تطبيق «ثريدز» منافس مباشر لـ«تويتر» ويحصد إعجاب أكثر من 100 مليون مستخدم

مزايا كثيرة مريحة للاستخدام وسهولة التحكم في إعدادات الخصوصية والإشعارات... ودعم للغة العربية من اليوم الأول لإطلاقه

منافسة شرسة مقبلة بين "ثريدز" و"تويتر" لجذب اهتمام وولاء المستخدمين
منافسة شرسة مقبلة بين "ثريدز" و"تويتر" لجذب اهتمام وولاء المستخدمين
TT

تطبيق «ثريدز» منافس مباشر لـ«تويتر» ويحصد إعجاب أكثر من 100 مليون مستخدم

منافسة شرسة مقبلة بين "ثريدز" و"تويتر" لجذب اهتمام وولاء المستخدمين
منافسة شرسة مقبلة بين "ثريدز" و"تويتر" لجذب اهتمام وولاء المستخدمين

أطلقت شركة «ميتا» المالكة منصتي «إنستغرام» و«فيسبوك» تطبيقها المجاني الجديد «ثريدز (Threads)» المنافس لمنصة «تويتر» والذي يتيح مشاركة التدوينات النصية حتى 500 حرف، وكذلك الصور وعروض الفيديو بمدة تصل إلى 5 دقائق. ويقدم التطبيق كثيراً من المزايا الموجودة في «تويتر» ويضيف إليها، ولكنه قيد التطوير الآن وسيقدم مزيداً من المزايا خلال المدة المقبلة.

وحصل التطبيق على أول مليون مشترك فيه في خلال ساعتين فقط، و10 ملايين في خلال 7 ساعات، و30 مليوناً في أول 24 ساعة من إطلاقه، و100 مليون في أقل من أسبوع من إطلاقه، مقارنة بـ100 مليون مستخدم لمنصة «تشات جي بي تي (ChatGPT)» للذكاء الاصطناعي في خلال شهرين، و100 مليون مستخدم لـ«تيك توك» في 9 أشهر، والعدد نفسه لـ«إنستغرام» في خلال عامين ونصف. ويدل هذا الأمر على النهم الكبير لدى المستخدم في القفز من «تويتر» نحو منصة موثوقة بعد التخبط الإداري لإيلون ماسك، الرئيس الجديد لـ«تويتر»، خصوصاً بعد وضعه حدوداً للعدد الأقصى من التغريدات التي يمكن مشاهدتها يومياً دون اشتراك مالي بالمنصة، إلى جانب سهولة الانتقال من «إنستغرام» إلى «ثريدز» باسم المستخدم نفسه الخاص بحساب المستخدمين في «إنستغرام».

ويدعم التطبيق حالياً أكثر من 35 لغة؛ منها اللغة العربية، وهو متوافر في أكثر من 100 دولة، ولكنه لا يزال قيد الدراسة في دول الاتحاد الأوروبي حول توافقه مع قوانين حماية خصوصية وبيانات المستخدمين. ويأمل مارك زوكربيرغ، رئيس شركة «ميتا»، أن يصبح «ثريدز» أول تطبيق للمحادثات يستخدمه أكثر من مليار شخص.

مزايا التطبيق

يقدم التطبيق واجهة استخدام مشابهة لتلك المستخدمة في «تويتر» و«إنستغرام»، مع تقديم خيارات مختلفة للتفاعل مع المنشورات تشمل الإعجاب ومعاودة النشر والتعليق والمشاركة مع الآخرين. ويسمح «ثريدز» بالتحكم في من يمكنه الرد على منشورات المستخدم (جميع الحسابات، أو تلك التي يتابعها المستخدم فقط، ومن ثم الإشارة إليهم في المنشور). كما يمكن متابعة الحسابات نفسها التي يتابعها في «إنستغرام» بكل سهولة.

