لي غيرُك، أريد أن تنتبه لنفسك وأن تبقى بجانبي».

ثم يضيف وهو يحدّق في الفراغ: «إسرائيل قتلت الفرحة، قتلت كل شيء».

يعيش أبو دقة اليوم في منزل أحد أقاربه، بعد أن صار منزل عائلته كومة من الحجارة التي علقت بينها مقتنيات العائلة وأثاثها واختلطت بأنابيب الصرف الصحي الملتوية والأسلاك المقطعة.

وأسفر هجوم «حماس» عن مقتل 1218 شخصاً في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. واحتُجز خلال الهجوم عدد من الرهائن.

وأدّت الحرب المدمرة في قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس»، وتعدها الأمم المتحدة موثوقاً بها .

وحصلت هدنة أولى لمدة أسبوع، في الحرب، بعد شهر على اندلاعها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأتاحت المرحلة الأولى من هدنة ثانية استمرت نحو الشهرين، وانتهت في الأول من مارس (آذار)، عودة 33 رهينة إلى إسرائيل بينهم 8 قتلى، بينما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني من سجونها بينهم المئات من قطاع غزة.

ووفقاً لمكتب إعلام الأسرى التابع لـ«حماس»، يبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة في السجون الإسرائيلية منذ بدء الحرب وحتى مطلع مارس نحو 1555.

ويقول المكتب إن هذا الرقم «المعترف به من مصلحة السجون الإسرائيلية، لا يشمل كل معتقلي غزة» في إسرائيل.

بين العائدين أيضاً، المهندس الميكانيكي مصطفى قنديل الذي اعتُقل بعد شهرين من اندلاع الحرب. ويقول قنديل إن ابنه القاصر محمد وشقيقه درويش اللذين اعتُقلا معه أُفرج عنهما بعد نحو شهر، في حين قضى هو سنة وشهرين تقريباً، وأُفْرِجَ عنه في الثامن من فبراير (شباط) 2025 في إطار صفقة التبادل الأخيرة.

في الخامس من فبراير الماضي، أخبر محامي هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قنديل (43 عاماً) بمقتل زوجته و4 من أبنائه الخمسة أصغرهم ابنته غنى التي كان عمرها 7 أشهر.

ويقول: «كانت صدمة. لم أصدّق الخبر. حتى إنني لا أستطيع تذكّر ماذا فعلتُ حينها من هول الصدمة».

«قبر جماعي»

كما فقد قنديل والدته وعائلة شقيقه درويش المؤلفة من 7 أفراد وشقيقاً آخر له، بعد قصف منازلهم في دير البلح في وسط قطاع غزة.

ويقول: «فقدت كلّ شيء، لم يتبق لي شيء أخسره. العائلة والبيت وتعب 20 سنة وضعته في بنائه، وعملي»، ويضيف: «كم تمنيت لو كان حلماً أصحو وأجده قد انتهى».

فلسطينيون يبحثون عن ضحايا تحت أنقاض مبنى دمرته غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة في 7 أبريل 2025 (أ.ب)
فلسطينيون يبحثون عن ضحايا تحت أنقاض مبنى دمرته غارات إسرائيلية على دير البلح بقطاع غزة في 7 أبريل 2025 (أ.ب)

ويقول قنديل إنه يعمل حالياً على بسطة لبيع المواد الغذائية مع ابنه، الوحيد من أفراد العائلة الذي بقي حياً؛ لأنه كان معتقلاً عندما قُصف البيت.

ويعيش قنديل الذي يقول إنه فقد 60 كيلوغراماً من وزنه خلال الاعتقال، مع ابنه في خيمة نصباها في أرض خلاء في دير البلح.

ويروي الابن محمد البالغ من العمر (16 عاماً) أنه قضى 4 أشهر في البحث عن والدته وأشقائه. «كنت أتصل بهاتف والدتي، لكن أحداً لم يكن يجيب».

وتمكّن من الوصول إلى موقع المنزل بعد انسحاب للجيش الإسرائيلي من المنطقة. ويضيف: «استخرجناهم في أبريل (نيسان) 2024. كانوا أشلاء ودفناهم في قبر جماعي».