الحوثيون يحاكمون العشرات من العاطلين والعمال والمزارعين والطلاب

المعتقلون اشتكوا من تعرضهم للانتهاكات في سجون الجماعة

أصدرت الجماعة الحوثية مئات الأحكام بإعدام سياسيين وناشطين مناهضين لانقلابها (أ.ف.ب)
أصدرت الجماعة الحوثية مئات الأحكام بإعدام سياسيين وناشطين مناهضين لانقلابها (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يحاكمون العشرات من العاطلين والعمال والمزارعين والطلاب

أصدرت الجماعة الحوثية مئات الأحكام بإعدام سياسيين وناشطين مناهضين لانقلابها (أ.ف.ب)
أصدرت الجماعة الحوثية مئات الأحكام بإعدام سياسيين وناشطين مناهضين لانقلابها (أ.ف.ب)

بدأت محكمة حوثية في صنعاء بمحاكمة العشرات من المدنيين، وأغلبهم من العاطلين عن العمل والمزارعين والطلبة والمعلمين، بتهمة التعاون مع الحكومة الشرعية، وهي اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام؛ إذ سبق لهذه المحكمة أن أصدرت المئات من أحكام الإعدام بحق مسؤولين وناشطين وصحافيين بالتهمة ذاتها.

المحكمة عقدت أولى جلساتها في صنعاء للنظر في القضية التي يُحاكم فيها 49 من المعتقلين (بينهم 12 من العاطلين عن العمل و6 من طلبة الجامعة ومثلهم من المعلمين) ومزارعون وعاملون في قطاع الأدوية وجنديان اثنان، حيث يُتهمون بالعمل لصالح الحكومة الشرعية في المواجهة مع جماعة الحوثي.

وذكر المحامي عبد المجيد صبره الذي يتولى الترافع عن المختطفين لدى الحوثيين أنه حضر التحقيق مع بعض أفراد المجموعة لدى النيابة، وقبل إحالتهم إلى المحكمة، وأنهم تحدثوا كثيراً عن الانتهاكات التي تعرضوا لها في سجون المخابرات منذ اختطافهم وحجز حريتهم.

شرع الحوثيون في محاكمة 47 يمنيا بتهمة الولاء للحكومة الشرعية (فيسبوك)

وأجمع المعتقلون (بحسب صبره) على أنهم مُنعوا عن الزيارة والاتصال بأقاربهم وبالعالم الخارجي ما يقرب من 9 أشهر، وتم حجز كل واحد منهم خلال تلك المدة في زنزانة انفرادية.

وأفاد المحامي بأن أحد المعتقلين، واسمه سمير العمري، أشار إلى أن المدد التي قضاها في الزنزانة الانفرادية بلغت 11 شهراً، في حين أن هناك معتقلاً آخر اسمه زايد سلطان العيدي يعاني من حالة نفسية صعبة جداً، وكان من المفترَض وقف التحقيق معه حتى يتلقى العلاج اللازم، لكن النيابة حققت معه رغم ذلك.

ونقل عن المعتقلين القول إنهم تعرضوا لصنوف شتى من التعذيب الجسدي والمعنوي، وإنه طلب من النيابة صورة كاملة من ملف القضية ليتمكن من تقديم دفوعه، لكنها رفضت، وهو «ما يُعد انتهاكاً كبيراً لحقهم في الدفاع فضلاً عن الانتهاكات الأخرى»، على حد تعبير المحامي صبره.

وذكر محامي الدفاع أنه وعند دخوله وزميله قاعة المحكمة في أولى جلساتها وجدا أنها مجهزة بكاميرات للتصوير «ويبدو أنها تابعة لجهاز الأمن والمخابرات حيث كان جنود الأمن هم من يقومون بالتصوير»، وأنه اعترض على ذلك، إلا أن القاضي الحوثي هددهما بالطرد من القاعة.

الناشطة اليمنية فاطمة العرولي المعتقلة لدى الحوثيين منذ عام (فيسبوك)

وقال صبره إنهما احتجَّا أيضاً على تكليف المحكمة للنيابة بقراءة قرار الاتهام؛ كون النيابة أثناء المحاكمة صارت خصماً للمتهمين، ويجب على المحكمة الالتزام بنص القانون الذي يوجب تكليف كاتب الجلسة بتلاوة قرار الاتهام، لكن القاضي تجاهل ذلك الاحتجاج.

ووفق ما قاله المحامي، فإنه وزميله طلبا بعد ذلك من المحكمة الحصول على صورة من ملف القضية قبل مواجهة موكليهما بقرار الاتهام، حتى يتمكنا من الاطلاع عليه وتقديم ما لديهما من دفوع كفلها القانون؛ كون النيابة، التي تُعدّ خصمهم القوي في القضية لديها الملف بالكامل واطلعت على كل تفاصيله مسبقاً، إلا أن القاضي رفض الطلب، وأمر جنود الحراسة بإخراجهما من القاعة.

وعلى صعيد متصل، أحالت النيابة الحوثية المتخصصة بقضايا الإرهاب الناشطة المختطَفة فاطمة العرولي إلى المحكمة، بتهمة إعانة تحالف دعم الشرعية، بعد عام كامل على اختطافها من إحدى النقاط الأمنية في محافظة تعز، حين كانت في طريقها للسفر إلى الخارج عبر مطار عدن، وبعد إخفائها ومنعها من التواصل مع أسرتها لعدة أشهر.


مقالات ذات صلة

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.