سهولة نقل الحسابات من "إنستاغرام" إلى "ثريدز" تُسهّل على المستخدمين الهجرة إلى "ثريدز"

ويتميز التطبيق بواجهة سهلة الاستخدام تعرض المنشورات من الحسابات التي يتابعها المستخدم، إلى جانب المحتوى الذي تقترحه الخوارزميات (الخوارزمية «Algorithm» نهج عمل برنامج ما لتحقيق الهدف المرغوب). وبفضل خاصية «إعادة النشر»، يمكن للمستخدمين مشاركة المحتوى والتعليق عليه، حيث تظهر الردود بشكل بارز في الصفحة الرئيسية، مما يجعل التفاعل بين المستخدمين أكثر سهولة ومتعة. ويعتمد «ثريدز» في عرض المنشورات بالصفحة الرئيسية على الطرق المشابهة المستخدمة في الشبكات الاجتماعية الحالية، حيث تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على التعرف على المحتوى الذي يحب مشاهدته المستخدم، ليعرض محتوى مشابهاً في الصفحة الرئيسية. ويستند التطبيق إلى بروتوكولات لا مركزية تسمح للمستخدمين بنقل بياناتهم من منصة لأخرى بكل سهولة.

ويسمح التطبيق بإلغاء متابعة أي شخص أو حظره أو تقييده أو الإبلاغ عنه في حالة التعرض للإساءة أو انتهاكه سياسات نشر المحتوى، مع توفير القدرة للمستخدمين على إخفاء المنشورات التي يتم عرضها وفقاً لكلمات أو جمل محددة موجودة داخل التعليق أو المنشور. يضاف إلى ذلك أن الحسابات المحظورة في «إنستغرام» ستكون محظورة أيضاً في «ثريدز»، وستحصل الحسابات الموثقة في «إنستغرام» على شارة التوثيق نفسها في «ثريدز».

ويبتعد التطبيق عن السياسة والأخبار الجادة، ولن يروج لهذا النوع من المحتوى؛ بهدف تشجيع المستخدمين على التفاعل مع مواضيع أخرى تشمل الرياضة والأزياء والموسيقى والترفيه... وغيرها. ووعدت الشركة بإطلاق كثير من المزايا والخصائص الجديدة خلال الفترة المقبلة.

اختلافات مع «تويتر»

ومن أبرز الاختلافات بين «ثريدز» و«تويتر» سهولة الانتقال إلى «ثريدز»، حيث سيشاهد المستخدم كثيراً من الحسابات التي يتابعها على «إنستغرام» بكل سهولة بدلاً من البدء من لا شيء. كما يُسهّل التطبيق مشاركة المنشورات خارجه؛ بحيث يمكن مشاركة المنشور على شكل منشور تقليدي في «إنستغرام» أو في قصص «إنستغرام» بضغط زر واحدة.

واجهة الاستخدام في "ثريدز" تشابه تلك المستخدمة في "إنستاغرام" و"تويتر"

اختلاف آخر هو أن التطبيق متوافر «حالياً» على الأجهزة التي تعمل بنظامي التشغيل «آندرويد» و«آي أو إس»، ولا توجد نسخة منه على الكومبيوتر الشخصي أو متصفحات الإنترنت بعد؛ على خلاف «تويتر». يضاف إلى ذلك أن «ثريدز» يسمح بكتابة المنشورات النصية حتى 500 حرف للمنشور الواحد، مقارنة بـ280 حرفاً في «تويتر».

ويقدم «تويتر» ميزة تبادل «الرسائل المباشرة (Direct Messages)» بين الحسابات، بينما لا تزال هذا الميزة غير موجودة في «ثريدز». ولا يدعم «ثريدز» استخدام «الوسوم (Hashtags)» حتى الآن، ولكن مسؤولي المنصة أكدوا أنهم سيطلقون هذه الميزة قريباً. هذا؛ ولا يدعم «ثريدز» عرض «الصور المتحركة (GIF)» في المنشورات، ولا يسمح بالإشارة إلى الأشخاص داخل الصور وعروض الفيديو. كما تغيب ميزتا «النص البديل» في الصور وقسم «المواضيع الرائجة (Trends)» للمساعدة في اكتشاف الأخبار المهمة خلال اليوم والوصول إلى مزيد من المعلومات المرتبطة بتلك الأخبار.

