الأسواق حذرة وسط غموض الفائدة

الأسواق حذرة وسط غموض الفائدة
TT

الأسواق حذرة وسط غموض الفائدة

الأسواق حذرة وسط غموض الفائدة

شهدت أسواق الأسهم العالمية تعاملات حذرة للغاية ترقباً لاتضاح الرؤية حول مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وسط غموض شديد وعدم قدرة المستثمرين على ترجيح ما إذا كان «الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)» سيبطئ من وتيرة رفع الفائدة خلال الأشهر المقبلة. وقال جيمس بولارد، رئيس «بنك الاحتياطي الفيدرالي» في سانت لويس، لـ«رويترز» في مقابلة، إنه يميل إلى توقع رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس، مقابل اتجاه سائد في السوق لتوقع زيادة 25 نقطة أساس الشهر المقبل، قبل خفض محتمل بمقدار ربع نقطة مئوية لمرتين في وقت لاحق من هذا العام. وعلى النقيض، قال رئيس «بنك الاحتياطي الفيدرالي» في «أتلانتا رافائيل بوستيك» في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي»، إنه يتوقع زيادة واحدة بمقدار ربع نقطة تليها فترة طويلة من وقف رفع أسعار الفائدة. وفي الأسواق، انخفضت الأسهم الأوروبية، يوم الأربعاء، بينما يدرس المستثمرون بيانات التضخم في بريطانيا ونتائج أعمال الشركات مع انتظارهم بيانات التضخم بمنطقة اليورو عن مارس (آذار) الماضي لاستقاء مؤشرات على مسار تشديد السياسة النقدية الأوروبية. وتراجع مؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 0.2 في المائة بحلول الساعة 07:10 بتوقيت غرينتش، مع انخفاض مؤشري القطاعين العقاري والتكنولوجي سريعي التأثر بحركة الفائدة 1.6 و1.7 في المائة على الترتيب، إثر تصريحات مؤيدة للتشديد النقدي من مسؤولين «البنك المركزي الأوروبي» تشير إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة. وحدّ مؤشر قطاع الأغذية والمشروبات من الخسائر بارتفاعه 0.5 في المائة. ولدى بريطانيا الآن أعلى معدل لتضخم أسعار المستهلكين في غرب أوروبا رغم انخفاضه إلى 10.1 في المائة في مارس من 10.4 في المائة في فبراير (شباط). وفي آسيا، أغلق مؤشر «نيكي» الياباني على تراجع يوم الأربعاء، لينهي ارتفاعاً استمر 8 أيام، متأثراً بنزول أسهم التكنولوجيا ذات الثقل. وهبط مؤشر «نيكي» 0.18 في المائة إلى 28606.76 نقطة، بعد أن أغلق عند أعلى مستوى منذ 22 أغسطس (آب) أول من أمس الثلاثاء. وكان ارتفاع المؤشر مدفوعاً بالتفاؤل بشأن الملياردير وارين بافيت الذي يتطلع إلى زيادة الاستثمار في البلاد. ونزل مؤشر «توبكس الأوسع نطاقاً» 0.02 في المائة إلى 2040.38 نقطة. وارتفع قطاع التأمين 2.31 في المائة ليصبح الأفضل أداء بين 33 مؤشراً فرعياً في بورصة طوكيو. وزاد قطاع البنوك 1.16 في المائة. وصعدت 103 أسهم على «نيكي»، بينما انخفضت 110، واستقر 12 سهماً.
من جانبها، تراجعت أسعار الذهب أكثر من واحد في المائة، الأربعاء، متأثرة بارتفاع عائدات السندات الأميركية وصعود الدولار مع رهان بعض المستثمرين على أن وقف «مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)» لدورة رفع أسعار الفائدة سيستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً. وهبط الذهب في المعاملات الفورية 1.5 في المائة إلى 1974.89 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.7 في المائة إلى 1984.90 دولار.
وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأميركية إلى أعلى مستوى في شهر واحد، لتنتشل الدولار بشكل أكبر بعيداً من أدنى مستوياته في عام، مما يجعل الذهب أكثر تكلفة للمشترين حائزي العملات الأخرى. وقال أولي هانسن، رئيس «استراتيجية السلع» في «ساكسو بنك»، إن عودة الأمور إلى نصابها ترجع إلى تعديل السوق مجدداً توقعاتها لمسار رفع «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة. ومن شأن ارتفاع أسعار الفائدة أن يقلل جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً. وقال هانسن إن سعر تداول الذهب أيضاً تراجع عن المتوسط المتغير لمدة 21 يوماً البالغ نحو 1990 دولاراً، مما يشير إلى فقدان بعض الزخم، وأدى إلى بعض عمليات جني الأرباح. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 1.9 في المائة إلى 24.73 دولار للأوقية، كما انخفض البلاتين بالنسبة نفسها إلى 1062.46 دولار، وتراجع البلاديوم 0.6 في المائة إلى 1598.45 دولار. وصعد الدولار مقابل الين 0.19 في المائة إلى 134.35 ين للدولار، بعد التراجع 0.29 في المائة يوم الثلاثاء. واستقر الدولار الأسترالي عند نحو 0.6730 دولار يوم الأربعاء، بعد ارتفاعه 0.41 في المائة في الجلسة السابقة. وتراجع اليورو قليلاً إلى 1.0967 دولار بعد الارتفاع، الثلاثاء، 0.42 في المائة. كما انخفض الجنيه الإسترليني قليلاً إلى 1.2420 دولار بعد ارتفاعه 0.38 في المائة أول من أمس. وسجل مؤشر الدولار، العام الماضي، ذروة 16 شهراً، ووصل إلى أعلى مستوى في عقدين عند 114.78 في نهاية سبتمبر (أيلول)، قبل التراجع الحاد المستمر حتى بداية فبراير. واسترد قوته بعد ذلك بعد أن أشعلت أزمة مصرفية المخاوف من ركود عالمي، ووصل إلى أعلى مستوى في 3 أشهر في أوائل مارس.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
TT

