إدارة بايدن ماضية في قرار تسليم الذخائر العنقودية لدعم الهجوم الأوكراني «المتباطئ»

رغم اعتراضات حلفاء واشنطن ويساريي الحزب الديمقراطي

جنديان من سلاح الجو الأميركي يقومان بفحص أخير لقنبلة عنقودية بقاعدة «هيل» الجوية في ولاية يوتا الأميركية (رويترز)
جنديان من سلاح الجو الأميركي يقومان بفحص أخير لقنبلة عنقودية بقاعدة «هيل» الجوية في ولاية يوتا الأميركية (رويترز)
TT

إدارة بايدن ماضية في قرار تسليم الذخائر العنقودية لدعم الهجوم الأوكراني «المتباطئ»

جنديان من سلاح الجو الأميركي يقومان بفحص أخير لقنبلة عنقودية بقاعدة «هيل» الجوية في ولاية يوتا الأميركية (رويترز)
جنديان من سلاح الجو الأميركي يقومان بفحص أخير لقنبلة عنقودية بقاعدة «هيل» الجوية في ولاية يوتا الأميركية (رويترز)

لا يزال قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، بالموافقة على تزويد أوكرانيا بقذائف عنقودية، يثير الكثير من ردود الفعل والاعتراضات، داخل الولايات المتحدة وخارجها. ورغم إيضاح بايدن أسباب اتخاذه هذا «القرار الصعب»، في مقابلة ستذاع كاملة الأحد، مع محطة «سي إن إن»، قائلاً إن قناعته تشكلت لأن كييف بحاجة إليها في هجومها المضاد، أعلن عدد من نواب حزبه الديمقراطي، خصوصاً من التيار اليساري، «انشقاقهم» عنه، ووصفوا القرار بأنه غير ضروري وغير أخلاقي وخطأ فادح.

وكان البيت الأبيض، قد أشار الجمعة، إلى أن هذه الخطوة تشكل عتبة مهمة في نوع التسليح المقدم إلى كييف لمواجهة الغزو الروسي، وهي «الصواب» الذي يجب القيام به، وفق مستشار الأمن القومي جيك سوليفان. ودافع سوليفان عن قرار الإدارة، قائلاً: «روسيا تستخدم الذخائر العنقودية منذ بداية هذه الحرب لمهاجمة أوكرانيا». «لقد التزمت أوكرانيا بجهود إزالة الألغام بعد الصراع للتخفيف من أي ضرر محتمل يلحق بالمدنيين. وسيكون هذا ضرورياً بغض النظر عما إذا كانت الولايات المتحدة تقدم هذه الذخائر أم لا».

جيك ساليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض (إ.ب.أ)

ومن جهتها، كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في وقت لاحق الجمعة، أن تسليم هذه الذخائر سيحدث خلال أسبوعين، من مخزونات وزارة الدفاع. وقال كولين كال وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة للصحافيين، إن البنتاغون سيوفر هذه الذخائر العنقودية، على أمل أن تساعد في ضمان امتلاك أوكرانيا قوة نيران كافية. وقال: «نريد التأكد من أن الأوكرانيين لديهم مدفعية كافية لإبقائهم في القتال في سياق الهجوم المضاد الحالي، ولأن الأمور تسير بشكل أبطأ قليلاً مما كان يأمل البعض». وأعرب بعض المسؤولين الأميركيين الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن تفاؤلهم بأن كييف لديها كل الأسلحة التي تحتاجها، بما في ذلك أجهزة تطهير خطوط الألغام وكاسحات الألغام.

ذخائر عنقودية بانتظار تحميلها على مدافع «هاوتزر» ذاتية الدفع في قاعدة للجيش الأميركي بكوريا الجنوبية (رويترز)

وأوضح كال أن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع، لكن لا يزال من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات بشأن احتمالات تحقيق كييف مكاسب في ساحة المعركة. وأمضت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون، شهوراً في بناء ما يطلق عليه «جبل الصلب» من الأسلحة في أوكرانيا، وتدريب القوات الأوكرانية على تقنيات الأسلحة المشتركة لمساعدة كييف على اختراق الدفاعات الروسية الهائلة خلال هجومها المضاد. لكن روسيا أمضت شهوراً أيضاً في حفر مواقع دفاعية، ونشر ألغام أرضية حولها، وتشييد تحصينات مدججة بالسلاح جعلت تقدم أوكرانيا في الشرق والجنوب بطيئاً ودموياً. وقال كال: «من السابق لأوانه الحكم على سير الهجوم المضاد، لا يزالون يختبرون الخطوط الروسية والمناطق الروسية لمعرفة نقاط الضعف». وتابع: «سيكون الاختبار الحقيقي عندما يحددون هذه النقاط، ومدى سرعة قدرتهم على استغلال نقاط الضعف تلك».

