كنزة عادية حولتها الأميرة الراحلة ديانا إلى قطعة غير عاديةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/4407756-%D9%83%D9%86%D8%B2%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%B7%D8%B9%D8%A9-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9
كنزة عادية حولتها الأميرة الراحلة ديانا إلى قطعة غير عادية
يتوقع أن يصل سعرها في مزاد «سوذبيز» إلى 80 ألف دولار
تظهر في الكنزة عدة نعاج بيضاء تتوسطها واحدة باللون الأسود هي التي أعطت الكنزة اسمها (سوذبيز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
كنزة عادية حولتها الأميرة الراحلة ديانا إلى قطعة غير عادية
تظهر في الكنزة عدة نعاج بيضاء تتوسطها واحدة باللون الأسود هي التي أعطت الكنزة اسمها (سوذبيز)
كنزة عادية، بل ربما تكون أقل من عادية للوهلة الأولى، لكنها ستعرض في مزاد «سوذبيز» بنيويورك في سبتمبر (أيلول) بسعر يتراوح بين 50 ألف و80 ألف دولار (40 ألف ـ 70 ألف جنيه إسترليني). السبب أن صاحبة هذه الكنزة ليست امرأة عادية. إنها للأميرة الراحلة ديانا، التي ظهرت بها في بداية الشباب وقبل أن تصقل مهارتها في تطويع الموضة وترتقي بأسلوبها الإنجليزي إلى العالمي.
تبدأ قصة هذه الكنزة التي تشتهر بكنزة «النعجة السوداء»، في يونيو (حزيران) 1981، حين رافقت فتاة أرستقراطية وخجولة جداً خطيبها الأمر تشارلز لواحدة من مباريات البولو الصيفية. كانت ترتدي كنزة حمراء مزدانة بصورة نعاج بيضاء تتوسطها أخرى سوداء. تبين فيما أنها واحدة من أولى القطع التي أنتجتها علامة «وورم آند ووندرفل» للمنسوجات ومملوكة لسالي ميور وجوانا أوزبورن. رغم بساطة الكنزة، حظيت بشعبية هائلة بسبب صاحبتها. خضعت لتشريح وتمحيص من قبل وسائل الإعلام وفتحت حوارات عدة، وبين عشية وضحاها سطع اسم مصممتيها موير وأوزبورن وحققت شركتهما الصغيرة خبطة دعائية لا تقدر بثمن حوَلت اسم «وورم آند ووندرفل» إلى علامة تتهافت عليها الفتيات في تلك الفترة.
في هذا السياق، علقت سينثيا هولتون، رئيسة شؤون الموضة والإكسسوارات في دار «سوذبيز» أن الأميرة الراحلة «منذ سنواتها الأولى كعضو خجول في العائلة المالكة وحتى سنواتها الأخيرة كامرأة مستقلة وواثقة بنفسها، حطمت الكثير من القوالب التقليدية في عالم الموضة، وعكست المناخ الاجتماعي والثقافي المتغير». وأضافت: «من خلال الجمع بين القطع التي أبدعها كبار المصممين وملابس أخرى يمكن ارتدائها بشكل يومي، أحدث أسلوب ديانا ثورة في مجال الأناقة ـ الأمر الذي ما يزال قائماً حتى يومنا هذا. فقد تركت بصمة لا تمحى في عالم الموضة، ورسخت مكانتها كأيقونة موضة عالمية».
على الجانب الآخر، علقت سالي موير وجوانا أوزبورن، مؤسستا «وورم آند ووندرفل» على الأمر بقولهما: «لقد ذُهلنا عندما عرفنا أن ديانا سبنسر ارتدت الكنزة أول مرة. كان ذلك عندما شاهدنا صورتها تتصدر الصفحة الأولى في صحيفة تصدر كل يوم أحد. لم نُصدق أعيننا وعرفنا مباشرة أن تأثيرها سيكون قوياً، وهو ما حدث بالفعل. فقد ارتفعت مبيعاتنا بشكل غير مسبوق». الطريف أنهما وبعد أسابيع قليلة من ظهور ديانا بالكنزة، تلقيَتا خطاباً رسمياً من قصر باكنغهام، جاء فيه أن الكنزة تعرضت لتلف وبما أن الأميرة تُحبها كثيراً تريد أن تستفسر ما إذا كان بالإمكان إصلاحها أو استبدالها بأخرى. وبالفعل، جرى نسج سترة جديدة تماماً بالكامل.
