الرياض تعزز تجارتها الدولية بالانضمام إلى اتفاقية أممية لعقود بيع البضائع

خبير لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تواصل الإصلاحات التشريعية لدعم تكامل الاقتصاد الوطني

الموانئ السعودية تشهد نمواً كبيراً في نقل البضائع من وإلى المملكة (الشرق الأوسط)
الموانئ السعودية تشهد نمواً كبيراً في نقل البضائع من وإلى المملكة (الشرق الأوسط)
TT

الرياض تعزز تجارتها الدولية بالانضمام إلى اتفاقية أممية لعقود بيع البضائع

الموانئ السعودية تشهد نمواً كبيراً في نقل البضائع من وإلى المملكة (الشرق الأوسط)
الموانئ السعودية تشهد نمواً كبيراً في نقل البضائع من وإلى المملكة (الشرق الأوسط)

أعلنت السعودية، الثلاثاء، انضمامها رسمياً إلى اتفاقية الأمم المتحدة «بشأن عقود البيع الدولي للبضائع (سي إي إس جي)» لتصبح الدولة رقم (96) التي تنضمّ للاتفاقية، التي ستدخل حيز التنفيذ - باستثناء الجزء الثالث المرتبط بعقود البضائع وتسليمها ومستنداتها - مطلع سبتمبر (أيلول) من العام المقبل، وذلك في إطار جهود المملكة نحو تعزيز التجارة الدولية وتنميتها وتنويع اقتصادها الوطني.

وكان مجلس الوزراء قد وافق في يونيو (حزيران) الماضي، على انضمام المملكة للاتفاقية بهدف نمو القطاع التجاري ومواكبة الإصلاحات التشريعية والأطر التنظيمية الحديثة التي تدعم تكامل الاقتصاد السعودي مع الاقتصادات الإقليمية والعالمية.

وتضع الاتفاقية إطاراً قانونياً موحداً ومرناً بشأن إبرام عقود البيع الدولي للبضائع، والتزامات أطراف التعاقد، إضافة إلى توفير إطار تنظيمي دولي محايد ومستقل لمعالجة نزاعات البيع الدولي للبضائع.

وتشمل الاتفاقية مجموعة حديثة من القواعد القانونية التي تأخذ بالاعتبار الجوانب الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، وتسهم في إزالة العقبات في مجال التجارة الدولية وتعزز تنميتها، إضافة إلى دعمها للجهود المبذولة لتنوع الاقتصاد وتعزيز التعاملات التجارية عبر الحدود بالنسبة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.

وقال خبير اللوجستيات، سالم الدوسري، لـ«الشرق الأوسط»، إن انضمام المملكة يؤكد توجه البلاد نحو تعزيز البيئة القانونية المواتية للتجارة والاستثمار.

ولفت إلى أن الرياض تسعى إلى تعزيز نمو قطاعها التجاري ومواكبة الإصلاحات التشريعية والأطر التنظيمية الحديثة التي تدعم تكامل الاقتصاد السعودي مع الاقتصادات الإقليمية والعالمية.

وتابع الدوسري أن الاتفاقية تهدف إلى توحيد القوانين التجارية الدولية المتعلقة بعقود البيع للبضائع بين الدول الأعضاء، وتحقيق التوازن بين مصالح المشتري والبائع في الصفقات التجارية الدولية.

ويساهم الانضمام إلى الاتفاقية في دعم بدائل تسوية النزاعات، إلى جانب تسهيل اختيار القانون الواجب تطبيقه حال المنازعة، وغيرها من المعاملات. ويساعد الانضمام أيضاً على تفادي الغموض بشأن القانون الواجب التطبيق؛ إذ تزيل الاتفاقية العقبات وتعزز شفافية الإجراءات في التجارة الدولية، والقدرة على التنبؤ القانوني وحل النزاعات بشكل أكثر كفاءة، إضافة إلى المساهمة في تطوير أنظمة العقود المحلية للدولة. ويأتي انضمام المملكة إلى الاتفاقية بناءً على المقترح الذي سبق للمركز الوطني للتنافسية، الرفع بشأنه في إطار تعاونه الوثيق مع لجنة القانون التجاري الدولي بالأمم المتحدة (الأونسيترال)، والذي يهدف إلى تعزيز البيئة القانونية المواتية للتجارة والاستثمار في المملكة. ويعمل المركز الوطني للتنافسية على دراسة انضمام المملكة إلى عدد من الاتفاقيات الدولية الأخرى بالتعاون مع لجنة القانون التجاري الدولي بالأمم المتحدة (الأونسيترال).