في المقابل، أصر عدد من المشرعين الديمقراطيين، على رفض تسليم الذخائر العنقودية لأوكرانيا، متمسكين بقرار الكونغرس الذي صدر عام 2017، ويحظر نقل أي ذخيرة عنقودية «بمعدل تفجير» يزيد على 1 في المائة، على الرغم من أن بايدن يمكنه تخطي هذه القاعدة. ورفضوا توضيحات المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال باتريك رايدر، التي أشار فيها إلى أن المسؤولين سيختارون «بعناية» فقط القذائف ذات معدلات التفجير الأقل، التي اختُبرت أخيراً، لإرسالها إلى أوكرانيا. وانضم المشرعون إلى دعاة الحد من التسلح، قائلين إن الإدارة تقوم بمقايضة أخلاقية غير مقبولة من شأنها أن تقتل المدنيين، وتعزل الحلفاء، وتضر بالقضية الأخلاقية لدعم أوكرانيا. وانتقد كبار الديمقراطيين في لجنة قواعد مجلس النواب واللجان التي تمول البنتاغون ووزارة الخارجية في تصريحات عامة نادرة بثت انفصالهم عن رئيس حزبهم. ومن بين المعترضين، النائبة بيتي ماكولوم، العضو البارز في اللجنة الفرعية لتخصيصات الدفاع في مجلس النواب، والنائبة التقدمية باربرا لي، العضو البارز في لجنة مجلس النواب التي تمول وزارة الخارجية، والنائب كريسي هولاهان، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب.

الثقوب تظهر على سيارة إسعاف أوكرانية بعد تعرضها لضربة بقنبلة عنقودية (أ.ب)

ومع ذلك، انضم أعضاء أقوياء في الكونغرس إلى تأييد إرسال الذخائر العنقودية. وحث النائب الجمهوري مايك ماكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، والنائب الجمهوري مايك روجرز، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، ونظراؤهم الجمهوريؤن في مجلس الشيوخ على هذه الخطوة منذ شهور. كما قدمت لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بقيادة الديمقراطيين، الشهر الماضي، نسختها من مشروع قانون سياسة البنتاغون السنوي مع لغة تدعم توفير هذه الذخائر أيضاً. وفي بيان يوم الجمعة، أشاد الجمهوريون بتحرك الإدارة بوصفه يخفف الضغط على مخزونات الصواريخ والقذائف التقليدية، لكنهم انتقدوا ما وصفوه بتأخيرها في إرسال مجموعة من الأسلحة بسبب «الخوف المضلل من التصعيد» الذي يقولون إنه يهدد نجاح هجوم كييف المضاد.

كما اعترض الكثير من حلفاء واشنطن على الخطوة. وقال ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني اليوم السبت إن بلاده من بين الدول الموقعة على اتفاقية تحظر إنتاج الذخائر العنقودية واستخدامها وتحث على عدم استخدامها، وأضاف سوناك للصحافيين: «سنواصل القيام بدورنا لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر».

كما عبّرت وزيرة الدفاع الإسبانية عن رفضها للخطوة. وقالت اليوم السبت إنه ينبغي عدم إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا.

قنبلة عنقودية تحتوي على مئآت من القنابل الصغيرة (أ.ب)

وقالت الوزيرة مارغاريتا روبليس للصحافيين خلال تجمع في مدريد قبيل الانتخابات العامة المقررة في 23 يوليو (تموز): «إسبانيا، بناءً على التزامها الراسخ تجاه أوكرانيا، لديها أيضاً التزام قوي بعدم تسليم أسلحة وقنابل معينة تحت أي ظرف». وأضافت: «لا للقنابل العنقودية، ونعم للدفاع الأوكراني المشروع الذي نفهم أنه ينبغي ألا ينفذ بالقنابل العنقودية».

وقالت روبليس إن قرار إرسال القنابل العنقودية اتخذته حكومة الولايات المتحدة، وليس حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه إسبانيا. وهناك تأييد واسع النطاق بين الأحزاب الإسبانية لدعم أوكرانيا وتقديم المساعدة العسكرية لها في الحرب. ولم توقع أي من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة على اتفاقية الذخائر العنقودية التي تحظر إنتاج هذه الأسلحة وتخزينها واستخدامها ونقلها.

