نوعان من النوبات القلبية

يرتبطان بنقص تدفق الدم إلى منطقة بالقلب

نوعان من النوبات القلبية
TT

نوعان من النوبات القلبية

نوعان من النوبات القلبية

اذكر عبارة نوبة قلبية، وسيتوارد في ذهن الكثير من الناس صورة رجل يضع يده على صدره من شدة الألم. لكن في الواقع غالباً ما تكون الأعراض خفية، كما يمكن أن تختلف المسببات الأساسية للنوبة القلبية.

تعريف النوبة القلبية

يقول الدكتور ستيفن ويفيوت، طبيب القلب في مستشفى بريغهام والنساء التابع لجامعة هارفارد: «يجري تعريف النوبات القلبية على أنها ضرر يصيب عضلة القلب جراء تقييد تدفق الدم. لكن هناك أسباباً عدة يمكن أن تؤدي إلى ذلك. وبغض النظر عن السبب، يمكن أن يؤدي هذا الضرر إلى انحسار دائم في وظائف القلب أو حتى الموت. ولذلك؛ فإن من المهم للغاية أن يتعرف الناس على العلامات المختلفة؛ حتى يعرفوا متى يطلبون الرعاية».

الأعراض والأسباب

يظل الشعور بعدم الارتياح في الصدر أكثر أعراض النوبة القلبية شيوعاً، لكن الألم يمكن أن يبدو أشبه بضغط خفيف أو شد عضلي أو حرقة في المعدة، بدلاً عن نمط الألم الذي قد يتوقعه الناس. في بعض الأحيان تسود أعراض أخرى، مثل ألم في الفك أو الكتفين أو الذراعين، وشعور بالغثيان مع أو من دون قيء، تعرق، أو ضيق في التنفس.

وغالباً ما يقول الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية، في وقت لاحق: «لقد شعرت بالفزع». وبوجه عام، هناك آليتان مختلفتان تحدث من خلالهما معظم النوبات القلبية. وكلتاهما مرتبطة بعدم كفاية تدفق الدم إلى منطقة بالقلب، وغالباً ما يرتبط ذلك بتراكم الترسبات الدهنية في الشرايين التاجية.

نوعان من النوبات القلبية

• تحدث النوبة القلبية من النوع الأول عندما تتمزق اللويحة (المتراكمة على جدران الشرايين) وتطلق مواد كيميائية تؤدي إلى تكوين جلطة دموية. وتسد الجلطة الشريان، وتمنع تدفق الدم إلى جزء من القلب.

• في المقابل، لا تتضمن النوبة القلبية من النوع الثاني تمزق اللويحة، وإنما تحدث النوبة عندما يكون هناك عدم تطابق بين كمية الدم التي يحتاج إليها جزء من عضلة القلب وإمدادات الدم في الشريان التاجي الذي يغذي هذه المنطقة من القلب.

يمكن أن يخلق هذا النوع من النوبات القلبية حالة تؤدي إلى حصول ضغط إضافي على القلب، مثل عدوى الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي، أو عدم انتظام ضربات القلب؛ ما يؤدي إلى تسارع معدل ضربات القلب، أو ارتفاع كبير في ضغط الدم).

ما أهمية نوع النوبة القلبية؟

رغم أن النوبات القلبية من النوع الثاني قد تبدو أقل شؤماً، فإن تشخيصها أسوأ في الواقع، فقد خلصت أبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بهذا النوع من النوبات القلبية أكثر عرضة للوفاة خلال السنوات القليلة التالية مقارنة بأولئك الذين يعانون من نوبات النوع الأول.

ولا يرجع هذا بالضرورة إلى أن نوبات النوع الثاني تسبب المزيد من تلف القلب، وإنما لأنها تحدث عادة في المرضى الأكبر سناً، والذين يعانون مشكلات طبية أخرى بالإضافة إلى انسداد الشرايين. تزيد هذه الخصائص من خطر الإصابة بنوبة قلبية ثانية والسكتة القلبية والسكتة الدماغية.

بالمقارنة، قد يكون الأشخاص المصابون بنوبة قلبية من النوع الأول أكثر عرضة للخضوع لعلاجات معتمدة تقليدية (مثل قسطرة القلب الفورية لفتح الانسداد باستخدام رأب الوعاء لتوسيعه angioplasty، أو وضع الدعامة)، والبدء في تناول الأدوية لمنع حدوث نوبة قلبية أخرى (مثل مثبطات الجلطة الدموية وجرعة عالية من أدوية الستاتين). والمرضى من هذه الفئة أيضاً أقل عرضة للإصابة بأمراض أخرى مقارنة بالأشخاص المصابين بنوبات من النوع الثاني.