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

شمال افريقيا لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، لتلبية طلبات 21 مليون سوداني.

أحمد يونس (كمبالا)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد قصف إسرائيلي على مستشفى الوفاء وسط الحرب بقطاع غزة (رويترز)

الأمم المتحدة: الهجمات الإسرائيلية على مستشفيات غزة قد تشكل جرائم حرب

كشفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم (الثلاثاء) أن الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات في قطاع غزة قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مسعفون بالقرب من مستشفى «كمال عدوان» في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أرشيفية- أ.ف.ب)

تقرير أممي: مستشفيات غزة صارت «مصيدة للموت»

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مستشفى «الوفاء» حسب الدفاع المدني الفلسطيني وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» في مدينة غزة 29 ديسمبر 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة: النظام الصحي في غزة «على شفير الانهيار التام»

خلص تقرير للأمم المتحدة نُشر الثلاثاء، إلى أن الضربات الإسرائيلية على المستشفيات أو قربها في قطاع غزة تركا النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على حافة الانهيار.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

تشغيل آخر مسارات «قطار الرياض»

«قطار الرياض» ينطلق نحو وجهات جديدة عبر المسار البرتقالي (واس)
«قطار الرياض» ينطلق نحو وجهات جديدة عبر المسار البرتقالي (واس)
TT

تشغيل آخر مسارات «قطار الرياض»

«قطار الرياض» ينطلق نحو وجهات جديدة عبر المسار البرتقالي (واس)
«قطار الرياض» ينطلق نحو وجهات جديدة عبر المسار البرتقالي (واس)

مع دخول يوم الأحد، يبدأ تشغيل «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» من «قطار الرياض»، ليكتمل بذلك التشغيل التتابعي لمسارات شبكته، وفق الخطة المعلنة عند افتتاح المشروع الذي انطلق مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

ويربط المسار البرتقالي شرق مدينة الرياض بغربها، ويمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني، بمحاذاة منطقة خشم العان شرقاً، بطول إجمالي 41 كم.

ويستقبل المستخدمين عند الساعة السادسة صباحاً في محطاته الخمس «طريق جدة»، «طويق»، «الدوح»، «طريق هارون الرشيد»، بالإضافة إلى «النسيم» التي تُعد إحدى محطات التحويل التي تربط بينه والمسار البنفسجي.

المسار البرتقالي يربط شرق مدينة الرياض بغربها عبر محطاته الخمس (واس)

من جهة أخرى، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، هي: «المروج»، «بنك البلاد»، «مكتبة الملك فهد».

ويمثّل «قطار الرياض» أحد المشروعات الكبرى التي تشهدها السعودية خلال هذا العهد الزاهر، ويُعد من الأضخم للنقل العام في العالم، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة.

ويتميّز بطبيعته الدقيقة ومواصفاته التصميمية والتقنية العالية، وانسجامه مع الخصائص الاجتماعية والبيئية والعمرانية لمدينة الرياض وسكانها، إلى جانب ما يسهم به من عوائد عليها تتجاوز توفير خدمة النقل العام، ورفع مستوى جودة الحياة فيها، بما ينسجم مع مستهدفات «رؤية 2030».

وتشمل شبكة القطار، الأطول بلا سائق في العالم، 6 مسارات بطول 176 كيلومتراً، وله 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية، بطاقة استيعابية 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين أجزاء مدينة الرياض، ويُسهِّل سبل التنقل لساكنيها وزائريها.

وتعد تكلفة التنقل في «قطار الرياض» الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، مقارنة بمتوسط دخل الأسرة اليومي، والبالغ 733 ريالاً؛ أي نحو 195 دولاراً. وهذه النسبة تشكل 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي، وفق ما ذكره، لـ«الشرق الأوسط»، ماهر شيرة، المدير العام الأول للمدن الذكية في «الهيئة الملكية لمدينة الرياض».

ويستقبل القطار المستخدمين من الساعة 6 صباحاً حتى الساعة 12 منتصف الليل. وأتيح لهم تحديد الوجهات وشراء التذاكر من خلال تطبيق «درب»، ومكاتب بيع التذاكر، وأجهزة الخدمة الذاتية في المحطات، ووسائل الدفع الرقمية عبر البطاقات المصرفية والائتمانية والهواتف والأجهزة الذكية.