عام 2020، عاودت «وورم آند ووندرفل»، التي كانت قد توقفت عن إنتاج هذا التصميم في عام 1994، إصداره من جديد بالتعاون مع المصمم الأميركي جاك كارلسون وعلامته التجارية «روينغ بليزرز» التي تشتهر بتقاليدها اليدوية والروح المرحة التي تضفيها على تصميماتها. أسهم هذا التعاون في تعريف جيل آخر بها. خلال العام ذاته، ظهرت الممثلة إيما كورين بنسخة تحاكي التصميم الأصلي في الموسم الرابع من مسلسل «دي كراون» الذي تنتجه «نتفليكس».
الآن فصل جديد من قصة الكنزة تكتبه دار «سوذبير» بعد أن اكتشفت موير وأوزبورن في شهر مارس (آذار) الماضي وبالصدفة «صندوقاً صغيراً احتضن بداخله الكنزة الأصلية التي أرسلتها الأميرة الراحلة لإصلاحها. وهكذا بعد ما يقرب من أربعة عقود، قد تجد الكنزة الأصلية طريقها إلى أحد هواة اقتناء القطع الفريدة». من المقرر أن تتصدر الكنزة المزاد الافتتاحي لأيقونات الموضة الذي تقيمه دار «سوذبيز»، شهر سبتمبر المقبل، مع فتح باب المزايدة عبر الإنترنت من 31 أغسطس (آب) حتى 14 سبتمبر ـ خلال أسبوع الموضة بنيويورك، على أن تُعرض في نيويورك بدءاً من 7 سبتمبر، مع العلم أن دار «سوذبيز» تحتفظ برقم قياسي ببيعها أغلى فستان للأميرة ديانا على الإطلاق في يناير (كانون الثاني) 2023 مقابل 604.800 دولار.
قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك
حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)
مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها. بيوت الأزياء الكبيرة هي الأخرى تتسابق على حجز مكان رئيسي لها على هذه الواجهات لتسليط الضوء عليها وعلى إبداعاتها. فما لا يختلف عليه اثنان أن هذه الواجهات والزينة، بما في ذلك الأنوار التي تُزين الشوارع والساحات، تعد نقطة جذب سياحي تعتمد عليه لندن كل سنة. عادةً ما تبدأ الحجوزات قبل فترة طويلة.
وبما أن محلات «هارودز» معلمة ووجهة سياحية، فإن فرصة العرض فيها لا تقدر بثمن، وبالتالي فهي لا تمنح الفرصة لأيٍّ كان لاحتلال واجهاتها. لكنَّ «لورو بيانا» ليست أياً كان؛ فهي من أهم بيوت الأزياء العالمية حالياً. تصاميمها المترفة تجذب النظر وتحفز حركة البيع في الوقت ذاته، بدليل أنها من بين بيوت أزياء تعد على أصابع اليد الواحدة لا تزال تحقق الأرباح رغم الأزمة التي ألمَت بكثير من الأسماء الشهيرة.
هذا العام، أُتيحت لها الفرصة لتجعل 36 نافذة عرض في «هارودز» ملكها الخاص. لم يكن الأمر سهلاً. بدأت العمل عليه منذ أكثر من عام تقريباً ليأتي بصورة تسلط الضوء على تاريخها وإرثها وأيضاً مهارات حرفييها بشكل جيد، وهو ما مثَّلته «ورشة العجائب» Workshop of Wonders. فكرتُها استعراضُ خبراتهم في غزْل الصوف وأساليبهن الخاصة في المزج بين الحرفية والفن. هنا سيستمتع الناظر بقصة تُسرد من زاوية مدهشة تتبع رحلتهم، من المراعي و طرق عيش الخرفان والغزلان الخرفان وكيفية الحصول على المواد الخام وصولاً إلى المنتج النهائي.