بدء استخدام التطبيق

كيف تبدأ استخدام «ثريدز»؟ للبدء باستخدام التطبيق، يجب تحميله من متجر التطبيقات الخاص بهاتفك الجوال وتثبيته. وسيظهر أمامك خيار تسجيل الدخول بحساب «إنستغرام» أو إنشاء حساب جديد. وفي حال اختيار الخيار الأول، فسيكون بإمكانك جلب بيانات حسابك من «إنستغرام» وإبقاء كل شيء كما هو أو تغيير اسم المستخدم ووصفه والصورة الرئيسية للحساب. وبإمكانك بعد ذلك ضبط إعدادات الخصوصية ليكون الحساب خاصاً أو متاحاً للجميع والسماح لهم بمتابعتك والاطلاع على المحتوى الذي تشاركه. الخطوة التالية هي اختيار قائمة «الحسابات» التي تتابعها في «إنستغرام» وتحديد ما تريد متابعته منها في «ثريدز» إن كان ذلك الحساب موجوداً في المنصة الجديدة. كما يمكنك إنشاء حساب جديد بكل سهولة في حال رغبت في ذلك.

وبعد إنشاء الحساب، يمكن الضغط على أيقونة «إنشاء» أسفل الشاشة لكتابة المنشورات النصية وإرفاق ما يصل إلى 10 صور للمنشور الواحد، أو عروض فيديو تصل مدتها إلى 5 دقائق. وسيجد المستخدم 4 أزرار أسفل كل منشور وظيفتها هي: الإعجاب بالمنشور، والرد على المنشور، وإعادة النشر في التطبيق (إعادة النشر الفوري Repost أو إعادة النشر مع كتابة تعليق على المنشور Quote)، ومشاركة المنشور خارج التطبيق (الإضافة إلى القصص Add to Story لنشر المنشور في قصص «إنستغرام»، أو مشاركة المنشور على شكل منشور تقليدي في «إنستغرام» Post to Feed، أو مشاركة المنشور على شكل رابط في تغريدة على «تويتر»).

تخصيص الإشعارات والخصوصية

ولتخصيص الإشعارات في منصة «ثريدز» الجديدة، خصوصاً أن الإشعارات ستكون كبيرة جداً خلال هذه الفترة بسبب الإقبال الكبير على استخدام التطبيق وإشعار كل مستخدم بتسجيل أحد الأصدقاء بالمنصة، يمكنك إيقاف جميع الإشعارات أو تخصيصها من قائمة «الإعدادات». وللقيام بذلك، يجب تشغيل التطبيق والضغط على أيقونة «حسابك» الموجودة في الزاوية، ومن ثم الضغط على أيقونة قائمة «الإعدادات» واختيار «الإشعارات (Notifications)». والخطوة التالية هي اختيار إيقاف جميع الإشعارات مؤقتاً بالضغط على «إيقاف مؤقت للكل (Pause all)»، أو تخصيص الإشعارات لكل من الإعجابات والردود وإعادة النشر والمتابعين عبر الخيارات الموجودة أسفل خيار الإيقاف. ولدى الضغط على خيار «إيقاف مؤقت للكل»، فستظهر أمامك خيارات مدة إيقاف إشعارات التطبيق مؤقتاً، والتي تتراوح بين 15 دقيقة و8 ساعات.

ولتخصيص إشعارات الإعجابات والردود وإعادة النشر، يمكنك الضغط على خيار «المنشورات والردود (Threads and replies)» لضبط ظهور الإشعارات إما من الجميع وإما من الحسابات التي تتابعها، أو إيقاف تشغيلها بالكامل. ولإيقاف تلقي الإشعارات في كل مرة يتابعك فيها شخص ما، بإمكانك الضغط على خيار «المتابعة والمتابعون (Following and followers)». ويجب الذهاب بعد ذلك إلى خيار «متابع جديد (New follower)» وتحديد خيار «إيقاف (Off)»، مع توفير القدرة على إيقاف إشعارات قبول طلبات الإضافة واقتراحات الحسابات.

ولضبط إعدادات الخصوصية في التطبيق، يجب الذهاب إلى صفحة حسابك الشخصي واختيار «تحرير الحساب (Edit profile)» وتفعيل «الحساب الخاص (Private Profile)». وبعد تفعيل الحساب الخاص، يمكن للمتابعين فقط قراءة منشوراتك والتفاعل معها ومشاهدة الحسابات التي تتابعها وتلك التي تتابعك، بينما يسمح الحساب العام لأي شخص في «ثريدز» بالتفاعل مع منشوراتك. يذكر أن المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً (أو 18 عاماً في بعض البلدان) سيحصلون على حساب خاص بشكل قياسي. وبالنسبة إلى تتبع نشاطك، فلا يطلب التطبيق الإذن باستخدام بياناتك، ولا يمكنك منع التطبيق من تتبعك؛ الأمر الذي قد يفسر عدم إطلاقه في دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن.

