مصر ترفض «التشكيك» في قدراتها على الوفاء بالتزاماتها الدولية

رئيس الوزراء المصري خلال جولة بمصانع العاشر من رمضان أمس (صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك)
رئيس الوزراء المصري خلال جولة بمصانع العاشر من رمضان أمس (صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك)
TT
20

مصر ترفض «التشكيك» في قدراتها على الوفاء بالتزاماتها الدولية

رئيس الوزراء المصري خلال جولة بمصانع العاشر من رمضان أمس (صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك)
رئيس الوزراء المصري خلال جولة بمصانع العاشر من رمضان أمس (صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك)

رفضت مصر التشكيك في قدرتها على سداد التزاماتها الدولية المالية، إذ أكد رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، أن بلاده «لم ولن تخفق في سداد ما عليها من التزامات دولية»، وقال في مؤتمر صحافي أمس إن «احترام مصر لالتزاماتها بالكامل يعد من ثوابت الدولة وتوجيهات القيادة السياسية». وتعهد باستمرار الحكومة في برنامج طرح عدد من الشركات التابعة لها في البورصة، وتخارج الدولة من الاقتصاد.
وأشار رئيس مجلس الوزراء المصري إلى «تقارير دولية تتحدث عن خطورة الأزمة الاقتصادية العالمية على مصر، وتساؤلات من عدة مؤسسات عالمية بشأن قدرة مصر على سداد ما عليها من التزامات دولية». وقال إن البعض «بدأ يشكك في قدرة مصر على الوفاء بما عليها من أقساط، وبدأ بناء على ذلك إعادة تقييم للدولة». مجددا التأكيد على أن بلاده «لم ولن تخفق في سداد أي التزامات، ولم تتأخر حتى اللحظة عن سداد ما عليها».
وأضاف مدبولي، الذي كان في زيارة لعدد من المصانع في مدينة العاشر من رمضان ومشروعات الإسكان بمدينة العبور الجديدة، أن «تساؤلات المؤسسات العالمية كانت موجودة قبل ذلك عند بدء الأزمة الروسية - الأوكرانية، وقال البعض إن مصر لن تستطيع أن تصمد خلال عام 2022، ثم تم التشكيك مرة أخرى في قدرة مصر على سداد الأقساط التي تقدر بنحو 3.5 مليار دولار خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، لكن مصر قامت بالسداد». مضيفا أن «هذه رسالة للجميع، ويتم التنسيق بصفة مستمرة مع البنك المركزي للوفاء بتلك الالتزامات».
وفي ديسمبر (كانون الأول)، توصلت مصر إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي على توفير حزمة دعم مالي، بقيمة ثلاثة مليارات دولار على مدى 46 شهرا. وبموجب الاتفاق التزمت مصر بتقليص مشاركة الحكومة في الاقتصاد، والسماح بدور أكبر للقطاع الخاص، وأعلنت عن وثيقة ملكية الدولة، التي تنص بعض بنودها على تخارج الحكومة من عدد من الشركات.
وبشأن تباطؤ عملية الطروحات وبيع الأصول وتخارج الدولة من الاقتصاد، أكد مدبولي أنه «عند إعلان برنامج الطروحات تم التأكيد على أنه سيستغرق سنة، ابتداء من مارس (آذار)، ليمتد حتى الربع الأول من العام المقبل، وخلال أول ستة أشهر يكون قد تحقق 25 في المائة من هذه المستهدفات». وقال في هذا السياق إن «الحكومة تعمل على ذلك وهناك منظومة كاملة»، موضحا أن (الصندوق السيادي المصري) «هو المسؤول، وهو من يدير هذه المنظومة، ويتفاوض مع كل الجهات الاستثمارية المختلفة بهذا الشأن، كما يقوم البنك المركزي المصري بالتحضير لمجموعة البنوك التي تم الإعلان أنها ستشارك في هذه الطروحات»، مشيرا إلى أنه «تم إنشاء وحدة داخل مجلس الوزراء معنية بتيسير إجراءات الطروحات، وهناك مستشار لرئيس الوزراء سيكون متفرغا بالكامل، وسيتم تعيينه ليتولى تسهيل جميع العقبات الخاصة بعملية الطروحات، ومساعدة الجهات التي تعمل عليها».
كما أكد مدبولي أن «مصر لن تتراجع عن برنامج الطروحات»، مشيرا إلى أن «التأخير في بيع حصص في شركات حكومية حتى الآن يرجع لحرص الحكومة على الوصول إلى أفضل عائد من البيع». وقال إن الحكومة «تسعى لتحقيق مبيعات بقيمة لا تقل عن ملياري دولار قبل نهاية يونيو (حزيران) المقبل». مضيفا أنه «تم الإعلان من قبل عن طرح شركتين تابعتين للقوات المسلحة هما وطنية وصافي، واليوم لدينا أكثر من شركات أخرى جاهزة للطرح».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