ورشة العجائب
تتميز بديكورات متحرّكة ميكانيكية تُجسّد فكرة مسرح الدمى من خلال الآليات التي تحركها وراء الكواليس. أغلبها من الخشب لتعزيز الطابع اليدوي التقليدي. فهذه الورشة تعكس فكرة مفادها أنّ الطبيعة نفسها ورشة من الجمال والتفرد والكمال.
تأتي التصاميم هنا مستوحاة من روح عشرينات القرن الماضي، وهي الحقبة التي أبصرت فيها الدار النور، ممّا يعزز الشعور بالعراقة من خلال استخدام القوام الخشبي والألوان الدافئة الممزوجة بلمسات من الذهب المطفي. تملأ المشهد، دمى مرسومة ومحاطة بسحب من الصوف المنسوج يدوياً. هنا أيضاً يُكشف الستار عن مجتمعات الحرفيين الماهرين Masters of Fibers والأماكن الساحرة حول العالم، حيث يعيش الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال. هنا كل شيء يتأرجح بين الواقع والخيال،
وخلال هذه الفترة، ستفتتح الدار متجرَين جديدَين في «هارودز»؛ الأوّل مخصّص لأزياء الصغار، والآخر للديكور المنزلي، إلى جانب منتجات وتصاميم حصرية تحتفي بتاريخ الدار وبموسم الأعياد.
الواجهة والنوافذ
الجميل في تصميم الواجهات أن التركيز لم يقتصر على عرض تصاميمها بشكل يُغري المتسوقين، بقدر ما جرى التركيز على أخذهم في رحلة ممتعة إلى أماكن بعيدة، لتُعرفهم من أين تُستورد الألياف النادرة قبل أن تتحول إلى رزمٍ قطنية ثم إلى أقمشة فاخرة، يُزيِن بعضها شجرة عيد ميلاد بارتفاع 17 متراً .
صُممت كل نافذة بدقة لتحاكي تحفة فنية تروي مرحلة من تاريخ «لورو بيانا» وقصةً نجمُها الرئيسي أليافٌ وأنسجة خفيفة على شكل رزم تتحرك على حزام ناقل، لتتحوّل إلى قماش من خلال آلية مذهلة، وفي النهاية تتّخذ شكل شجرة عيد ميلاد بطول 17 متراً مزينة بالأقمشة وحلة العيد الفريدة.
نوافذ أخرى، تسرد فصولاً تتناول مواقع ومجتمعات «الحرفيين الماهرين» Masters of Fibers من منغوليا وأستراليا وجبال الأنديز وما بعدها، وصولاً إلى إيطاليا حيث يتم تحويل الألياف والمواد الخام إلى قطع لا تقدر بثمن.
منها ما يحكي قصص صوف الفيكونيا، ونسيج بيبي كشمير، وصوف الملوك وقماش «بيكورا نيراPecora Nera® وغيرها. النوافذ المخصّصة لـصوف الملوك مثلا تركز على عملية البحث عن أفضل المراعي الخضراء لخراف المارينو، وهي عملية تعود بنا إلى أواخر القرن الثامن عشر، حين وصل القبطان جيمز كوك إلى نيوزيلندا وأستراليا، حاملاً معه خراف المارينو لأول مرة. لدهشة الجميع، وجدت هذه الخراف مكانها المثالي، حيث حظيت بعناية مكثفة على يد المربّين المحليين ومنحتهم هذه الخراف بدورها أجود أنواع الصوف في العالم. أمّا نافذة Pecora Nera® فتروي رؤية وإبداع المزارعة النيوزيلندية فيونا غاردنر التي ركّزت على الخراف ذات اللون الداكن تحديداً. صوفها الثمين يتحوّل إلى ألياف طبيعية لا تحتاج إلى صبغات.