وبإمكانكم متابعة «الشرق الأوسط» على «ثريدز» عبر حسابنا: Asharq AlAwsat.


مقالات ذات صلة

اختتام معرض «CES» بابتكارات تعكس توجه مستقبل التكنولوجيا الاستهلاكية

تكنولوجيا استقطبت دورة هذا العام أكثر من 100 ألف مشارك وشركة عارضة في مدينة لاس فيغاس (CES)

اختتام معرض «CES» بابتكارات تعكس توجه مستقبل التكنولوجيا الاستهلاكية

في لاس فيغاس كمبيوترات قابلة للطي، وشاشات فائقة السطوع، وساعات اللياقة الذكية وأجهزة للعرض المنزلي وغيرها.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

روبوتا الدردشة يناقشان مواضيع تتماشى تماماً مع اهتماماتك الخاصة بناءً على تاريخ بحثك ونشاطك.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعد تطبيقات اللياقة البدنية أداة قوية لتتبع التقدم مع ضمان بقاء بياناتك آمنة (أدوبي)

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

إليك بعض النصائح لاستخدام تطبيقات اللياقة البدنية بأمان في العصر الرقمي.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)

«إنسانية» الآلة تتخطى البشر... و«تطبيقات الذكاء الاصطناعي» أكثر تعاطفاً منا!

يعد الكثيرون أن التعاطف هو «حجر الزاوية» في العلاج الفعال للصحة العقلية. لكن، هل يمكن للأجهزة الرقمية أن تُظهر التعاطف؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا شعار تطبيق «فايبر» (رويترز)

روسيا تواصل استهداف وسائل التواصل الاجتماعي وتحظر «فايبر»

أعلنت الدائرة الاتحادية لرقابة الاتصالات وتقنية المعلومات والإعلام في روسيا، الجمعة، حجب تطبيق «فايبر» للتراسل، وذلك في أحدث حظر يطول خدمات التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بين تهديدها للعمالة وفوائدها الاقتصادية... الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية

روبوت يصافح أحد حضور معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)
روبوت يصافح أحد حضور معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)
TT

بين تهديدها للعمالة وفوائدها الاقتصادية... الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية

روبوت يصافح أحد حضور معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)
روبوت يصافح أحد حضور معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)

كانت الروبوتات تقتصر إلى حد كبير حتى الآن على القطاع الصناعي، لكنها اليوم تهمّ بدخول حياة الناس، حسب المشاركين في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا.

وقال مارك ثيرمان، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة الروبوتات العملاقة «بوسطن ديناميكس»، خلال حلقة حوارية، إن التقدم التكنولوجي وانخفاض التكلفة الإفرادية لهذه المنتجات «سيمهدان على الأرجح الطريق أمام روبوتات المرافقة بحلول نهاية العقد الحالي».

وتوضح كريس غاردنر، نائبة رئيس جمعية المتقاعدين الأميركية (AARP)، وهي جهة نافذة نظمت هذه الحلقة الحوارية، أن «الأفراد سيمتلكون روبوتات شبيهة بالبشر قادرة على فعل كل شيء، بالطريقة نفسها التي يمتلكون بها سيارة».

في لاس فيغاس، قدمت شركة «أوبن درويدز» (OpenDroids) الناشئة في سان فرانسيسكو جهاز «آر 2 دي 3»، الذي استوحي اسمه من «آر 2-دي 2» في أفلام «حرب النجوم»، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

روبوت «آر 2 دي 3» من شركة «أوبن درويدز» (أرشيفية)

هذا الروبوت، الذي يُتوقع بيعه بمبلغ 60 ألف دولار بمجرد دخوله مرحلة الإنتاج على نطاق واسع، قادر على أداء مجموعة واسعة من الأعمال المنزلية.

ويجري بالفعل اختبار هذا النظام في مراكز إعادة التأهيل لتخفيف العبء عن الموظفين المرتبط بالمهام المتكررة.