معبر رفح: استقبال 38 مصاباً ومرافقاً من غزة

جريحة فلسطينية تم نقلها في وقت سابق بواسطة أفراد من «الهلال الأحمر» إلى مصر (أ.ب)
جريحة فلسطينية تم نقلها في وقت سابق بواسطة أفراد من «الهلال الأحمر» إلى مصر (أ.ب)
TT
20

معبر رفح: استقبال 38 مصاباً ومرافقاً من غزة

جريحة فلسطينية تم نقلها في وقت سابق بواسطة أفراد من «الهلال الأحمر» إلى مصر (أ.ب)
جريحة فلسطينية تم نقلها في وقت سابق بواسطة أفراد من «الهلال الأحمر» إلى مصر (أ.ب)

استقبلت مصر، الخميس، دفعة جديدة من الجرحى والمرضى الفلسطينيين، الذين تم إجلاؤهم من قطاع غزة عبر معبر رفح البري. وأكد مصدر مسؤول، «استقبال مصر 17 جريحاً ومريضاً فلسطينياً إلى جانب 21 من مرافقيهم».

وقال المصدر المسؤول في معبر رفح، وفق ما أوردت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية: «إن المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم من ضمن الدفعة 41 منهم، وقد تم توزيعهم على الطواقم الطبية والكشف عليهم، ونقلهم بسيارات الإسعاف إلى المستشفيات بشمال سيناء وباقي المحافظات المصرية لعلاجهم ورعايتهم والاهتمام بهم».

سيارات إسعاف مصرية خلال استقبال «جرحى غزة» في وقت سابق (الصحة المصرية)
سيارات إسعاف مصرية خلال استقبال «جرحى غزة» في وقت سابق (الصحة المصرية)

من جهة أخرى، لا تزال عشرات الشاحنات من المساعدات الإنسانية تنتظر في ساحة معبر رفح، بسبب إغلاق إسرائيل لمنفذي كرم أبو سالم والعوجة.

ووفق المصدر ذاته، فإن «الشاحنات تنتظر العبور إلى قطاع غزة فور فتح إسرائيل للمنافذ»، مشيراً إلى «وجود عشرات اللوادر ومعدات إعادة الإعمار في انتظار الدخول إلى القطاع فور افتتاح المنافذ».

وتواصل إسرائيل إغلاق معبري كرم أبو سالم، وبيت حانون «إيرز» لليوم الثالث عشر على التوالي.

وذكرت «وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)»، الخميس، أنه بعد قرار إغلاق المعابر الحدودية، ووقف تدفق البضائع، حذرت مؤسسات حكومية وأممية من عودة التجويع إلى القطاع إذا ما استمر قرار الإغلاق سارياً.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قرر مطلع الشهر الحالي، وقف دخول كل المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، وفق ما ذكر مكتبه.

مسعفون خلال نقل جرحى فلسطينيين عند وصولهم من غزة إلى الجانب المصري في وقت سابق (أ.ف.ب)
مسعفون خلال نقل جرحى فلسطينيين عند وصولهم من غزة إلى الجانب المصري في وقت سابق (أ.ف.ب)

وبدوره، أطلع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، نظيره التايلاندي ماريس سانجيا مبونجسا، على تطورات الأوضاع في المنطقة، بما في ذلك المساعي المصرية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بمراحله الثلاث.

وأكد عبد العاطي -خلال اتصال هاتفي تلقاه الخميس من نظيره التايلاندي- أولوية توفير وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وتوفير متطلبات التعافي المبكر لمواجهة حجم التدمير الذي عانى منه القطاع طوال الفترة الماضية.

إلى ذلك، تحدَّث السفير البريطاني في القاهرة، جاريث بايلي، في لقاء متلفز الخميس، عن زيارته، الأربعاء، إلى مستشفى العريش، وقال إن «المستشفى يوفر الرعاية الطبية للفلسطينيين على أعلى مستوى»، لافتاً إلى أنه تابع المساعدات التي تقدمها الحكومة المصرية في جميع المستشفيات لتوفر الدعم الطبي والإنساني لكل الفلسطينيين، مشيراً إلى مشروع التعاون مع «منظمة الصحة العالمية» لتوفير أدوية أساسية وإمدادات طبية للفلسطينيين الذين وصلوا من غزة.

عربات تحمل المساعدات تصطف على الجانب المصري من معبر رفح (أ.ب)
عربات تحمل المساعدات تصطف على الجانب المصري من معبر رفح (أ.ب)

وأكد بايلي، أن المجتمع الدولي يبحث عن حلول للقضية الفلسطينية «من خلال 3 محاور، هي: ضمان وقف إطلاق نار مستمر، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وفي هذا الإطار أعربت الحكومات البريطانية والألمانية والفرنسية والإيطالية منذ أيام عن قلقها العميق تجاه إعلان إسرائيل وقف دخول الإمدادات إلى غزة»، داعياً إسرائيل إلى «الالتزام بمسؤولياتها بهذا الشأن».

وشدد السفير البريطاني على أنه «ينبغي ألا تكون المساعدات الإنسانية مشروطة إطلاقاً بوقف إطلاق النار أو الهدنة، أو أن يتم استخدامها أداةً سياسية».