الجيش الإسرائيلي يرضخ للحكومة ويمنع الإغاثة عن غزة

كان قد حث على إدخال مساعدات حتى لا يُعرّض ضباطه للمساءلة الدولية

أطفال يتهافتون للحصول على وجبة من مطبخ خيري في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة في 3 أبريل 2025 (رويترز)
أطفال يتهافتون للحصول على وجبة من مطبخ خيري في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة في 3 أبريل 2025 (رويترز)
TT
20

الجيش الإسرائيلي يرضخ للحكومة ويمنع الإغاثة عن غزة

أطفال يتهافتون للحصول على وجبة من مطبخ خيري في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة في 3 أبريل 2025 (رويترز)
أطفال يتهافتون للحصول على وجبة من مطبخ خيري في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة في 3 أبريل 2025 (رويترز)

بعدما نبهت قيادة الجيش الإسرائيلي حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى ضرورة إدخال مواد غذائية ودوائية لقطاع غزة تفادياً لمخالفة القانون الدولي، عادت وتراجعت عن طلبها استئناف السماح بدخول المساعدات بعدما هاجمها وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، واتهمها بخرق قرارات القيادة السياسية.

وأصدر الجيش، يوم الاثنين، بياناً رسمياً يقول فيه إنه لم ولن يُدخل أي مواد إغاثة إلى سكان قطاع غزة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن قيادة الجيش أجرت في الأسبوع الأخير مداولات حول إدخال المساعدات، ونبهت إلى اقتراب مرحلة «سيكون لا مفر فيها من استئناف إدخال المواد الغذائية والوقود والأدوية إلى القطاع، إلا إذا كنا نريد المخاطرة عمداً بمخالفة القانون الدولي وتحميل ضباط القيادة الجنوبية للجيش والقيادة العسكرية والمستوى السياسي المسؤولية».

وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في الخبر الذي نشرته عن نصيحة الجيش إلى احتمال أن تسمح إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية إلى القطاع بعد بضعة أسابيع حال مصادقة الحكومة.

غير أن قيادة الجيش تراجعت عن طلبها استئناف إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، من دون التأثير على استمرار العمليات العسكرية الجارية منذ أواسط مارس (آذار) الماضي، وذلك في خطوة عزتها مصادر سياسية إسرائيلية إلى انتقادات علنية حادة وجهها سموتريتش.

وذكرت «يديعوت أحرونوت» أن الجيش يرى أن كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية دخلت إلى القطاع بالفعل خلال وقف إطلاق النار، وأنها تكفي لعدة أسابيع مقبلة. لكنه أضاف: «المؤسسات الدولية تدير حملة ضد إسرائيل لعدم وصول هذه المساعدات إلى المواطنين، ويجب على إسرائيل أن تصد هذه الحملة وتُدخل مساعدات محدودة».

«لن تدخل حبة قمح»

أعلن برنامج الأغذية العالمي، الأحد، عن إغلاق جميع المخابز الخمسة والعشرين التي يدعمها في غزة بسبب نقص الطحين (الدقيق) وعدم توافر الوقود نتيجة الإغلاق الإسرائيلي للمعابر أمام المساعدات الإنسانية منذ أكثر من شهر.

وقال البرنامج إن الإمدادات الغذائية الحالية في مطبخ الوجبات الساخنة التابع له بالقطاع بالكاد تكفي لمدة تقل عن أسبوعين، وأشار في الوقت ذاته إلى أن الوجبة الساخنة الواحدة «توفر 25 في المائة أو أقل من الاحتياجات الغذائية اليومية للفرد».

طفل يحمل كيس غذاء في فناء مدرسة دمرتها ضربة إسرائيلية في حي التفاح بمدينة غزة في 4 أبريل 2025 (د.ب.أ)
طفل يحمل كيس غذاء في فناء مدرسة دمرتها ضربة إسرائيلية في حي التفاح بمدينة غزة في 4 أبريل 2025 (د.ب.أ)

وفي حين حذرت مؤسسات حقوقية وحكومية وأممية من تداعيات استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع وما يعانيه الفلسطينيون من جوع حاد، زعمت مصادر أمنية إسرائيلية أنه لا يوجد جوع ولا بداية لظهور أوبئة، وأن هناك فاصلاً زمنياً يمتد ما بين 40 و50 يوماً قبل أن تفرغ مخازن المواد الغذائية في غزة.

ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها: «الوضع سيزداد سوءاً عندما تبدأ العملية العسكرية الشديدة في رفح، وستصبح مُدد نفاد المواد الغذائية أقصر في المناطق التي سنعاود فيها القتال. الساعة الإنسانية تدق، وواضح أننا سنضطر إلى استئناف المساعدات حتى من دون ضغط دولي».

ولكن سموتريتش، الذي يتولى أيضا منصب وزير ثان في وزارة الدفاع، أعلن أنه لن تدخل غزة ذرة من مواد غذائية أو إغاثية.

وأضاف في مؤتمر نظمته صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «هناك جهات عسكرية لم تفهم بعد أنه توجد في إسرائيل حكومة من نوع آخر غير المألوف لها، حكومة تصر على حقها في اتخاذ القرارات السياسية وفي خضوع الجيش لها وتنفيذه تعليماتها».

وتابع: «اسمعوا واعوا ما أقوله جيداً... لن تدخل غزة حبة قمح ولا ذرة من إغاثة».

وبعد ساعة من هذا التصريح، أصدر الجيش بياناً يؤكد فيه أنه يلتزم بتعليمات القيادة السياسية ولن يُدخل مواد إغاثة إلى غزة.

توزيع بمشاركة «مرتزقة أميركيين»

وبحسب الصحيفة، سيبدأ الجيش تجربة أولية في رفح خلال الأشهر المقبلة، سيوزع فيها المواد الغذائية والأدوية على السكان، بدلاً من «حماس».

دخان يتصاعد من أثر ضربة إسرائيلية بينما ينتظر فلسطينيون لتسلم وجبة غذاء من مطبخ خيري في خان يونس بجنوب قطاع غزة في 6 أبريل 2025 (رويترز)
دخان يتصاعد من أثر ضربة إسرائيلية بينما ينتظر فلسطينيون لتسلم وجبة غذاء من مطبخ خيري في خان يونس بجنوب قطاع غزة في 6 أبريل 2025 (رويترز)

وأضافت أن الجيش سيحاول «تجنيد منظمات إغاثة دولية» تتولى توزيع المساعدات تحت إشراف القوات الإسرائيلية في مراكز يسيطر عليها، وإن لم توافق فسيتولى المهمة بنفسه. وأشارت إلى أن التجربة الأولية لعملية توزيع المواد الغذائية على السكان سيشارك فيها «مرتزقة أميركيون من شركة خاصة».

وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي لا يستبعد إمكانية تجميد الوضع إذا لم يوعِز المستوى السياسي «باستئناف القتال بقوة شديدة»، وذلك لأن هدف العملية العسكرية الحالية في القطاع «ليس جعل (حماس) تنهار وهزمها عسكرياً، وإنما محاولة الضغط عليها كي تتقدم نحو تسليم دفعة أخرى في صفقة (تبادل أسرى) تمنح كلا الجانبين مزيداً من الوقت للاستمرار في الوضع الراهن».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من غزة

المشرق العربي صواريخ أطلقت من قطاع غزة باتجاه إسرائيل (أرشيفية - د.ب.أ) play-circle

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من غزة

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه اعترض «بنجاح» صاروخاً أُطلق من قطاع غزة، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق مفتوحة تابعة لبلدات الحدود الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص صورة من موقع غارة جوية إسرائيلية في حي الشجاعية بمدينة غزة 10 أبريل 2025 (رويترز)