كما لفتت الانتباه نماذج أخرى لا تتمتع بالمظهر البشري مثل «آر 2 دي 3»، ولا سيما الجيل الجديد من المكانس الكهربائية المستقلة، التي أصبحت الآن مجهزة بذراع ميكانيكية للقيام بمهام تتخطى مجرد إزالة الغبار.

«اضطرابات مجتمعية»

ويقول تقرير صادر عن جمعية رواد الأعمال «Abundance360» إن التقديرات المرتبطة بالبعد المركزي الذي سيشغله الروبوت في السنوات المقبلة «مخففة إلى حد كبير».

أحد الروبوتات في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)

ويشير التقرير إلى أن الاستخدام الواسع النطاق للروبوتات يمكن أن يبشر بـ«عصر من الوفرة غير المسبوقة»، وذلك من خلال خفض التكاليف والسماح للبشر «بالتركيز على الأنشطة الإبداعية والممتعة».

مع ذلك، تعترف جمعية «Abundance360» بأن العديد من القطاعات من المتوقع أن تمر بمرحلة من انكماش العمالة بسبب التحول إلى الروبوتات، مشيرة على وجه الخصوص إلى الصناعة والزراعة والجراحة.

وقال التقرير: «إن السرعة التي يتقدم بها الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر، إلى جانب الافتقار إلى النقاش حول هذا الموضوع، عوامل تنذر باضطرابات في سوق العمل واضطرابات مجتمعية».

وقد لفت الملف الأخير المرتبط بعمال الموانئ الأميركيين الانتباه إلى هذه القضية؛ إذ حصل اتحاد عمال الموانئ الدولي على موافقة شركات الشحن على تركيب الرافعات شبه المستقلة في الموانئ شرط أن يترافق ذلك مع عمليات توظيف.

وكانت الثورة جارية في القطاع منذ فترة طويلة بالفعل، لكن الأمور تتسارع.

«هكذا يتطور الاقتصاد»

عرضت شركة «R2C2» من هونغ كونغ في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية روبوتاتها القادرة على القيام بعمليات تفتيش في محطات الطاقة أو إجراء الصيانة في القطارات.

شركة «R2C2» عرضت روبوتاتها في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (الشركة)

ويقول رئيس الشركة سان وونغ إن روبوتاته ستحل مشكلة التناوب بين فنيي السكك الحديدية، الذين قد يتعبون من «البيئة القذرة والخانقة؛ حيث تنتشر الشحوم في كل مكان».

كما لجأت شركة «أوشكوش» الأميركية العملاقة لتصنيع المركبات الخدمية، إلى الأتمتة في بعض الأنشطة التي تتطلب مجهوداً بشرياً، بما في ذلك إنجاز تصنيع شاحنات الإطفاء الذي يسبب اضطرابات في الجهاز العضلي الهيكلي.

ونُقل الموظفون المتأثرون إلى وظائف أخرى، بينها ما يرتبط باللحام، لكن رئيس الشركة، جون فايفر، لا يستبعد أن تتم أتمتتها أيضاً «يوماً ما». ويقول: «هذه هي الطريقة التي تطور بها الاقتصاد على مدى 250 عاماً»، مضيفاً: «يتطلع الناس إلى تحسين الإنتاجية للمساعدة في النمو».

الحاضرون يشاهدون روبوتاً يتجول في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ف.ب)

وفي معرض الإلكترونيات الاستهلاكية أيضاً، عرضت شركة «جون ديري» المصنعة للجرارات والمعدات الزراعية، مركباتها ذاتية القيادة، التي تقول الشركة إنها تعالج النقص في العمال الزراعيين.

وتقول رئيسة قسم الزراعة في الشركة، ديانا كوفار: «نحن بحاجة إلى التأكد من أن مهارات موظفينا وعملائنا تتطور حتى يتمكنوا من الاستفادة من هذه التقنيات، وليس اعتبارها تهديداً».

وتوضح كريس غاردنر من منظمة «AARP» أن الخدمات الموجهة للأفراد تواجه أيضاً نقصاً في العمالة، مع احتمال زيادة عدد كبار السن إلى معدلات غير مسبوقة. وتحذر من أن «الطلب سيكون هائلاً»، و«لا يمكن للبشر وحدهم تغطيته».