هجوم رسمي على «مؤتمر فلسطينيي أوروبا»

أظهر حجم «الانقسام» داخلياً وخارجياً

«مؤتمر فلسطينيي أوروبا» السابع في ميلانو (مواقع)
«مؤتمر فلسطينيي أوروبا» السابع في ميلانو (مواقع)
TT

هجوم رسمي على «مؤتمر فلسطينيي أوروبا»

«مؤتمر فلسطينيي أوروبا» السابع في ميلانو (مواقع)
«مؤتمر فلسطينيي أوروبا» السابع في ميلانو (مواقع)

أعاد «مؤتمر فلسطينيي أوروبا»، المقرر عقده بمدينة مالمو في السويد 27 من مايو (أيار) المقبل، معركة «التمثيل» السياسي للفلسطينيين، للواجهة مجدداً، وهو المعروف أيضاً أنه مؤتمر «اللاجئين» و«العودة»، بعدما هاجمته منظمة التحرير وحركة «فتح»، وعدته كلتاهما محاولة لشق الصف الفلسطيني واستعادة مخططات تصفية المنظمة.
وهذه هي الدورة العشرون للمؤتمر الذي انطلق في لندن عام 2003، وتحمل هذه المرة شعار «75 عاماً وإنّا لعائدون». وهاجم مسؤولون فلسطينيون، الأحد، المؤتمر، وقالوا إنه محاولة جديدة «لضرب تمثيل المنظمة». واعتبر نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» صبري صيدم، أن المؤتمر محاولة من البعض لاستعادة المخططات التصفوية لمنظمة التحرير، وتجاوز الأطر الفلسطينية الشرعية.
وقال رئيس لجنة المغتربين والجاليات في المجلس الوطني الفلسطيني، أسامة القواسمي، إن المؤتمر يهدف إلى ضرب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين. وأضاف القواسمي لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، أن «محاولات جماعة (الإخوان المسلمين) الالتفاف على المنظمة لم تتوقف منذ عقود، لقد فشلت في الماضي وستفشل هذه المرة».
الهجوم الذي شنه مسؤولون فلسطينيون في رام الله على المؤتمر يظهر حجم الخلاف حول عقده حتى بين الجاليات الفلسطينية نفسها. فقد انقسم الفلسطينيون في أوروبا بين مؤيد للمؤتمر ومعارض له، إذ اصطف معارضو السلطة خلفه، ورفضه مؤيدوها وأنصار حركة «فتح». وقال ماجد العويضة، مسؤول تنظيم حركة «فتح» في السويد، إن القائمين على المؤتمر يريدون «نقل الانقسام الداخلي إلى الجاليات الفلسطينية، ومحاولة للتشويش على الرواية الفلسطينية».
يذكر أن الاتهامات للمؤتمر ليست جديدة فقد بدأت مع انطلاقته عام 2003، عندما رأت فيه المنظمة و«فتح» محاولة من حركة «حماس» خلق أجسام بديلة للخارج. ولا يزال المسؤولون في المنظمة يروون أن حركة «حماس» تقف خلف المؤتمر وتدعمه.
وقال عضو المجلس الوطني الفلسطيني عمران الخطيب، إن القائمين على «مؤتمر فلسطينيي أوروبا» يسعون إلى تعميق الانقسام ونقله من الداخل إلى الخارج، ضمن السياسة الممنهجة لحركة «حماس» الهادفة إلى تشكيل بديل عن منظمة التحرير. وأكد الخطيب أن الجاليات الفلسطينية في الخارج موحدة خلف منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا.
لكن المؤتمر يحاول أن يقدم نفسه مشروعاً لكل فلسطيني «حر» وليس جزءاً من فصيل سياسي. وقال رئيس المؤتمر أمين أبو راشد، إن «مؤتمر فلسطينيي أوروبا» هو «مشروع كل إنسان حر يرفض الظلم الواقع على أهلنا في فلسطين المحتلة». وحسبه، فإن فعاليات المؤتمر ستنطلق بحضور مجموعة واسعة من البرلمانيين والسياسيين والناشطين السويديين والأوروبيين، والشخصيات الفاعلة في المجالات كافة من أوروبا ومختلف دول العالم، وستتضمن إقامة مهرجانات وورش عمل بلغات مختلفة، أبرزها العربية والإنجليزية والسويدية، مشيراً إلى أن الهدف منها تسليط الضوء على جميع مفاصل القضية الفلسطينية.
ويقول القائمون على المؤتمر، إن «حق العودة جوهر القضية العادلة للشعب الفلسطيني، بل هو أصل القضية وأساسها، لأنها قضية شعب شرد من أرضه ووطنه بالحديد والنار، ولأنه حق ثابت فهو محفور في وجدان كل فلسطيني».
وجاءت فكرة إطلاق المؤتمر، حسب القائمين عليه، بسبب «أهمية الدور الذي يلعبه الشعب الفلسطيني في الشتات بشكل عام، وفي أوروبا بشكل خاص، في نسيج اللاجئين الفلسطينيين. وإيماناً منه بهذا الدور، وبعد بروز فكرة التنازل عن حق العودة في مفاوضات ما يسمى بالحل النهائي».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
TT