جندي أوكراني يعطل قنبلة عنقودية أطلقتها القوات الروسية (أرشيفية - رويترز)

وعارض سياسي ألماني تزويد الجيش الأوكراني بذخائر عنقودية. وقال السياسي في حزب «الخضر»، أنطون هوفرايتر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «أرفض توريد ذخائر عنقودية... إنها محظورة». ودعا رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، عوضاً عن ذلك إلى توريد صواريخ كروز ألمانية لأوكرانيا، ودعم تحالف الطائرات المقاتلة بقيادة الدنمارك وهولندا بالخدمات اللوجيستية والتدريب. وطالب هوفرايتر المستشار الألماني أولاف شولتس بالإدلاء بتصريحات واضحة حول هذا الأمر خلال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقبلة في فيلينوس عاصمة ليتوانيا.


مقالات ذات صلة

برلين تؤيد التواصل مع موسكو لإنهاء الحرب الأوكرانية من خلال المفاوضات

أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

برلين تؤيد التواصل مع موسكو لإنهاء الحرب الأوكرانية من خلال المفاوضات

برلين تعلن عن تأييدها لإجراء مزيد من المكالمات الهاتفية من المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث مع المسؤولين التنفيذيين والمديرين خلال زيارة لمنشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال كاميرون في هاكبيري (رويترز)

تهوين أوروبي من توقف ضخ الغاز الروسي

هوّنت المفوضية الأوروبية من توقف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، أمس (الأربعاء)، مؤكدةً أن الاتحاد الأوروبي استعدَّ مبكراً لمواجهة هذا الأمر الذي كان متوقعاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي (د.ب.أ)

زيلينسكي: وقف تصدير روسيا الغاز عبر الأراضي الأوكرانية «هزيمة كبرى» لموسكو

رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم (الأربعاء) أن توقف تصدير الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية هو من بين «كبرى الهزائم التي منيت بها موسكو».

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الجيش الأوكراني يستخدم كشافات البحث لرصد أي طائرات من دون طيار في السماء فوق كييف (رويترز)

في 2025... أوكرانيا ستقاتل «في الميدان» و«على طاولة المفاوضات»

زيلينسكي يؤكد أن أوكرانيا ستفعل كل ما بوسعها «لإيقاف روسيا وإنهاء الحرب» بمساعدة حليفتها واشنطن

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا زوجان يقفان أمام شاشة تعرض صورة الكرملين في موسكو خلال احتفالات رأس السنة الجديدة (د.ب.أ)

في موسكو... محتفلون بالعام الجديد يأملون بانتهاء الحرب مع أوكرانيا

يُعرب كثير من سكان موسكو الذين تجمّعوا في وسط العاصمة الروسية لاستقبال العام الجديد، عن «أملهم» في انتهاء النزاع في أوكرانيا، بهدف عودة «الاستقرار» إلى بلادهم.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

برلين تؤيد التواصل مع موسكو لإنهاء الحرب الأوكرانية من خلال المفاوضات

المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)
TT

برلين تؤيد التواصل مع موسكو لإنهاء الحرب الأوكرانية من خلال المفاوضات

المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)
المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

أعربت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، زاسكيا إسكن، عن تأييدها لإجراء مزيد من المكالمات الهاتفية من المستشار الألماني أولاف شولتس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت إيسكن في مقابلة مع «وكالة الأنباء الألمانية» بشأن الحرب ضد أوكرانيا: «يتعين إجراء هذه المحادثات مراراً من أجل استكشاف ما يمكن القيام به حتى يتوقف القتل والموت في النهاية»، مضيفة في المقابل أنها لا ترى حالياً أن حدوث أي لقاء شخصي بين بوتين وشولتس سيكون مجدياً، وقالت: «طالما أن المواقف كما هي، فمن المؤكد أنه يكفي إجراء مكالمة هاتفية».

المستشار الألماني أولاف شولتس (وسط) وساسكيا إسكين (يسار) الرئيسة الفيدرالية للحزب الديمقراطي الاجتماعي وكاتيا ماست السكرتيرة البرلمانية للمجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي (د.ب.أ)

يذكر أن شولتس أجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي محادثات مع بوتين عبر الهاتف لأول مرة منذ أكثر من عامين، وتعرض لانتقادات بسبب ذلك من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكذلك من شركاء الناتو في شرق أوروبا ومن بعض الأحزاب الألمانية.

وأشادت إسكن بالمكالمة الهاتفية لأنها أوضحت موقف بوتين، وقالت: «ليس هناك أي استعداد لاتخاذ خطوات للنظر في وقف إطلاق النار».

