مقتل 35 شخصاً بهجومين على رعاة وجامعي الكمأة في سوريا

تجار يعرضون كمأهم الصحراوي في مدينة حماة وسط سوريا مارس الماضي (أ.ف.ب)
تجار يعرضون كمأهم الصحراوي في مدينة حماة وسط سوريا مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

مقتل 35 شخصاً بهجومين على رعاة وجامعي الكمأة في سوريا

تجار يعرضون كمأهم الصحراوي في مدينة حماة وسط سوريا مارس الماضي (أ.ف.ب)
تجار يعرضون كمأهم الصحراوي في مدينة حماة وسط سوريا مارس الماضي (أ.ف.ب)

قتل 35 شخصا جراء هجومين شنهما مسلحون من تنظيم «داعش» الأحد في سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتحدث المرصد في حصيلة جديدة عن مقتل الأشخاص خلال جمعهم الكمأة في وسط سوريا، جراء هجوم شنّه مسلحون تابعون لخلايا تنظيم «داعش»، كما قتل أربعة رعاة ماشية في ريف دير الزور في هجوم منفصل.
وأفاد المرصد في حصيلة سابقة، أمس، أن 26 شخصاً على الأقل قتلوا خلال الهجوم، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في حصيلة مماثلة «استشهد 26 مواطناً في هجوم نفذه تنظيم داعش الإرهابي على الأهالي خلال جمعهم الكمأة بريف حماة الشرقي».
وتحدث المرصد عن مقتل «مدنيين وعسكريين إثر هجوم مسلح عليهم خلال جمعهم الكمأة بمنطقة دويزين شرق حماة في وسط البلاد، موضحاً أن 12 قتيلاً هم من المقاتلين الموالين للنظام». ونقلت سانا عن مصدر في الشرطة، أن مسلحي التنظيم «هاجموا مجموعة من الأهالي كانوا يجمعون الكمأة في أراض» بريف حماة الشرقي.
وفي حادثة منفصلة، قتل أربعة رعاة ماشية وخطف اثنان أثناء رعيهم الأغنام في ريف دير الزور خلال هجوم شنه مسلحون رجّح المرصد أن يكونوا تابعين لخلايا التنظيم.
وأضاف أن المسلحين كانوا «يستقلون دراجات نارية ومعهم أسلحة رشاشة»، وسرقوا كامل قطيع الأغنام.
يذكر أنه خلال سيطرته على مناطق واسعة في سوريا، بدءاً من العام 2014، سيطر تنظيم «داعش» على بلدات وقرى عدة في ريف حماة الشرقي، قبل أن يتم طرده منها عام 2017.
ومنذ بدء موسم جمع الكمأة في فبراير (شباط)، يشنّ التنظيم بشكل متكرر هجمات تستهدف العمال في البادية السورية المترامية الأطراف، تتخللها عمليات إطلاق رصاص وخطف. وبلغت حصيلة القتلى جراء هجمات التنظيم في البادية السورية منذ مطلع العام، أكثر من 230 شخصاً، معظمهم مدنيون وفق المرصد.
ورغم المخاطر، يواصل سكان المناطق المتاخمة للبادية السورية جمع الكمأة التي يستمر موسمها في أبريل (نيسان) وتباع بسعر مرتفع، ما يفسّر الإقبال على جمعها في ظل ظروف اقتصادية صعبة مع حرب مستمرة منذ أكثر 12 عاماً. ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد إجمالاً بين 5 و25 دولاراً، وفق جودة الثمار وحجمها.
وفي 24 مارس، قتل 15 شخصاً أثناء جمعهم الكمأة جراء هجوم شنّه التنظيم وسط سوريا، وفق المرصد، كذلك قتل في منتصف فبراير 68 شخصاً أثناء جمعهم الكمأة جراء هجوم شنّه التنظيم المتطرف في ريف حمص الشرقي.
وقتل في 4 أبريل قيادي بارز في تنظيم داعش، هو المسؤول عن التخطيط لهجمات في أوروبا، في ضربة شنتها القوات الأميركية في شمال غربي سوريا، وفق ما أعلنت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي «سنتكوم». وقال قائد القيادة الوسطى مايكل كوريلا في بيان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات الأميركية «شنّت ضربة أحادية الجانب في شمال غربي سوريا، أسفرت عن مقتل خالد إياد أحمد الجبوري، القيادي البارز» في التنظيم.
ورغم الضربات التي تستهدف قادته وتحرّكاته ومواقعه، لا يزال التنظيم قادراً على شن هجمات وتنفيذ اعتداءات متفرقة خصوصاً في شرق سوريا وشمال شرقها وفي البادية السورية المترامية الأطراف.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

قالت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، السبت، إنها هاجمت السفينة «جروتون» التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين المدعومين من إيران في بيان: «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، نفذت قواتنا المسلحة عملية عسكرية استهدفت السفينة (جروتون)، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى مواني فلسطين المحتلة».

وأضاف سريع: «نفذت العملية القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية. وقد أدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل دقيق ومباشر».

وأشار إلى أن هذا الاستهداف «هو الثاني للسفينة بعد استهدافها في الثالث من أغسطس (آب) الحالي».

وأوضح المتحدث العسكري الحوثي أن قوات جماعته «أكدت نجاحها في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وكذلك فرض قرار حظر الملاحة في منطقة العمليات المعلن عنها على جميع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه، بغض النظر عن وجهتها أو السفن التابعة لشركات لها علاقة بهذا العدو».

كما أكد سريع استمرار عملياتهم البحرية في منطقة العمليات التابعة لهم «وكذلك استمرار إسنادها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 يواصل الحوثيون استهداف كثير من السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، ويقولون إن هذه العمليات تأتي «نصرة لغزة».