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القطاع، مشيراً إلى أن المنظومة حققت نسبة امتثال بلغت 94.4 في المائة في تطبيق معايير الأمن، وذلك ضمن تقرير «التدقيق الشامل لأمن الطيران» الذي أصدرته «منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)»؛ مما يضع البلاد في مصافّ الدول الرائدة عالميّاً بهذا المجال.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد تزامناً مع «أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024»، الذي تستضيفه حالياً عُمان خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالتعاون مع منظمة «إيكاو»، وبمشاركة قادة ورؤساء منظمات وهيئات الطيران المدني بالعالم.

وأفاد الدعيلج بأن «التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجه القطاع حالياً تتسم بالتعقيد والتنوع، كالهجمات السيبرانية واستخدام الطائرات من دون طيار في أعمال تهدد الأمن، بالإضافة إلى التهديدات الناشئة عن التقنيات الحديثة، مثل الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الرقمية للطيران»، مشيراً إلى أن «هذه التهديدات أصبحت تُشكّل خطراً جديداً يحتاج إلى استراتيجيات مبتكرة للتصدي لها».

وأوضح الدعيلج أن «جهود السعودية في مجال أمن الطيران المدني، تتمحور حول مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الجاهزية الأمنية وضمان سلامة القطاع على جميع الأصعدة».

ووفق الدعيلج، فإن بلاده «عملت على تحديث وتطوير الأنظمة الأمنية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية، عبر تعزيز أنظمة الكشف والمراقبة في المطارات باستخدام تقنيات متقدمة، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر وتقديم استجابات سريعة وفعالة للتهديدات المحتملة».

وأضاف الدعيلج أن السعودية «أولت اهتماماً كبيراً بالأمن السيبراني في ظل التحديات التكنولوجية الراهنة؛ إذ طورت برامج مختصة لحماية الأنظمة الرقمية ومنصات الحجز والعمليات التشغيلية للطيران، مما يعزز قدرة القطاع على التصدي للهجمات الإلكترونية».

وأشار الدعيلج إلى أن السعودية تسعى إلى بناء قدرات بشرية متميزة في هذا المجال، «عبر إطلاق برامج تدريبية متطورة بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية».

وقال الدعيلج إن السعودية «ساهمت بشكلٍ كبير في دعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمان في هذا القطاع الحيوي، وأسهمت بشكل فعال في تطوير استراتيجيات أمنية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ بهدف تعزيز التنسيق الأمني بين الدول، وهو ما يضمن استجابة سريعة وفعالة للتحديات الأمنية».

وواصل أن بلاده «شريك رئيسي في المبادرات الدولية التي تقودها (منظمة الطيران المدني الدولي - إيكاو)، وأسهمت في صياغة سياسات أمن الطيران وتنفيذ برامج تهدف إلى تحسين مستوى الأمن في جميع أنحاء العالم، من ذلك استضافة المملكة المقر الدائم لـ(البرنامج التعاوني لأمن الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط CASP - MID) التابع لـ(إيكاو)، ودعم (منظمة الطيران المدني الدولي) من خلال مبادرة (عدم ترك أي بلد خلف الركب)».