تشخيص الحالة والتعامل معها

الفكرة الأساسية هنا أنه يجب أن تكون على دراية بعلامات النوبات القلبية؛ حتى تتمكن من الاتصال على الفور برقم الطوارئ. «كن دائماً على دراية بأعراض القلب المحتملة. اطلب رعاية فورية إذا كانت الحالة حرجة أو مستمرة، واتصل بطبيبك إذا كنت غير متأكد منها. جسمك يرسل لك تحذيراً؛ لذلك لا تتجاهله»، بحسب الدكتور ويفيوت.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

صحتك تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

تغيّرات في صحة الجهاز الهضمي: متى تطلب مشورة الطبيب؟

نهايات «الجهاز العصبي الثاني» ترتبط بالمعدة والأمعاء.

هايدي غودمان (كمبريدج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

هل يمكن التخلص من السعال المستمر؟

يعدّ مزمناً إن استمر 8 أسابيع أو أكثر

مورين سالامون (كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك خاتم «أورا» الذكي

خواتم ذكية تكشف الرجفان الأذيني

الخواتم الذكية - أحدث فئة من الأجهزة القابلة للارتداء - يمكنها القيام بعدد من الأشياء التي يمكن أن تقوم بها الساعة الذكية، بما في ذلك مراقبة معدل ضربات القلب،…

جولي كورليس (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

تقرير: تحذيرات في بريطانيا من المخاطر الصحية للفطر «السحري»

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
TT

تقرير: تحذيرات في بريطانيا من المخاطر الصحية للفطر «السحري»

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)

ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن الخبراء حذروا من زيادة استخدام فطر السيلوسيبين الذي يعرف بالفطر «السحري»، الذي انتشر بعد تقارير عن أنه يمكن أن يساعد في علاج بعض الحالات الصحية العقلية.

وأضافت أن فطر السيلوسيبين شهد نمواً سريعاً في شعبيته، مما أثار «نهضة» في المخدرات حيث أصبح الناس أكثر اهتماماً بفوائده على الصحة العقلية، لكن الخبراء حذروا من أن استخدامه الترفيهي يخاطر بإحداث ضرر أكثر من نفعه.

وأدت التجارب التي تستكشف السيلوسيبين كعلاج إلى انتشار شركات له في البلدان التي يكون فيها استخدامه قانونياً.

وتظهر أحدث بيانات مكتب الإحصاء الوطني ببريطانيا أن السيلوسيبين كان المخدر غير القانوني الوحيد الذي زادت شعبيته في عام 2024، حيث زاد بنسبة 37.5 في المائة ليصل إلى 1.1 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 59 عاماً، وهو ما يمثل نحو 300000 شخص ويجعل المخدر شائعاً تقريباً مثل الإكستاسي.

وقال الخبراء إنه في حين أظهرت التجارب السريرية نتائج واعدة، فإن الأدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتناولون السيلوسيبين خارج هذه الظروف يمكن أن يتعرضوا للأذى، بما في ذلك القلق والصدمات والأرق والتشوهات البصرية.

وأضاف الخبراء أن الأطباء العامين والأطباء النفسيين والمعالجين يفتقرون إلى المعرفة اللازمة لعلاج هذا الأمر وأحياناً يخطئون في تشخيص المرضى بالذهان أو الهوس.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد انتشار الأشخاص الذين يواجهون أضرار ما بعد الإدمان على المواد المخدرة، فقد وجدت الأبحاث الحديثة أن 8.9 في المائة من المستجيبين الذين استخدموا المواد المخدرة بانتظام طوال حياتهم أفادوا بضعف يستمر لأكثر من يوم واحد.

وقال توميسلاف ماجيتش، وهو طبيب نفسي، إن الناس لديهم تجارب سيئة مع الأطباء الذين لم يكونوا على دراية بـ«التأثيرات والمخاطر والمضاعفات للمواد المخدرة».

وأضاف أن «معظم المرضى يستخدمونها علاجاً ذاتياً ويحتاجون إلى دعم نفسي، على الرغم من أن البعض يحتاجون إلى مساعدة نفسية».

شخص يدخن (أرشيفية - جامعة آرهوس)

وقال: «لقد حدثت زيادة في المشاكل المتعلقة بالسيلوسيبين والمواد المخدرة التقليدية الأخرى، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الشعبية المتزايدة والتصوير المفرط لهذه المواد في وسائل الإعلام، وفي بعض الحالات، في الخطاب العلمي، وإحصائياً، كانت هناك زيادة في حالات المواد المخدرة في أقسام الطوارئ في بعض البلدان».

وذكر ريت زوي، الأستاذ المشارك في أبحاث المواد المخدرة في إمبريال كوليدج لندن، أن «نقطة الضعف في المواد المخدرة هي أن التجارب يمكن أن تكون أشبه بالأحلام وتشعر بأنها حقيقية للغاية، ويستنتجون خطأً أنهم يجب أن يستخدموها لفهم أنفسهم وعلاقاتهم وصعوباتهم».

وقال: «نحن بحاجة إلى المزيد من الاستراتيجيات لإعلام الناس بهذه الظواهر وتقديم الدعم عندما يحدث هذا»، مضيفاً أن حقيقة أن الاستخدام الترفيهي أصبح الآن «شائعاً للغاية» تشير إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يجب أن يتلقوا توجيهات لمعالجة هذه الظاهرة.