وذكرت إسكن أن العدوان الروسي على أوكرانيا لا يزال بلا هوادة، موضحة أن هذا يمكن رؤيته أيضاً في استعانة روسيا بجنود من كوريا الشمالية، وأضافت: «لا ينبغي لنا أن نتجاهل هذا الوضع ونتحدث الآن عن وقف لإطلاق النار، وهو أمر ليس مطروحاً على الطاولة في الوقت الحالي لأن بوتين ليس مستعداً له».

فيما ترغب الخبيرة الدفاعية الألمانية، ماري - أغنيس شتراك - زيمرمان، من الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، في أن يقوم فريدريش ميرتس، السياسي المحافظ الذي يسعى لأن يصبح مستشاراً، بإعادة النظر في سياسة ألمانيا تجاه أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات.

وقالت شتراك - زيمرمان، في مقابلة مع مجموعة «فونكه» لبودكاست: «يحظى فريدريش ميرتس الآن بفرصة لأن يصبح مستشاراً عظيماً إذا فعل عكس ما يفعله (المستشار الألماني) أولاف شولتس».

وأشارت إلى أن هذه الفرصة للتغيير تتجاوز سياسة أوكرانيا، لتشمل استراتيجية ألمانيا الاقتصادية وغيرها من المجالات الحيوية.

وأعربت عن فضولها لرؤية ما إذا كان ميرتس سيملك الشجاعة لاتخاذ إجراءات جريئة، محذرة من أن عدم القيام بذلك قد تكون له عواقب «دراماتيكية تاريخياً».

المستشار الألماني أولاف شولتس يحذر من لعبة الروليت الروسي في قضايا الأمن الأوروبي (أ.ف.ب)

واعترفت إسكن بأن شولتس يسعى أيضاً إلى إجراء محادثات مع دول مثل الهند والبرازيل من أجل المضي قدماً نحو إنهاء الحرب الروسية، وقالت: «لا يتم حسم الحرب في ساحة المعركة، بل في النهاية عن طريق المفاوضات.... يجب أن تكون هناك خيوط للمحادثة ومعرفة من يمكن الاعتماد عليه وكيف». ومع ذلك، لا ترى إسكن في المستشار وسيطاً بين بوتين وزيلينسكي، وقالت: «أعتقد أن الوسطاء في مثل هذه المواقف ليسوا في العادة قادة دول، ولا مستشارين، ولا رؤساء، بل هم أشخاص من الصف الثاني»، مضيفة في المقابل أن شولتس «سيضطلع بالتأكيد بدور مهم» في تنظيم مثل هذه المحادثات.

ومن المقرر أن يتوجه الناخبون الألمان إلى صناديق الاقتراع في 23 فبراير (شباط) في انتخابات ستحدد من سيكون المستشار المقبل. ويرى كثر أن ميرتس هو المرشح الأوفر حظاً لأن يصبح المستشار التالي للبلاد. وتدعو شتراك - زيمرمان، التي تشغل منصب رئيسة اللجنة الفرعية للأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي، منذ فترة طويلة إلى مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، بما في ذلك تقديم صواريخ كروز «تاوروس».

ومع ذلك، قاوم شولتس هذا الطلب، رافضاً تخفيف القواعد المتعلقة باستخدام الأسلحة الألمانية في دفاع أوكرانيا ضد روسيا.

وزراء خارجية 6 دول أوروبية - أطلسية (فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وبريطانيا) بعد اجتماع عقدوه في برلين لدعم أوكرانيا (رويترز)

وكان شولتس قد اتهم ميرتس باتباع خط سياسي محفوف بالمخاطر بشأن سياسة أوكرانيا، مشيراً إلى أن موقف ميرتس المؤيد لتسليم صواريخ «تاوروس» البعيدة المدى إلى أوكرانيا يعرض البلاد لخطر التصعيد مع القوة النووية (روسيا). وقال شولتس: «يمكنني فقط أن أقول... كونوا حذرين، لا تلعبوا الروليت الروسية مع أمن ألمانيا».

* موسكو وضخ الغاز

من جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، أن مسؤولية وقف ضخ إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا، تقع على عاتق واشنطن وكييف. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان: «إن مسؤولية وقف إمدادات الغاز الروسي تتحملها بشكل كامل الولايات المتحدة ونظام كييف وسلطات الدول الأوروبية التي ضحت برفاهية مواطنيها من أجل تقديم الدعم المالي للاقتصاد الأميركي»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وأضافت زاخاروفا، أن كييف قررت وقف ضخ الغاز من روسيا إلى سكان الدول الأوروبية، على الرغم من وفاء شركة «غازبروم» الروسية بالتزاماتها التعاقدية. وقال البيان إن «وقف إمدادات مصادر الطاقة الروسية التنافسية والصديقة للبيئة لا يضعف الإمكانات الاقتصادية لأوروبا فحسب، بل له أيضاً تأثير سلبي كبير على مستوى معيشة المواطنين الأوروبيين».