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)

منبوذون بالعراء وخائفون يترقبون، هكذا يشعر الفلسطينيون في غزة، وهم أيضاً يخشون أن تصب إسرائيل كامل قوتها العسكرية على القطاع، بعد ظهور احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، دون بارقة في الأفق تبشر بالتوصل إلى اتفاق مماثل مع حركة «حماس» في القطاع.

وبدأ «حزب الله» المدعوم من إيران في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامناً مع «حماس»، بعد أن هاجمت الحركة الفلسطينية إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أدى إلى اندلاع حرب غزة.

وتصاعدت أعمال القتال في لبنان بشدة الشهرين الماضيين، مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية، وإرسالها قوات برية إلى جنوب لبنان، بينما واصل «حزب الله» إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وإسرائيل مستعدة الآن فيما يبدو للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع «حزب الله»، حين تجتمع حكومتها، اليوم (الثلاثاء). كما أعرب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بو حبيب عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول ليل الثلاثاء.

وتنصب الجهود الدبلوماسية على لبنان، ولذا خاب أمل الفلسطينيين في المجتمع الدولي، بعد 14 شهراً من الصراع الذي دمر قطاع غزة، وأسفر عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص.

وقال عبد الغني، وهو أب لخمسة أطفال اكتفى بذكر اسمه الأول: «هذا يُظهِر أن غزة يتيمة، من دون أي دعم ولا رحمة من قِبَل العالم الظالم»، مضيفاً: «أنا أشعر بالغضب تجاه العالم اللي فشل في أنه يعمل حل للمشكلة في المنطقتين سوا... يمكن أنه يكون في صفقة جاية لغزة، بقول يمكن».

وسيشكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دون التوصل إلى اتفاق في غزة ضربة موجعة لـ«حماس» التي تشبث قادتها بأمل أن يؤدي توسع الحرب إلى لبنان إلى الضغط على إسرائيل، للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. وكان «حزب الله» يصر على أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار قبل انتهاء الحرب في غزة، ولكنه تخلى عن هذا الشرط.

وقال تامر البرعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة نزح عن منزله مثل أغلب سكان غزة: «إحنا خايفين؛ لأنه الجيش الآن راح يكون له مطلق الحرية في غزة، وسمعنا قيادات في الجيش الإسرائيلي بتقول إنه بعد استتباب الهدوء في لبنان، القوات الإسرائيلية راح يتم إعادتها لتواصل العمل في غزة».

وأضاف: «كان عِنَّا (لدينا) أمل كبير أنه (حزب الله) يظل صامداً حتى النهاية؛ لكن يبدو أنه ما قدروش، لبنان يتدمر والدولة بتنهار والقصف الإسرائيلي توسع لما بعد الضاحية الجنوبية».

وقد يترك الاتفاق مع لبنان بعض قادة «حزب الله» في مواقعهم، بعد أن اغتالت إسرائيل أمين عام الحزب حسن نصر الله وخليفته؛ لكن إسرائيل تعهدت بالقضاء التام على «حماس».

وقالت زكية رزق (56 عاماً) وهي أم لستة أطفال: «بيكفي، بيكفي، إحنا تعبنا، قديش كمان (كم أيضاً) لازم يموت لتوقف الحرب؟ الحرب في غزة لازم توقف، الناس عمالة بتنباد (تتعرض للإبادة) وبيتم تجويعهم وقصفهم كل يوم».