قطع حصرية لـ«هارودز»
احتفالاً بالذكرى المئوية للدار وأسلوبها المتميز بالفخامة الهادئة، تم طرح مجموعة جاهزة للرجال والنساء، حصرياً في «هارودز». كان من الطبيعي أن تستمد إيحاءاتها من الأناقة البريطانية الكلاسيكية مطعَّمة بلمسات مستوحاة من الفروسية وأنماط المربعات، إضافةً إلى اللون الأخضر الأيقوني الخاص بـ«هارودز» و ألوان أخرى مستوحاة من أجواء العيد، مثل الأحمر والأبيض.
الإطلالات المسائية للمرأة في المقابل تتميز بفساتين طويلة من الحرير المطرّز يدوياً وفساتين محبوكة بقصات عمودية، إلى جانب قمصان ناعمة مصنوعة هي الأخرى من الحرير تم تنسيقها مع سراويل واسعة بسيطة بعيدة عن التكلّف. تضيف أحذية الباليه المسطحة المصنوعة من المخمل الأسود، والصنادل ذات الكعب العالي المطرزة بزهور الشوك الذهبية، لمسة نهائية راقية.
من جهته يتألق رجل «لورو بيانا» في كل المناسبات الرسمية والاحتفالات الموسمية، بفضل التشكيلة الواسعة من البدلات الرسمية.
متجران مؤقتان
بهذه المناسبة خصصت الدار متجرَين مؤقّتَين من وحي الأعياد. الأول في الباب 6، ويشمل عناصر مستوحاة من ورش العمل والأقمشة المطرّزة. تتوسطه طاولة عمل من الجلد مضاءة بمصباح علوي، بالإضافة إلى عجلة صناعية كبيرة تعرض المنتجات الجلدية والإكسسوارات. يمكن للزوّار هنا العثور على تشكيلة حصرية من ربطات العنق والقبّعات المصنوعة من الكشمير الفاخر للأطفال، والصوف، وقماش التويل الحريري بألوان هادئة أو مزيّنة بزخارف تحمل رموز الدب وزهرة الشوك وغيرها. أما للمنزل، فتتوفر تماثيل خشبية للماعز والألباكا، بالإضافة إلى نسخ محشوة منها على قواعد خشبية. وقد جرى تخصيص زاوية خاصة لإدخال اللمسات الشخصية على وشاح Grande Unita الأيقوني، حيث يمكن للعملاء تطريز الأحرف الأولى من أسمائهم.
أما المتجر الثاني بباب 9، فخُصّص لفنّ تقديم الهدايا وتجربة حصرية يمكن حجزها لمزيد من المتعة. تبدأ بتعريف الضيوف بعالم الحرف اليدوية، من خلال أشجار الأعياد المغلّفة بالصوف والكشمير، وحيوانات محشوة على شكل الماعز، والألباكا، وحيوان الأيل، والغزال، بالإضافة إلى رؤوس أقلام على شكل حيوانات. وتتجلّى بهجة موسم الأعياد في كرة الثلج المصنوعة من الخشب والزجاج التي تضم ماعز الكشمير محاطاً بحبّات الثلج المتطايرة. يستضيف هذا المتجر أيضاً ورشة عمل تُتيح للضيوف اختبار مهاراتهم في الحرف اليدوية أو تعلّم كيفية صنع زينة العيد وتغليف نماذج خشبية بالصوف.
تستمر فعاليّات Workshop of Wonders حتّى الثاني من يناير (كانون الثاني) 2025، وتُشكّل جزءاً مهماً وأساسياً من احتفالات الدار بعيدها المئة حول العالم، وبذكرى تأسيسها عام 1924 على يد بييترو لورو بيانا.