وأشار البيان إلى أن «الخلفية الجيوسياسية» لقرار كييف عدم تمديد اتفاق نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا ليست سوى حجة شكلية، موضحة أن الولايات المتحدة هي المستفيد الرئيسي من «إعادة توزيع سوق طاقة العالم القديم». وأعلنت شركة «غازبروم» الروسية، الأربعاء، انتهاء اتفاق توريد الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، موضحة أن ذلك بسبب عدم امتلاكها الإمكانية التقنية والقانونية.

* استهدافات روسية

قالت روسيا الخميس إنها هاجمت منشآت طاقة في أوكرانيا تدعم مجمع الصناعات العسكرية في كييف. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت بالقوات الجوية والطائرات المسيّرة والصواريخ والمدفعية منشآت طاقة ومطارات عسكرية وأفراداً من الجيش الأوكراني في مواقع متعددة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وتعلن روسيا بشكل متكرر عن مثل تلك الضربات، ووصفت آخر سلسلة منها بأنها رد على استخدام أوكرانيا لصواريخ زودتها بها دول غربية لضرب مناطق في عمق الأراضي الروسية. وأضافت الوزارة أيضاً أن القوات الروسية أسقطت خلال الليل مقاتلة أوكرانية من طراز سو - 27 و97 طائرة مسيّرة وستة صواريخ من طراز هيمارس زودتها بها الولايات المتحدة.

قتل شخص على الأقل ليل الأربعاء - الخميس في سلسلة ضربات استهدفت منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، وفق ما أفادت السلطات المحلية الخميس. وقال حاكم المنطقة إيفان فيدوروف عبر تطبيق «تلغرام»: «تم تدمير مبنى من خمس طبقات».

وأضاف المصدر نفسه أن روسيا قصفت بلدة ستيبنوغيرسك مستخدمة «11 قنبلة جوية موجهة»، وهي ذخائر تستخدمها موسكو غالباً في المناطق القريبة من الجبهة. وتقع بلدة ستيبنوغيرسك على بعد بضعة كيلومترات فقط من خط الجبهة بين القوات الروسية والأوكرانية.

وتكثفت الهجمات على هذه المنطقة منذ أشهر عدة. ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، تخشى أوكرانيا هجوماً روسياً على مدينة زابوريجيا، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وتقع على بعد نحو 35 كيلومتراً من المواقع الروسية و50 كيلومتراً من المحطة النووية.

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، الخميس، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 47 من أصل 72 طائرة مسيّرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية. وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 72 طائرة مسيّرة، من طراز شاهد وطرازات أخرى، من مناطق بريانسك وأوريول وكورسك وبريمورسكو - أختارسك، حسبما ذكرت «وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية» (يوكرينفورم). وقال البيان: «أسقطت القوات الأوكرانية 47 طائرة مسيّرة فوق عدة مناطق منها بولتافا وسومي وخاركيف وكييف وتشرنيجوف وتشيركاسي وكيروفوهراد ودنيبروبتروفسك، وأوديسا، وخيرسون، وميكوليف».

وقدم رئيس هيئة الأركان العسكرية في أوكرانيا، أولكسندر سيرسكي، تحديثاً، الأربعاء، بشأن الوضع العسكري في كورسك بعد زيارة تفقدية للقوات الأوكرانية في المنطقة الحدودية الروسية. وثبتت القوات الأوكرانية موضع قدم في الأراضي الروسية بتوغل مفاجئ في منطقة كورسك في مطلع أغسطس2024. وما زال نصف المساحة البالغة نحو ألف كيلومتر مربع، التي تم الاستيلاء عليها في البداية، تحت السيطرة الأوكرانية بعد خمسة أشهر من القتال العنيف.

وتشير تقارير إلى أن كييف تخطط للاحتفاظ بالأراضي الروسية كوسيلة ضغط خلال مفاوضات محتملة. ورداً على هذا، أمر الكرملين ببذل الجهود لاستعادة منطقة كورسك، وهي مهمة ثبت أنها صعبة ومكلفة. ونشرت موسكو عدداً كبيراً من الجنود الكوريين الشماليين في المنطقة. في غضون ذلك، يتواصل الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا، حيث تحقق القوات الروسية مكاسب وتسيطر على مزيد من الأراضي.