خاص عملية الشجاعية الثالثة... إسرائيل تبحث عن رهائنها

لليوم التاسع على التوالي، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، ويبدو أنها تبحث من جديد عن رهائن قد يكونون محتجزين هناك.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقود مركبات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أمام مبان مدمرة أثناء دورية في قرية كفركلا جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي: إصابة جندي بجروح خطيرة بمنطقة الحدود مع لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إصابة أحد جنوده بجروح خطيرة خلال «نشاط عملياتي» في منطقة الحدود مع لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فتاة فلسطينية نازحة تشرب الماء من غالون في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle 01:40

الغزيون يعانون الأمرين لنيل قدر ضئيل من المياه النظيفة

أعلنت السلطات البلدية في مدينة غزة أن مئات الآلاف من سكان المدينة خسروا مصدرهم الوحيد للمياه النظيفة قبل أيام إثر قطع الإمدادات من شركة المياه في إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية أطلقت «حماس» عدداً كبيراً من الصواريخ باتجاه إسرائيل من رفح (أرشيفية - د.ب.أ) play-circle

إسرائيل لتكثيف عملياتها في «معظم أنحاء غزة» بعد «تطويق» رفح

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم (السبت) اكتمال تطويق رفح جنوب غزة.


إيران: نتبع مسار الدبلوماسية لرفع العقوبات الأميركية وتخفيف الضغوط

عباس عراقجي وسط أعضاء الوفد الإيراني أثناء مكالمة هاتفية في عمان 12 أبريل 2025 (رويترز)
عباس عراقجي وسط أعضاء الوفد الإيراني أثناء مكالمة هاتفية في عمان 12 أبريل 2025 (رويترز)
TT
20

إيران: نتبع مسار الدبلوماسية لرفع العقوبات الأميركية وتخفيف الضغوط

عباس عراقجي وسط أعضاء الوفد الإيراني أثناء مكالمة هاتفية في عمان 12 أبريل 2025 (رويترز)
عباس عراقجي وسط أعضاء الوفد الإيراني أثناء مكالمة هاتفية في عمان 12 أبريل 2025 (رويترز)

قالت فاطمة مهاجراني المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، اليوم الأحد، إن بلادها تتبع مسار الدبلوماسية بهدف رفع العقوبات الأميركية وتخفيف الضغوط عن الشعب الإيراني.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني، عن المتحدثة قولها إن «الجولة الأولى من المحادثات الإيرانية الأميركية جرت في أجواء بناءة».

وانتهت المحادثات غير المباشرة و«حوار مباشر قصير» بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، يوم السبت، بتفاهم لإعادة هيكلة المسار التفاوضي. وقالت طهران إن الأجواء «إيجابية». وتستأنف المناقشات الأسبوع المقبل لوضع «الأطر العامة للاتفاق المحتمل».

وتبادل ويتكوف وعراقجي الرسائل ووجهات النظر، لمدة ساعتين، من مسافة قريبة، بينما تنقَّل بين الجانبين وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي. واستهدفت المحادثات النادرة في مسقط، إطلاق مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يشهد تقدماً سريعاً.

وأكَّد البوسعيدي أن المناقشات جرت في «جو ودي»، مشيراً إلى أن الهدف منها يكمن في إبرام «اتفاق عادل وملزم». وجاء في منشور لوزير الخارجية العماني بالإنجليزية على منصة «إكس»: «أنا فخور بأن أعلن أننا استضفنا اليوم في مسقط وزير الخارجية الإيراني الدكتور عباس عراقجي، والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، وقدنا وساطة لبدء حوار ومفاوضات بهدف مشترك هو إبرام اتفاق عادل وملزم».

ووصف البيت الأبيض، يوم السبت، محادثات ويتكوف وعراقجي بأنها «إيجابية وبناءة للغاية».

وأضاف البيت الأبيض، في بيان: «أكد المبعوث الخاص ويتكوف لعراقجي أنه تلقى تعليمات من الرئيس ترمب لحل الخلافات بين البلدين عبر الحوار والدبلوماسية إن أمكن».

وتابع البيان: «هذه القضايا معقدة للغاية. التواصل المباشر الذي أجراه المبعوث الخاص ويتكوف اليوم هو خطوة إلى الأمام نحو تحقيق نتيجة تعود بالنفع على الطرفين».